استيقظتُ من نوم غير مريح، بفقدان لحظي ومدوِّخ للذاكرة. وجدتني راقدا على الأرض في ظلام غرفة أجهلها. وعلى الرغم من ضوء شاحب ينبعث من مكان قريب، ظل الظلام ثقيلا بفعل جهلي بأبعاد الغرفة، ولم تألفه عيناي بانقضاء الوهلة اللازمة لذلك. بقيتُ لحظات فيما يشبه العماء مع صداع حاد في الرأس.. وشيئا فشيئا عادت لي ذاكرتي، فتبينت أين أنا، وأبصرت بالظلام الذي انقشعت حِلكته بانقشاع النسيان تفاصيل الغرفة الغريبة.. نعم، أنا في بيت فتاة سودانية اسمها "سامية" بمدينة ليون في قلب فرنسا. مع كثرة تنقلاتي في الأيام الأخيرة، فقدتُ الآلية الطبيعية التي يدرك بها الإنسان مكان رقدته مع استيقاظه
يصعب تصنيفها على أنها قصص قصيرة، هي أشبه بلمحات من حياة الكاتب ممزوجة بتأملات فكرية عميقة أحيانا، وتخلو من العمق في معظم الأحيان شعرت أيضا أن القصص مبتورة، وكأنها مشاهد من نص كبير تم اقتطافها بشكل عشوائي فلا يصل أي نص إلى درجة الاشباع .. نصوص تفتقد الحدة والتكثيف والحبكة المكتملة فلا تخرج منها بأي انطباع سوى أنها ثرثرة لطيفة دون مغزى قوي في الغالب
وأخيراً قرأتها بعد انتظار طال لسبع سنوات بعد وضعها على رف قراءاتي المستقبلية على جودريدز.
لن أكتب شيئا يزيد عن ما كُتب عن تلك المجموعة المتميزة. فالنصوص التي بها قدر من التجريد ليست من النوع الذي يستهويني أو أحبه. فقدراتي العقلية أقل من أن أفهم تلك النصوص. وكانت تلك المجموعة من الاستثناءات القليلة التي أحببتها رغم رمزيتها.
من الواضح أن كل القصص مستوحاة من ماضي الكاتب. وهو ماض أحسن في الكتابة عنه ببساطة ودون عاطفة الحنين الزاعقة التي تكون في مثل تلك الكتابات عادة.
لم يكن الكاتب منشغلا بالحكي عن نفسه بقدر ما كان مهتماً بالحكي عن موجودات عالمه من جماد أو بشر، ولذلك تميزت حكاياته أكثر ما أحببتُ هى أمثولة الكلب الأبيض
ياسر عبد اللطيف دفعني للقراءة على ضوء الشمعة لأني لم أستطع الانتظار حتى عودة الكهرباء لأنهي هذه المجموعة القصصية العظيمة. كل هذه الأعاجيب في الحياة العادية
منذ فترة طويلة، لم اقرأ قصصاً بهذا الجمال والعذوبة والسحر. الحياة اليومية، والذكريات شديدة العادية تتحول في هذه المجموعة إلى أساطير بمنتهى البساطة.. الذكرى سعيدة الحظ، هي التي يكتبها
هذه القصص من أفضل النصوص التي قرأتُ، ولكان قد فاتني الكثيرُ من الجمال والعظمة التي قليلًا ما أصادِفهُما في قراءاتي لو لم تقع عيناي علي هذا الكُتيب. طريقة السرد والحكي، التفاصيل الصغيرة في وصف الكاتب لها، الاستعادة المُتكررة بالنزعة الماضويّة والنوستالجيّا الغريبة لذكريات صاحبها التي شكّلت ملامح القصص، الغوص بين الخيال تارة والواقع تارة أخرى، الأُسلوب المُتأرجِح بين الهزل والجد، فضلًا عن كل ذلك اللغة الشاعرية التي يكتُب بها ياسر عبد اللطيف ذكرياته الأقرب إلى ذهنِه الحالِم، حالة من الهارمونيّة التامّة تُصيغها كل قصّة فور الانتهاء مِنها، عمل لا أستطيع أن أصفه بكلمة واحدة، ولكنّه راق ليّ.
بشكل عام في خفّة بأغلب القصص بخلّوهم صعب يعلقوا بدماغ الواحد لأنه مفيهمش اشي جديد، لا فكرة ولا تقنية ولا لغة ولا أي اشي. الاشي الوحيد المميز بالمجموعة، هو قدرة الكاتب على استغلال شخصيته الحقيقية ودمجها بالقصص، فبصير اللعب على حجم الواقعي وحجم الخيالي بالقصص. وبعتقد إنه قدرته على الإيهام بقوّة بأغلب القصص اشي بقدر ما هو مش سهل بقدر ما هو جميل. المميّز القصّة الأخيرة هي الوحيدة المميزة، واللعب عالخط الفاصل بين الحلم والواقع كان جميل. عمومًا بعتبر التجربة سيئة نظرًا لحجم التوقعات اللي بنيتها بناءً على كلام الناس المبالغ فيه عالموقع حولين المجموعة.
رؤية شخصية جدا .. الكاتب مهموم بنفسه أكثر مما ينبغي .. وهو الشئ نفسه الذي فعله في معظم مؤلفاته .. لا أرى في تجربته ما يستحق الإعادة مرارا وتكرارا .. حتى لغته تكون تكون عادية تماما .. الغريب أن هذه المجموعة سبق وفازت بجائزة سويرس للقصة .. هي عادية على أقصى تقدير .. ربما أفضل قصص المجموعة قصة بعنوان "رسل" أما القصة التي تحمل المجموعة اسمها فتكاد تكون سردا غير ممتع على الإطلاق لتجربة اللعب بلعبة "محاكاة" في مدينة للملاهي .. لاهو يونس ولا الموقف الذي افتعله يقترب من تجربة حبس يونس في بطن الحوت إلا لو كان هذا من قبيل الدعابة ..
! بإمكانك بعد الانتهاء من قراءةٍ أولى لـ (يونس في بطن الحوت) أن تعقد اتفاقًا بينك وبين نفسك، أن تكتب عن أشياء مشابهة لهذه التي تحدث عنها "ياسر" واستفاض، ستجد أن أكثر قصص المجموعة تمسك بشكل شخصي، لا سيما ما يخص المدرسة (ترتيب الأرفف) والعلاقات في الجامعة (لقاءات قريبة من النوع الرابع) وغيرهما، دع عنك قصصًا تتحدث عن رحلاته البعيدة (في مدينة التلال والنهرين) رغم أنه شديد الحرص على أن يربطها بالواقع (دور النشر) وعلاقاته بأصدقائه أو عائلته هنا حيث تحضر حكاية العائلة كأنها القصة الأصلية التي يحاول الكاتب مداراتها بتلك التفاصيل الأخرى، ولا تنس آخر سطرٍ فيها (تركت نفسي للطفو فوق الزمان والمكان)! يمكنك أن تترك نفسك هكذا لتتأمل مثلاً فكرة كـ (يونس في أحشاء الحوت) .. العنوان في حد ذاته ذكي وملهم، يستدعي عندي مثلاً كلمات أغنية (حوا وآدم( لـ نبيل خلف (لما اتقابلوا سوا ف الجنة ما عرفناش قالوا إيه لبعض) ذلك العالم الخفي الذي لم نعرف شيئًا عن تفاصيله، ولكنه صالح دومًا لأن يستثير فينا الخيال والكتابة، ويصلح في الوقت ذاته معادلاً موضوعيًا للكثير من المواقف الحياتيه، بيننا وبين الناس، أو بين الكاتب وعالمه، تقول مارجريت ديوراس: (عندما يشرع الكاتب في الكتابة، يشعر بنفسه وحيدًا تمامًا في قاع حفرة، ويكتشف أن "الكتابة" وحدها سبيل الإنقاذ فأن يخلو ذهنك من أدنى موضوعٍ لكتاب أو أدنى فكرة لكتاب يعني أن تصبح بصدد كتاب، فتجد نفسك أمام فراغٍ شاسع الامتداد، كتاب محتمل الإنجاز، وترى أمامك شيئًا غير محدد المعالم شيئًا كالحياة، كتابة عارية وكأنك أمام شيء مرعب، لا يسعك التغلب عليه) أليس هكذا تمامًا هو (يونس في أحشاء الحوت)؟ ولكن الكاتب يأخذك بعيدًا عمَّا قد يتبادر إلى ذهنك من هذا كله، ويسحبك رويدًا رويدًا بتفاصيله التي يبرع في وصفها حتى تقع معه في تلك "اللعبة" الافتراضية ليوهمنا بواقعية الحدث، ويصرفنا عن معادلها الموضوعي، وعن أزمة الكاتب وعلاقته بالعالم، تلك الحياة التي تلتهمه ليجد نفسه فيها وكأنه يجدف بلا وجاديف ويتحرك دون أن ينتقل من مكانه .. ويبدو لي أن هذا التأويل قد ينسحب على كل قصص المجموعة.. إن البراعة التي يكتب بها "ياسر عبد اللطيف" تفاصيل كل قصة هي في ظني مكمن إبداعه، تلك التفاصيل التي لم تغب عنه ـ بالمناسبة ـ في روايته الأولى، والتي يبدو أنه يعد بالكثير منها في روايةٍ يعدها على مهل!
القصه الرائعه (يونس فى أحشاء الحوت )..قصه مميزة ذكرتنى بقصه مغامرات فى اعماق البحار ..فبطل القصه أستعد و أخذ نفسا عميق وارتدى بدله الغطس فى احد المولات داخل جناح لعب الاطفال ..وبدأ الرحله فى اكتشاف الاعماق والاسماك الملونه بجانبه قناديل البحر تتراقص ..تقريبا اكتشف كل شىء الا انه نسى كيف يخرج من البدله المعدنيه المزوده بنظام الاكسجين.
الكاتب ياسر عبد اللطيف يحتاج الى بذل مزيد من الجهد فى الاعمال الكتابية و ان اسلوبه يحتاج الى تطوير و استغرابت من نشر مجموعة قصصية من دار خان للكتب ع العموم افضل قصة له ترتيب الارفف هو الافضل من وجهة نظرى و سوف اقرأ المجموعة القصصية التانية له لان��ا حازت ع ترشيحات ناس كتيرة
الحقيقة مفهمتش الكاتب عايز ايه ... كل قصة مكنتش عارفة ايه الغاية منها وكأنها مجرد افكار مشتتة .. ع الرغم ان اسلوب الكاتب حلو جدا وطريقته في السرد جميلة بس دا مكنش كافي!.
عباره عن مجموعه من القصص الذاتيه تحكى عن مواقف في حياه الكاتب مر بها لم يعجبنى سوى قصه او اثنتين والباقي لم افهمه وفيه شعرت انه مجرد كلام ليس له موضوع معين
مجموعة من القصص القصيرة جدا. الكاتب يمتلك لغة جميلة و حكاء شاطر، لكن القصص ذاتية و متفاوتة في المستوي. لا استطيع لوم الكاتب علي القصص التي لم تعجبني لأنهم بلا استثناء، يمتازوا بالكتابة الجيدة، لكن كونها قصص ذاتية وضعني كقارئ في مواجهة مع افكاره و مع نظرته للعالم و بصراحة اعتقد اني و الكاتب نختلف في الاخيرة، و خصوصا تصوره لكلاب الشارع و السفر و النساء. احببت قصص "آروي علي الهواء" و "الرسل" و اعتبرهم دليل علي موهبة الكاتب الكبيرة.
ياسر عبد اللطيف ياخدنا جوه مشاهد حقيقة من حياته، مشاهد ممكن تكون عدت على معظمنا بس الفرق إنه إلتقطها بحس مرهف وبلغة جميلة. خلاني أفكر في المشاهد الفارقة في حياتي. شكرا على المجموعة الجميلة دي.
رغم روعة هذه المجموعة إلا أن سبب إعجابي بها مجهولٌ! نعم... أنا لا أتحايل أو أكذب؛ فأنا لا أعلم هل سحرني أسلوب المؤلف أمْ انتقائه لموضع كلماته الدقيق أمْ ما يتخلل النص من رونق لا أعلم مصدره وماهيته؟! ... لا أعلم.
في البداية لم أعلم ماذا يريد الكاتب من كتاباته لكنني كنتُ معجبًا بما يكتب لشعوري بأن القصص تروي أجزاءً من حياة المؤلف نفسها وليست مجرد قصصٍ؛ لذلك قرأتها على أنها قصص سيرة ذاتية للكاتب لا مجرد قصصٍ من وحي الخيال فقط... وقد يكون هذا سبب إعجابي بها لمحبتي لسير الأشخاص، ولكن ذاك لا ينفي أنني على برزخ لا أعلم أي شيء محدد أعجبني فيها، لذلك مَقُول القَوْل هو أنني لا أعلم... وما سيأتي بعد ذلك ليس إلا مجرد خواطر وهوامش وتعليقات بسيطة على هذه القصص وليس مراجعة بمعنى الكلمة.
من النادر حاليًا أن يؤثر فيَّ عملٌ بمثل هذا التأثير الذي يجعلني أنهيه في يوم واحد خلال الفترة الحالية بسبب الامتحانات بالطبع؛ فأنا أحبُّ هذا النوع من الكتابات الإنسانية البسيطة في السرد والعميقة في المعنى، وما سحرني فعلًا وزاد من إعجابي بالكاتب هو التدرج الإنساني والنُضْجِي للقصص بحيث أنه كلما تمرُّ قصة تكون التي تليها أكثر معنى وعمقًا وإنسانية! ورغم تنوع العوالم في هذه القصص إلا أنها تتدفق في انسيابية وطلاقة فلا تُعطل سلاسة السرد أو تُشعر القارئ بهبوطٍ في الأسلوب أو تعطل شعرية اللغة ودرامية التسلسل في السرد.
يأخذ ياسر عبد اللطيف القارئ في رحلة شعرية مميزة ذات إطلالة ساحرة، تحلق به في عوالم مختلفة من الإعجاب والشعور بالعظمة، ويتدرج به في هذه المشاعر المختلفة... فكل قصة بعالم ساحر مختلف، وتظل تلك العظمة تزداد إلى أن تصل إلى قمة التألق في نهايتها في قصة «ترتيب الأرفف» ومن بعدها في المنزلة «يونس في أحشاء الحوت»، والمقطعان في قصة «ترتيب الأرفف» اللذان يحلل فيهما المؤلف فيلمي «فورست جامب» و«العودة للمستقبل» هما من أروع المقاطع التي قرأتها في حياتي إلى وقتي هذا فعلًا، أما باقي القصص فهي رحلات مميزة في الأحياء الراقية والمناطق المهمشة والعوالم السحرية ولكل عالم درجة من العظمة لا تُوصف ولا تقل عن عالم آخر، ولا حاجة لي بذكرٍ تفصيلي لما يوجد في القصص لأنه لن يزيد من عظمتها شيئًا ولن ينقص. فلذلك إن وجدتم هذه المجموعة فاقتنوها أينما كانت... وشكرًا للصديق الذي رشحها لي. التقييم: 10 من 10.
كنبي مل من ايمان قومه وفقد فيهم الأمل فهجرهم الى ديار الغربة فأوغل في بطن المتناقضات حيث النور الخافت المغلف بالظلام ثم مالبث أن عاد الى السطح محاولا ترميم ماأصاب روحه من ويلات الاغتراب باللجوء الى طبيب يداوي أثر أحلام حياته ماقبل وبعد الغرق.
مجموعة قصصية تمر بخط زمني من براءة الطفولة واندهاشها الى انتشاء المراهقة مرورا بمراحل النضج التي تُقسم الى طفولة وكهولة وعلامات تعجب وأسألة عن الاغتراب والوطن والصداقة .
سيصيبك بعضا من أثر الكيف فتأخذك لوثة عقلية وتدرك بعد أن تستيقظ من أثرها أنك كنت تحاول تخدير عقلك لتتلاشى أثر الخلل المجتمعي وتوحشه ستنتقل من أجواء حارة الى منطقة سكنية راقية لتشاهد بشر يتحول سلوكهم الى الحيوانية وتنافس على البقاء .
نصوص مصرية بامتياز بها رائحة مميزة لنهر النيل المتلوث !
هذه النصوص لا تُقرأ مرة واحدة فهي ستتخللك على مهل لتثير قلمك ثم ستتركك مندهشا مما شاهدته في بطن الحكاية حتى تدفعك لقراءتها مرة أخرى لأن به الكثير المخفي بين السطور.
سعيد. أنا مقتنع إن عملية القراءة مكملة لتجربة تكوين النص، ومقتنع إن النص اللي يتعبني في التفكير وأنا بقراه هو نص جميل. المجموعة دي فيها حاجات كتير جميلة، منها إنها حستني بقيمة الأدب كهدف في حد ذاته، بمجرد دخولي جوا حالة النص، فده كافي بالنسبالي. هقرا كتير لياسر عبد اللطيف، وأتمنى يفضل يكتب حاجات جميلة.
بلغة تحمل لمسة الشعر، وسلاسة عجيبة، ولغة مدهشة في بساطتها، يسرد ياسر، بخفة، أحداثاُ في منتهى الاعتيادية، مجرد مشاهد وومضات متكررة من الحياة اليومية، ولكنه بلمسة الفنان يجعلها نصوصاً كهذه، تُبهِج القلب والعقل، وتتمنى أن لا يكون الكتاب بهذا الصغر.. أريد المزيد من هذه الدهشة المبهجة
الكتاب ده دراسه في كيفية تحويل نص عادي وحكايات غير مثير إلي نص شديد العذوبه والجمال. محموعة قصصيه من أعذب ما قرات حتى الأن، ومن نوعية الكتب التى لا تريد لها أن تنتهي، يستحق القراءه بالفعل.