كفّـان ضارعانِ إلى السحاب يتهدلُ شعرها الذهبي فوق التراب ملقاةً على أطرافِ الغاب وتبتسم .. إذا أشرتُ ساهمًا إلى التراب
يقول الناقد ( أحمد راشد ) عن الديوان :
الرحيل لا يكون إلا اضطرارًا ، إذ ما يجبر الراحل عليه إلا ظروف اسثتنائية ؟ إن الطبيعة الإنسانية –على مدى العصور – لا تتغير إذ أنها رغم حركة المجتمع النشطة إلا أن الميل للاستقرار طبع فطري في النفس ، مما يجعل الرحيل والفعل ترحل مثار تساؤل . التي – بتأويلاتها المتعددة- ما سبب رحيلها ؟ وإلى أية مدى سيظل الرحيل لا يتغير ؟ إنه سؤال تجد الإجابة عنه في بعض القصائد والتي تمثل محور ارتكاز العمل . لكن لندع هذا الفعل مؤقتًا وندلف إلى "هناك" :ظرف مكان للبعيد . إذًا لقد بدأت عملية الرحيل لكنها لم تنته بعد ، ولعل في الأسطر القادمة الإجابة على تساؤلات القارئ حول سبب التسمية . *** لعل القصيدة (عاش قيصر) تمثل نقطة الانطلاق لفهم الرؤية التي يتبناها الشاعر . فالقيصر ذلك الوافد الأجنبي –وهو ذكر-لم يتعود أن يكون المكان متسعًا لاثنين إما هو أو هي (التي) وهذه (التي) بحكم قوانين الطبيعة لابد لها من الاستجابة للقوة الغاشمة التي يسيطر بها ، لترحل . غير أن الأنثى – وبما تتصف به من غموض – إذ ترحل "هناك" فإن المفاجأة قد تكون في هذه ال"هناك" التي ذهبت إليها ؛ فلعلها تجمع شمل أبنائها المشتتين المشردين هناك لتعود شماء كالجبال وتحكي "كلمات فوق شاهد قبر". *** إذًا رغم الرحيل ، ورغم أن المستقر "هناك" إلا أن الفعل ترحل جعل باب الاحتمالات مفتوحًا على مصراعيه لا سيما وأن الأرض كروية دائرية الشكل . ويظل في النهاية نعتها التي ترحل هناك ....... غير مطلق في ضمير القارئ بل الشاعر نفسه من حين لآخر . ومن هنا يكتسب العنوان أهمية خاصة تكمن في مجادلاته الفكرية والثقافية للواقع التي تعيشه هذه الأنثى "التي " لايزال حلم الـ(توحد) شاحذًا لهمم أبنائها .. هذا الحلم الذي عاش (قبل الميلاد)لحضارات الأرض كلها ، وسيظل حتمًا (بإذن الله) حتى يجد طريقه نحو النور .. .