Jump to ratings and reviews
Rate this book

التصورات الجنسية عن الشرق الأوسط: البريطانيون والفرنسيون والعرب

Rate this book
يمثّل هذا الكتاب عرضاً تاريخياً للتنميطات والأحكام المسبقة والتصورات المغلوطة التي سادت في الغرب حول الشرق. وقد جاءت تلك مبثوثة عبر الكتب والأساطير الشعبية والسياسات الاستعمارية والمواجهات الجنسية. وعلى الرغم من وثاقة الصلة بين موضوع الكتاب وبين الدراسات الكولونيالية، فإن الكاتب لا يستعير أياً من أدواتها التحليلية والمفاهيمية.. بل إن مؤلّفه يشخص كتاباً إخبارياً يستقصي مادته وموضوعه بحرفية توثيقية تضع صاحبه في مصاف كبار المؤرخين. قالت عنه مجلة العالم الإسلامي الألمانية: "مقاربة متوازنة وغير منحازة لموضوع جدّ دقيق". واعتبرته مجلة الشرق الأوسط "إسهاماً مهماً في التاريخ الاجتماعي للإمبراطورية، وهو ذو نفع كذلك في فهم العلاقات الأوروبية العربية المعاصرة".0

372 pages

First published January 1, 1999

6 people are currently reading
177 people want to read

About the author

Derek Hopwood

25 books3 followers

Ratings & Reviews

What do you think?
Rate this book

Friends & Following

Create a free account to discover what your friends think of this book!

Community Reviews

5 stars
4 (20%)
4 stars
8 (40%)
3 stars
4 (20%)
2 stars
4 (20%)
1 star
0 (0%)
Displaying 1 - 6 of 6 reviews
Profile Image for Abu Hasan محمد عبيد.
532 reviews183 followers
July 13, 2012
هذا الكتاب هو واحد من أهم الكتب التي قرأتها مؤخراً؛ أنصح به جميع أصدقائي في هذا الموقع
الحديث عن هذا الكتاب يحتاج لكتاب آخر لغزارة المعلومات التي فيه وتنوعها
يتألف الكتاب من عشرة فصول:
- الفصل الأول تناول الخلفية التاريخية للأحكام المسبقة للغرب عن الشرق، للمفاهيم الاوروبية الخاطئة عن الاسلام، وكيف ساهمت الحروب الصليبية والتوسع العثماني في صياغة هذه المفاهيم. فتم النظر إلى الشرق كمكان غرائبي: الرجل الشرقي إباحي وحشي، والمرأة الشرقية شريرة ومتكبرة وخائنة وفاجرة، وعليه، تم تصوير الشرق كمكان متحرر جنسيا، لا تتخرج النساء فيه عن اقتراف الذنوب، لكونهن غير مسيحيات. وقد أورد المؤلف أمثلة لأدباء نقدوا هذه النظرة الى الشرق، كما أورد بالمقابل أمثلة لأدباء وأوبراليين ساهموا في تعزيز هذه النظرة
- الفصل الثاني تناول صورة الشرق الاوسط في الوعي الاوروبي، وكيف ساهمت حملة نابليون على مصر في رسم هذه الصورة: العرب الذين يعيشون في حمأة المتع البهيمية التي يزيد من أوارها المناخ الحار. ثم عرض للمقاربة الفرنسية للشرق من خلال رحلات شاتوبريان ولامارتين ونيرفال وفلوبير، ثم عرض للمقاربة الانكليزية من خلال ادوارد لين
- الفصل الثالث تناول خلفية الرؤية الغربية للشرق من خلال عرض اثر الحقبة الفكتورية على المجتمع الغربي، خصوصا في موضوع النظرة للجنس، وكيف ساهمت في كبت الانجليزي مما جعله ينظر الشرق كموطن للمتع المباحة والفساد، تزامنت هذه النظرة مع نمو الفكر الكولونيالي المبني على خرافة التفوق العرقي للانجليزي الذي عليه ان يحكم العالم. اما الفرنسيون فقد نظروا الى هزيمتهم في الحرب البروسية الى انعدام الفحولة فكان احتلال الجزائر تحت حجة الدفاع عن الشرف الفرنسي ! ثم عرض المؤلف الى جماعة سان سيمون ودورهم في شق قناة السويس كما عرض لدور الإنكليز في مصر وعلاقة الأقباط بهم، والأثر الذي تركته جيوش الاستعمار على المنطقة العربية من خلال احتكاكهم بالسكان المحليين وازدياد بيوت الدعارة لتلبية احتياجات الجنود
- الفصل الرابع عرض تجارب الفرنسيين الاستعمارية في الجزائر ولسياستهم الاستعمارية مع العرب والبربر وموقفهم من الاسلام وسياستهم تجاه المرأة الجزائرية وحجابها
- الفصل الخامس عرض لعلاقة الأوروبيين بما سماه المؤلف "المؤسسات الشرق أوسطية"، كمراكز البغاء والراقصات والحريم والحمام والجاريات، ثم عرض لكيفية تصوير الجنس في الرسم الاستشراقي. وهذا الفصل غني بالمعلومات كما انه شهد محاولة من المؤلف لتصحيح النظرة الغربية الى الحريم الذي غدا "مجازا يختزل الشرق" في ذهنية الرجل الغربي
- الفصل السادس عرض للمواقف الغربية تجاه رجال الشرق ونسائه من خلال عرض كمية كبيرة لآراء غربيين وغربيات في نساء ورجال الشرق والعلاقات الجنسية بينهما، آراء بعضها متطرف وبعضها منصف، وكان لافتا ان بعض هذه الآراء يحسد المرأة الشرقية على الحرية التي تتمتع بها وتفوق ما لدى المرأة الغربية !
- الفصل السابع عرض لأنماط السلوك الاوروبي في الشرق من خلال: اللباس، أثر المدارس الرسمية الغربية في تشكيل العقلية النفسية والاستعمارية (لعله من اهم ما ورد في الكتاب)، الشذوذ الجنسي حيث نظر الغربيون اليه بانه الشكل الطبيعي للسلوك في الشرق، وأخيرا، السفر والفنتازيا، حيث مثل السفر الى الشرق حاجة لإشباع الرغبات الاستيهامية للغربي
- الفصل الثامن تناول العلاقات المتبادلة بين الشرق والغرب من خلال الزيجات المختلطة، الولع الغربي بالبدو والبادية، وأخيرا، التجربة البريطانية في السودان التي تختلف عن تجربتها في بقية الدول التي استعمرتها
- الفصل التاسع تناول حيوات البريطانيين في الشرق الاوسط، رجالا ونساء، وهو فصل مهم في بيان اثر السياسة الاستعمارية البريطانية على الشرق، من خلال تفاعل وانفعال المستعمرين مع بيئتهم
- الفصل العاشر عرض لمشاهدات العرب في الغرب من خلال الرحالة العرب الذين سافروا الى الغرب في مراحل مبكرة، كالطهطاوي والصفار وغيرهما، كما عرض لصورة الغرب في الرواية العربية، بدءا من رواية "أديب" لطه حسين، مرورا بـ"عصفور من الشرق" لتوفيق الحكيم و"قنديل أم هاشم" ليحيى حقي، الى "موسم الهجرة الى الشمال" وغيرهما من رويات شمال إفريقية من ليبيا والجزائر
ثم كانت الخاتمة عن الجنس في العلاقات الاوروبية العربية المعاصرة، عرض فيها لبعض آراء حسن البنا وسيد قطب والمودودي، ورأى ان الجنس يلعب دورا هاما من خلال الحرب والسياحة. ومثل لذلك بحرب الخليج التي غطاها الاعلام الامريكي من خلال المقارنة بين صورة الجندية الغربية المتحررة والمقالة والمرأة العربية المختمرة والمقيدة.
اهمية الكتاب تكمن في سعة اطلاع المؤلف وثقافته الموسوعية، ومعرفته بالإسلام، حتى انك لا تحس بانك تقرأ لكاتب غربي، ويتجلى ذلك في تصحيحه الكثير من النظرات الغربية الخاطئة نحو الشرق والإسلام والمرأة.
لكن عيب الكتاب الوحيد هو تركيزه على الإنجليز وإهماله للفرنسيين. على كل، لعل عذر الكاتب أنه إنكليزي...
Profile Image for Laila.
2 reviews1 follower
May 20, 2015
كان من المتوقع أن أعطي الكتاب أربع نجمات ولكن عندما وصلت الى خاتمة الكتاب فوجئت بمستوى ثقافة المؤرخ ديريك هوبود بالعالم الأسلامي والعربي معاً،مثلما توقعت يوجد في هذا الكتاب معلومات من النادر تحصيلها في كتاب آخر عربي/مترجم، والرائع فيه انه كاتب أكثر من موضوعي مما يؤكد لي ان الدافع لكتابه هو الامانة والحقيقة وإعادة الاعتبار للشعوب المظلومة تاريخياً..
الكتاب يتكون من عدة أبواب عصارة لجميع الافكار التي تكونت خلال قرون قبل الاستعمار ومابعدها بين الشرق والغرب، بداية كانت مع المستشرقين وماكان الشرق يمثله لهم وبالطبع كيفية تأثير روايات الحقب الرومانسية وترجمات ألف ليلة وليلة بسياسة إستعمار تدميرية شاملة تثير الاستغراب والنفور من مدى سطحية البشر ودوافعهم الوضيعة عادة تجاه بعضهم البعض،، الرائع في الكتاب رغم معلوماته الكثيرة انه سهل ومباشر ويفتح مجال للتفكير والبحث ، والاهم يجعلك تحترم قكرة عدم القبول بإزدواجية المعايير بين الشرق والغرب.. كنت أتمنى لو كتبت تفاصيل أكثر وقمت بتلخيصه لكم ولكن هذه العملية تتطلب قراءة أخرى للكتاب.. أنصح به بشدة ، أتمنى لكم قراءة ممتعة
Profile Image for Abdelrahman  Emad.
6 reviews4 followers
July 24, 2021
هذا الكتاب يعرض التصورات التي نسجتها مُخيّلات الغربيين عن الشرق الأوسط فيما يتعلق بمسألة الجنس تحديدًا، وتأتي هذه التصورات في أحيانًا كثيرة بالغة الشطط وبعيدة عن الصواب، وفي أحيان أُخرى تكون مُعتدلة إلى حدًا ما؛ ولكن لا يخلو ذلك بطبيعة الحال من سوء فهمٍ عميق للمسألة الجنسيّة في عالمنا الشرق أوسطي. ويندُر أن تكون مقاربة الغربيين لهذه المسألة دقيقة؛ بحُكم النشأة في ثقافة مُغايرة، ثقافة منشأها الدين المسيحيّ، والذي له رأيٌ بعيدٌ عن الإسلام فيما يتعلق بالجنس بشكل خاص.

الشرق مرتعًا للجنس أم مُجتمعٌ محافظ ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كانت الكنيسة في العصور الوسطى هي المصدر الذي يُستقى منه المعلومات عن الشرق باعتباره مُجتمعًا مُسلمًا، فدأبت الكنيسة على وصف الشرق "المُسلم" بشتى الأوصاف المُنفّرة، والبعيدة بشكلٍ كُلّيّ عن الصواب، وكانت جزءًا من هذه الأوصاف مُتَعلّقة بالجنس خِصّيصًا، فتم وصف الشرق بكونه مرتعًا للجنس، يُمارس فيه الجنس بشكلٍ شديد الفُحش، وأن الشرقيين غارقين في الملذات الحسيّة، وأن الإسلام يُبيح المُمارسات "الشاذة"، وتم تدعيم هذه النظرة عن طريق الرحالة الّذين عكفوا على زيارة الشرق، ووصف ما وقعوا عليه في رحلاتهم تلك بما يؤكد النظرة السالفة. وظلّت هذه النظرة ردحًا من الزمن مُتداولة في الداخل الغربي؛ فالمسلمون شهوانيّون، شبقيّون وشديدو الوحشيّة وسفّاكون للدماء، بالإضافة إلى كونه عالمٌ "غرائبيٌّ"، وأضحت هذه السمات التي عُرف بها الشرق؛ سببًا في قيام كثير من الأوروبيين فيما بعد بالهروب إلى المشرق، سعيًا وراء الملذات الحسيّة وسعيًا لاستكشاف ذلك العالم الغرائبيّ، بالإضافة إلى أن هذه النظرة ساهمت بشكلٍ ما في الغزو الأوروبيّ؛ باعتبارها مُسوّغ لاستعمار هذا العالم المُنفَلت من قِبَل أولئك المُتَمدّنين.
لم تَكُن هذه هي النظرة الوحيدة التي تمّ تكوينها عن الشرق- وإن كانت هي الأكثر ذيوعًا بالتأكيد- فقام بعض الرحّالة والمُستشرقين ممن قضوا عُمرًا طويلًا في العالم الإسلاميّ بمحاولة هدم هذه النظرة السلبيّة؛ فوصف هؤلاء الشرق بأنه عالم ليس كما دأب الخيال الأوروبي على تصويره، فالنساءُ فيه لسنَ مُتاحاتٍ لكل أحد، بل بالأحرى هُنّ غير متاحاتٍ على الإطلاق؛ باستثناء الطبقات الدُنيا والمُشتغلات بالدعارة والتي دفعتهُنّ الحاجة إلى مثل هذا السلوك، أما النساء في العموم فلا يُمكن الوصول إليهنّ، فهنّ محتجاب ويغطين وجوههنّ بالنقاب، فلا يُمكنك رؤيتهن، ولا يُكثرن من التعامل مع الأغراب خارج المنزل، بالإضافة إلى أنه لا يمكنك الاطلاع عليهنّ في حالة قمتَ بزيارة إلى أحد المُسلمين؛ ذلك لكونهم لا يسمحون لنسائهم بالخروج ومُجالسة الضيوف الغُرباء، فحالت كل هذه الظروف من التواصل معهنّ، فضلًا عن أن يَكُنّ مُتاحاتٍ للجنس. وأضاف أخرون بأن النساء الشرقيّات لسن بحوريات كما كانوا يتصورون، بل دميمات وقبيحات وأجسادهن ليست متناسقة، وفي الغالب كانت هذه النظرة تُكوّن جرّاء التعامل مع المومسات، فوصف غير واحد من الأوروبيين؛ بأنهن مُنفّرات وليس فيهنّ أيُ شيئًا جذاب، فمثّل هذا صدمة بالنسبةِ لهم، مما حدا بأحد الضباط (الإنجليز على ما أتذكر) إلى القولِ؛ بأنه سينصح أولئك المفتونين بسحر الشرق وجماله بأن يزور إحدى مناطق الإسكندرية المشهورة بالدعارة كعلاجٍ له حتى يشفى من ذلك الاعتقاد.

المناخ والإسلام، نظرةٌ على أسباب شهوانيّة الشرق وفقَ المنظور الغربي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يري الأوربيون الإسلام بوصفه عاملًا فعّالًا فيما وصل إليه الشرقيّون من شبقيّة، فالإسلام في نظرهم دينٌ شهوانيٌّ يدفع مُعتنقيه إلى الرذائل، فالنبي -عليه الصلاةُ والسلام- في المُخيّلة الأوروبيّة؛ رجلٌ سفّاكٌ للدماء ولا يعرفُ الرحمة، ورجلٌ تحكمه شهواته –حاشاه صلى الله عليه وسلّم-؛ فلقد كانت له أكثر من زوجة وكان يُبيح التسرّي بالجواري، فبالنّسبة إلى العقليّة التي تربت على احتقار الجنس وشدّدت على الترفع عنه واعتبرت الاستمتاع به من الخطايا؛ أقول إن عقليّة كهذه كان من الطبيعيّ أن تنظر إلى الإسلام بعين الريبة والشك والاحتقار، فإذا كان نبيّ المُسلمين ومثلهم الأعلى على هذه الشاكلة فما بالك بأتباعه؟. وعليه فقد شكّلَ الإسلام –في نظرهم– عاملاً أساسيًا في طبع الشرقيين بهذه الشبقيّة.
ورأواْ كذلك المناخ عاملاً مُساهمًا في ذلك؛ فحرارة الجو في الشرق وجفافه؛ جعلت ساكنيه حسيّين ومُحبين للانغماس في الملذات الجسدية بشكل فجّ، وجعل شهوة النساء والرجال مُستعرة لأبعد الحدود،فلذلك كانوا بحاجة للاستغراق في ممارسة الجنس لاطفاء غُلمَتهم، وتنفّس الأوروبيون الصُعداء وحمدوا القَدر لكون مناخهم بارد وما ترتب على ذلك من اعتدال في شهوتهم؛ منعهم من أن يكون مثل إخوانهم في الشرق.

الغربُ الذكر والشرق الأُنثى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كان الغربيّون يرونَ في الشرق أُنثى ينبغي أن تخضعَ لسيّدها الغربيّ، فالرؤية التي كانت سائدة في الداخل الغربي؛ عن وجوب خضوع المرأة لرجُلها، تم حملها للخارج، وبموجبها تم إخضاع الشرق للغرب، بل، ما مارسه جنود الاستعمار من عمليات اغتصاب لنساء المُسلمين، كان ينهض بصفته رمزًا يُمثّل ذاك الخضوع، وكان إزالة الحجاب والنقاب عنهن –عنوة– تَصبُّ في هذا الاتجاه، فبجانب كونه رغبةً في إماطة اللثام عن الغموض الذي يحيط بتلكم النِسوة، اُعتُبِرَ ذلك الفعل رمزًا لانكشاف المرأة أمام رَجُلِها، فكان يجب تعرية الشرق (الأُنثى) أمام الغرب (الذكر) –المُتَمثّل في تعرية النساء –وفقًا لتلك الرؤية الجنسيّة التي صبغت العلاقة بين العالميْنِ، والتي بها رأى الغرب الشرق.

نساء الشرق ورجاله في نظر الغرب
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
النساء: ساد الاعتقاد بكون النساء الشرقيّات شبقيّات –وهو الذي دفع الرجال إلى ختانهنّ للحد من تلك الشهوة–، وبكونهنّ ماكرات ويَحِكْنَ المؤمرات والدسائس، وقد رأى بعض المُستشرقين؛ أن ما تتلقاه النساء العربيات من معاملة قاسية من الأزواج مُناسب تمام المُناسبة لخصالهنّ السيئة، وأن بسبب شهوتهنّ المُتأجّجة؛ يحيطهم أزواجهم بالمراقبة المُستمرّة، ويحرصون على إبقائهنّ في البيوت بعيدًا عن الفضاء العام وما فيه من مُخالطة للرجال، فلا يأمن الرجال من تورّطهنّ في المشاكل التي يُمكن أن تنجم عن ذلك؛ لقلة عقلهنّ، وكذلك بسبب غُلمتهنّ تلك؛ يَقُمنَ بِغواية الرجال الأخرين، ولذلك السبب تحديدًا –أي بسبب عاملى الشهوةِ والغواية– نجد غيرة الرجل العربيّ هي الأكبر من بين الرجال من بين بقاع العالم، أضف إلى ذلك إلى كونهنّ كسولاتٍ وخاملاتٍ مُعظم الوقت، فو الحال كذلك لا يُستغرب من عدم إفساح المجال لهنّ ليدلين بدلوهنّ في السياسة وغير ذلك من المجالات التي تتطلب رجاحة العقل. تحدّث كثيرٌ من الرحالة والمُستشرقين عما رأوه من غواية المرأة العربية/الشرقيّة، فبرغم سترهنّ لوجوههنّ، إلا أن كان بوسع الرجل الغربيّ أن يرى الغواية في أعينهن من خلف النقاب، ويرى إشتعال تلك الأعين بالشهوة وحاجتها لروي ظمأها من الجِنسِ، وغير ذلك من الحركات من تمايُل وخلافه والتي تُعبر عن شيء واحد تميّزت به المرأة الشرقيّة وهو الشهوة والغواية. أضف إلى ذلك سحر جمالها، فذلك السمار التي تتمتع به خلّابٌ إلى أبعد الحدود، وتقاسيم جسدها شديدة الجمال، بينما نحى البعضُ الأخر إلى وصف الشرقيّات بالقُبح والدمامة –أو على الأقل لسن بذلك الجمال الذي تصوره الأوروبيّ-، وأنهن يَشِخنَ مُبكرًا جرّاء ما يَقُمن به من مهامٍ شاقّة، وفي الغالب كان هذا الرأي نتيجة ما رأه الغربيون من المومسات أو الراقصات في الملاهي الليلية، فكانوا يَصِفون أجساد تِلكمُ النساء بأنها مُمتلئة بما يجعل الجسد غير مُتناسق، وبسبب كون هؤلاء النِساء من الطبقات الدُنيا –على الأغلب– فلم يَكُن من المُتاح لهنّ الاهتمام بمظهرهنّ؛ فظهرن بذلك السوء والقُبح الذي رأهم عليه أولئك الغربيون، بالإضافة إلى ما كان يستشري في أجسادهنّ من أمراض، وعليه فقد أتى رأي الغربيين في مسألة الجمال مُتفاوتة.
وكانوا يرونَ أن المرأة العربية لن تَبلُغَ شأن المرأة البيضاء، فبحكم تفوق العرق الأبيض على نظيره الشرقيّ؛ فإن نساء أوربا يأتينَ في مرتبةٍ أعلى من الشرقيّات.

الرجال: نفسُ ما وُصِفَت به النساء وُصِفَ به الرجال تقريبًا، فوُسِموا بالشبقيّة والشهوانيّة وكذلك الوحشية والتطلُّع لسفكِ الدماء، وأنهم لا يُركنُ إليهم في شيء؛ فهُم مخادعون وأفّاقون، وغير قادرين على سياسية أنفُسِهم، ويتعاملون بقسوةٍ وتسلُّط مع نسائهم، فوصِفوا بكل ما هو خسيسٌ تقريبًا، إلا أنه لم يكُن هذا هو الرأيُ الوحيد بخصوص رجال الشرق؛ فنرى طائفةٌ أُخرى من الرحالة قد وصفوا رجال العرب بالحكمة والذكاء واتّقاد الذهنِ –خصوصًا البدويين منهم– وأصحاب عزّةً وكرامةً وشرف، وقد أطروا الرجل العربي لجمال جسده، وتناسقه ورشاقته، وقد أُعجِبَ بذلك الرحالة من النساء والرجال، حتى قد وصل ببعضهم القول؛ بأن جسد الرجل العربي هو الأكثر رشاقة من بين كل الأجساد التي رأوُها، وأنه من الصعب رؤية جسد في مثل اتساقه واستقامته، وعليه فقد كان هنالك تفاوت في الرؤى.

أراء الغربيين في المؤسسات الجنسية الشرقيّة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مؤسسة الحريم: لقد كان يُنظر إلى مؤسسة الحريم على أنها تُمثّل استعبادٌ صارخٌ للنساء، فطائفةٌ منهُنّ يأتينَ كجواري، ثم يودعن في الحريم وتُسلب منهُنّ حُريّتهن، وعمومًا فإن الحريم –سواء كان بالنسبة للجواري أو الزوجات- في نظر الغربيين يُمثل إنتهاكٍ لكرامتهنّ، ويَعِشن فيه عيشة الأسيرات، فلا يأتي الرَجُل إلا للجماع فقط، وتعيش النساء في ذلك المكان عيشة خمول وكسل، ولا تتثّقف الواحد منهُنّ، فلا تبقى لهُنّ فُرصة للتطوير من أنفُسَهُنّ، وربما رأوُا أن إبعاد النساء إلى الحريم بعيدًا عن الرجال هو رغبةً من الرجال في زوي النساء بعيدًا تجنبًا للمشكلات، كذلك منهم من اعتقد أن الحريم تحكمه الفوضى، وأن النساء فيه يُمارسنَ السِحاق، فلم تتصور العقلية الأوروبية؛ إمكانية تواجد النساء تحت سقفٍ واحد بدون أن يُحرك فيهنّ ذلك هذه الرغبة.
وبطبيعة الحال كان هناك رأي مُغاير لهذا الأحكام؛ فالنساء الأوربيّات اللائي تمكّنَّ من دخول الحريم رأينْ أن النساء فيه ينعمن براحة كبيرة، وأنهُنَّ لسنَ مُقيداتٍ بالشكل المُتَصوّر، فصحيح أنه هنالك قيود وضوابط يبنغي الامتثال لها، لكن مع ذلك يوجد قدر كبير من الحُريّة، وعيشتهنّ ليست بعيشة العبيد، فهن يحظين بلهوٍ؛ فتُقام في الحريم حفلات للغناء بغرض الترويح والاستمتاع، ولا تشعر النساء داخل الحريم بالامتهان، فيلبسن من الملابس ما لن يُتاح لهنّ في الغالب ارتدائه لو كانوا في الخارج، ويأكُلنَ من الطعامِ أطيبه، ويحظين بأماكن للنومٍ مُريحة، كما أن العمل في الحريم ليس بشاقٍ الشقاء الغير مُحتَمل، وكذلك لا يستطيع الرجال الدخول عليهنّ بدون الاستئذان –باستثناء المخصيّين– وما يُتيحه ذلك لهُنَّ من حُريّة في الحركة، أما فيما يتعلّق بالشذوذ الجنسي الذي زعم بعض المُستشرقين استشراه في الحريم؛ فتُلفت بعض الرَّحّالات النظر إلى بُطلان هذه المزاعم.

تعدد الزوجات: أشرنا سالِفًا إلى أن الزائرين الغربيين للشرق من خلفيّةٍ مسيحيّةٍ تزدري الجنس وتستحسن التّرفع عنه –إلا للضرورة كالانجاب– وعدم الاستمتاع به، ومعلوم أن في المسيحيّة يحرم على المرء اتخاذ أكثر من زوجة –أو هذا على الأقل ما يُحرمه الكهنة ورجال الدين المسيحيّ، بصرف النظر عن مطابقة ذلك لتعاليم العهد الجديد من عدمه– وبناءًا على ذلك جاءت النظرة لمسألة لتعدد الزوجات بطبيعة الحال سلبيّة، وأنها شهوانيّة ينبغي التّطهر منها، ورأى الغربيّ –رجُلًا كان أو امرأة– أنه في ظل تعدد الزوجات؛ يستحيل على الرَجُل حمل مشاعر المَحبّة لزوجاته، فلا يُمكن –في زعهم بالتأكيد– أن يُكنّ الزوج محبّة لنسائه مُجتَمِعاتٍ، ولذلك تأتي المُمارسة الجنسيّة وحشيّة وخالية من أية مشاعر متساميّة، ولا يعدو الأمر كونه تفريغًا صِرفًا للشهوة.

الحمّامات: كانت الحمامات في القرون الفائتة أماكن تجتمع فيها النساء للاستحمام مع بعض اللهو رُبما، ونُظر إلى هذه الحمامات على أنها بيئة خصبة لممارسة السِحاق بين النساء، وتم تكذيب هذا الأمر من قِبل بعض الغربيات اللائي زُرنَ هذه الأماكن، لكنهنّ تحدّثنّ عن أن النساء يَكُنّ عرايا في هذه الأماكن، فوصفت إحداهُنّ أن النساء لا يغطي أجسادهن إلا الشَعر المُسدل على الأكتاف أو للأمام، ولكن غير ذلك لا يوجد. وأحد الغربيّات الّتي تثنى لها زيارة حمامات تُركيّة وصفت جمال هذه الأجساد وبياضها وتناسقها، وكأن تلك النساء إلاهات الجمال، وعليه فيبدو أنهن كُنَ عارياتٍ بالفعل، وأتت نفس المُلاحظة –وهي عُري النساء– من كاتبة أُخرى تثنى لها الدخول للحمامات، وأثار ذلك في نفوسها القرف الشديد، ولكن، شكّك البعض في هذه الروايات وأنها تم اختلاقها من هؤلاء النِسوة، فالشريعة الإسلاميّة تحظر كشف عورات النساء –والرجال أيضًا– حتى ولو أمام نساء مِثلَهُنّ، ولكن في الوقت ذاته، فإن الأصل في عملية الاستحمام أن يكون المرء فيها مُتجرّدًا من ملابسه، حتي تؤتي عملية الاستحمام أُكُلَها.

الجواري: أيضًا نُظر لإباحة الإسلام التّسرّي بالجواري نظرة ازدراء، ورأى البعضُ أن هذه الإباحة ساهمت في جعل تجارة الرقيق مُزدهرةً، وأنّه لابُدّ للمُسلمين أن يَكُفّوا عن التسري بالجواري؛ حتى يتثنى للعالم القضاء علي هذه التجارة. على كُلٍ لا جديد يُضاف في هذه المسألة، فأعتقد أن أراء الأوربييّن –وعموم خصوم الإسلام– في هذا الشأن معلومةً للقاصي والداني، ولكن ما لفتَ نظري هو التقسيم الطبقي –إن صحّ التعبير– لهؤلاء الجواري، طِبقًا لجمالِهنّ؛ فمثلاً، تجد الإماء البيض سعرهنّ ما بين إثنين إلى ثلاثة أضعاف سعر الإماء من أصحاب البشرةِ السمراءِ (ممن يقطنون شمال إفريقيا على سبيل المثال) وسعر الإماء السود نصف سعر الإماءِ السمراواتِ تقريبًا، فالإماء البيض، يحظى بهن رجال الطبقة العُليا وأصحاب المناصب الرفيعة، بينما السُمر والسود من نصيب الطبقات المُتوسطة والدُنيا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشذوذ الجنسي وديار الإسلام
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قد سبق القول حول اعتقاد العالم الغربي بانتشار الشذوذ الجنسي بين المُسلمين وإباحة الإسلام له، وقد كان مُترسخًا في عقولهم؛ كون الشذوذ الجنسي –بنوعيه؛ اللواط والسِحاق– هو خطيئةٌ فارسيّةٌ وتُركيّة اشتهرت بها الحضارتين، بينما رأى الشرقيّون أنها رذيلةٌ غربيّة جلبها الغرب في أثناء فترة الاستعمار، لذلك نحوا باللائمة عليهم، والحقُّ –وبغض النظر عن مدى شيوع الشذوذ الجنسيّ من عدمه قبل الاستعمار– أنّ الاستعمار ساهم في نمو هذا الأمر، فكان بعض الفتيان يقدّمون خدماتٍ جنسيّة للوطيين من الغرب؛ الّذين فرّوا من بلدانهم لتحصيل المُتعة المنشودة، بعيدًا عن القواعد الصارمة المُجتمَعيّة التي تحول دون ذلك في مسقط رأسهم، واشتهرت بعض البُلدانِ بذلك؛ كمدينة طنجة المغربيّة، وكذلك أشار أحد الرّحاّلة الفرنسيين –على ما أظن فلوبير– إلى أن القاهرة (على الأقل في الفترة التي قضاها فيها) يُمكن للمرء التحدُّث فيها عن علاقاته الجنسيّة الشاذّة بأريحيّة، بدون أن يكون موضع استهجان من العامّة، فيبدو وكأنه حلّت فترة على بعض البُلدان الإسلاميّة استشرت فيه اللوطيّة. وكما أشرنا سابقًا فإن الاستعمار ساهم في ذيوع ذلك، ولكن أولئك الفتيّان الذين قدموا هذه الخدمات، كانوا يتوقفون عن فعل ذلك بعد مدة من الزمن، ثم يجدون عملًا أخرًا، ويتزوّجون وينسون حياة الماضي ويلقونها خلف ظهورهم، ويبدو أن ذلك –كما أشار المؤلف– لم يَكُن موضع استهجان كبير في فترة من الفترات ، تحديًدا في الجزائر والمغرب –أقصد مسألة تقديم الجنس للوطيين من قِبل الفتيان– بما أنهم كانوا يُزوّجون ويعملون في مِهن أُخرى بعد ذلك، رغم كون الناس تعرف ماضيهم، ورغم كون أُسرتهم تعلمُ ذلك أيضًا، إلا أنه لا ينبغي فِهم أن الشذوذ الجنسيَ لم يكن موضع استهجان في العموم من قِبل البعض أو حتى الغالبيّة، وإن كانت هذه الوصمة المُجتمعيّة تِفتُر في زمنٍ دون أخر.
Profile Image for سالم عبدالله.
207 reviews25 followers
May 25, 2018
كتاب ملئ بالمراجع والتفاصل ويعد وثيقة تاريخية رائعة
Profile Image for محمود المسلمي.
188 reviews20 followers
June 10, 2019
تحدث الكتاب في الفصل الاول عن المستشرقين الفرنسيين و الإنجليز و رؤيتهم للحياة الاجتماعية في الشرق الأوسط و خاصة ما يدور حول الرجل والمراه لكنه بالرغم من ذكره المستشرق الإنجليزي ادوارد وليام لين لم يذكر أخته مسز بول وكتابها المهم المرأة الانجليزيه في مصر . وكذلك ابنها مستر ستانلي لين بول و كتابه الحياة الاجتماعية في مصر.
أما في الفصل الأخير وعند ذكر تجارب الأدباء العرب في أوروبا اعتبر الكتاب منقوصا عندما سرد تجربة توفيق الحكيم خاصه وللحكيم تجارب مع المرأة الأوروبية و كذلك مقالاته عن المسرح الاباحي في فرنسا كنوع من فن ما بعد الحداثه .
2 reviews
November 26, 2019
Emad Hamadan
This entire review has been hidden because of spoilers.
Displaying 1 - 6 of 6 reviews

Can't find what you're looking for?

Get help and learn more about the design.