الأشجار تموت واقفة / شعر (دار الآداب، بيروت، 1964م)
الدم والمستنقع
أرخص من مياه ذلك المستنقع النتن أرخص من زجاجة من العرق دماؤنا، أرخص من منديل مومسٍ، من قطعة الصابون، لحمنا، من كسرة من الحطب أرخص من لجام بغلىٍ، شرياننا، أذل من وتد بيرقنا، يا ناظم القصائد العجبْ يا راجم الخطب، في وجهنا، يا آكل اللهب تعال واصطحب سلطانة الغناء والطرب فقبر من تحب مرَّتين يفرون، قبر من تحبّ ناري بلا لهب ونجمتي بلا ذنب وحدوة الحصان كلُ ما كنزت، لا تغبْ يا أيها العصفور في السُحب ما زلت فوق نعشك الملعون أنتحب وكيف هذه الأوزة الخشب تعطي لمن ينوحُ، بيضة من ذهب ؟
أنهى علومه الابتدائية والثانوية في كلية غزة عام 1948. وهو شقيق الكاتب والاديب عابدين بسيسو بدأ النشر في مجلة " الحرية " اليافاوية ونشر فيها أول قصائده عام 1946، التحق سنة 1948 بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، وتخرج عام 1952 من قسم الصحافة وكان موضوع رسالته " الكلمة المنطوقة والمسموعة في برامج إذاعة الشرق الأدنى " وتدور حول الحدود الفاصلة بين المذياع والتلفزيون من جهة والكلمة المطبوعة في الصحيفة من جهة أخرى. انخرط في العمل الوطني والديموقراطي مبكرا، وعمل في الصحافة والتدريس. وفي 27 كانون الثاني (يناير) 1952 نشر ديوانه الأول (المعركة). سجن في المعتقلات المصرية بين فترتين الأولى من 1955 إلى 1957 والثانية من 1959 إلى 1963. كان معين شيوعيًا فلسطينيًا وصل إلى أن أصبح أمينًا عامًا للحزب الشيوعي الفلسطيني في قطاع غزة، وكان سمير البرقوني نائبًا للأمين العام مقيمًا في القطاع، وفي عام 1988 عندما توحد الشيوعيون الفلسطينيون في حزبهم الموحد، أعلن بسيسو ذلك من على منبر المجلس الوطني الفلسطيني الذي عقد بالجزائر حينها ،وظل معين عضو اللجنة المركزية للحزب حتى وفاته.
عنوان ملفت للنظر ويشد الانتباه بما فيه من جمالية ومقاومة وصمــود معين بسيسو مات ولكنه مات واقفاً باقياً شامخاً بشعره وأدبه ومقاومتــه كانت كلماته صادقة، شجاعة، وصريحة، وكلها صمود
أعجبني قوله:
الصمت موت قلها ومت فالقول ليس ما يقوله السلطان والأمير وليس تلك الضحكة التي يبيعها المهرج الكبير للمهرج الصغير فأنت إن نطقت مت وانت ان سكت مت قلها ومت
1-الاشجار تموت واقفة: مسرحية كتبها عام 1949 ذات ثلاثة فصول ترمز الى قوة الارادة ,فالأشجار رمز للبشر الذين يثبتون أمام عواصف الحياة حتى إذا انهزموا ماتوا وقوفا على أقدامهم. مزج اليخاندرو كاسونا الخيال والواقع في هذه المسرحية ليثبت ان السبيل الوحيد للتغلب على المصاعب هو مواجهتها مواجهة قوية وان الارادة تفعل المستحيل .ان شخوص هذه المسرحية تنحدر من الواقع وتتحرك في بيئة خيالية غير موجودة.احداث المسرحيةإنسانية وتنطوي على الواقع والخيال وتدور حول مؤسسة خيرية هدفها خلق السعادة. في احد الايام يلجأ إلى هذا الموسسة رجل عجوز يعيش مع زوجته لا يثيرها إلا فكرة انتظار حفيدها الغائب. هذا الحفيد طرده جده لانه كان يسرق ويرتكب الفواحش.
وكانت الجدة تحن لرؤية حفيدها الوحيد وتبكي كثيرا فزوجها لم يقدر على رؤيتها تذبل أمام عينيه وتعيش بلا أمل فابتكر طريقة لإسعادها، إذ اتفق مع صديق مقيم في كندا على إرسال رسائل تحمل اسم الحفيد الغائب ويكتب فيها إنه أصبح شابا ناجحا وودّع حياة اللهو .فعادت الحياة تدب في أوصال الجدة فكانت تسارع في الرد على الرسائل. وفي احد الايام وصلت رسالة من الحفيد نفسه يعلن فيها عن قرب عودته للمنزل ففرحت الجدة. أما الجد وقع في حيرة لان الخطابات المزيفة كانت تقول إن الشاب أصبح مهندسا وتزوج .وفي نهاية المسرحية تكتشف الجدة وبعد عشرين عاما من الانتظار أن الأمل الذي عاشت من أجله كان غير واقعي وان جميع تلك الخطابات كانت مزيفة غير واقعية وان حفيدها الحقيقي بقى سارق ومجرم.
أول تجربة لي مع معين بسيسو و لن تكون الأخيرة بل البداية لقراءة أعماله.
الصمت موت قلها ومت فالقول ليس ما يقوله السلطان والأمير وليس تلك الضحكة التي يبيعها المهرج الكبير للمهرج الصغير فأنت إن نطقت مت وأنتَ إن سكت مُت قلها ومت.