كثيرة هي الأبيات التي تتناقلها الألسن وتحفظها الأفئدة ويُستشهد بها في كثير من المواضع من الصغير قبل الكبير والعامي قبل المتعلّم لما تحتويه هذه الأبيات من أمثال وحكم وروائع تصويرية...
إن بعض هذه الأبيات اشتهرت دون معرفة قائليها ولا معرفة ببقية أبيات القصيدة بل قد يوجد في القصيدة أبيات أخرى لا تقل روعة وجمالاً ووصفاً وخيالاً عن البيت المشهور...
جاء هذا الكتاب ليوضح لنا أن هذه الأبيات التي تناقلتها الألسن وسارت بها الركبان هي من قصائد لا تقل عنها أهمية وجمال ولها مناسبات قيلت فيها تبين للقارئ مدى مناسبتها للإستشهاد بها: ولتوضيح هذا كله جمع المؤلف ما يزيد عن مائة بيت تكاد تكون هي الأشهر على الإطلاق وذكر تراجم قائليها بإيجاز وحدد المناسبة التي قيلت بها القصيدة والأبيات التي ذكرت فيها... مستعيناً ببعض أمهات الكثب كالشعر والشعراء لــ"ابن قتيبة"، وطبقات الشعراء لــ"ابن المعتز"، وجمهرة أشعار العرب لــ"أبي زيد القرشي"، والمحاسن والأضداد للــ"جاحظ"، والوافي بالوفيات للصفدي، والأغاني لـ"أصفهاني"، ومجمع الأمثال للــ"ميداني"، ووفيات الأعيان وأبناء هذا الزمان لــ"ابن خلكان".
أعادني للشعر القديم! الكتاب كما هو واضح من عنوانه يأخذ بيتا مشهورا تتناقله الألسن بينما القصيدة التي جاء فيها هذا البيت هي قصيدة مغمورة وذكر أكثر من مئة بيت مع ترجمة مختصرة للشعراء وكلهم من شعراء الأندلس والعصر الجاهلي وصدر الإسلام والأموي والعباسي وشاعر من العصر الحديث هو أحمد شوقي، فقط قصائد المتنبي التي أراها لا تصلح للكتاب لأنه يضع بيتا مشورا ثم القصيدة كاملة وفي قصائد المتنبي تجد الكثير من الأبيات المشهورة التي قد تفوق البيت الذي اختاره شهرة وربما المتنبي هو حالة استثنائية دائما وقد قرأت مرة أن نقادا اجتمعوا ليعدوا أبيات المتنبي التي تتناقلها الألسن في المواقف والاستشهاد وكأمثال فعدوها خمسمئة بيت لذلك لا عجب أن يكون في قصائد المتنبي العديد من الأبيات المشهوؤة، لاحظت أن بعض القصائد تحتوي على أبيات مشهورة وعندما تقرأ القصيدة تجد أن هناك أبيات أجمل منه في نفس القصيدة لكن لم يشتهر إلا بيت واحد وأحيانا ليس الأشهر هو الأجود.
هذه النجمة الواحدة فقط، لأنه ربطني بالتراث والشعر العربي القديم الرائع. ولأنه أيضا كشف عن القصائد التي لا نعرف منها الا بيتا واحدا أو بيتين. لكن مشكلات هذا الكتاب عديدة: ١- لا يوجد توثيق لكل نص من أمات الكتب الأدبية التراثية، بل غاية ما ذكره في المقدمة أن كل ما هو موجود هو من الكتب الفلانية كذا وكذا. ٢- هناك أخطاء طباعية مهلكة ومفسدة للمعنى ومدمرة لوزن البيت ونغمه. ٣- يسمي ما هو أقل من سبعة أبيات قصيدة، وهذا غير صحيح في عرف علماء اللغة ودارسي الأدب . ٤- عدم وجود التشكيل للحروف، وهذا شيء أساسي جدا في ضبط نطق الكلمة وإضفاء جمالية تصويرية على الحروف، خاصة وأن القصائد قديمة. ٥- عنوان الكتاب لا يصدق على أغلب القصائد، فهناك أبيات تابعة لقصائد مشهورة وليست مغمورة كما ذكر. ٦- عدم وجود منهجية في ترتيب الأبيات فلا تعرف هل هو يعتمد على آخر حرف أو على تاريخ وفاة الشاعر، ولو رتبها زمنيا (تاريخيا) لكان أفضل.
لا شك أن القصائد في الكتاب مهمة ومن عيون الشعر العربي، لكن يمكن البحث عنها في مصادرها الأولية.
- تنسيق الكتاب سئ جدا كان ممكن يكون أفضل - تقريبا الكاتب لم يراجع جامع الكتاب لأن الكتاب به أخطاء إملائية كثيرة - جامع الكتاب لم يعزو لأى مصادر حين يترجم للشعراء إلا البعض القليل - بعض القصائد مشكولة وبعضها غير مشكولة ، لماذا؟!!!
كان من الممكن أن يخرج الكتاب بصورة أروع بكثير ، لولا أن الكاتب لم يحسن مراجعة ما نقل فامتﻷ الكتاب بأخطاء لغوية كثيرة أفسدت المعنى . كما أنه لم يبذل جهدا في وضع معان للكلمات الصعبة . لكن على العموم ، استمتعت بهذا الكتاب .. وأرجو أن يخرج بصورة أفضل فيما بعد !
نجمتين لاختيار بعض القصائد الأكثر من رائعة .. لم يبذل المؤلف أي جهد لتفسير قصائد في غاية الصعوبة ولا حتى بتفسير الكلمات الغامضة التي لم تعد مستعملة أصلاً في اللغة العربية .
كان من الممكن أن يكون أفضل من هكذا، خاصة وأن فكرة الكتاب ممتازة..سبقني اﻷصدقاء في تحديد مكامن الخلل من أخطاء طباعة وغيرها، كما قصر في بعض التراجم وحوادثهم المتعلقة بالقصائد!