ولد الدكتور نبيل علي في مصر عام 1938، حصل على البكالوريوس في هندسة الطيران عام 60، ثم على الماجستير 67 و الدكتوراة في هندسة الطيران عام 71 عمل في الفترة بين عامي 61 و 72 ضابطاً مهندساً بالقوات الجوية المصرية في مجالات الصيانة والتدريب، وفي العام 72 انتقل إلى مجال الكمبيوتر، حيث كان من أوائل العرب الذين احترفوا في هذا المجال. فعمل في الفترة بين عامي 72 و 77 مديراً للحاسب الآلي بشركة مصر للطيران، وكان أول من أدخل نظم الحجز الآلي بشركات الطيران في المنطقة العربية، ثم تقلد بعد ذلك مناصب ومستويات مختلفة في شركات عربية وعالمية في مجال الكمبيوتر في مصر والكويت وأوروبا وكندا والولايات المتحدة الأميركية حتى العام 83 حيث عمل مديراً لمشروع (صخر) للكمبيوتر، كما كان صاحب فكرة إنشائه ثم من العام 85 إلى العام 99 نائباً لرئيس مجلس إدارة شركة (صخر للبحوث والتطوير)، ويعمل الآن باحثاً متفرغاً في بحوث ثقافة المعلومات والذكاء الاصطناعي وتطبيقه على اللغة العربية. --المصدر
شاع استخدام مصطلح "الفجوة الرقمية" في خطاب التنمية المعلوماتية، ويقصد به تلك الهوة الفاصلة بين الدول المتقدمة والدول النامية في النفاذ إلى مصادر المعلومات والمعرفة، والقدرة على استغلالها لأغراض التنمية المجتمعية بمعناها الشامل. وقد سادت وجهة النظر الغربية، خاصة الأمريكية، خطاب "الفجوة الرقمية"، علاوة على كونه ما زال موصوما بصبغة تكنولوجية-اقتصادية تعمي بصيرته عن رؤية الأبعاد الاجتماعية والثقافية. والخطاب في معظمه إما من صنع مفكري الدول المتقدمة، وإما من إنتاج "ماكينة توليد الوثائق"، بالمنظمات الإقليمية والدولية، وكثير من هذه الوثائق -باستثناء عدد قليل من الدراسات الرائدة- تتغذى على نفسها، وتكرر مقولاتها، وتزخر بالتوصيات والتصورات الفوقية والقوالب الإستراتيجية النمطية، وتشكو من عجز شديد في تناول القضايا المحلية، وما أكثر الحديث عن الإبداع في عصر المعلومات، وما أندر العثور عليه في فيض المعلومات الزائد لخطاب الفجوة الرقمية. لقد أصبحنا نحن العرب في أمس الحاجة إلى خطاب مغاير قادر على تناول هذه القضية المحورية بصورة مبتكرة وواقعية، وعلى طرح رؤية واضحة وحلول مقترحة محددة للعديد من المشاكل والتحديات، وكثير منها يمثل قضايا خلافية لا سبيل لحسمها، إلا بأن يجازف البعض بطرح رؤيته بوضوح استثارة لفكر المعارضين قبل المؤيدين. تم تفريع الفجوة إلى فجوة شق المحتوى، وفجوة شق الاتصالات، بوصف هذين الشقين هما المكونين الأساسيين لمجتمع المعلومات واقتصاد المعرفة، توطئه لتفريعها إلى ثلاث فجوات نوعية هي: فجوة العقل (وتشمل فجوات الفكر والعلم والتكنولوجيا)، وفجوة التعلم، وفجوة اللغة، وثلاثتها تصب في فجوة اقتصاد المعرفة.