قضيت هذا العيد برفقة سعاد وسميرة وخديجة ابطال رواية الكاتب العراقي لميس كاظم.
عائلة فقيرة يموت عائلها ولا يترك لها أي مصدر للرزق. تحاول الأم خديجة أن تعمل أعمالا بسيطة لكي تنفق عليهم، ولكن الابنة سعاد لا ترضى بهذا الوضع، وتعيش حياة منفلتة تماما خالية من أي قيم او مبادىء!!!! وتجر معها أختها وزميلاتها ليشاركنها نفس المصير..
الغريب ان سعاد التي تركت المدرسة ولم تكمل تعليمها وعاشت مراهقتها باستهتار تتحول إلى سيدة أعمال وداهية في غضون ثلاث سنوات!! تسيطر فيها على كل من تعرفهم وتتعامل معهم، مستخدمة انوثتها ومكرها وألاعيبها، ولا يستطيع ان يقف أحد أمامها.
ثم تظهر لنا قصة رومانسية بطلتها الأخت سميرة وشاعر معارض للنظام؛ ليضيف الكاتب بعدا سياسيا للرواية.
وتنتهي الرواية بهزيمة سعاد امام الحب الحقيقي!!!!
الرواية تدور في ستينيات القرن العشرين، وأعجب ما فيها سهولة اغواء البنات وبساطة وقوع الرجال في شباك النساء المنحلات!!!!
نجمتان على الأشياء الايجابية بالرواية واللي عجبتني وكان ممكن تكون اربع لولا المشاهد الجنسية القذره اللي استكرتها كثير بالرواية وخلتني اتمنى لو اخلصها بسرعه علشان انتهي منها.. يعني فعلا بديت اهرب من الرواية العربيه بسبب هالأحداث المستنكره ..كيف يستطيع الكاتب كتابة مثل هالأحداث كأنه يوصف فلم اباحي بكلمات منمقه ومرتبه حتى مايستنفر منها الناس ولكنها كانت جدا منفرة بالنسبة لي ولأي امرأة تكره هالمشاهد -اكثر ما احببته كان قصة حب حسين وسميره والسبب كان شعر حسين وشخصيته الجميله فقط وكيف اعاد سميره لبرائتها وحبها الأول..احببت سعيد بطل الرواية الأول والوحيد بالنسبة لي..طريقة الكتابه جميله أعجبتني بغض النظر عن المشاهد القبيحه التي استبعدتها ..رأيت كلاما جميلا وشعرا رائعا أعجبني جدا وهذا ماستحق النجمتان حقا لم أحب الشخصيات كثيرا وبعد كل صفحه كنت ازداد كره لكل شخصيه عدى سعيد الأب المسكين-
كرهت تصوير الكاتب المرأه بطريقة مقيته..في كل حدث كانت المرأة هي المتسببه الأولى - بداية من زوجات الشيخ واللي كانت تقريبا نفس قصة النبي يوسف عليه السلام وانا واثقه ان الكاتب مقتبس هالشي منها ..ثم الى خديجه التي كانت ترغب بإغراء سعيد الخجول حتى قبل الزواج..وسعاد التي لم تنفك عن العلاقات المحرمه وهي المسؤوله الأولى عن الفساد في مجمل الروايه..وسميره التي وان كانت بريئة في البداية ولكنها تغيرت حتى أصبحت كأختها التي تجذب الرجال لها سواء اعجبها أولا..ورضيه الصغيره التي تغيرت فجأه واصبحت تغري مدربها الذي كان يحترم عائلتها ولم يكن يرد بها أذى!!!!! غير معقول صراحه..ليه يا أستاذ لميس ليه؟ حولت كل الاناث في الروايه الى شياطين شريره والرجال صحيح انهم كانوا ذئابا ولكنهم لم يفعلوا الكثير كما فعلت بطلات رواياتك انها
- معاملة الفتيات السخيفه لأمهن! هل الفتيات هكذا فعلا؟ يشتمن ويتكلمن مع امهن دون وجه حق وكأنها كأي شخص آخر في الحياة! لا أظن بأنهم تربوا هكذا في الماضي ..هذا المواقف أزعجتني في الرواية وأيضا أفقدتني جنوني
-لماذا لا توجد نهاية مؤلمة لسعاد..لقد أذت الكثير والكثير ولكن لم يحدث لها شيء وهذا امر مستفز حقا
- طريقة تصوير مدينة بغداد وكأنها مجتمع غربي وليست مدينه عربيه مسلمه ..شيء غير جيد ولم يعجبني ابدا
- قصة رضية مع المدرب كانت من أتفه المشاهد في الرواية فلم تكن لها بداية ولم تكن لها نهاية أيضا..كأنها غير موجوده
-النهاية لم تكن كافية ابدا ولا استطيع تسميتها نهاية حتى..تمنيت لو يحدث لسعاد شيء يغير مجرى حياتها التافهة ويجعلها ترغب لو تموت وتترك الدنيا
أتمنى لو تتغير الرواية العربية لأفضل من هذا..فالكاتب جيد حقا والقصة أكثر من جيدة ولكن ماذا عن المشاهد الساخنه هل هذه مقبولة منا نحن العرب؟! . .
انطلقت من رواية القارورة ليوسف المحيميد التي تدور أحداثها في السعودية الى العراق مع الكاتب لميس كاظم في روايته قناديل مطفأة. قناديل مطفأة تتناول قصة جيلين ، جيل الأب و هو سعيد المكافح، الذي عمل في الفلاحة مع أبيه و التي كانت على حساب دراسته فأهملها حتى خرج منها و لم يتم تعليمه، لم يستسلم فقد غادر بيت أبيه بعد شجار مع والده و الشيخ حمود اللذان كانا يعملان في مزارعه ، غادر مدينته العمارة التي ترعرع فيها الى بغداد عند عمه و زوجته ، بقي هناك الى ان توفي عمه و من ثم تزوج ابنة عمه خديجة ، و أصبح يعمل جابيا ( محصل تذاكر) في مصلحة نقل الركاب، و أنجب ٣ فتيات ( سعاد، سميرة و رضية ) و ولد واحد ( علاوي) و تنتهي القصة الأولى بموت سعيد متأثرا بمرض السل و هنا يبدأ كفاح خديجة زوجته في البحث عن لقمة العيش لها و لبناتها. الجيل الثاني و يتمثل في بناته ، سعاد تخرج من المدرسة بعد تكرار رسوبها و عدم انتقالها للمرحلة الدراسية التي يجب ان تنتقل لها، تشق طريقها بالعمل في أكبر نادي يضم رجال الاعمال في بغداد و تصبح عضوة و موظفة فعالة فيه و تنتشل أهلها و أسرتها من مستنقع الفقر الذي كاد أن يغرقهم مرات عديدة، سعاد هنا لا نستطيع القول انها بطلة و مكافحة بامتياز ، لأن معظم نجاحاتها جاءت بدفع ثمنها أغلى ماتملك، سرعان ما أصبحت سعاد سيدة أعمال مشهورة و لها العديد من المشاريع الكبيرة . سميرة البنت المجتهدة التي تهتم بدروسها و تدخل كلية الاداب، و هي بنفس الوقت شاعرة متألقة تكتب قصائد شعر جميلة تطرب الأذان لسماعها، سرعان ما تستطيع سعاد أن تجرها الى عالمها المنفتح بلا حدود بحيلها الماكرة، لكن في آخر الرواية استطاعت ان تتحدى سعاد و تقف في وجهها و تختار حياتها مع من أحبت بصدق و ان لم يكن مناسب لطبقتها الاجتماعية. رضية الاخت الصغرى تصبح سباحة ماهرة و تشارك في عدة بطولات ، و ايضا كانت تعمل لصالح سعاد في التجسس على مايحدث في اثناء غياب سعاد عن البيت. خديجة الأم المكافحة فقد استطاعت في مرحلة من المراحل النهوض بالعائلة لفترة قصيرة لكن سعاد أمسكت زمام الأمور بسبب المشاكل التي حدثت فقد منعت خديجة من إكمال عملها و ايضا ازدياد مصاريف البيت و الفتيات التي لم تعد خديجة قادرة على تغطيتها. خديجة لم تستطع السيطرة على سعاد و لم تقوى على مجابهتها فقد كانت سعاد ذو شخصية قوية يصعب ترويضها من قبل خديجة ذات الشخصية الضعيفة.
أول ١٠ صفحات من الرواية كانت مشوقة و جذابة ، فبرأي الشخصي يجب ان تكون كذلك لكي تعطي القارئ الحماس لإكمالها و معرفة مالذي سيحدث لاحقا.
ضرب لنا لميس كاظم مثال على العائلة المنفلتة ( كما أسميها) التي استطاعت سعاد أن تخضعها لسلطة المال، لكن النهاية أعجبتني كثيرا ، فقد استطاعت سميرة الافلات من قبضة أختها سعاد و هربت من السجن الذي تطوق به أسرتها و الذي يتمثل في الالتزام بقوانينها و أوامرها فهي كسيدة أعمال مشهورة لا تريد لأي تصرف طائش من عائلتها ان يهدم كل مابنته و حافظت عليه، حتى لو كان ذلك على حساب مشاعر أخواتها و أمها. استطاعت سميرة الهرب بحبها الى لبنان بمساعدة "رولا" مستشارة سعاد التي ايضا لم تستمع لسعاد و لا لمطالبها في مراقبة أختها و إعطائها تقارير دورية عنها، رفضت لأنها أحست أنه من العدل أن تختار سميرة حياتها كما تحب، و ليس لسعاد الحق في التدخل فيها ، و ايضا فقد رأت رولا في هذا فرصة للانتقام من سعاد التي كادت ان تضحي بها في إحدى صفقاتها الكبيرة .
تعلمت مفردات عراقية جديدة مثل : " الباقلاء و هي أكلة مشهورة في العراق،و ايضا الجكليت و المصقول و قد خمنت انهما انواع لحلوى لذيذة تقدم في الأفراح و المناسبات" و الكثير من الكلمات التي أسمعها لأول مرة.
الرواية بدأت بداية جميلة و جذابة و توالت الأحداث بطيئة في بعض الأحيان و سريعة في أخرى، استخدم لميس كاظم أوصافا جميلة، فقد استطاع وصف الأمكنة بامتياز و الأجواء المحيطة، ايضا استطاع ان يوضح ابعاد كل شخصية، مشاعرها و ما يطرأ عليها من تغيير في جميع المراحل بطريقة جميلة. أزعجني كثيرا استخدامه أوصاف اختلاء الفتيات بعشاقهن ، كان مبالغا فيه فقد كان وصف دقيق لكل تحركاتهن ، الأفضل لو انه لم يضمّن الرواية هذه الأوصاف التي انقصت من قيمتها الأدبية كثيرا من وجهة نظري لذلك فقد أعطيتها ٣ نجمات من ٥ كتقييم.
عن المرأة العراقية وحضورها في رواياته؛ أشار صاحب «الجسد المر» إلى أن المرأة أينما كانت هي مرآة لثقافة المجتمع ووعيه المدني، ... العاملة المثقفة، التي تهاجر بلدها بعد خيانة زوجها، وفي مهجرها في السويد تعاني الاختلاف بين المجتمعين، خصوصا عندما تتزوج بأجنبي ويبدأ صراع ثقافي بينهما. ... في روايته «عقيق النوارس»، التي قدم من خلالها خمس شخصيات نسائية، تمثل المرأة العراقية في الداخل والخارج، فالبطلة امرأة كانت مهاجرة وتعود إلى الوطن، وبداخلها حلم عراقي تريد تحقيقه من أجل هدف وطني، بعيد عن أي انتماءات سياسية أو طائفية. كما قدمت الرواية المرأة العراقية في الداخل، التي عانت الأمرين في الصراعات التي شهدها البلد منذ 2003، فهناك المرأة الصامتة التي تعمل دون أن تطلب مقابلاً أو تعويضاً، والمرأة المتلونة الانتهازية، وكذلك المرأة الملتزمة بسلوكها الاجتماعي والعادات والتقاليد.