يضم هذا الكتاب قصائد هي مختارات من أعمال أشهر الشعراء الأفارقة الأمريكان وهو الشاعر "إي أثيلبرت ميلر" اختارتها لنا "وصال العلاق" ونقلتها إلى العربية وهي تضم أعمال ميلر الشعرية للفترة 1986-2009. وهي في مجموعها ذات أفق إنساني شامل في أجوائها ونبرتها وتناصها توحي إلى الكثير من الديانات والحضارات، والتقاليد والمعتقدات التي تنتمي إلى البشر جميعاً، وفي العديد من أزمنة العالم وأمكنته. يمكن القول أن قصائد ميلر تعكس في جانب منها تلك التغيرات التي أخذت تتبلور في وعي الأفارقة الأمريكان عند مفترق تاريخي هام هو ستينات القرن الماضي وفي ذلك يقول ميلر "إن لحركة الأدب الأسود صلة مباشرة بالمعايير النظرية التي تحسدها معتقدات "القوة السوداء". لهذا تكاد تكون قصائد ميلر عامة توثيقاً لسيرة حياته ولا سيما ماثيير أحاسيسه وشحونه وهمومه فيما يتصل لمسألة الهوية والجذور. ما أضفى متميزاً لأعماله الأديبة. يقول في قصيدة بعنوان [بنما] في أوائل العشرنيات: جاء قارب بأبي إلى أمريكا/ وقد عبر عن انطباعاته الأولى بالإسبانية/ وبمرور السنين، وعندما نس اللغة/ لم يعد يذكر ما كان قد رآه حينها.
يقول الشاعر الأفرو-أمريكي أثيلبرت ميلر في مقدمة مجموعته الشعرية -هذه- المترجمة إلى اللغة العربية " حين تترجم القصائد إلى لغة أخرى فهي تكتشف شفاهًا جديدة، وهذا الكتاب الذي يضمّ مختارات من قصائدي ليس سوى قبلة مني". حسنًا، رغم روعة الوصف، وجمال القصائد المنتقاة، وجودة الترجمة كنت أتمنى لو كان ميلر شاعرة لكي لا أشعر بالاشمئزاز وأنا أتخيل شفاهه المكتنزة تطل علي من خلف كل قصيدة لتطبع على وجهي قبلة!
تجربة نادرة عشتها مع الشعر المترجم في هذا الكتاب. فهو يحكي قصة أمة يحتل فيها الإنسان رقعة واسعة. واللون هنا جانب شديد الخصوصية لتكوين ذلك الانسان على مر العقود الماضية. ميللر شاعر امريكي متميز.
أين قصائد الحب المهداة إلى الطغاة ها أنا أجلس فوق مقعدٍ في غرفةٍ صغيرة لا نوافذ لها بإمكاني أن ألمس الجدران دون أن أحرك ذراعي ورائحة نَفَسي تلتهم آخر شريحةٍ من الهواء في هذا السجن. الطعام هنا سيء جدا إنه رعبٌ لا مذاق له.. وفي الزنزانة المجاورة ينتحب أنطونيو.. وقد هشمتْ جسده ألاف الحروق عندما يأتي المساء، أهمسُ له شعراً عبر الشقوق كلماتي کنساءٍ يُقبِّلنَ عينيهِ.