الفصل الأول: التفاسير الوضعية الأساسية : يقدّم فيه عرضاً ونقداً لأبرز التفاسير الفلسفية الوضعية للتاريخ، وهي التفسير المثالي لهيغل، والتفسير المادي لماركس وانكلز، والتفسير الحضاري لتوينبي.
الفصل الثاني: الواقعة التاريخية : ويتناول فيه طريقة عرض القرآن الكريم للواقعة التاريخية من خلال قصص الأنبياء والمرسلين والأمم الغابرة.
الفصل الثالث: المسألة الحضارية : ويبرز فيه أهمية المسألة الحضارية في التفسير التاريخي، ويبيّن أنها تشكل القاسم المشترك بين المذهب جميعاً، ويؤكّد نصاعة تناولها من خلال آيات القرآن الكريم.
الفصل الرّابع: سقوط الدول والحضارات : ويتناول فيه مسألة تدهور الدول والحضارات وسقوطها، ويذكر أنَّ معظم مذاهب التفسير الوضعية للتاريخ تكاد تجمع على القول بحتمية سقوط الدول والحضارات، ثم يعرض لتناول القرآن الكريم لهذه المسألة، وأنَّها مرتبطة بآجال محدّدة ثابتة في علم الله، كجزء من نظام كوني متماسك.
عماد الدين خليل (ولد 1358 هـ - 1939 م) هو مؤرخ ومفكر، من أهل الموصل.
ولد عماد الدين خليل الطالب في الموصل سنة 1358 هـ - 1939 م (وقيل سنة 1941 م). حصل على البكالوريوس (الليسانس) في الآداب بدرجة الشرف من قسم التاريخ بكلية التربية ، من جامعة بغداد، سنة 1382 هـ - 1962م. ثم على الماجستير في التاريخ الإسلامي، من جامعة بغداد أيضا، سنة 1385هـ - 1965م. وثم درجة الدكتوراه في التاريخ الإسلامي، من جامعة عين شمس، سنة 1388 هـ - 1968م.
عمل مشرفاً على المكتبة المركزية لجامعة الموصل عام 1968 - وعمل معيدا فمدرساً فأستاذا مساعدا في كلية آداب جامعة الموصل للأعوام 1967-1977 عمل باحثا علميا ومديرا لقسم التراث ومديرا لمكتبة المتحف الحضاري في المؤسسة العامة للآثار والتراث/ المديرية العامة لآثار ومتاحف المنطقة الشمالية في الموصل للأعوام 1977- 1987 حصل على الأستاذية عام 1989 وعمل أستاذا للتاريخ الإسلامي ومناهج البحث وفلسفة التاريخ في كلية آداب جامعة صلاح الدين في أربيل للأعوام 1987- 1992 ثم في كلية تربية جامعة الموصل 1992-2000م فكلية الدراسات الإسلامية والعربية في دبي بالإمارات العربية المتحدة 2000-2002م فجامعة الزرقاء الأهلية/ الأردن عام 2003 م فكلية آداب جامعة الموصل 2003-2005م التي أعارت خدماته لكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة اليرموك/ الأردن؛ حيث لا يزال يعمل هناك.
- شارك في عدد من المؤتمرات والندوات الدولية العلمية والثقافية من بينها : المؤتمر الأوَّل للتعليم الجامعي بغداد العراق 1971م - والمؤتمر العالمي الثالث للسيرة والسنة النبوية الدوحة قطر 1979م - والمؤتمر الدولي الثالث لتاريخ بلاد الشام (فلسطين) عمان الأردن 1980م.
- وشارك في إنجاز عدد من الأعمال العلمية لبعض المؤسسات ومنها: المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم/ تونس - ومركز الدراسات الإسلامية/ أكسفورد - والمعهد العالمي للفكر الإسلامي/ فيرجينيا - والندوة العالمية للشباب الإسلامي/ الرِّياض.
يا معشر القراء يا ملح البلد...أين أنتم من هذا الكتاب
يتطرق المؤلف - والذي يعتبر اكتشاف مهم بالنسبة لي- للرؤية القرآنية لتفسير حركة التاريخ ويقارنها بالرؤى الوضعية لفلسفات التاريخ والحضارة
يستهل الدكتور عماد الدين خليل الكتاب بمقدمة جريئة يطالب فيها الأوساط العلمية بتنقية تفاسير القرآن من الإسرائيليات التي تسربت إليها. ويوضح أن الخطاب القرآني يتسامى على حدود الزمان والمكان بخلاف الفلسفات الوضعية التي تبقى حبيسة بيئتها وتنتج دائما كرد فعل على ما سبقها من فلسفات
حركة التاريخ تحكمها قوانين ثابتة...وبالتالي ما نعيشه ليس اعتباطيا
الكتاب مليء بالأفكار التي لم تأخذ حقها بعد في الانتشار- أول طبعة للكتاب كانت عام 1975
ستقرأ كثير من آيات القرآن بشكل مختلف بعد قراءة هذا الكتاب
الوحى هو نقطة التقاطع بين الخالق و التاريخ الإنسانى ,,هو حلقة التواصل الوحيدة مع الله من فوق سبع سماوات و مع المسملمين فى الحياة ,, فهو نقطة النور الوحيدة فى هذا العالم و التاريخ إنسانى بدون وحى مجرد عصور مظلمة لا معنى لها
التفسير الإسلامي للتاريخ للدكتور عماد الدين خليل هذا الكتاب حاول فيه مؤلفه عرض نظرة الإسلام (أو لنقل: القرآن) إلى التاريخ، من ناحية قيام الحضارات والسرد التاريخي وأفول الحضارة وسقوطها، وقدَّم لذلك بعرضٍ لأهم المدارس التاريخية المتمثلة في: المدرسة المادية بزعامة ماركس، والمثالية برزعامة هيجل، والحضارية بزعامة توينبي. أرى أن المؤلف كان في معظم الكتاب يُرسل الكلام إرسالاً، أي يأتي بفكرة (قد تكون فهمه هو للتاريخ) ثم يسرد الشواهد القرآنية (والقرآنية فقط) على فكرته، وهذا يضعنا أمام إشكال كبير: إشكال الاستدلال على الرؤى المسبقة والإتيان بشواهد على الأحكام المقررة... الترتيب في الكتاب غير مراعى، وإن التكرار الكبير في الأفكار إذا انضم إلى ما سبق يكشف عن قلة الاعتناء بالكتاب من قِبل كاتبه، وكأن الكتاب جاء نتيجة كتابة مرة واحدة وانتهى الأمر، ليلحق المؤلف استصدار ذلك العدد الكبير من الكتب، ولا ننسى أن الكم يكون في الغالب على حساب النوع، فكان يمكن اختزال الكتاب في أقل من ربع حجمه مع توضيح للفِكر وترتيب للطرح.. من العجيب وجود أخطاءٍ كثيرة في كتابة الآيات القرآنية تتراوح من نقصان حرف إلى نقصان كلمة، ومثلُ هذا في القرآن خطير.. لا شك أن في الكتاب لفتات جميلة وإلماحات جَذَّابة وعبارات رائقة جاءت من المؤلف منثورة في صفحات الكتاب، وهي في أكثرها نتاجُ لغة قوية وارتجالٍ في الكتابة.. معيبٌ على من يتكلم في التاريخ إهمال عرض شواهد تاريخية على أفكاره، مما يبقي تلك الأفكار معلقة في الهواء يُنظَر إليها من بُعُدٍ دون صلة بينها وبين الواقع التاريخي.. وعيبٌ على من يتناول التفسير الإسلامي للتاريخي دون التطرق إلى النصوص النبوية التي لها بالموضوع صلة.. والحمد لله رب العالمين تم في 28/4/2020م
عندما نتأمل في خلق الإنسان والهدف منه ثم ننظر لدوره في الطبيعة عبر التاريخ ثم نعود لننظر مرة لعلاقته معها نجد أن هناك مفارقة شديدة بين إدراك الإنسان بما هو مطلوب منه وما يفعله فعلا في الواقع ، وأن معني الحضارة التي يدركه الإنسان عبر التاريخ حتى الآن هو إدراك يفرغ الحضارة من جوهرها وهو الإنسان ، مفهوم الحضارة والتقدم يعني تقدم الآلة لا الإنسان، وماذا يعنينا إذا تقدمت الآلة وانحط الإنسان . ولكن على الجانب الآخر عندما ننظر ونتأمل في نظرة القرآن للإنسان وعلاقته مع الطبيعة نجد أن القرآن يضع الأمور في نصابها ويضع كل شئ على قدره فكل ما هو سوى الإنسان سيكون ترابا وإلا فناء أما الانسان هو الذي المنوط بالحساب من أجل هذا سخر له الله الطبيعة بعناصرها بكل بما فيها وجعل عمارتها عبادة وهدف ورسالة ووسلة تساعده على أداء ما هو مطلوب منه وإلا فلا تكون عمارة وإنما فتنة وفساد كبير .
يتبنى الكاتب في كتابه التاريخ وفق رؤية مختلفة ، فهو لا ينكر الفكرة التي تبناها هيجل ولكنه يرفض تصوره عنها ولا ينكر وجود المادة عنده ماركس لكنه يرفض سيادتها المطلقة ، ومن هنا يرى التاريخ برؤية إلهية محيطة شاملة غير قاصرة غير مهملة وغير تاركة لجانب عن الآخر ولكن تعطي كلا على قدره ، ليست من صنع البشر لكنها رؤية من خلق البشر وتاريخهم ، رؤية من فطر البشر على الاختلاف فدفعهم للحركة التي تألف منها التاريخ ، رؤية تعتبر الإنسان جوهر كل شيء ، رؤية تؤمن أن هذا الذي كرمه الله –الإنسان - وجد لرسالة ومهمة وكل ما سواه خلقه الله مُسخرا ليساعده ويمكنه من أداء هذه المهمة ، فكيف تقلب الأمور وتجله مُسخرا لما هو مسخر له؟! ، فتنحيه عما خُلق من أجله وله ، ثم إن مقاييس التقدم والتحضر لا تقاس إلا عليه ولا تقاس إلا بتقدمه هو لا بتقدم ما حوله -وإن كان ما حوله مطلوب ولكن لأجله ولأجل رسالته - ، فماذا يعنينا إذا تقدمت الآلة وانحط الذي الإنسان ، هذه الرؤية القرآنية التي تدور حول أن الإنسان هو جوهر كل شيء ، وأن كثير الحضارات المذمومة في القرآن كانت على ترف وتقدم مادي لكنها غفلت بتحصيلها للمادة وتركها للقيمة والغاية المتمثلة في الإنسان فكان هلاكها ، يقول أيضا أن التغيير على الكبراء والزعماء فقط بل لكل البشر فما وجد الظلم إلا عندما وجد قوم يقبلون الظلم وما وجد الجهل إلا عندما وجد قوم يقبلون الجهل وهكذا والآيات في كتاب الله كثيرة "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغييروا ما بأنفسهم " وهذه إشارة رائعة إلى أن التغيير في الخارج يبدأ من داخل النفس- من داخل كل نفس ليس نفس الزعماء والرؤساء فحسب - ، فكان جهادها هو الجهاد الأكبر ، ف منها وبها يرى العالم ، وعلى هذا تكون حركته فيه ، فإذا تغيرت تغيرت الرؤية وعليها تغيرت الحركة .ومن هنا كان العلم _ والتاريخ منه _ استنفار للنفس الإنسانية كي يرقيها كي يوقظها كي ينبهها كي يحسن ويقوم من رؤيتها كي يساعدها على تنقيح ما ليس لها كما يميز الطفل أمه في السوق بين الأمهات ، وفإن لم يكن العلم مستنفرا لها وموقظا فلا كان العلم ولا كان العلماء
موضوع مهم وبداية قوية للكتاب في عرض النظريات المفسرة لحركة التاريخ ولكن للأسف فكرة الكتاب الرئيسية أفتقدت العرض الجيد والوضوح وأستخدم الكاتب الدلالات القرآنية بشكل مبالغ على حساب الفكرة المراد عرضها ، والنهاية جيدة إلى حد ما في عرض أسباب سقوط الحضارات وإندثارها
الفصل الأول من الكتاب رائع ، متسلسل ، نقدي ، منطقي ، يقوم على الحجة والدليل والبرهان من دون مبالغة او محاباة ، وينقدم لنا المؤلف فيه نظريات نشوء الحضارة - المثالية عند هيغل ، المادية عند ماركس ، ونظرية التحدي والاستجابة لتوينبي ، والفصل مفيد جداً وغني - ومنه اقتبس الدكتور احمد خيري العمري ووضع في كتابه البوصلة القرآنية وهكذا عرفت عن هذا الكتاب وقرأته- أما في الفصل الثاني عن معالم الحضارة وقيامها ، تبدل الاسلوب واختلف وكانت لي العديد من الانتقادات ، اهمها : • تكرار الافكار المستمر.... بشكل ممل مزعج .... تكرار مواضيع سابقة تم الحديث عنها في المقدمة بإسهاب ... • عدم الترابط بين الافكار وانعدام التسلسل بينها... بشكل مزعج • كثرة الاقتباسات من مقالات وكتب للمؤلف مما لا يربطه بالنص إلا علاقة سطحية. • الاسلوب الخطابي العاطفي الجماهيري ، لا اسلوب النقد والمنطق والمجابهة بالحجة . • إيراد عدد كبير من آيات القرآن الكريم متتالية دون الوقوف بعدها لإستخلاص اي نتيجة او قاعدة كلية او روح مشتركة بينها... كأنها ذكرت فقط لإعطاء النص دليل واثبات من دون التعمق في معانيها الكريمة الخالدة... حتى انه في بعض المواضع اورد آيات كريمة لا تمد بأي صلة للفكرة الاخيرة المطروحة ! • هل قدم الاسلام رؤية حتمية تفائلية ؟؟
في الفصل الأخير عن سقوط الحضارات ، كانت الأمور افضل من الفصل السابق ، والافكار اكثر ترابطاً ( مع انها لم تكن متسلسلة) ، ومع انه المؤلف قدم لنا بعض الأسباب التي ادت إلى السقوط من ترف ودعة ، وانحدار للأخلاق العامة ، ،، الخ إلا انها كانت سطحية لم تصل لعمق المشكلة بالشك�� الكافي لإدراكها والتعلم منها
الكتاب فيه أفكار عميقة في جانب النظرة الإسلامية ولكن فيه عدة عيوب من وجهة نظري:
- عرض النظريات الغربية جاء مقتضبا واقتصر المؤلف على ثلاث مدارس فقط، وفي نقد هذه المدارس ينتقد نقاط لم يذكرها في عرض النظرية الخاصة بكل مدرسة - في فصول التفسير الإسلامي لم تكن المعلومات مرتبة ويغلب عليها الفوضى وبعض التكرار .. وتغيب التقسيمات والتفريعات.. يحتاج المرأ جهدا كبيرا في استحضار الأفكار الني قرأها - لم تكن النظرية الإسلامية بالعمق الكافي وهي بوجهة نظري تمتد لتكون جزء من نظرية في العقيدة الإسلامية تجاه الحياة والكون أكثر منها عرضا دقيقا لفلسفة التاريخ - اعتقد ان هناك عدة أسئلة ومواضيع كان يمكن التطرق إليها لتكمل الموضوع وتعمقه
في المقابل - يتميز أسلوب الكاتب بالبساطة والأناقة وسهولة العبارة - قدرة الكاتب على الاستدلال بالآيات في مواضعها ملفت وقد بذل فيه مجهودا كبيرا
بشكل عام الكتاب متوسط إلى جيد ولكن لا اعتقد انه يرتقي إلى مقام تقديم نظرية مكتملة ومتينة في تفسير حركة التاريخ من وجهة نظر إسلامية والله أعلم
ينقض الكاتب التفسيرات العلمانية للتاريخ وكذلك ينتقد مقولة الخميني ان الشهيد هو روح التاريخ ويبحر في آفاق التفسير الاسلامي للتاريخ من خلال القران الكريم. الكتاب رائع وسهل وممتع ويعتبر مدخل مهم لعلم التاريخ . انصح بقراءته