نبذة النيل والفرات: يستعرض المؤلف في هذا الكتاب واقع شعبين أو أمتين تمتلك إحداهما مقومات النهضة والبناء والتحديث فتصدم بمعوقات تحول دون انطلاقتها، وهي الأمة العربية، واليابانيون الذين يفتقرون إلى تلك الإمكانات ولكنهم يملكون العزيمة والإصرار والتفوق لذا فإنهم تمكنوا من الوصول في نهاية المطاف، بتذليلهم كل العقبات التي اعترضت مسارهم بالعزيمة والإصرار. يحاول المؤلف في هذه المقارنة والوصف الوصول إلى الحقيقة التي تؤكد على أن القوة الحقيقية والاستثمار المربح يظهر من خلال بناء الإنسان والتحطيط الموجه، وما عدا ذلك أمور مساندة تعمل في المسار فقط. والمسلمون يملكون من وسائل البناء والترابط أجلها وأعظمها تأثيراً والتي تتجلى في عقيدة الانتماء إلى الأمة الإسلامية، ولكن الذي ينقص المسلمين للحاق بركب الحضارة للوصول إلى ما كانوا عليه عندما كانوا صناعها هو القصور الجلي في فقه التدين أو ما يسمى بفقه الواقع-والذي يندرج ضمنه عدم إدراك قيمة العمل والإخلاص من أجله وربطه بمفهوم الدين، والذي يتحقق من خلال إدراك قيمة الإنسان لذاته، وتأثيره في مجتمعه. هذا ما يحاول المؤلف الوقوف عنده في فصول كتابه، مؤكداً على ضرورة وعي وإدراك مفهوم الدين الإسلامي الشامل، وعدم الاقتصار على بعض الجوانب دون غيرها.
هذا الكتاب كغيره من الكتب والبرامج التي تتكلم عن التطور في العالم، فغالباً يكون الانبهار بالتجربة اليابانية وكيف تجاوزت المحن والعقبات؛ فبعد نهاية الحرب العالمية الثانية وبعدها بثلاثة عقود وحدوث الطفرة الانتقالية والصناعية التي أبهرت العالم حتى أعداها سابقاً "الولايات المتحدة الأمريكية" تدرس الطريقة لكي تستخدمها. يقول الكاتب أن من أسباب تخلف العالم العربي هو "القصور الجلي في فقه التدين أو ما يسمى – بفقه الواقع مثل أدراك قيمة العمل والإخلاص فيه". الكتاب يحتوي إحصائيات ومقارنات وحلول للانطلاق بعالم يسمى بدول العالم الثالث إلى الاسبقية. محاولة رائعة للكاتب، ويعتبر موضوع التخلف وكيف اجتيازه شيء كبير يحتاج لدراسات وإحصائيات والتوقف عند آخر ما وصل له الدول المتقدمة والبدا من عندها ووضع خطط مستقبلية بكيفية التطوير.
التفوق الياباني تحدث الكاتب عن التفاوت بين اليابان والعالم العربي ونقاط التلاقي بين الثقافتين مادياً ومناخياً ودينياً، تطرق إلى اسباب نهضتهم رغم قلة الموارد ، وذكر اسباب تعثر التعليم لدينا وطرق لحلها،كتاب سهل هضمه انصح بقراءته للإستزادة