ألبوم الخسارة

by عباس بيضون

تتصارع في ذهنه السنوات...هو الراوي الذي يسابق العمر، يظن أنه يخدع الزمن، مع ان غفلته ساهمت مع مرور الوقت أسرع.
من خلال سرد يومياته مع "نينو" هرّ ابنته، شريكه في الحياة اليومية وفي الكبر، نرى كيف يتربّص به الهر العجوز المريض وكذلك العمر.

((في هذا العمر الذي نحن الإثنين فيه، يمكن أن نتشاجر على الكنبة والسرير، يمكن أن أقرف من شيخوخته وأن أتحرر هكذا من مشاعري تجاه شيخوختي، يمكن ان أدفعه بقدمي. لكن لا يمكن أن أقتله فيما اللّه يستعد لقتلي)).

تتقاطع سيرته مع ((نينو)) مع شريط حياته، بما فيه محطات من علاقته النسائية. تظهر إكرام التي تأتي لحبه لا شئ آخر، بينما يعيش علاقته الأخرى مع هند ويظّل ((نينو)) نيغاتيفاّ يعكس مراحل يخشى عليها، وصولاّ إلى لحظة النهاية حيث الموت.

256 pages

First published January 1, 2012

About the author

شاعر وروائي وصحافي لبناني (مواليد 1945، صور) من أبرز الوجوه الثقافية في بيروت، وروّاد قصيدة النثر. درس الأدب العربي في جامعة بيروت العربية، وحصل على الماجستير في الأدب من السوربون الفرنسية. أمضى حياته متنقلًا بين باريس وبرلين وبيروت حيث يقيم الآن. صدرت له سبع روايات منها "خريف البراءة" (2016) التي حازت جائزة الشيخ زايد للكتاب (2017)، بالإضافة إلى ما يفوق خمس عشرة مجموعة شعرية منها "الموت يأخذ مقاساتنا" (2008) التي حازت جائزة المتوسّط للشعر (2009)، وآخرها "الحياة تحت الصفر" (نوفل، 2021) تُرجمت قصائده إلى الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والألمانية والإسبانية والكردية.

Reviews

[عبدالله ناصر · Rating 4 out of 5]

بعد زمن طويل ستجد ألبوم الصور ليس إلا شاهداً على خساراتك القديمة .
لطالما أرقتني هذه الصور التي نحتفظ بها دونما انتباه للفخاخ التي تقوم بصنعها لاحقاً . العمل ليس بالرواية من الناحية التقنية بل هو أقرب إلى السيرة الروائية . و البطل و هو الراوي على ما يبدو رجل بلغ الخامسة و الستين يعيش وحيداً مع قطة ابنته التي تعيش في الخارج . و على الرغم من كون العمل يحتوي على أكثر من شخصية إلا أننا سنجد الرجل المسنّ و الهرّ هما الشخصيتان الأساسيتان ، نينو قط مسنّ هو الآخر و على وشك الموت و ثمة محاكاة مخيفة بينه و بين البطل . يسترجع الراوي بعض الأحداث التي مضت في شبابه و لم تكن هنا متعتي . المتعة كل المتعة بالإضافة إلى البلاغة - في النهاية نحن نتكلم عن عباس بيضون - تلك التأملات الفلسفية العظيمة و ذلك الوعي الذي يتناول به تفاصيل حياته ، خساراته التافهة و الفادحة ، صراعاته الهشة و العريقة . في سن متأخرة كالخامسة و الستين من السهل أن تغدو حكيماً أو على الأقل من السهل معرفة الحياة و طلاسمها و هناك الكثير من الأجوبة طبعاً .

[Jamal Jubran · Rating 5 out of 5]

نجز الشاعر اللبناني عباس بيضون كتابين سردّيين في وقت متقارب زمنياً، أصدر «مرايا فرانكشتاين» (دار الساقي- بيروت 2011) وتلاه «ألبوم الخسارة» مطلع هذا العام عن نفس دار النشر. في الكتاب الأول لا نجد اسماً على الغلاف يقول بتصنيف محدد له، إن كان كتاب سيرة أو نصوصاً مفتوحة أو رواية. هكذا تُرك القارئ بلا وجهة يسير عليها، لكن عباس بيضون سيفعلها في كتابه الثاني عندما يقوم بكتابة «رواية» على غلافه.

لن نجد صعوبة في اكتشاف أن «ألبوم الخسارة» ليس سوى كتابة تفصيلية لـ «مرايا فرانكشتاين»، استطرادات لوقائع عاشها الراوي في فترات متصلة حيناً ومنفصلة في أحايين أخرى، وفي مجموعها تقول بسيرة شخص عاش حالة من «سوء فهم» مع الأشياء المحيطة به، مع النوم ومع العالم ومع ذاته نفسها، ويحتاج بصورة عاجلة إلى «آلة نزع الأوهام» كي تجعل منه شخصاً سوياً باستطاعته التخلص من فكرة قدومه المتأخر إلى كل شيء، تأخره في الحب وفي العمل وفي الكتابة وتأخره عن الحياة برمتها، «تأخرت ولا أزال، لكني عوضت ذلك بالصبر، معه نلت كفايتي من الحب والعمل، وكتبت كثيراً مقارنة بواحد في سهوي، أبدو قابلاً للنكوص لكني أبقى وأنتظر في النهاية أكثر مما ينتظر الباقون». هو ما يشبه رهان سيره على حبل طويل يصل بين قلقين وبينهما يقع مصيره، «كان تفوقي على رهان خاسر، جرحني هذا لكني لم ألبث أن تسلَّيت، أمتلك باستمرار هذه الحياة الموازية التي أطير فيها على كيفي».

لكن الأمر سيتغير في «ألبوم الخسارة»، الذي سيظهر بتصنيف «رواية» على غلافه واضعاً بذلك تحديداً يجبر القارئ على التعامل مع النص كسرد روائي صرف لا مكان فيه لاحتمالات وضع حياة عباس بيضون في تقاطع مع تفاصيله المروية، على الرغم من ظهور العمل كاشتغال موسع على تفاصيل مرّ عليها في «مرايا فرانكشتاين» سريعاً من غير استطرادات وتفرعات جانبية في داخلها.

في رواية «ألبوم الخسارة» نجد عباس بيضون وقد وضعنا في مواجهة راوٍ يمسك على طول العمل بمهمة الحكي، رواية حياته إلى جوار قطّ اسمه «نينو» تركته له ابنته وسافرت إلى فرنسا لتحطه في مواجهة مصيريهما معاً، (القط والراوي) .

سيكون «نينو» بطلاً إلى جانبه من جهة وإلى جانب «إكرام» (صديقة الراوي) والتي كان قد جاء ذكرها في «المرايا»، لكنها هنا تظهر بشكل أكثر تفصيلاً، وتقول حكايتها بالأثر الكبير الذي صنعته في حياته.

بالمقابل سيظهر «نينو» بشفته المشرومة وذهابه السريع باتجاه شيخوخته ومن ثم إلى الموت بسبب السرطان الذي أصاب شفته، وهو الموت الذي سيكون بمثابة جرس الإنذار المعلق على رقبة الراوي كأنما يخبره أنهما يشيخان معاً، وسوف يموتان معاً، لكن «نينو» هو من يسبق إلى هناك ويختفي.

وبين كل هذا يحكي الراوي عن عثرات هذا القط، خطواته المرتبكة وهو يعاني ألم المرض الذي أصاب شفته، وينعكس هذا على الراوي نفسه الذي يذهب، مع الوقت لتصديق حتمية ارتباط مصيريهما.

لكن عباس بيضون يظهر لنا هنا، كأنما يتعمد تذكيرنا أن الرواية تخصه، وأن «نينو» ما هو إلا «أخ حيواني» له، و«عباس القط»، وأنهما سيشيخان معاً. لكن «نينو» يموت ويبقي الراوىأو عباس ليستكمل حكايته الشخصية بما يشبه الهذيان المضبوط بلغة لا تدّعي بطولة أو بفرادة حياة ملحمية أو بتميزها عن حيوات الآخرين، «حتى ذكرياتي لا أراني بوضوح فيها وكأنها حدثت لغيري، كانت أقل من أن أتذكرها، أو أتذكرها وأنا شاعر بسخف، ذلك وكأنني به أهين نفسي».

يروي الكاتب بتجرد تقاطعاته الكثيرة وعذاباته مع الأحزاب والنخب السياسية، ومع معتقلات العدو التي سيتعرى فيها تماماً ليعيد اكتشاف حقيقة أن هذه الحياة لا تستحق لحظة ألم واحدة. سيروي عن الأصدقاء الذين سقطوا في الطريق متعبين، أو بسبب رصاصة لم يعرفوا من أي جهة جاءتهم، كما سيعترف، من غير ادعاء بقصص النساء اللاتي قمن بشكل ما بإعادة تشكيل حياته، وسيكون لـ «إكرام» هنا النصيب الكبير من هذه القصص، فهي المرأة التي تربى جنسياً على جسدها.

ويأتي كل هذا السرد متخفّفاً بصورة ظاهرة من الحنين، إنه يأتي صارماً ومحدداً: «هذا ما كان في حياتي ومنها، وها أنا الآن أقوم بإعادة تقديمه على طاولة النقد والمساءلة، لم أهرب. كنت أعاود التسلل وأحاول مرة جديدة أن أنجح. لم أكن أشفى من الإهانات لكنها تجمّعت بعضها على بعض حتى بدت جلداً آخر لي. كانت مؤلمة ولكنها تندمل أسرع من السابقة».

يبدو الراوي كأنه يقوم بعملية جرد لكمية العثرات التي مَرَّ بها في حياته، إما بسبب سوء الفهم أحياناً، أو بسبب عدم قدرة جسده غير المنضبط مع الواجبات المفترض أن عليه القيام بها في سهرات رأس السنة التي دائماً ما كان يخرج منها وقد فعل كوارث لا نهاية لها، في «الجندية» التي لم تكن وقتها في شكلها الحالي «منذ بدأنا المشية العسكرية تحقق ذلك. كيف يمكن لي أن أنتظم بالمشي مع الآخرين أنا الذي لا أعرف كيف أمشي وحدي». وقد يبدو كل هذا الحكي مثل هذيان لكنه يبدو مضبوطاً، حكي يأتي، كما يقول، من أشباه ذكريات لم يعشها أو ذكريات ليست له تماماً، أو ذكريات هربت منه قبل أن تصبح شيئاً، «أجد الكثير منها وأخاف بأنها ما تزال كاملة هناك تنتظر فقط من يعثر عليها».

[عواض العصيمي · Rating 2 out of 5]

غير اللغة الجميلة، وبعض اللحظات الإنسانية التي عاشها مع القط "نينو" ومع بعض النساء في حياته، لم أجد في "ألبوم الخسارة" لعباس بيضون إلا استعادات من حياته مكتوبة بخبرة شاعر متمرس في إقناع القارئ بأن ما يكتبه في هذه السيرة إنما هو قصيدة طويلة البطل فيها هو المؤلف نفسه.

[Hawraki · Rating 2 out of 5]

كانت تجربتي الأولى مع عباس بيضون في كتاب "الموت يأخذ مقاساتنا" ومنذ ذلك الحين وأنا أحرص على اقتناء كتب بيضون لأسلوبه الأدبي الرائع، خاب ظني قليلًا في كتاب "مرايا فرانكشتاين" وخاب ظني بشكل هائل في "ألبوم الخسارة".

في الرواية يسترجع الرجل الستيني الذي يعيش حياته مع قط "نينو" وابنته التي تسافر وتعود بين الفينة والأخرى ذكرياته ويسرد حياته في مثلث الجذب المذهل. الدين، السياسة، والجنس.

يبدأ الكتاب بطريقة سرد مملة، قررت أن أتحمل قليلًا وأعطيه فرصة فجاءت شخصية "اكرام" وجعلت الرواية مشوقة أكثر لكني في ذات الوقت لم استطع أبدًا استيعاب طابع الحياة الذي يعيشونه. علاقات متعددة وتدور العلاقات في شبكة بينما يعلم كل واحد بما يفعله الآخر مع شريكه أو العكس فلا يلتفت أو يثير غضبه الموضوع.

مشاعر الغيرة موجودة لكن ردود الأفعال رتيبة، بعض العلاقات يعود إليها فيسأل هل فوت هذا؟ هل أخطأت في ذاك؟ هل كان يجدر بي؟ وهذا هو دوس واضح بأن لا نترك الأمور للحيرة أو التردد. لا نستفهم في أمر ونحن نعلم بأننا نرغب به ونريده.

الرواية تمثل فئة معينة في بيئة معينة، وأجد بيضون فيها سلبيًا. لا أكاد أقبض على شيء من سعادة أو حقيقة أو فرح، لذلك أتساءل.. ماذا يفيد استرجاع هذه الأحداث كلها في هذا العمر.

لم تعجبني.

[Amel El idrissi · Rating 2 out of 5]

عباس بيضون و ألبوم خسارتهِ ، راق لي أسلوبه في محطاتٍ معينة لكن في محطات أخر أحسستُ أنه انحنى عن الطريق و انسل فيما بين فضفضة غير مهمة
لكن مع ذلك هناك أفكار توقفتُ لديها كثيرًا ، لأني أحسستُ كان صادقًا و هو يصف ، صادقًا و هو يتناول تلك الحجج ببراءة و إدانة معا ، صادقًا و هو يتأسف ع أمور ضاعت و اختفت و لا يُمكن - البتة - استرجاعها ، صادقًا في ألمه و هذا هو مربط اللغز

قصته مع القط العجوز " نينو " كان أثرها كبيرًا ، أكبر من الإعتقال و من المجون و من الشوارع الملأى بالدمار ، و من التفاوت الطبقي ، و من الجنون و من عقدة الستين و من الشعر ، أظن عباس استطاع أن يصف انتحار حيوان صامت أنبه من وصفِ مشاعر رجل يقترب منه يأس العمر أكثر

مع ذلك يبقى كتابًا يُمكن أن تقرأه دون أن تسأم


،.

[راضي النماصي · Rating 5 out of 5]

تخيل معي لو أن مرايا فرانكنشتاين عبارة عن قطعة قماش، ثم شددت أطرافها.

ستظهر لك هذه الرواية.

على أن الأول كان حاضرًا في بالي إلا أن متعتي لم تنقص قدر أنملة.

[عبدالله · Rating 2 out of 5]

في رأيي حتى شعر عباس الجميل والمبهر لم يسعفه هنا ليقوم بسرد حكاياه بصورة جميلة .

[anwaar · Rating 3 out of 5]

اعجبتني نوعا ما وراقت لي قرأتها