لدى الشاعر علي محمود خضير تمكن جيد من العربية، وهذا ما أصبحنا نفتقده في كتابات عديدة. ويبرز في قصائد مجموعة (الحالم يستيقظ) حسن جمالي حريص على الدهشة. وهذا أهم ما يعنيني في قراءة أي عمل شعري. هذا الشاب مؤهلاته الواعدة واضحة محمد بنيس
لتحميل النسخة الألكترونية https://bit.ly/1UpNKn6 /
ومُذ كانَ الموتُ ديناصوراً لا يطلعُ إلا من كتبٍ بأغلفةٍ خضر، ويرتمي بهيئةِ تابوتٍ على رصيفٍ ضيق، كنتَ يَومها طِفلاً كاملَ الجهالةِ وكانَ رُعبُكَ دينار ذهبٍ في صرّةِ بخيل. / كُلُّ ليلةٍ تَصْلحُ أنْ تَكونَ الأخيرةَ وكُلُّ نهارٍ يَحملُ بقلبه بذرةَ العدم. /
"ومن نص "خيار خاسر: كل ليلة تصلح أن تكون الأخيرة وكل نهار يحمل بقلبه بذرة العدم أحسب إن في رأسي يتجادل ملكان لا يملآن حساب المرات التي أدرت ظهري فيها لرسائل الليل والنهار أحسب إنهما تعبا كثيراً معي فتركاني هائماً في دروب لا تستحي أحسب إن نهاراتي القادمة أقل حظاً وأني خسرت بياضي بانتظار سوادك
ولد الشاعر علي محمود خضيّر (١٩٨٣) ببغداد ويعدُ أبرز الشعراء العراقيين الشباب الذين ظهروا بعد حرب "2003" التي انتهت بأحتلال العراق. تمتاز قصائده بعناية خاصّة باللغة وتضمين النثر زخماً شعريّاً، "شعر صافٍ كأنه مُقطّر على مهل وبعد عناء" بتعبير الشاعر أحمد عبد الحسين. تعنى نصوص الشاعر بالتأمّل في علاقة الذات بالعالم، وفق إطار تساؤلي يعتريه نبرة رثائيّة شفيفة. له ثلاث مجماميع شعريّة: "الحالم يستيقظ 2010" والذي حقق حضوره الشعري الخاصّ من خلاله حيث كتبت عنه مراجعات عديدة ولفت انظار النقاد. ومن ثم "الحياة بالنيابة 2013" والذي شكّل إضافة جادة لقصيدة النثر العراقيّة الجديدة تبعه بعد عامين بكتاب "سليل الغيمة". جمعَ وأعدَّ وقدّم أعمال الشاعر اللبناني الكبير بسّام حجّار وأصدرها في كتاب ضخم بمجلدين من القطع المتوسط (950 صفحة) عبر دار الرافدين ومنشورات تكوين في إصدار عدّ بحسب أهم حدث شعري لعام 2019 بحسب وكالات أنباء وناشطين على مواقع التواصل الإجتماعي.
يقول منجد عساف عن مجموعة الشاعر "الحياة بالنيابة": )التفكير العميق بالأشياء التي تتلاشى وتزول تدريجياً وانفتاح الذات على معنى كونياً يحررها من شروط الزمان والمكان وإستثمار الواقعي ومزجه بالخيالي ومحاولة تجريد الحكاية الشخصية لتصبح حكاية عامة تخص كل قارئ وإستقصاء قيم كالوهم والتجربة الشخصية والعزلة والنظرة الكُليّة الرثائية للظواهر، محاولات متواصلة سيجدها المتلقي وهو ينتقل بين نصوص الكتاب عبر بنية وشكل متماسك وحيوي الى حد بعيد.)
يكتب علي محمود خضير في الصحافة للثقافية مقالات نقدية وتأملات كما وله نشاط في المجال الإذاعي إذ يعد ويقدّم برامج ثقافية وأخرى تعتني بتراث وتأريخ مدينته التي يقيم فيها البصرة.
كم حدثتك بعدها عن أجنحتي التي لا تخفق عن حقائق خذلتنا وإشاعاتٍ صادقة عن ذكريات تطلق وحوشها على أيامنا العارية . / الفراش سجادة اشواك مهدت بعناية / كل خطوه يمشيها في الممرات تستعجله أكثر ليسرع / وكان الليل ثقيلا كسر قديم يلح بأسئلة لا جواب عليها / حدثتك مره كل ليلة تصلح ان تكون الأخيرة وكل نهار يحمل بقلبه بذره العدم / وأني خسرت بياضي بانتظار سوادك / أيقنت بأنك خاسرنا الاكثر ربحاً وضائعنا الأشد وصولاً وأسيرنا الأنصح حرية / لا معاطف لأكتافهم سوى القبلات ولا أسرة غير أحضاننا المجهدة / منهكون بين الحطبات والخراف الطيبة ازكضي وانا خلفك وحاذري أن أمسك بك / وكما لا أشتهي يشاركني فطوري الأسى / أتوجك بالحنين فتتوجينني بالغياب . / افتح قميصي عله يهرب النرجس الذي تزرعينه علي صدري / أتسمحين لدهشتك أن تبزغ من النوافذ المؤجلة ؟ / علي النوافذ دموع نبيلة وانتظارات مرة / سنوات الأسى تركض في عروقنا علي جلودنا حفائر الغرباء يجتهدون لينسوها ونعيش لننسى / سيمر الوقت ثقيلًا او سريعًا وستعرف أنك وحدك صديق الانتطار المر / أي معنى لاختلاسك لحظة استرخاء بين ساعات طويلة وانت تصك علي اسنانك ورأسك أي معني من انتظار موت قادم لا محالة من اكتشاف ان يدك لا تعينك علي كتابه سطر واحد او من اشتياق لا يُضي إلا لوخزةباردة أيسر صدرك / أما رعبك فحياتك توأما حزن لن يفترقا حتي يعبرا الممر الاخير وأما انت فحيرة طفل أمام بيوت متشابهه شجرة كسلانه يحترق فيها اليابس والأخضر وتعبث الريح بثقوبها دون معنى
باللمسات الندية سنوقظهم بصوت تبلله الرحمة و وجه تغار منه الملائكة سنشتري لهم الحلوى و الكثير من اللُّعب المدهشة كي يركبو الهواء و يصافحو المدى بأراجيحهم و ستسعد بهم غرفتنا الوحيدة و مصباحها الخافت.
ما شاؤوا من سهرٍ سنمنحهم و ما شاؤوا من اخضرار السنين سندس في وسائدهم الآس كي يكبرو كالفراش المتوج لا معاطف لأكتافهم سوى القبلات ولا أسرّة غير أحضاننا المجهدة
ستكون لهم شمائل الجنوب رائحة الطيب و ثوب العافية سيملؤون كراريسهم بالياسمين لا مدافع ولا فوهات بنادق
أحد الكتب التي أعود اليها بين فترة وفترة لشدة تعلقي به، كل نص بل كل مقطع وجملة كأنه يتنفس ككائن حي، شعر يسكن مسام الروح من وهلة القراءة الأولى، هناك قصائد كثيرة تستحق اكثر من وقفة وتأمل (خيار خاسر)، (كأن لا ليل قبله)، (تهذيب الألم)، (وسواس).. هناك شعراء تقرا قصيدته لمرة أو مرتين، علي محمود خضير شاعر أظنه سيرافقني حتى نهاية الطريق!
من المختارات التي راقتني:
ليس من أجلهم ولا من أجلي أجلسُ كلَّ مساء أفكرُ كيفَ أنَّ أحزانَ الآخرين، دموعَهُم وخذلاناتهِم المُرّةَ لا تُعير اكتراثاً لأحد. ترقُدُ منسيةً ومُهملةً، كإطارٍ على الطريقِ السريع.
***
وكما يرجع أَب في مسائه خائباً كما يغافل صِبية أحلامهم بأخطاء مبتورة تغيب الفواخت في العاصفة
أحسب أنّ في رأسي يتجادلُ ملَكانِ، لا يملاّنِ حساب المرّات الَّتِي أدرت ظهري فِيها لرسائلِ الليلِ والنهار أحسب أَنهما تعبا كثيراً معي فتركاني هائماً في دروب لا تستحي.
" علي محمود " من الأقلام الجميلة حقا و التي تكتبُ و كأنها ترسم بالكلمات على قولِ " نزار " ، فالأدب العراقِي كان دوما يحمل نكهة التميز و التفرد ، و لا اعتراض على ذلك و هنا يأتي هذا الشاب ليُقوم أساليب البلاغة فِي وطن من عباراتٍ أخذت مأخذ ما يرزح تحته شعبٌ شاخ شبابه من فرط انتظار النصر و الموتِ و شرب الدم القانِي كل فجر . على يقين لو أنه منح نفسه الوقت الكافِي لتدوين قصص قصيرة أو معالجة نص روائي فإنه سيتبوأ مكانته رفقة الكُتَّاب العربِ أصحاب الذوقِ الأدبِي الغزير .
"الحالم يستيقظ" التجربة الشعرية الأولى للشاعر العراقي "علي محمود خضير" تحتوي على (27) نصا شعريا، جاءت شهادة على عذابات الإنسان إزاء حياة مثقلة بالألم والتناقض واللاعقلانية، حياة تقبض على طاقة الحلم الكامن في الإنسان لتحيله إلى كابوس لا ينتهي.
يقول الشاعر عن مؤلفه هذا "تقترح أغلب النصوص سياحة غير آمنة في عوالم الذات والذات الضدية، تيه النفس عن النفس، انشطار المرء مكتشفاً خبايا نفسه وقاعها العميق المليء بالأسرار".
وهكذا عبر سرد شعري مكثف ومتداخل مع طبقات مختلفة من ثيمات التأمل الهادىء في أشياء الحياة العابرة ومهملاتها النفسية، يحاول الشاعر الإمساك بالزمن الهارب وتسجيل الوقائع اليومية باشتغال فني ينقذها من قسوة الزمن المتسارع الذي لا ينتظر شيئا.
في قصيدة بعنوان ]ما يتركه المارة، مسرعين[ "أتأمل أمي تصنع خبزها بتنور فزعنا/ أتأمل أبي، يسند بيتنا لئلا يشيخ/ أتأمل إبنتي تثقلني وترفع عنّي/ أتأمل مروحة السقف ساكنةً منذ البارحة/ أتأمل يومي وهو يمرّ/ أتأمل الخديعة والخيانة والخسارة/ أتأمل الساعة قاسيةً، لا تنتظر/ أتأمل نفسي وأنا أتأمل ".
المطر يبكي يغسل دم الضحايا العالق في هوائنا ! " ان كنت خائفا من المنعطف القادم فاغمض عينيك و اقبل عليه دون اكتراث هكذا ستغيض الريح بسخريه بسيطه و قليل من الشجاعه الممكنه " كتاب جميل جدا و لغته رصينه اعجبني بكل ما جاء فيه من الكلمات .
أحببته، لطيف، بعض المقاطع تستحقّ الكثير من التأمّل. اقتباساتٌ عجيبة: أملٌ كهذا جديرٌ بتلك الدّموع. ومن أجل أن تنسلّ أشباح الوحشة تركتُ الشّبابيك مفتوحة، وأنرتُ المصابيح. درّبتُ وجهي على ابتسامةٍ مقنعة، وصبر واضح المعنى، يطول مع الليل، الليل الأخير. ------------------------------------------- سألتكِ: عن مشقّة أن تعرفي، ولا يعرف سواكِ أحد. عن الجمرات، تقبضين عليها وملءُ عينيكِ التماعة! ------------------------------------------- ومن له بعد كلّ ذلك؟ من للمستوحش في ليلته الأخيرة غير ملائكة أو موتى ينتظرون .. ------------------------------------------- لنعدُ خلف سعاداتنا، بين القصبات النحيفة، الخجولة لكن الطّيّبة. لنجرِ حدّ الإعياء، ونخطّ ذكرى في قلب الشجرة العجوز أعلى التلة.
بالإضافة إلى نصّ: "رسالةٌ ستضلّ عنوانَها أيضًا .. "
لحالم يستيقظ: بعد هذا الكتاب ستفقه ان اللغة العربية ملكة اللغات ❤️ لم يعجبني ككتاب سليل الغيمة كثراً لأنني اكره النظرة '' البائسة'' للحياة ❣
قلت ان كنت خائفاً من المنعطف القادم، أغمض عينيك و اقبل عليه دون اكتراث هكذا ستغيض الرياح بسخرية بسطة و قليلٍ من الشجاعة الممكنة ....... كخيبة طفل يلهو بطين لن يصير تمثالا مهما دعكه و تمنى قديمة ندوبك و ساخنة
من أفضل الشعر الذي قرأته مؤخراً، يبدو ان للألم بعد كل شئ تأثيرُ ما لجعل الشخص كاتباً مميزاً، أعجبني استخدام علي كلمات قوية وواضحة وبأستخدام اقل الكلمات يكتبُ قصيدة/نص بإتقان.
من الكتاب: "كم تمنيتُ، وأنا أسلمُ نفسي كل ليلة الى تمرين الموتِ، ألا استيقظ ثانية".
تجربته الأدبية الاولى والتي هي " الحالم يستيقظ " لا بأس بها وتستحق الثلاث نجمات ..لكن في كل مرة كنت اقرأ فيها له احسست ان خياله مفرط نوعا ما فهو يتعمق في الوصف لدرجة يجعل القاريء احيانا يعجز عن فهم القصد ..من المقاطع التي لفتت نظري والتي احببتها جداً هي " أتذكَّرُ الآنَ بلحظةٍ شاردةٍ هبطتْ عليَّ فجأة، أتذكَّرُ وجهَها المتبتلَّ ورائحةَ عناقِنا الأخير، صبرَها على تأخُّري الدائمِ في إيفاءِ العهود، تلكَ التي تصّبُّ الحياةَ مركزةً في فمي، بعدَ أن تصفّيها شيئاً فشيئاً عبرَ قلبِها المرتعشِ بحيرته. راسمةً -مهما حدث- ابتسامةَ قدّيس." ..@_@
لا أعرف لمـاذا لم أجد نفسي داخل هذه القـصائد بالرغم من جمـال اللغة وقوتهـا الا أنني شعرت بأنها خالية من الاحساس,ربما كانت قوة الكلمات اهم من الاحساس للكاتب, أو ربمـا مشاعره لم تصل لي لا أنكر ان هنالك بضع قـصائد جميلة جدًا من حيث المعنى والفكرة, ولكن يسرني حقًا أن اجد كـاتبًا عراقيًـا يمتلك لغة جميلة ومتميزة أتمنى النجاح الدائم لأبن الرافدين
أولى قراءاتي لعلي محمود خضير بالنسبة لي اكتشاف جديد ومهم، لغته ثرية جداً وممتعة
هل يهمُّكَ أن تَعرف أنك منسيٌّ أو حاضر؟ هل يهمُّكَ أن تُدرك فداحة أن تبكي تُدرك المسافة بين الحلم واليقظة تُدرك الخسارة سيمُر الوقت ثقيلاً أو سريعاً وستعرف أنكَ، وحدكَ، صديق الإنتظار المُر