بعد ثلاثين عاماً على انخراطه في "العمل الثوري" من أجل القضية الفلسطينية، يفتح شفيق الغبرا أدراج ذاكرته ليكتب "حكاية عربية" كان جيله بطلها بعد حرب 1967.
يستعيد الكاتب أبرز محطات حياته، منذ ولادته لأسرة حيفاوية في الكويت، بعد "النكبة" بخمس سنوات، متوقفاً عند مفاصل مسيرته النضالية، لا سيما مع رفاق التنظيم الطلابي لحركة "فتح" في أوائل السبعينات، ثم مع "السرية الطلابية" و"كتيبة الجرمق". هكذا يتقاطع السرد الشخصي، مع المرويّة الفلسطينية الكبرى وتفرعاتها العربية والدولية. فـ"الطفل العروبي"، نجم العراك بالأيدي مع تلاميذ بريطانيين، هو نفسه الفتى الذي "عايره" أولاد مصريون بركاكة لغته العربية وتركوه على حافة البكاء. وهو الطالب الذي "أخاف" شريكه الأميركي في الغرفة في الجامعة، حين فاجأه بتعليق صور فدائيين مسلحين بدل ملصقات عارضات الأزياء. ثم أصبح "جهاد"، المقاتل في جنوب لبنان مع "قوات العاصفة" بقيادة ياسر عرفات.
هذا الكتاب هو قصة تحول من البراءة إلى الراديكالية، ومن الراديكالية إلى التساؤل عن طرق أخرى، إلى جانب الثورة والعنف أو بمعزل عنهما، لنصرة قضية محقة.
الكتاب شرع قلبي وفتح عينيّ على عالمٍ كامل .. وجد معظمه قبل ولادتي. حكاية المقاومة الفلسطينية منذ النكسة وحتى أوائل الثمانينات .. أعتقد بأنني في داخلي أفتقد هذا الجيل الذي لم أشهد أحلامه ولا هزائمه ولكنني ورثتها عنه بطبيعة الحال. الكتاب وثيقة حقيقية .. من الذي تخيل بأن تكون هذه هي الحياة التي عاشها الدكتور الغبرا؟ مع كل شهيد سقط / يسقط اليوم كنت أبكي في قلبي.
وأخيراً صرت أشارك الغبرا ذات التساؤل: هل حدثت هذه الحياة فعلاً أم تراها كانت مجرد حلم؟ وكيف انتهى بنا اليوم إلى سلطة فلسطينية تقمع الشعب وفصائل مقاومة مشغولة بالتناحر السخيف فيما بينها؟ كم ابتعدنا عنكِ يا فلسطين؟
يستعيد الكاتب أبرز محطات حياته، منذ ولادته لأسرة حيفاوية في الكويت، بعد "النكبة" بخمس سنوات، متوقفاً عند مفاصل مسيرته النضالية، لا سيما مع رفاق التنظيم الطلابي لحركة "فتح" في أوائل السبعينات، ثم مع "السرية الطلابية" و"كتيبة الجرمق". هكذا يتقاطع السرد الشخصي، مع المرويّة الفلسطينية الكبرى وتفرعاتها العربية والدولية. فـ"الطفل العروبي"، نجم العراك بالأيدي مع تلاميذ بريطانيين، هو نفسه الفتى الذي "عايره" أولاد مصريون بركاكة لغته العربية وتركوه على حافة البكاء. وهو الطالب الذي "أخاف" شريكه الأميركي في الغرفة في الجامعة، حين فاجأه بتعليق صور فدائيين مسلحين بدل ملصقات عارضات الأزياء. ثم أصبح "جهاد"، المقاتل في جنوب لبنان مع "قوات العاصفة" بقيادة ياسر عرفات
الغبرا في حياته غير الآمنة من يطالع السيرة الذاتية للدكتور الكويتي الفلسطيني الأصل شفيق الغبرا، والتي سردها في كتابه الأخير قبل وفاته “حياة غير آمنة..جيل الأحلام والإخفاقات”، لن يجد حتما صورة الغبرا المألوفة إعلاميا، الأكاديمي الحاضر بكامل أناقته، والمحلل السياسي المفوه في القنوات الإعلامية، فهو في هذا الإصدار يشبه جيل المخيمات، وجيل الخيبات، التي عرفتها القضية الفلسطينية من بعد النكبة، فقد وجد نفسه باكرا في معترك الصراع الاسرائيلي العربي، وبات واحدا من المنطوين تحت الجماعات والسريات الطلابية المقاومة آنذاك وهو مازال في مطلع العشرينيات من العمر. الفتى الذي عاش طفولته المترفة في الكويت، بعد قدوم والده إليها ضمن أوائل الأطباء العرب، سيكبر وتكبر معه فصول القضية الفلسطينية، حتى حين سافر للدراسة في الولايات المتحدة الأمريكية ظلت فكرة الالتحاق إلى العمل الفدائي حاضرة لديه، وكان لأجلها يقصد بيروت بين وقت وآخر، زيارات عرفته بالجيل الأول من القيادات الفلسطينية، قبل أن يقرر الإقامة فيها بعد التخرج من الجامعة من أجل التفرغ لما أسماه العمل الثوري. وجوه وشخصيات بارزة تحضر ضمن ذكريات الغبرا التي يستعيدها بكثير من التفصيل، كوادر وقيادات، مقاتلين وفدائيين، كانوا يومها على موعد مع المقاومة بمثل ما كانوا على موعد دائم مع الموت، يتشابهون ويختلفون في مشاربهم الفكرية، غير أن نضالهم ضد الاحتلال هو ما يوحدهم، ويحرضهم على صناعة الكثير من الأحلام، وفي مقدمتها تحرير الأراضي المحتلة..كان الغبرا جزءا من كتيبة الجرمق، الذراع الطلابي الذي شارك في الكثير من الأعمال القتالية، ومنها اقتحام الشريط الجنوبي المحتل، وزرع الألغام، والمواجهات وغيرها..كان منخرطا بكل حواسه وتفكيره في العمل النضالي، يتنقل معه بين التلال والأودية، ومختلف مواقع القتال مع رفاق السلاح، غير أنه ظل يحمل في داخله قلقا على رفاقه الذين سيمضون شهداء في هذا الفصل من فصول النضال. تماوجات المشهد العربي تركت أثرها في سيرة الشاب العشريني آنذاك، فقد وجد نفسه أمام إفرازات جديدة لمرحلة لم تكن في الحسبان، الاجتياح الاسرائيلي للبنان ومجازر صبرا وشاتيلا كان في مقدمتها، وتلتها الحرب الأهلية، والتدخل السوري، والانشقاقات والتحولات التي طرأت في المشهد الفكري والسياسي بعد الثورة الإيرانية، والحرب العراقية الإيرانية، كان لكل حدث وقعه وتأثيره على جيل المقاومة على حد وصفه، كان كل حدث بمثابة منعطف لإعادة التفكير بالنسبة للغبرا. يحمل الكتاب حس المراجعة لفكرة النضال المسلح والذي لم يحقق أحلام جيله، غير أنه يستدرك بالإشارة إلى دور هذا النضال في حماية القضية الفلسطينية من التصفية. جيلنا رد بطريقته على أزمة العالم العربي وهزيمة ١٩٦٧، بهذها القول يختصر الطريق إلى مسوغات الكفاح المسلح والعمل الثوري في تلك الحقبة، يقدم لنا تفسيره لتلك الحروب والمواجهات التي انتهت إلى جر حروب ومواجهات أخرى، ترك بيروت كما ترك حركة فتح وهو في الثامنة والعشرين من عمره، اتخذ قراره في لحظة شعر بأن “غابة البنادق” تحولت إلى عبء على أحلام هذا الجيل، ظل يعيش الحيرة في تحولات رفاق الأمس وعشاق السلاح، وتحول الجو العام بعد الثورة الإسلامية في إيران، حيث صعود التجربة الإسلامية على حساب التجربة اليسارية، في الوقت الذي يعتقد أن هذه الأخيرة هي الأجدر في فهم الحضارة العربية و”المواءمة بينها وبين الحضارة الإسلامية لمصلحة الحداثة”. تجربته الأكاديمية، وسنواته دراسته العليا في الولايات المتحدة الأمريكية، جعلته أكثر براغماتية، صار يتحدث عن الحريات في الدول العربية باعتبارها “هي أهم رديف للقضية الفلسطينية ونصرتها”، وبات يدعو لما يسميه “المقاومة المدنية”، مقاومة أقل تدميرا للإنسان والحياة، مقاومة تجمع النضال بالفن والكلمة، بالمسرح والسينما، وبالمقاطعة، والمسيرات، وحماية الهوية والذاكرة..الغبرا الذي غاردنا إلى عالم الآخرة في العام المنصرم يبقى رغم كل هذه التحولات الفكرية مدافعا عن تجربته في هذا الكتاب التي يرى بأنها ما كانت محمولة بحب السلاح بل بحب العدل والحرية و السلام..وراثيا في ذات الوقت رفاقه الذين مضوا في ريعان الشباب، فيما ظلت صورهم حاضرة في ذاكرته، ترفده بالأسئلة والحزن وكذلك الأمل بحل عادل للفلسطينيين.
سيرة ذاتية للدكتور شفيق الغبرا يتحدث فيها عن تجربته النضالية في بداية السبعينات مع “السرية الطلابية” التي ضمت تحت لواءها المئات من الشباب ذوي الميول اليسارية وتيارات حزبية مختلفة حاملين الحلم العربي بالوحدة والاستقلال والتحرير من قيود الاستعمار
تجربة الكاتب فريدة ومميزة لأنها وقعت في حقبة تاريخية مهمة في بداية الحرب اللبنانية الأهلية والصراعات مع حزب الكتائب اللبناني حيث عاش الكاتب تجربة الحرب بكامل التفاصيل والسلوكيات والوقائع والافكار التي توضح جوهر التجربة النضالية الفريدة
الكاتب أسهب في تفاصيل دقيقة للأحداث وأسماء كثيرة للأشخاص الذين كانوا جزء من التجربة بشكل كبير أعطى السيرة طابع ممل في في فصول مختلفة
سيرة مليئة بالتحولات ... كتبت تقرير عن هذا الكتاب ، ومن النوادر أن اكتب مقال عن كتاب معين . بسبب هذا الكتاب قلت ( أن حمل السلاح دون فكر هزيمة بحد ذاتها ) ... كتيبة الجرمق التي عرف الغبرا فيها النضال المسلح هي ذاتها التي جعلته يعيد النظر في حمل السلاح ، وهذا ما ذكره في نهاية الكتاب ( في إمكان المقاومة أن تهزم أعداءها في فكرهم وأخلاقهم وسلوكهم ومرحلتهم التاريخية قبل أن تهزمهم في ساحة المعركة) . هذه العبارة نتاج لأسباب عديدة ذكرها الغبرا في كتابه ...
كتاب ملهم .. الحياة من أجل قضية .. الطموح الذي كان يدفع البدايات .. ويعميها أحياناً .. والواقع الذي ينهدّ بالمسيرة نحو الممكن .. قصة النضال الفلسطيني وحركة فتح .. آمال التحرير .. استغلال القضية .. الدفاع عن الوجود .. خذلان الأصدقاء .. تاريخ قريب لم ندركه ولم نعايشه لكنه تاريخ مصيري لجانب من مسيرة قصية فلسطين .. بجانب هذا الكتاب أنصح بكتاب من يافا بدأ المشوار ..
كتب الغبرا لنا هذه الصفحات لنرى التاريخ النضالي للشعب الفلسطيني من زاوية اخرى، من اشخاص اخرين، من أطر فكرية مختلفة. إن الكتاب يوصلنا الى أجوبة عن أسئلة لماذا هزمنا ؟ ولماذا وصلنا الى ما نحن عليه الان؟ لان الكتاب يشكل أحد اهم المصادر التاريخية الغية تقليدية حول حقبة هرمنا من التطبيل والتزمير لها. الغبرا يقدم لنا تجربة جيل الاحلام والاخفاقات لنصنع جيل الواقع والانتصارات.
انتهت الحياة الغير آمنة، انتهت بما فيها من ألم عربي مقدسي فلسطيني، انتهت و هي تحكي قصة الضياع التي كتبها حكام العرب الذين كانوا يتغنون بالعروبة و الحلم العربي في تحرير فلسطين، و على رأسهم صدام حسين الذي بدأ في تدمير مركب النصر حين بدأ في قتال إيران بعد أن مزق اتفاقية الجزائر و أشعل الجنوب اللبناني ضد الفلسطينين و خصوصا حركة أمل التي وجدت نفسها تحارب السني الذي يهدد دينها في إيران، و بعد هذا دخل الكويت التي كانت معه قلبا وقالبا في حرب لا ناقة لها ولا جمل ، الا انه عربي ، شتت صدام حسين العرب في حرب إيران و إحتلال الكويت. حاول شفيق الغبرا أن يثبت ان المثقف القائد المتسامح المتجانس مع باقي الطوائف يستطيع أن يصنع قوة مقاولة تحرر الأرض و لكن الجهل العربي وقادة لا يريدون الا أمجاد لهم و صور و تماثيل لهم في الميادين كانوا هم سبب النكبه و النكسة . حياة غير آمنة و لن تكون آمنة الا حين يسند الأمر إلى أهله.
حياة غير آمنة، جيل الأحلام والإخفاقات تأليف: د. شفيق الغبرا يقع الكتاب في سبعة عشر فصلاً تمتد عبر 409 صفحات تتضمن فهرسًا للأعلام وآخر للأماكن، صدر الكتاب والذي يُعد شكلاً من أشكال السيرة الذاتية في طبعتين حتى الآن عن دار الساقي كانت الأولى في عام 2012 فيما جاءت طبعته الثانية في عام 2019. الفصل الأول: حمل هذا الفصل عنوان "بداية مثقلة بأعباء السياسة (1953-1967)"، يتحدث فيه الكاتب عن بداياته، ولد لعائلة فلسطينية في الكويت قبل الاستقلال، والده من حيفا المدينة الفلسطينية الساحلية، طبيب تخرج قبل النكبة، السنة التي خسرت فيها العائلة تجارتها ومنزلها واضطرها الأمر للجوء إلى مصر، أما والدته فهي من مدينة طبريا. يروي الكاتب كيف قلبت النكبة حياة العائلة وكانت سببًا في تشتتها كما حال العائلات الفلسطينية الأخرى بعد أن دمرت القرى عن بكرة أبيها. كما يتعرض الكاتب لحياته في الكويت والتي تزامنت مع بدايات تنفيذ البرنامج التنموي لتخضير الصحراء وتمدينها. كما يعرج الكاتب إلى سنواته الدراسية الأولى في لندن، التي انتقل إليها بحكم حصوله والده على منحة دراسية للتخصص في القلب. إذ وجد نفسه في موقف المدافع عن هويته في مواجهته مع الآخر باختلاق الصخب في المدرسة، وتشاء الصدف أن يقع في موقف مشابه عندما يتعرض للضرب من قبل أطفال مصريين خلال زيارته للقاهرة، ظانين أنه إنجليزي. يستعرض الكاتب التحاقه في المدارس في الكويت التي وجد أنها قد حققت تقدمًا عمرانيًا مدهشًا خلال الفترة التي قضاها في لندن، وتتلمذه على أيدي معلمين فلسطينيين وآخرين من جنسيات عربية مختلفة، وحتى لا يخسر شفيق الطفل مهارات اللغة الإنجليزية ألحقه والده في مدرسة داخلية في لبنان. الفصل الثاني: العمل الطلابي من الكويت إلى بيروت: يتحدث الكاتب في هذا الفصل عن سنوات مراهقته حتى سنة 1976، واصفاً الحياة الاجتماعية في ذلك الوقت بالانفتاح والحرية، ثم تطرق لعلاقته بالطلبة الفلسطينيين الناشطين والتي بدأت تتعزز في ثانوية الدعية، الأمر الذي أحدث تغييرًا جوهرياً في شخصيته، وكيف كان لقاؤه الأول مع أبي إياد، ثم يسترجع عودته للمدرسة الصيفية في برمانا في لبنان حيث امتزجت الحياة الفكرية بالثقافة والسياسة بالفن والموسيقى، حيث كان لبنان مركزًا للقضية الفلسطينية، يتحدث الكاتب من خلال خبرته في مدرسة برمانا والأنشطة التي كان يقوم بها، أن دور المدرسة هو مساعدة الطالب على اكتشاف نفسه والإيمان بها وبحقوقه. الفصل الثالث: في الولايات المتحدة: الجامعة والسياسة 1971 يتحدث الكاتب في هذا الفصل عن حياته الجامعية في الولايات المتحدة الأمريكية حيث تعرف هناك على طبيعة المجتمع الأمريكي، ثم انتقاله للدراسة في جامعة جورج تاون. الفصل الرابع: طلبة مقاتلون في بيروت 1973: يستسهل الكاتب هذا الفصل بالحديث عن العملية الفدائية التي استهدفت الفريق الإسرائيلي الأولمبي المشارك في دورة الألعاب الأولمبية في ميونخ، ورد إسرائيل الانتقامي في لبنان باغتيال ثلاثة من كبار قادة فتح بعد أشهر، وبداية التوتر نتيجة هذه الحادثة بين النظام اللبناني والمقاومة وأنصارها في لبنان، ويتحدث عن دور الطلبة في حماية المقاومة والوجود الفلسطيني في لبنان. كما يتطرق لالتحاقه بمعسكر مصياف ولقائه عرفات والذي وصفه باللقاء الحاد. ثم يتحدث الكاتب عن قراره بعد التخرج بالتفرغ للعمل الثوري ولقائه بالشيخ صباح السالم رحمه الله. الفصل الخامس: في غابة البنادق في لبنان 1975: يصل الكاتب لبنان وقد غدا لبنان القاعدة التي يتوجه إليها كل عربي يريد مواجهة إسرائيل حيث غدت بوابة المواجهة الوحيدة المتاحة، صادف وصول الكاتب بدء شرارة الحرب الأهلية اللبنانية، يتطرق الكاتب هنا إلى الهدف الذي بدأ القادة في الحركة الفلسطينية يتحركون لأجله بعد حرب 1973، ألا وهو دولة فلسطينية مستقلة، لكن عدالة القضية الفلسطينية جعلت لكثير من الأخطاء أن تمر وأن يُغض النظر من قبل محبيها ومناصريها في العالمين العربي والإسلامي عن الكثير من سوء التقدير. تنامى تيار فلسطيني يرفض انحراف البندقية المقاتلة عن قتال إسرائيل والتورط في الحرب الأهلية اللبنانية، لكنه في ذلك الوقت كان يسعى لإيجاد معادلة لحماية الأصدقاء والحلفاء في لبنان. يتحدث الكاتب أيضاً عن بدايات تأسيس السرية الطلابية التي سترابط على جبال الجنوب المقابل لجبال فلسطين وستقاتل فيما بعد وتعرف بكتيبة الجرمق. الفصل السادس: في فتح لاند 1975: مع وصول الكاتب للبنان مع بداية نشوب الحرب الأهلية، يتعالى في ذهنه سؤال عن الهدف الذي أتى بسببه للبنان بعد أن أنهى دراسته الجامعية، فهو حتمًا لم يأت للانخراط في حرب أهلية بدأت تدور رحاها في لبنان في ذلك الوقت، وهو ذات الأمر الذي جعله ينطلق نحو الجنوب حيث بدأت تتشكل السرية الطلابية والتي أتت نتيجة لإعادة تقييم أداء حركة فتح بعد حرب 73 والتي تشكلت من قوى اليسار وطلبة وضمت بينها شباب من العرب واللبنانيين والفلسطينيين، يفرد الكاتب هنا الكثير من تفاصيل الحياة الصعبة التي عاشها أفراد السرية الطلابية. الفصل السابع: الحرب الأهلية اللبنانية-حرب مع الذات: يتحدث الكاتب هنا عن دخول لبنان في نفق مظلم بعد فشل جهود تطويق الحرب التي سعت إليها أطراف كثيرة، لكن في المقابل هناك من كان يسعى لدعم تصعيد الحرب ومنها نظام الأسد والموالين له (وكان من بينهم بعض القيادات الفلسطينية) لتعزيز سلطة النظام في سوريا من خلال الدور الإقليمي. أما السرية الطلابية التي شكلت في صنين سنة 75، حيث أخذت على عاتقها حماية السكان والمنازل في المناطق المأهولة. يتحدث الكاتب هنا عن المواجهة الأولى في هذه الحرب للسرية الطلابية في معركة البرجاوي حيث تفقد السرية الطلابية بعض أعضائها، ويدرك الكاتب أولى الدروس التي تعلمها من خلال قتاله، إذ يرى أن أهم ما في الحرب هو الاقتناع بالمعركة من جانبها السياسي ومبرراتها لهذا يمكن أن تتفوق القوات الأقل تدريباً على جيوش جرارة. يعود الكاتب للكويت لفترة بسبب المرض إلا أنه يرجع للبنان في نهاية حزيران 76 حيث تدخل الحرب الأهلية منعطفاً جديداً يتدهور فيه التحالف السوري مع الوطنيين اللبنانيين والفلسطينيين. الفصل الثامن: التدخل العسكري السوري في لبنان: يتحدث الكاتب في هذا الفصل عن بدايات التدخل العسكري السوري في لبنان في صيف 76، يروي كيف لم يستطع أبو جهاد إطلاق النار على الجيش السوري حتى وصوله لبحمدون التي تعد خطاً أحمر بالنسبة للحركة الفلسطينية والوطنية اللبنانية. وتستمر المعارك والمواجهات ويتوالى فقدان القادة بسقوطهم في المعارك، وقد تغيرت قيادة السرية الطلابية حيث أصبحت بقيادة معين الطاهر بعد استشهاد (عبد القادر جرادات). تزداد لبنان انقسامًا ويزداد التحريض على الوجود الفلسطيني. الفصل التاسع: محنة جيل مقاوم بحمدون نموذجاً: يؤرخ الكاتب في هذا الفصل لمحنة جيل مقاوم أعد نفسه لمواجهة العدو تاركًا مستقبلاً واعداً ناذراً نفسه لمواجهة العدو أملاً في تحرير الأرض، ليجد نفسه في نهاية المطاف في مواجهة أشقاء في معركة فرضت عليه، يتحدث الكاتب في هذا الفصل عن نهاية المرحلة الأولى من الحرب الأهلية اللبنانية حيث تتدخل السعودية لوقف المعارك بعد معركة بمحمدون التي أبلت فيها السرية الطلابية بلاء حسناً وقاتلت قتالاً مستميتاً، وفقدت سوريا جراء تدخلها في لبنان جزءًا كبيراً من التعاطف بين الدول المناصرة للقضية الفلسطينية يرتقي لدرجة النقد لها. إلا أن ما يحدث كان شديد البشاعة على الأقل فهذه ليست معركة مع إسرائيل. الفصل العاشر: السرية الطلابية في مواجهة إسرائيل: يعرض الكاتب في هذا الفصل لانتقاله والسرية الطلابية لبنت جبيل حيث الجنوب اللبناني وحيث المعركة الحقيقية في مواجهة إسرائيل العدو الحقيقي، يتحدث الكاتب عن الدور الذي لعبيته السرية الطلابية والعلاقات التي قامت ببنائها في المنطقة ومحاولتها فرض الأمن، وتعرضها لأشكال الفساد التي ظهرت ضمن بعض الفئات في مختلف التنظيمات السياسية. الفصل الحادي عشر: الحرب المستمرة حول بنت جبيل: يرصد الكاتب في هذا الفصل للحال في بنت جبيل القرية الجنوبية الاستراتيجية التي ترتفع 700 م عن سطح الأرض، وذلك قبيل الثورة الإسلامية القادمة بعد ذلك في إيران، يرصد للتوترات بين حركة أمل والأطراف اللبنانية والفلسطينية، ثم محاولات المنشق سعد حداد التوسع في قرى الجنوب اللبناني ومحاولة إسرائيل استغلال الخلافات الاجتماعية بين عوائل القرى الجنوبية، وتأجيج الفرقة بينها كما يرصد بذلك لحالة الاختراق التي عاشتها المنطقة في تلك الأيام، ويعرج الكاتب على زياراته للكويت ولقائه بالشيخ سعد العبدالله، والشيخ صباح الأحمد رحمهما الله. الفصل الثاني عشر: ثوار ووجهاء وأهال: يبدأ الكاتب هذا الفصل بقرارين الأول، ترقيته لملازم أول بسبب دوره في معركة الطيبة ورب الثلاثين، وقرار آخر بنقل السرية الطلابية من بنت جبيل، وهنا يشرح الكاتب الآثار السلبية المترتبة على الفصل بين العمل الفدائي والعمل الاجتماعي، وهو الأمر الذي عملت السرية الطلابية على تفاديه فيما لم تنجح كتائب أخرى، الأمر الذي أفقد الأخيرة دعم الأهالي. يتطرق الكاتب أيضاً في الحديث عن ظواهر سلبية في تعامل المنظمات مع بعضها البعض سلبياً، وعمل المنظمات لحساب الأنظمة العربية الأخرى، الأ/ر الذي أوقعها في خلافات وصدامات وأبعدتها عن هدفها الرئيس. يختم الكاتب هذا الفصل بزواجه وارتباطه بالدكتورة تغريد، ويعرج على بداية الانقلاب بزيارة السادات لإسرائيل. الفصل الثالث عشر: العودة لبنت جبيل والتصدي لتوسعة الشريط الأمني: يتحدث الكاتب في هذا الفصل عن العودة لبنت جبيل للتصدي لتوسعة الشريط الأمني، كيف حاولت الكتيبة العمل على ترميم العلاقة بين الفدائيين وأهالي القرى والتي تضررت إما نتيجة للأفعال السلبية لبعض أفراد المنظمات الأخرى أو بسبب استهداف القرى من قبل القوات الإسرائيلية، وهناك أمر آخر ألا وهو التصدي لمحاولات الجيش استمالة أهل القرى في الشريط المحتل. استمات المقاتلون في الحد من قدرة الجيش الإسرائيلي على التوسع في الشريط الحدودي. الفصل الرابع عشر: الكتيبة الطلابية أمام الاجتياح الإسرائيلي: يستهل الكاتب هذا الفصل بالعملية الفدائية التي قادتها الفدائية الفلسطينية: دلال المغربي" مع مجموعة للسيطرة على حافلتين عموميتين إسرائيليتين، ويتذكر حين سمع نبأ العملية لقاءه معها وكيف أنها أرادت دوراً في القتال أكبر مما أتيح لها في الجنوب. ويتحدث في هذا الفصل عن تفاصيل المعارك التي دارت سنة 78 والتي تلت العملية الفدائية وأدت خسارة هذه المعركة إلى احتلال قرى الجنوب اللبناني قبل صدور قرار وقف إطلاق النار. ولم تتوقف الخسارة على خسارة الأرض إنما سقوط الشهداء من الكتيبة من رفقاء السلاح، ولعل فقدان الاسناد العربي في هذه المرحلة كان من أهم أسباب الخسارة التي حدثت، يتحدث الكاتب في هذا الفصل عن توليه أمر ابلاغ أهالي الشهداء من رفاقه بنبأ استشهادهم، وهو أمر يفوق في صعوبته أشد المعارك. الفصل الخامس عشر: إعادة انتشار وجبهة جديدة: يتحدث الكاتب عن تزايد انسحاب العرب من القضية الفلسطينية حيث سعت مصر لعقد صفقة مع إسرائيل ولبنان غارق في الحرب الأهلية، والسخط من الوجود الفلسطيني بات يزداد حيث يشعر اللبناني أن الوجود الفلسطيني مسؤول عن خسارته لبيته ووطنه وحياته، يتحدث عن استمرار المعارك وتزداد شدتها، وخسارة المزيد من الشهداء، كما يتحدث عن دور المرأة في هذه الفترة والذي تنوع بين التوثيق والدعم اللوجستي للمقاتلين. الفصل السادس عشر: الثورة الإسلامية في إيران وانقسامات الجنوب: في عام 79 أصبح الفلسطينيون وحدهم تمامًا وبلا مساندة عربية واندلعت الثورة الإيرانية التي أثارت في بداياتها التفاؤل والتأييد ومن الفلسطينيين على وجه التحديد، والتي أثرها يمتد مقدمة لنمو الإسلام السياسي مقابل تراجع الحركات القومية واليسارية والعلمانية والليبرالية، ثم التمهيد لبروز حرب الله، وفي الفترة من 81-82 ونتيجة لتنامي الخلاف بين حركة أمل وأطراف الحركة الوطنية والمقاومة الفلسطينية تتحول كتيبة الجرمق لقوات فصل عوضاً عن مواجهتها لإسرائيل. الفصل السابع عشر: المغادرة والوداع: مع بداية الثمانينات بدأ الوضع أكثر ضبابية حيث بدأت البوصلة بالتشتت فسلام في مصر مع إسرائيل، وتورط العراق في حرب مع إيران، واحتدام الحرب الأهلية في لبنان بما فيه الصراع الداخلي بين الفصائل الفلسطينية، والحركة الوطنية من جهة وحركة أمل من جهة أخرى. يقرر الكاتب مغادرة الجنوب، وهو القرا الذي لم يكن سهلاً أبداُ فهو يغادر "جهاد" الذي سكنه لسنوات عدة. ثم يتحدث عن الاجتياح الإسرائيلي سنة 82، ولعل من اهم المحطات التي يتوقف القارئ عندها سرعة اختراق إسرائيل منطقة الجبل حيث الوجود السوري الكثيف، ثم مجازر صبرا وشاتيلا ومعتقل أنصار (1)، و(2)، ومع مرور الوقت يتضح الكم أصبحت المسافة أبعد عن فلسطين. ينهي الكاتب بما آل إليه حال رفاق النضال.
فصول قصة نضال فريدة من حياة أستاذ العلوم السياسية الدكتور شفيق الغبرا. يروي فيها جزءا هاما من تاريخ العمل الثوري العربي لتحرير فلسطين, والتي خاضها بوصفه مقاوما وأحد قيادات "السرية الطلابية" المقاتلة ضمن حركة فتح, في مرحلة من أهم وأصعب مراحل القضية (منتصف السبعينات إلى بداية الثمانينات). السرية الطلابية التي تشكلت في العام 1975 تعد أغنى تجارب العمل الوطني العربي واللبناني الفلسطيني في تاريخ الصراع مع إسرائيل. انضم لها مئات الشبان والشابات من ذوي الميول الوطنية اليسارية من مختلف الدول العربية, رأى ذلك الجيل أن الطريق لتحرير فلسطين هو العمل المسلح وأن "فلسطين طريق الوحدة" بدلا من "الوحدة طريق فلسطين". تتمثل أهمية تجربة السرية الطلابية فيما أبدته من شجاعة كبيرة وما بذلته من تضحيات عظيمة, غلب على مناضليها صفة الطلاب ممن كانوا على قدر من العلم والثقافة, وتميزت بالتنوع الديني والمذهبي لأعضائها وجو التسامح والاحترام الذي سادها. يحكي الغبرا في هذه السيرة تجربة السرية الطلابية ما حملته من آمال بالتحرير وما حققته من إنجازات وانتصارات وما لقيته من خذلان وإخفاقات. تعيش في هذه السيرة تفاصيل ما خاضته من مواجهات ضد جيش الاحتلال بدهاء وحنكة رغم قلة الإمكانات وضآلة التسليح, ورغم انجرار هذه المجموعة المقاومة أحيانا إلى صراعات عسكرية مع سوريا وأحيانا إلى الحرب الأهلية اللبنانية لكنها في صراعها هذا كانت واضحة في فهمها لهدفها الرئيسي وهو تحرير الأراضي المحتلة. تشعر بحسرتها وهي تخوض تلك الصراعات موجهة بندقيتها لإخوتها العرب بدلا من العدو الاسرائيلي ولكن هذا ما حتمته عليها الظروف. وهي في خوضها حروبها كانت تحرص على أن تحافظ على البعد الأخلاقي والإنساني في الحرب فترفض كثيرا من التصرفات التي انتشرت من قبل مجموعات وأحزاب أخرى كالسرقة والتعالي على الأهالي من المدنيين, بل وتقف ضدها مشكلة نموذجا فريدا يُحتذى به في العمل الثوري والكفاح المسلح. لم يُكتب لهذه السرية العيش طويلا فقد وئدت آمالها مع استشهاد عدد كبير من قيادتها ومع تحول عدد آخر إلى الفكر الإسلامي بعد انتشاره. يقول الغبرا في مقدمة كتابه: "أكتب هذا الكتاب لذكرى أصدقائي الذين سقطوا على درب التجربة, والذين علموني مالم أكن أعلم" فيفرد أجزاء كثيرة لرواية قصص أصدقائه المناضلين الشباب ممن قدّموا زهرة أعمارهم في سبيل القضية وما آمنوا بأنه الطريق إلى فلسطين, لا تملك دموعك حين قراءة قصة استشهاد أبو خالد جورج أو محمد علي أو حسان أو دلال أو بشار وغيرهم آخرون. تورثك قراءة الكتاب احترام عميق لما قدّمه ذلك الجيل بما حققه وبما لم يسعه تحقيقه, تقف متأملًا مستفيدا عبرا جمة وهنا تكمن أهمية ما يقدمه لنا شفيق الغبرا في هذه الرواية الهامة والملهمة.
كتاب هام جدا يصف فيها تجربة المقاومة الفلسطينية في لبنان في مرحلة السبعينيات وكيف تداخلت مع الحرب اللبنانية الأهلية وحرب المخيمات ويصل بنا إلى نشوء الحركات الاسلامية المقاومةوالتغييرات التي تلت ذلك، وانت تقرأ الكتاب تشعر بأن أبطال القصة الحقيقية هم من زمان آخر ومن كوكب آخر تحبهم كلهم وتشعر بأنك تعيش معهم بكل تفاصيل حياتهم اليومية، باختصار هذه السيرة الذاتية تلقي الضوء على التجربة الفلسطينية التي يخيل للكثيرين بأن أصحابها ملائكة لا يخطئون فأتت لتصحح لهم فكرهم، يستحق القراءة
الشيء الوحيد المثير للاهتمام بهذا الكتاب، هو أنه يعبر عن شخص عاش حقبة طموحات شباب عربي ما بعد النكسة، حالمين بقدرتهم على استرجاع كرامة مُسخت شبراً شبرا. الكتابة ركيكة وغير منظمة، ولم تقنعني القصة كسيرة ذاتية تسرد تاريخاً على الإطلاق. هنيئاً للرجل، د. شفيق الغبرا. بالرغم من كل شيء، حياته لم تكن على وتر واحد.
يظل كتاب حياة غير آمنة للدكتور شفيق الغبرا أحد أبرز الكتب التي وثّق فيها الكاتب محطات مهمة من حياته، خاصة ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، إنها ليست مجرد سيرة ذاتية، بل سيرة جيل كامل حالم بالتغيير
رَحِمَ الله الدكتور شفيق الغبرا وشهداء فلسطين وجميع شهداء المسلمين في كل بقاع الأرض.
للذين حفروا في ذاكرتي قصةً تستحق أن تُروى، لأجيالٍ حالمةٍ بالتغيير .
هكذا بدأ شفيق الغبرا كتابة سيرة حياته، و منذ وقعت عيناي عليها تعلق قلبي بها و كأنه كتب كتابه من أجلي! أنا الحالمة بالتغيير ، و قد حُفرت قصته في ذاكرتي . فما عاناه ذلك الجيل، جيل ما بعد النكبة يستحق أن يكتب و يحفظ فالقضية الفلسطينية ليست قضية أرض مسروقة فحسب ، هي مبدأ و حق و لذلك فهي ليست قضية الفلسطينيين فقط بل قضيتنا كلنا و ما يدفعنا لنصرتها إنسانيتنا .
يقول علي طنطاوي في أحد كتبه على لسان شيخٍ يدعو الناس إلى الجهاد : أما في البلد عربي ؟ أما في البلد مسلم ؟ أما في البلد إنسان ؟ العربي ينصر العربي، المسلم يعين المسلم، الإنسان يرحم الإنسان، فمن لم يهب لنصرة فلسطين لا يكون عربياً و لا مسلماً و لا إنساناً !
جيل كامل أفنى شبابه من أجل الدفاع عن فلسطين بالقلم و بالبندقية، شفيق واحدٌ من كثيرين ترك خلفه أهله و شهادته و فرصاً كثيرة بل حتى ترك اسمه ليصبح جهاد، فبعد تخرجه بأيام من أمريكا توجه إلى لبنان ليخضع لتدريب عسكري و ينضم إلى السرية الطلابية أو ما عُرف بكتيبة الجرمق ، كانوا جميعهم طلاب شبان و شابات كان ليُكتب لهم مستقبل مشرق بإمكانياتهم لكنهم اختاروا التضحية و قد قُدموا قرابين .
الكتاب ليس فقط سيرة ذاتية لشفيق، بل يحتوي العديد من الأحداث و الشخصيات من الحرب الأهلية في لبنان إلى الاجتياح الإسرائيلي للجنوب 1978 و كيف وقفوا في وجه إسرائيل رغم معرفتهم بهزيمتهم و عدم قدرتهم على مجابهتهم
يقول يوسف شرقاوي و هو كاتب فلسطيني معاصر : قالوا لا تصالح، لا تمد زندك لقاطعه و لا قلبك لطاعنه و لا ظهرك لغادره، فوقفنا في المنتصف، لا مقبلين، لا مدبرين، و تلقينا الضرب من الاجناب .
كنت أظن أننا تخلينا عن فلسطين لكن كان هناك الكثيرون ممن بذلوا أرواحهم و دمائهم لحماية الفكرة سواء كانوا عرباً أو مسيحيين أو شيعةً أو سنةً أو دروزاً ، او أن ما جمعهم بكل هذا كان إنسانيتهم فقط أن تقول لا بوجه الظلم مهما كانت جنسيتك او جنسية الظالم .
رغم صعوبته و أسلوبه الأكاديمي البعيد كل البعد عن الأسلوب الأدبي الذي أحبه إلا أن الكتاب أضاف الكثير إلي ، نوعاً ما أحببته و في الختام أقول عن تجربتي فيه ما قال شفيق عن تجربته في النضال لست سنوات : في هذه التجربة متّ عشرات المرات و حييت عشرات المرات و سكن كل أصدقائي في أعماق روحي .
حياة غير آمنة سيرة ذاتية كتبها الدكتور شفيق الغبرا أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت ، تناولت أهم المحطات في حياته ، بدايةً من نزوح عائلته من حيفا بعد حرب ١٩٤٨ ، ومسيرته النضالية في الكويت وهو ابن خمسة عشر عامًا ، وكيف أثرّت حرب عام يونيو ١٩٦٧ في مسيرة حياته وحياة جيل كامل ، جيل يؤمن بالقضية الفلسطينية وضرورة العمل الفدائي والمقاومة المسلحة .
تحدث عن لبنان في تلك الفترة وكيف كانت تجربته في عالم السرية الطلابية وكنيبة الجرمق . " كان لبنان في ستينيات القرن العشرين يحتوي على كل شيء . إنه المكان الذي امتزجت فيه الحياة الفكرية بالثقافة والسياسة والموسيقى والفن . في ذلك الوقت تأثر لبنان بالتمرّد الطلابي الفرنسي الشهير الذي انطلق من باريس عام ١٩٦٨ وعمّ دولًا عديدة في العالم . وتحول لبنان في ذلك الوقت إلى مركز للقضية الفلسطينية ، وإلى مركز للحداثة العربية : الإيمان بالحرية ، السعي إلى المساواة ، أهمية العدالة ، والتعلم من الغرب كما الشرق ."
تحدث عن لقاءه بياسر عرفات وبعض القيادات و حياته في المعسكرات التدريبية وحمل السلاح حتى أصبح قائد لكتيبة عسكرية وقاتل الإسرائيليين وانتصر عليهم في معارك عدة وتساقط من حوله أصحابه . التقى ببعض الأسماء البارزة في النضال الفلسطيني التي تركت أثر كبير في نفسه مثل علي أبو طوق ودلال المغربي وابو جهاد وكيف أثرت الحرب الأهلية اللبنانية على وجود المقاومة الفلسطينية وتأثير التدخل السوري في لبنان . مرورً بالعديد من الأحداث حتى الإجتياح الإسرائيلي للبنان عام ١٩٨٢ واحتلال الجنوب .
لكن أكثر ما شدني في الكتاب وكانت معلومات لأول مرة اطلّع عليها هو كيف كان تأثير الثورة الإسلامية في إيران على المقاومة مما أدّى الى انقسامات (سني-شيعي) ومحاولة حصر القضية الفلسطينية لتكون (إسلامية) مما سبب لشفيق صدمة فمن يقاتل بجانبه ليس المسلم فقط وإنما المسيحي والماروني .
" إن قيمة الأرض من قيمة الإنسان ، وقيمة تحرير الأرض متداخلة مع تحرير الإنسان وفك قيوده . الإنسان هو الجوهر . والذين ماتوا فعلوا ذلك من أجل الحقوق والعدالة . هذا ما يجب أن نحققه لهم لنحفظ تاريخهم وذكراهم في كل من فلسطين والدول العربية كافة ."
"حرسنا ذلك التاريخ بدمائنا، لكن دماءنا لم تكن كافية، فللتاريخ منطقه."
📖 حياة غير آمنة: جيل الأحلام والإخفاقات - شفيق الغبرا
سيرة ذاتية للأكاديمي والصحافي الفلسطيني الراحل شفيق الغبرا يحكي لنا فيها عن قصة جيل ما بعد النكسة الذي عقد العزم على إعادة إحياء القضية الفلسطينية وتحرير الأرض وإعادة الاعتبار للكرامة العربية.
تحدث الكاتب عن مراحل حياته بدءاً من طفولته في الكويت كفلسطيني صودر وطنه وسرقت أرضه وكيف أثر ذلك على نشأته، وصولاً إلى النكسة وقراره الالتحاق بحركة فتح للعمل الفدائي في لبنان، وشهوده مرحلة الحرب الأهلية والاجتياح الإسرائيلي للجنوب عام 1978 من الخطوط الأمامية، حتى مغادرته بيروت عام 1981 بعد خيبة أمله من الوضع الذي وصلت إليه المقاومة// والقضية الفلسطينية آنذاك، وهذه المرحلة استحوذت على القسم الأكبر من الكتاب.
إذاً نحن أمام مذكرات تشهد على حقبة مهمة من التاريخ الفلسطيني واللبناني، وتاريخ المقاومة الفلسطينية في لبنان وعلاقتها المعقدة بالأحزاب اللبنانية، وهي فعلاً كما ورد على لسان كاتبها في المقدمة "قصة تستحق أن تروى لأجيال ما زالت تحلم"، وما يميزها أنها كُتبت بموضوعية وسط اعتراف الكاتب بالأخطاء التي حصلت آنذاك من كل الأطراف، بالإضافة إلى إضاءة على مواقف العرب في تلك الفترة والتي لا نزال نختلف كثيراً عما هي عليه الآن من تشتت وتفرّق وتخاذل.
من اللافت في هذا الكتاب أنّ كل الأفكار والمظاهر التي تحدث عنها الكاتب ما زالت موجودة الآن لأن العقليات تكرر نفسها في كل جيل.
كتاب مهم جداً ويستحق القراءة والوقوف عليه وخصوصاً في هذه المرحلة التي نمر بها.
من يريد أن يعرف الوجه الآخر لمفاهيم النضال والعقائد الفكرية المتعلقة بالهوية والكينونة وغيرها من عدة تشكّل الشخصية لدى الشباب العربي المناضل بوجه عام والشباب الفلسطيني بوجه خاص، فعليه بقراءة هذا الكتاب الدسم لشفيق الغبرا. أعتقد بأن الكاتب قد وُفق كثيراً في اختيار العنوان الرئيسي (حياة غير آمنة) ليشير بحيادية محضة إلى لون النضال وطعمه وتحدياته. ثو أردفه بعنوان فرعي (جيل الأحلام والإخفاقات) زيادة في تأكيد وجهة نظره بفحوى نضال مراوغ ومرّ كطعم الإخفاقات المضمخة بالدم والدخان. في سرد هذه السيرة الذاتية الكثير من القسوة والدماء المسفوحة ومشاهد تناحر الإخوة (فلسطينيين/ لبنانيين/ سوريين)، واختلاط المقاصد وضبابيتها، منذ طلائع الفدائيين الموجهة جهودهم لمناوشة الحدود الإسرائيلية منذ سبعينيات القرن الماضي. مروراً بالحرب الأهلية اللبنانية التي زادت المشهد قتامة وحولت بنادق الإخوة نحو صدور بعضهم البعض. وانتهادً بنتائج تلك الحرب العبثية وما أفرزته من تشرذم وجروح وانقسامات. في النهاية يدرك الكاتب الجانب العبثي واللامعقول في مشاهد النضال العربي/ الإسرائيلي، والعربي/ العربي، رغم إيمانه المطلق بعدالة القضية. لكن الإيمان وحده لا ينفع أمام واقع يزري بالأحلام ويجهضها.
في أيام الحرب على غزة، لم أطق إلا قراءة ما يتعلق بقضية فلسطين، وكتاب (حياة آمنة) كان على قائمتي منذ مدة طويلة، بسبب شخصية المرحوم د. شفيق الغبرا المميزة التي طالما جذبتني بعقلانيتها وتسامحها واتزانها. يركز د. شفيق في كتابه على نضاله مع المقاومة الفلسطينية في جنوب لبنان، فهو مهم لمن يريد الاطلاع على أحداث تلك الفترة وفي تلك البقعة الجغرافية التي كانت عاصمة النضال الفلسطيني. بصراحة لم أكن أتصور أنه قد حمل السلاح وقاتل بل وقاد كتيبة من المقاتلين. يعجبني بالدكتور أنه كان دائماً وأبداً يكتب عن الآخر ويقيّمه بمنظور الآخر فهو عملة نادرة في حياديته وابتعاده عن جميع أنواع التعصب الفكري والسياسي، خصوصاً في قضية ساخنة كهذه. كنت أتأمل أن يتناول الكتاب قصصاً وأحداثاً أكثر تربطه بالكويت والأيام التي عاشها فيها قبل وبعد نضاله خارج الكويت. على كل حال، كنا سنكون مهتمين جداً لنستمع لرأي وتحليلات الدكتور فيما يخص (طوفان الأقصى) وتبعاته ومستقبل القضية الفلسطينية، ولكن لا نملك إلا أن ندعو له بالرحمة، وأن يكثر الله من أصحاب العقول النيرة في أمتنا، وأن يرى الشعب الفلسطيني ما يرضيه.
يروي الكتاب سيرة شفيق الغبرا، الكويتي الفلسطيني، وكفاحه المسلح في سبيل القضية الفلسطينية. مثل هذه الكتب نادرة كونها كتبت من قبل شخص ذو مكانة مرموقة وعايش الكفاح المسلح ومسك البندقية بيده. مع الأسف، ومن وجهة نظري المتواضعة، كفاح الدكتور شفيق الغبرا المسلح لم يخرج من كل ما نعرفه الآن عن فلسطين. يدّعي المؤلف ان كفاحه كان لقضية فلسطين، وهذا صحيح كمعتقد، ولكن واقعيا بدا لي أنه حمل السلاح ضد الجميع إلا الصهاينة! فقد استنزف شفيق ذروة شبابه في الحرب الاهلية اللبنانية وضاعت ذخيرته ضد العرب الآخرين.. نعم أعي تماما أن ظروف المرحلة حتمت عليه هذا الأمر لكن كان يمكن أن ينسحب ولا يرفع السلاح في وجه عربي آخر!
أيضا، هناك رومانسية طاغية وتمجيد واضح للفدائيين الفلسطيين، لم يذكرهم المؤلف إلا كمثقفين وعلماء وتنويريين..الخ. حتى كدت أراهم ملائكة يمشون في الشوارع!
رحم الله الدكتور ولكن سيرته في الحرب الأهلية لم تخدم القضية بل زادتها تعقيدا.
بدأت الكتاب وأنا اعتقد باني سأقرأ قصة فلسطين وانهيته بقصة العرب كلهم الغير آمنه..
يكتب شفيق الغبرا -رحمة الله عليه- حياة كاملة وتاريخ العرب الفاشل كله.. يبدا الكتاب بالمراهق شفيق وينتهي بشفيق الراحل.. -على الاقل في نظري- يتكلم الكتاب ليس فقط على القضية الفلسطينية وكيف حدثت النكبة، بس تطرق الى حروب وقضايا دول اخرى عربية حدثت في الاثناء ونشوء النكبة العربية، كاحداث لبنان والتغيرات الصادمة التي جرت في تلك الدولة، وسوريا، ومصر، ايران، العراق.. إلخ
من كان يتخيل أن الراحل د. شفيق الغبرا بطبعه الهادئ وابتسامته كان جزءا من العمل الفدائي ومقاتل خاض معارك عديدة مع رفاقه في الكتيبة الطلابية داخل الأراضي اللبنا��ية، هذا الدور كان سيظل مجهولا لولا نشره الكتاب في عام 2012.
الكتاب عبارة عن سيرة ذاتية لجزء محدد في حياة د. شفيق الغبرا، تسلط الضوء على دوره في حركة فتح التي إنتسب لها وهو في الخامسة عشر من عمره ليشترك بعدها في العمل الفدائي ويكون عنصرا مهما ومقاتلا في الكتيبة الطلابية، وتتناول وتوثق فترات مهمة وحرجة من العمل الفدائي والكفاح ضد الاحتلال الصهيوني من داخل الأراضي اللبنانية والحرب الأهلية في لبنان، كما ينتقد الغبرا العديد من الأخطاء التى شابت العمل الفدائي في تلك الفترة ويسلط الضوء هلى الكثير من العناصر الخيرة من رجال ونساء بمختلف المذاهب والجنسيات شاركوا في العمل الفدائي واستشهدوا في سبيله .
كتاب مهم وتجربة غنية تحمل الكثير من الدروس والعبر .
كتاب مهم لكل الراغبين في معرفة حقبة مهمة من تاريخ المقاومة العربية ضد الصهيونية. نجح الدكتور شفيق في سرد الاحداث بطريقة شيقة تجبرك على التشبث بالكتاب و مواصلة القراءة للنهاية. طريق المقاومة مستمر رغم اختلاف العقائد و التوجهات السياسية عبر تاريخ النضال و فعلاً تشعر بالالم و في نفس الوقت بالفخر الكبير لتضحيات خيرة الشباب العربي من اجل قضية العرب المركزية فلسطين.
كتاب رائع..وسيرة استثنائية للدكتور،شفيق الغبرا رحمه الله..عرفناه محللا سياسا وكان حضورة الإعلامي كبيرا في التسعينات .. لكن مسألة أنه ناضل في،لبنان ضد إسرائيل وكل هذه التفاصيل لم أكن أعلم عنها شئ ولا اتوقعها لاكاديمي كالغبرا.. نرى في،هذا الكتاب شهادة على مرحلة حرجة من مراحل القضية الفلسطينية والحرب الأهلية اللبنانية..
الكتاب يوثق مرحلة مهمة من مراحل حياة الكاتب والعالم العربي. وثق المرحلة بتفاصيلها المحزنة. تقرأ الكتاب وكأنك تشاهد فيلم سينمائي من أفلام الحروب ومحزن بأن تذهب كل تضحيات الشباب في ذلك الوقت هباءً منثورا. توقعت بأنها سيرة ذاتية كاملة لحياة الكاتب إلا أنه ركز فيها على تلك المرحلة من حياته وخصوصاً الفترة من 1975 و 1982.
جهاد هو بطل القصة والتي تسرد بتفصيل سيرة المؤلف ونشاطه الحركي وروحه المقاتله أكثر من الأكاديمي، شدني كثيراً أثر الثورة الإيرانية عليهم وانتقالها إلى الطائفية والانقسامات على معتقداتهم الدينية بعدما كانت تجمعهم وحدة الهدف والعدو. وبعدما كان المجتمع الفلسطيني والذي ضحى بأرواح أبنائه بأطيافهم المختلفة موحداً أصبح منقسما!
عاصر جهاد جيل الأحلام وشارك مع جيل الإخفاقات، وكان شاهد على عصر التحولات، تاريخ مليئ بالتحديات والتضحيات والتنازلات.
رحمة الله عليه، وعلى أرواح من سبقوه السلام، إنا لله وإنا إليه راجعون 🙏