علي فهمي خشيم هو أحد رموز الفكر والأدب في ليبيا في الخمسين عاما الأخيرة، وقد امتدت مؤلفاته لتغطي مجالات واسعة مثل الفلسفة والتاريخ واللغة والنقد الأدبي والترجمة والإبداع الروائي والشعري.
وُلد الدكتور علي فهمي خشيم بمصراتة بليبيا عام 1936 م لإحدى عائلات قبيلة الشراكسة أو الشركس فيها. حصل على ليسانس آداب تخصص فلسفة بكلية الآداب، الجامعة الليبية – بنغازي 1962م. وعلى ماجستير فلسفة، كلية الآداب، جامعة عين شمس 1966م. وعلى دكتوراه فلسفة، كلية الدراسات الشرقية جامعة درم – بريطانيا 1971م.
الوظائف الأكاديمية: تدرج في الوظائف الأكاديمية فعين: محاضرًا بكلية آداب الجامعة الليبية، بنغازي 1962/ 1975م، فأستاذًا مساعدًا، فأستاذًا مشاركًا، ثم أستاذ كرسي – كلية التربية – جامعة الفاتح طرابلس 1975 – 1987م. باحثًا متفرغًا بدرجة أستاذ بمركز بحوث العلوم الإنسانية - طرابلس 1987 – 1989م، فأستاذًا مشرفًا على الدراسات العليا – طرابلس 1989م - كلية العلوم الاجتماعية – جامعة الفاتح. وعين كذلك: * عميد كلية التربية، جامعة الفاتح – طرابلس – 1976م. * رئيس قسم التفسير (الفلسفة) – كلية التربية – طرابلس 1987 – 1988م. * عميد كلية اللغات – طرابلس 1987 – 1988م.
ومن الوظائف العامة التي تقلدها: * وكيل وزارة الإعلام والثقافة – ليبيا 1971 – 1972م. * وزير الدولة، رئيس مجلس شؤون الثقافة والتعليم، اتحاد الجمهوريات العربية – القاهرة 1972 – 1975م. * عضو المجلس التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) – باريس 1976 – 1980م. * نائب رئيس المجلس التنفيذي لليونسكو – باريس 1978 – 1980م. * انتخب عضوًا بمجمع اللغة بالقاهرة عام 2003م، في المكان الذي خلا بوفاة الدكتور جاك بيرك. * وهو أمين عام (رئيس) مجمع اللغة العربية الليبي من 1994م حتى اليوم.
النشاط الثقافي: وللدكتور علي فهمي خشيم نشاط ثقافي واسع، تمثل في الهيئات والجمعيات والمراكز العلمية والصحافية الآتية: * أنشأ مجلة (قورينا) ورأس تحريرها، كلية الآداب، بنغازي 1966- 1972م. * أسس مجلة "الفصول الأربعة" الصادرة عن اتحاد الكتاب والأدباء ورأس تحريرها- طرابلس 1977 – 1980م. * عضو هيئة تحرير مجلة "الوحدة"، المجلس القومي للثقافة العربية – الرباط 1985م. * عضو هيئة تحرير مجلة "الحكمة" – قسم الفلسفة – طرابلس 1975م. * أسس ورأس تحرير مجلة "أفكار" – قسم الفلسفة – طرابلس 1987 – 1988م. * عضو الهيئة الإدارية لاتحاد الأدباء والكتاب – ليبيا 1976 – 1980م. * عضو هيئة أمناء (المجلس القومي للثقافة العربية) الرباط 1983م. * عضو مؤسس للمركز العربي للدراسات التاريخية – طراب.
الكتاب عبارة عن مقدمة تستغرق 22 صفحة من الكتاب، وقاموس عربي/ أكدي.
يشرح الكاتب في المقدمة المقصود باللغة الأكدية وكيف ظهرت التسمية فيقول أن كتابات على ألواح طينبة اكتشفت في شمال العراق ونسبت لآشور فسميت لغة آشورية ، ثم اكتشفت كتابات بعدها في الجنوب ونسبت لبابل وسميت لغة بابلية ، غير أن دراسة مقارنة معمقة أجريت لاحقاً،أثبتت الصلة الوثيفة بين اللغتين الآشورية والبابلية و أنهما ليستا سوى لهجتين من لغة مشتركة واحدة هي اللغة الأكدية نسبة إلى أكّد العاصمة التي وحد أهلها الدولتين الشمالية ( آشور ) والجنوبية ( بابل ) .
ثم يستمر الكاتب في مقدمته بالإجابة على سؤال من هم الأكديون ؟ ومن أين جاؤوا؟ وكيف تكونت دولتهم باختصار؟ وعن الأهمية التي حضيت بها اللغة الأكدية في المنطقة، ثم يتناول الكاتب الخصائص المشتركة بين الأكدية والعربية .
كما يتحدث الكاتب عن ما يسميه ( اللغة العروبية الأولى أو الأم ) وهي التي تربط بنظره بين الأكدية والعربية، ويربط بين سائر اللغات التي كانت في وادي الرافدين بالأصل العروبي ، ويؤكد على أن اللغة العربية كما نعرفها اليوم هي اللغة العربية العدنانية وهي لهجة من لهجات اللسان العربي المتعددة.
أخيراً يتحدث الكاتب عن الضرر الذي أحاق بدراسات هذه اللغات عموماً نتيجة تولي أجانب حصراً لها لفترة طويلة من الزمن وكيف أن بعض العرب مشى على دربهم في استعمال الحرف اللاتيني لترجمة هذه اللغات مما كان له تأثير سلبي على دراسة اللغة وأصواتها وجذورها وذلك لقصور هذا الحرف عن الإحاطة بكل أصوات اللغة الأكدية ، بينما استعمال الحرف العربي هو الأقرب والأوضح والأقدر على تمثيل هذه اللغات العروبية القديمة.
أهمية الكتاب ولماذا النجوم الأربع؟
حسناً، كنت سأعطي خمسة لولا خشيتي من اندفاعه عاطفية هنا فخصمت واحدة وتركت الأربع لأن هذا المعجم يمثل حجر أساس يستطيع الباحثون في اللغويات البناء عليه لاستعادة زمام المبادرة في دراسة واكتشاف لغاتنا وتراثنا عوضاً عن أخذ كل ما يكتشفه الرجل الأبيض كحقيقة مسلمة نزيهة و خالية من الأفكار والأحكام المسبقة،في حبن يثبت الواقع العكس، وفي مقدمته يوضح د. خشيم رأيه بكل صراحة بأن بعض هؤلاء الباحثين ( وكثير منهم من اليهود) تكون نواياه مبيتة باستخلاص تفسيرات تخدم الأفكار الصهيونية و تقدم معلومات خاطئة وتقلل من شأن الوجود العربي القديم في تلك البلاد لنزعها من محيطها وعمقها الحضاري. من هنا يكتسب هذا المعجم أهميته الخاصة وريادته في هذا المضمار لذاك كانت النجوم أربع.
كتاب جيد و غني بالمادة اللغوية الخاصة بلغات المشرق العربي القديم لا بد ان يكون هذا الكتاب على رف مكتبتك ليشكل مع كتبٍ أخرى السد المنيع ضد تزوير تاريخنا العربي القديم و سرقته