Jump to ratings and reviews
Rate this book

سينالكول

Rate this book
كان خلال إقامته الطويلة في فرنسا يحلم بالتفاح اللبناني، يمزج عطر التفاح برائحة البن، وينتشي بطفولته.

لم يفهم كريم معنى رائحة الطفولة إلاّ في الغُربة، هناك، في المدينة الفرنسيّة البعيدة، شعر كريم بعذاب الرائحة التي اختفت. قال لبرناديت عن رائحة التفّاح والبنّ، لكنّه عجز عن وصفها، كيف نصف الرائحة لمن لم يشمّها أو يتذوّقها. اكتشف كريم عجزه عن الكلام لأنّه لا يستطيع أن يترجم ذاكرته، وتوتّر الحنين الذي يفترسه في كلمات، لينتهي بعد ذلك إلى اكتشاف أنّ ممارسة الحبّ ليست إلاّ ترجمة للكلام.

العاشق، كالمترجم، ينتقل من كلام اللسان إلى كلام الجسد، كأنه يترجم الحكي ويُعيد تأليفه، هذه هي حكايته مع غزالة...

------------------------

الياس خوري: روائي لبناني، من مواليد بيروت 1948، رئيس تحرير مجلّة "الدراسات الفلسطينيّة"، وأستاذ في جامعة نيويورك. تُرجمت رواياته إلى العديد من اللغات.

510 pages, Paperback

First published January 1, 2012

34 people are currently reading
1082 people want to read

About the author

إلياس خوري

27 books606 followers
English: Elias Khoury.
الياس خوري هو قاص وروائي وناقد وكاتب مسرحي لبناني، ولد في العاصمة اللبنانية بيروت عام 1948. كتب عشر روايات ترجمت إلى العديد من اللغات وثلاث مسرحيات وله العديد من الكتابات النقدية.
شغل منصب رئيس تحرير الملحق الثقافي الأسبوعي لجريدة النهار منذ العام 1993 حتى عام 2009.
وكان مسؤولاً عن القسم الثقافي في جريدة السفير من عام 1983 حتى عام 1990. وعمل مديراً فنياً لمسرح بيروت بين عامي 1992 و1998. ودرس في الجامعة اللبنانية والجامعة الأميركية في بيروت وجامعة كولومبيا في نيويورك، ويدرس حالياً في جامعة نيويورك مادة الدراسات الشرق أوسطية والإسلامية.

Ratings & Reviews

What do you think?
Rate this book

Friends & Following

Create a free account to discover what your friends think of this book!

Community Reviews

5 stars
91 (26%)
4 stars
138 (39%)
3 stars
68 (19%)
2 stars
41 (11%)
1 star
9 (2%)
Displaying 1 - 30 of 74 reviews
Profile Image for Elyse Walters.
4,010 reviews11.9k followers
November 1, 2015
THE DOG AT MY HOMEWORK

I read this book months back when recovering from an ankle replacement.
My husband bought us new iphones. He took my old iphone into the Verizon store to make the transfer. The 'only' thing they didn't transfer was my 'notes'. 'All' my book reviews are gone.
We went to the Apple store yesterday, (crying for help). Yep, mistake was made. Next time -we go only to the Apple store to begin with.

Here is what I remember:

Karim is a medical doctor who has return to Beirut. He left his wife and daughters back in France. He re-connects with his twin brother, Nasim after many years --with plans to build hospitals together.

Being back home brings up incomplete memories for Karim. He had been homesick, but what he really wanted to do was track down an old 'phantom' of the civil war.
The author explores Lebanon's history of violence, displacement, and raises moral complex questions--what to justify and what not to.

The author also paints us a picture of this the brothers personals -messy-lives. (present and past memories). A woman that Karim loved, is now married to Nasim.
Both brothers cheat on their wives --(normal behavior in in 1989, Beirut?)
Karim is more sensitive- more intelligent - and joined the leftist Palestinian forces. Nasim, more street smarts, and joined the Christian Phalangists.

There was many person stories: -deaths -murders and loss -love - -heroes and villains -

A running theme in the book was 'why did Karim return to his home country? What was he most looking to achieve?

Seems to me --he was trying to piece together the many broken pieces of his past life, (personal and historical to his country), that were still haunting him ...like the title of the book suggests: "The Broken Mirrors".

The storytelling is complex yet intimate. I've been to the Middle East --(in 1973), so it helped me visualize the setting -even the dialogues.

A little about the author: (just a little talented!) ha! VERY!
"At various stages of his life Elias Khoury has been a dramatist, a literary critic, a journalist, and a professor of Middle Eastern studies. At the same time he has written novels, a number of which play out against the civil war and political upheaval in his native Lebanon".







Profile Image for Rida Hariri.
106 reviews382 followers
January 10, 2013
chef d'oeuvre الياس خوري
******
رواية عن بيروت بعد الطائف, الحرب لم تنتهي تمامًا ولن تنتهي أبدًا بل مازالت مستمرة في أنفسنا سلمى,إحدى شخصيات الرواية. تبدأ الرواية مع مغادرة كريم لبيروت إلى فرنسا بعد فشل المشروع الذي أعده شقيقه نسيم لبناء مستشفى في بيروت ومن هنا يبدأ تدفّق الذكريات وتوالد الذكريات من الذكريات والأحداث من الأحداث والشخصيات من الشخصيات.
تتبع الرواية في البداية حياة عائلة الشمّاس المؤلفة من ثالوث الأب نصري وابنيه كريم ونسيم ومن ثم تتسع لتضم العديد من الوجوه التي ظهرت في حياة العائلة وأثّرت عليها.
يحكي الكتاب عن انهزام اليسار العربي وتشتّته وتحول بعضه إلى الحركات الإسلامية و تحول البعض الآخر لرأسماليين.
******
العلاقة بين الشقيقين كريم ونسيم هي المحور الأساسي للقصة والتي بمكانٍ ما يمكن إعتبارها حكاية الإنسان ككل, حكاية شبيهة في جوانب معينة معينة بحكاية قابيل وهابيل, بدمتري وإيفان كارامازوف في جوانب آخرى..
الشقيقين الذين كانا في البداية "توأمين" بقرار غير معلن من والدهما نصري رغم أن كريم يكبر شقيقه بعام كامل, جعلتهما يعتقدان أنهما كان يجب أن يكونا صبيًا واحدًا كما قال نصري مرّة: الفطور الصباحي على المائدة مع الوالد, مشاركة السرير نفسه لفترة طويلة, قضاء الوقت مع الأب في الصيدلية, طاولة الدراسة التي تجمعهما,الجنون المشترك الذي أصابهم حين قرر الوالد الزواج من خالتهم بعد وفاة أمهما ونجاحهما في إيقافه...قبل أن يبدأ الاختلاف بالظهور (أو قبل أن يبدأ الانقسام) مع فرار نسيم لمدة أسبوع من بيت والده وبداية اكتشافه الحقيقي للّذة والحرية بينما بقي كريم المتحفظ والمتردد إلى جانب والده..ويتأكد الاختلاف مع اندلاع الحرب وانقسام العائلة بين كريم "اليميني الفاشستي" حسب قول نصري الذي اختار الكتائبة وكريم"الشيوعي -حسب قول نصري أيضًا- والذي انضم للأحزاب اليسارية والـ م.ت.ف..
هي حكاية عن الأضداد التي هي مصدر الحياة في نقطة معينة, الله وابليس, الدينو اللادين, الحب والكره, الشهوة والروح, كحول وسينالكول والتي هي كلها تنويعات للحن واحد مهما ظهر أنها مختلفة أو متضادة
“قال إنه استبدل عبارتيّ الطبقة العاملة والاشتراكية أينما وردتا بكلمة الإسلام, "ومشي الحال"."
نسيم انضم لساحات القتال وشارك في المعارك العسكرية لفترة طويلة قبل أن ينسحب منها بعد اصابته ليصبح من حيتان المال الذين جنوا ثروات طائلة بفضل الحرب بينما ظلّ كريم مشاركًا سلميًا -ان صح التعبير-.هذا الانقسام بين الشقيقين استمر ونسيم الذي أخفى حبه لهند بعد أن عرف حب شقيقه لها سرعان ما تزوج الفتاة بعد أن تخلى عنها شقيقه وسافر إلى فرنسا هربًا من الحرب ليتسع الشرخ أكثر وأكثر بين الشقيقين.
*******
أكثر شيء أفرحني هو أنني أول مرة أرى إلياس خوري يسقط وتنجح الحكاية بإغواءه, من يقرأ ما كتبه إلياس خوري سابقًا لا يشعر بأي حضور له كإلياس خوري حتى في روايته الوجوه البيضاء, الصحفي الذي يقود التحقيقات ليس له أي تأثير أو ظهور مؤثر في الرواية وحتى في باب الشمس التي تحكي عن القضية الفلسطينية التي كان ومازال جزءًا منها لا تجد حضور لإلياس خوري. أما هنا فتشعر أن إلياس خوري موجود في الحكاية وأنهاأخذت من روحه لأنها حكاية عنه وتمسه أكثر من كل رواياته السابقة لأنها تحكي خيبته وتحطم أحلامه وإنهيارها. تستطيع بسهولة أن تشعر متى يقول أفكاره ومشاعره على لسان شخصياته..
*******
ماري القصيفي تقول أنها رواية عن الموت ربما هناك شيء من الصحة في هذا اذا أخذت الرواية ككتاب لوحده لكنني أشعر أن هناك كتب أخرى ستكمل الحكاية, حكاية المدينة وليس بالضرورة كريم, ربما ناس على علاقة بكريم, المرور في جملتين على ميليا في الرواية يعطيني هذا الاحساس...
*******
ربما كان من الأفضل الاكتفاء بهذه المقابلة بدل هذه الأفكار المشتتة المكتوبة أعلاه, خاصة أن الرواية تستحق تحليلًا كاملًا لكل أحداثها وشخصياتها,وهي آخر مقابلة لإسكندر حبش مع إلياس خوري في السفير الثقافي والتي يتحدث بها الكاتب عن الرواية ويصفها بأنها الأكثر مأساويةً بين روايته حيث "كل شيء يأخذ إلى النهاية كما يقول حبش", مقابلة جميلة جدًا حتى أنني أحتفظ بالنسخة الورقية منها:

17\8\2012

الحرب مدرسة سمحت بأن نكتشف كم نحن وحوش

الياس خوري: عليك أن تصدق روايتك كي يصدقها القارئ

«سينالكول»، هي الرواية الأخيرة التي صدرت مطلع هذا العام للروائي اللبناني الياس خوري (دار الآداب)، وفيها يتابع رحلته الكتابية، في استحضار مشهد الحرب الأهلية في لبنان، وكأن المتابة هنا ترتجي الذاكرة، كي نرى من خلالها الحاضر.
عبر قصة شقيقين، ندخل إلى تفاصيل جزء من حياتنا، وكأن استعادتنا لها، محاولة لمواجهة حاضر لا يتوقف عن أن يتأزم، وعن أن يكرر عودة شياطينه التي لا تنتهي.
بين الخيال والواقع، تختفي الحدود لكتابة تحيل غير الحقيقي إلى حقيقي، وتطرح عليه العديد من الأسئلة. ومن هذا الأسئلة، هذا اللقاء مع خوري، الذي يتطرق إلى روايته الأخيرة، كما إلى جملة من الموضوعات التي تشكل عالمه الكتابي.


÷ «سينالكول» روايتك الأخيرة التي صدرت مطلع هذا العام، ومعها أضفت طابقاً لعمارتك الروائية. بداية أحب أن أسأل، بعد هذه الرحلة مع الكتابة التي بدأت في سبعينيات القرن الماضي، إلى أين وصلت بها، أو ربما إلى أين أوصلتك؟

} هناك قصيدة أحبها كثيرا لمحمود درويش يقول فيها «طوبى لشيء لم يصل»، فأنا لا أعتقد أنني وصلت لأن الوصول الحقيقي هو الموت. وبعده يمكننا أن نتحدث عن نقطة النهاية. حتى في الموت لا وجود لوصول حقيقي لأن النص يعاد تشكيله دائما في القراءة، والقارئ الأكبر هو الزمن. لكنني أستطيع أن أقول إنني فتحت أبوابا ودخلت أماكن لا تزال أبوابها مغلقة في وجهي، وعليّ أن أفتح أبوابا أخرى. وفي هذه الرحلة تغيرت كثيرا بل أستطيع أن أقول اليوم إن ذاكرتي الشخصية صارت جزئيا على الأقل، هي ذاكرة الحكايات التي كتبتها إلى درجة تجعلني أشعر أن الرواية هي التي تكتبني وأنني مع كل رواية جديدة أصير شخصا جديدا وأكتشف في داخلي ظلالي المتعددة، الإنسان الفرد في الأدب كما في الحياة ليس واحدا. بل إن هذا الواحد يختزل في داخله آخرين كثيرين ولعل اكتشاف أجدادنا الشعراء الجاهليين لصيغة المثنى التي تجعل الشاعر ينقسم إلى نصفين وتقيم حوارا بين الإنسان وظله هي البراعم الأولى التي تأخذنا إلى فكرة التعدد في الأدب، وحين يتعدد الأدب فهذا يعني بمعنى ما أن الحياة نفسها متعددة.
تعلمت الكثير ولكنني أشعر أنني لا أزال في حاجة إلى أن أتعلم سر العتمة التي تحيط بالروح الإنسانية. هناك مع شخصيات تخيلتها وأتخيلها أكتشف كم أن التجربة الإنسانية عميقة وغامضة وممتعة ومأساوية أيضاً.

÷ وكأنني أفهم في حيّز من كلامك أن ثمة امتزاجا كبيراً ما بين الكتابة والحياة عندك، هما وجهان أو كما «تقول الشخص وظلّه»..

} أعتقد أن الكتابة ليست مهنة، الكتابة هي طريقة حياة ونستطيع أن نكتشف هذه الحقيقة في قراءتنا لتجربة الأدب منذ أن نشأ الأدب. الكاتب هو أداة أو كما تسميه العرب مؤلف، أي مؤلف لعناصر الحياة وهو يشتغل عند رب عمل هو الأدب، أي أن حياتنا عمليا تنقلب رأساً على عقب حين يصبح المتخيل جزءا ثابتا منها. فالكاتب يعيش بين الحقائق اليومية وبين الخيال، وبالتالي تصير حياته الشخصية أسيرة هذه المعادلة الصعبة والمعقدة، يحاول جاهدا أن يفصل بين طرفيها لكنه يكتشف أن هذا محال وأن ما نسميه خيالي هو الذي ينتصر في النهاية ويعرض قواعده.
إذا أردت أن أشرح هذه الفكرة بشكل ملموس أقول مثلا إنني حيث أكتب رواية ما عليّ أولا أن أصدقها أنا وإلا لن يصدقها القارئ. وعندما تولد شخصيات هذه الرواية بشكل شبه سحري بين يدي تتحول إلى شخصيات حقيقية عليّ أن أتعامل معها بلطف وحب وإلا فإنها سترفض البقاء في عالمي.
هكذا تتحول هذه الشخصيات إلى شخصيات أكثر حقيقية ربما من الشخصيات الحقيقية التي أعيش معها وأتعامل معها كل يوم، وحين تعيش مع شخصيات خيالية بوصفها شخصيات حقيقية فإن هناك خطرا في أن تتحول أنت أيضا إلى شخصية خيالية وأن تضيع عندك المسافات التي يضعها المجتمع. من هنا تصير حياتك كلّها أسيرة هذه اللعبة وتصير أنت ككاتب مجرد أداة تحسن الإصغاء وتحاول أن تنقل ما تراه من أفعال وكلمات ومواقف تقوم بها الشخصيات الروائية. أنا مقتنع في أعماقي أن الكثير من الشخصيات الروائية التي كتبتها أو التي كتبها غيري صارت اليوم شخصيات حقيقية وصار لها حياتها التي يمكن أن تستمر خارج الكتب التي روتها. بهذا المعنى ليس في الأدب إلا أدب ناقص. الفرق بين الكاتب وبين شخصيات الروايات هو أن الكاتب يموت، أي يكتمل بالموت بينما تبقى شخصيات الروايات حية لأنها تتجدد دائما بالقراءات.

الخيال والواقع

÷ تطرح هنا إشكالية كبيرة، لم يتوقف الأدب منذ نشوئه على التطرق إليها. وهي هذا الحيّز بين الخيال والواقع. كأنك هنا تنحاز إلى الخيال، بمعنى أن الأدب وكأنه لم يعد بحاجة إلى مؤلفه، لأنه هو الذي يحيا، انطلاقا من خيال ليصبح الواقع الوحيد؟

} ما هو الواقع؟ الواقع هو مجموعة من العناصر المختلفة التي يلعب فيها الخيال دورا أساسيا. الأمة هي حقيقة متخيلة، الأفكار هي تحويل الواقع إلى احتمال، وفي الاحتمال يلعب الخيال دوراً أساسياً الخ، أي أن ما نسميه خيالا هو جزئيا ذاكرتنا نحن، لا يوجد ذاكرة بريئة. كل ذكريات طفولتنا هي مزيج مما عاشوه ومما تخيلوا إنهم عاشوه. كل تجارب الحب هي مزيج من ممارسة ومن خيال. ربما كان الحب هو أكثر عناصر الواقع اختزالاً للخيال. فالرجل يحب امرأة معينة والمرأة تحب رجلا محدداً حين يلعب الخيال دوراً أساسياً. أما حين ينتفي الخيال فالحب يتلاشى ويموت. إذاً الأدب هو عملية التقاط الحياة في لحظة العلاقة بين الذاكرة كمتخيل وسبق المتخيّل كذاكرة. هذه العلاقة تسمح لنا بأن نكتشف ما لا نفهمه في حياتنا وتسمح لنا بأن نبحر إلى أعماق التجربة الإنسانية وتسمح لهذه التجربة بأن تتجدد إلى ما لا نهاية. كلنا يعرف بيت الشعر الشهير لعنترة بن شداد حين بدأ معلقته «هل غادر الشعراء من متردم». كان الشاعر الجاهلي يشعر أن كل شيء قيل قبله ليكتشف انه وهو يستعيد القول ويؤلفه يصل إلى مناطق تتجدد دائما. أيّ كتابة تحمل في داخلها حقيقة إنها إعادة كتابة لمعنى ما. ولكن ما نسميه هنا إعادة كتابة هو اكتشاف جديد للأشياء لأن الكلمات تغير معانيها في الزمن ولأن الإنسان يتغير ويتحول مع تحولات الأزمنة. نحن إذا حين نكتب نعرف أن الكتابة عكس ما يُظن هي أكثر الأفعال تواضعا، يظن الناس، ومعهم الكثير من الكتّاب، أن الكتابة هي عمل نرجسي وأنها تعطي من يقوم بها تفوقا كبيراً، وهذا في رأيي مجرد وهم. حين تكتب تتعلم أن تتواضع أمام الكلمات وأمام الكتابات التي سبقتك والكتابات التي ستأتي من بعدك، وتفهم أنك ككاتب لست سوى اسم معرّض للنسيان. ما يبقى من عمل أدبي ناجح أسماء أبطال الروايات وليس أسماء الكتّاب وان بقي الكاتب فإنه يصبح مجرد اسم. ماذا نعرف عن شكسبير مقارنة بما نعرفه عن هاملت. من هو أكثر أهمية في حياتنا سوفوكل أم أوديب. هذا بالطبع يجب أن لا ينسينا أن الكثير من الأعمال الأدبية العظيمة لا تعرف أسماء مؤلفيها من ملحمة جلجامش إلى الملاحم اليونانية إلى ألف ليلة وليلة...

÷ يجعلني جوابك أفكر بالتالي، كأننا هنا لا نكتب ذاكرتنا بل ربما واقعنا؟

} طبعا نكتب واقعنا بعيون ذاكرتنا، وفي زوايا مختلفة، وبرؤية خيالنا له فيصير ما نكتبه هو الذاكرة الحقيقية. طبعا هذا يقتضي من الكاتب عملا دؤوبا على اكتشاف الأشياء، تحرّي الحقائق، جمع التفاصيل، من خلال القراءات والرحلات والاستماع إلى الآخرين لكنه في النهاية حين يكتب يضم كلّ هذه العناصر إلى مشروع حكائي متخيل. يعني حين كتبت «باب الشمس» عشت طويلا في المخيمات الفلسطينية. من أجل أن أكتب «يالو» درست اللغة السريانية. من أجل أن أكتب «كأنها نائمة» عملت كثيرا على اكتشاف مناطق لا أعرفها في فلسطين مثل الناصرة ويافا، ومن أجل «سينالكول» ذهبت كثيرا إلى طرابلس وحمص وتعلمت من شباب الأحياء الشعبية في طرابلس الكثير من الحقائق. أيّ كما ترى هناك عمل ملموس عليّ أن أقوم به، ولكن أيضا هذا العمل الملموس يجب أن يتفتح في مبنى روائي متخيل كي يأخذ كل أبعاده أي كي يذهب في واقعيته إلى أبعد مما يسمح به الواقع. ربما كان هذا أفضل تعريف للخيال، أي أن نذهب في الواقع إلى ما لا يستطيعه الواقع نفسه.

الجغرافيا والتاريخ

÷ بالتأكيد، ولو استعدنا عبارة شهيرة لفونتس الرواية هي الجغرافيا لا التاريخ، أظن لأننا نتحرك دائما على أرض متغيرة باستمرار.

أنا لا أوافق فونتس على هذا التوصيف. أميل إلى القول إن الرواية تضم عنصرين، العنصر الأول هو جغرافيا الروح أي تسمح لنا بالتوغل في تضاريس الروح الإنسانية وتسمح لنا بأن نكتشف غابات الضباب التي تحيط بنا كبشر وتصنع حيواتنا ومناماتنا هذا من جهة، ومن جهة أخرى فالرواية هي تاريخ المهمشين الذي هو أكثر أهمية في رأيي من تاريخ المنتصرين ومن تواريخ السلطة. الحاجة إلى الرواية هي تعبير عن حاجة الإنسان إلى مدى خارج إطار التاريخ الذي يكتبه المنتصرون، هذا المدى هو تاريخ المهزومين والمقموعين والمهمشين. من هنا تستطيع الرواية أن تضيء التجربة الإنسانية. بينما يقوم التاريخ الذي يكتبه المنتصرون بحجب هذه التجربة وخنقها وتحويلها إلى مجرد هامش. لذلك نشعر أن تاريخ البشرية لن تجده إلا في الأدب والشعر والرواية والمسرح وفي الأعمال الفنية. لا يوجد أي مؤرخ جرؤ على أن يكتب تأسيس فكرة «المحارم» كما فعل سوفوكليس. لا يوجد أي نص يوازي اكتشاف الوحشية الإنسانية كما ترى في النص الذي يروي حكاية إبراهيم الخليل مع ابنيه لا يوجد ما يكشف هذا المزيج بين البلاهة والمأساة كما في رواية الأبله لدوستويفسكي الخ.

÷ وفي هذا كله، أين نضع «سينالكول»؟ بمعنى لست مؤرخ الحرب اللبنانية، لكن الحرب تجتاز عملك من «الجبل الصغير» إلى الآن؟

} طبعاً أنا لست مؤرخ الحرب، بالطبع أنا مؤرخ بعضا من جوانب التجربة الإنسانية خلال الحرب وما أثاره هذا الموت الكثير من تداعيات وتجارب وآفاق مرّ بها الناس. الحرب كانت مدرسة سمحت لنا بأن نكتشف كم نحن نستطيع أن نكون وحوشا ونستطيع أن نكون إنسانيين في الوقت عينه، وبهذا المعنى كانت مدرسة تعلمنا فيها تناقضات الإنسان، سموه ونذالته، حبه وحقده، قوته وضعفه في الآن عينه. الحرب الأهلية تجربة مرّة يجب أن لا تتكرر، لكنها على المستوى اللبناني تشبه الدائرة التي لا تتوقف عن الدوران، فأنا أعتقد أن لبنان تأسس في الحرب الأهلية العام 1860 حين صنعت المتصرفية وهو يحمل في ذاته مرضه التأسيسي وجرثومة حروبه الوحشية. لا أريد أن أدخل في تحليل الحرب لكنني فقط أريد أن أقول إن مرضنا اللبناني هو الطائفية، وأن الطائفية شكل من أشكال العنصرية وأننا إذا لم نبرأ من هذا المرض فسوف نبقى ضحاياه إلى ما لا نهاية.
«سينالكول» لا تروي من الحرب سوى شذرات، فهي حكاية شقيقين توأمين مع امرأة واحدة، وهي حكاية حب بين خالد وحياة، وهي حكاية سلطة المعرفة التي اتخذت شكلا مرضيا على يد الصيدلي نصري الشماس، وهي أخيراً حكاية شبح اسمه سينالكول لا نلتقي به في الرواية إلا كشبح لكنه يحتل حياة كريم شماس إلى درجة التماهي.
لكن أيضا سينالكول هي رؤية لحكاية جيل الخيبات والأحلام اللبناني والفلسطيني، حكاية فدائيين ينتحرون، وأبطال فقدوا معنى البطولة، وأفكار تتحطم في الواقع وفي تناقضات الحرب الأهلية. ربما كانت سينالكول هي أحد أبرز رواياتي مأساوية لأنها تنقل خيبة جيل السبعينيات الذي صنع الحرب الأهلية كما تنقل الألم الهائل الذي لم يستطع الحب أن يخفف منه أو أن يعالجه، إنها عمليا تجربة عن حب لم يكتمل في وطن لم يكتمل في ثورة لم تكتمل.

÷ سأقدم قراءتي الشخصية: هي أيضا من أكثر رواياتك انسحابا من الأفكار التي وجدناها في أعمال أخرى. ولست رحيما، لأنك تأخذ كل شيء إلى النهاية.

} أولا أحترم هذه القراءة وأعتقد أنها لا بد تتضمن قدراً من الصواب، وأنا لست في معرض الدفاع لا عن أعمالي القديمة ولا عن عملي الجديد. أعتقد أن النص الأدبي إما أن يحيا في الآخرين أو يموت، وحياته وموته مسألة لا علاقة للمؤلف بها. لكنني أريد أن أشير إلى حقيقة لفتت الكثير من أصدقائي الذين قرأوا «الجبل الصغير» صدور 1977 الذين فوجئوا مثلا بالفصل المعنون باسم الكنيسة، أو بالفصل الأخير المعنون باسم ساحة الملك، حيث اعتقدوا أنني لست ثوريا بما فيه الكفاية لأن منحى الرواية في الأخير يميل إلى قراءة الحرب بوصفها حالة تتضمن الكثير من العبثية. ثم أريد أن ألفت إلى أن «الوجوه البيضاء» التي صدرت عام 1981 والتي منعت عملياً، هي الرواية الوحيدة ربما التي منعتها القيادة الفلسطينية، علما أنني كنت أعتبر نفسي مناضلا في صفوف الثورة الفلسطينية، وهذه الرواية كانت أعنف صرخة للحرب الأهلية. فكما ترى هناك استمرار في التجربة ولكن هناك تغيرات كبرى.
كتبت من موقع شاب يشارك في القتال، ورؤيته النقدية جزءاً من مشاركته في القتال وأنا لست نادم على مشاركتي في المقاومة الفلسطينية أولا ثم مشاركتي الجزئية في الحرب الأهلية اللبنانية. فأنا قمت بواجبي كمواطن وكمؤمن بضرورة التغيير في لبنان وكملتزم بالحق الفلسطيني.
بالطبع الرؤية الأدبية الآن اختلفت، ليس لأنني لم أعد مؤمنا بالتغيير فأنا مؤمن به، وليس لأنني تخليت عن القضية الفلسطينية، فأنا أكثر التزاما بها وبأهميتها الأخلاقية اليومية، لكن الاختلاف نابع من تراكم الكلمات والتجارب.
Profile Image for Rocio Voncina.
556 reviews160 followers
March 29, 2025
Titulo: El espejo roto
Autor: Elias Khoury
Motivo de lectura: #MarzoAsiatico2025
Lectura / Relectura: Lectura
Físico / Electrónico: Electrónico
Mi edición:
Puntuación: 3/5

Karim es un médico libanés radicado en Francia, con una esposa francesa e hijas francesas.
Pero el Líbano late en sus venas, y un día decide retornar a Beirut para construir un hospital junto a su hermano gemelo Wassim.

En esta novela acompañamos a Karim en un viaje a la memoria a través de las calles del Líbano, sobre su niñez y adolescencia junto a su hermano, la complejidad de las relaciones familiares/interpersonales, dentro del marco de una guerra civil y las consecuencias que eso acarrea.

Elias Khoury hace un trabajo fantástico en la construcción de personajes traumatizados (por distintos motivos o circunstancias) y como estos interactúan entre sí.

Pero es la mitad de la novela la que falla para mí, la descripción de acontecimientos durante la guerra civil, la parte política, sentí que se alejo mucho del espíritu sentimental que planteaba la novela en primer lugar, y es ese alejamiento lo que hizo que encontrara aburrida ese tramo de la novela.

Igualmente recalcar que Elias Khoury posee una excelente prosa, y sin dudas seguiré explorando sus obras.


Marzo asiático (3/7): Líbano
Profile Image for Maryam Al Maskari.
164 reviews176 followers
September 24, 2016
لما خلصت من سينالكول، ما جاء في بالي غير: ليش عادةً مسألة مقرفة وبشعة نفس الحرب تخلي الناس تعرف وتقدس وتقدر معنى كل شيء بالحياة أكثر .
ذاكرة شعب وثقها إلياس خوري في قالب روائي بسيط .
Profile Image for Amani Abusoboh (أماني أبو صبح).
541 reviews329 followers
September 20, 2024
إلياس خوري بالنسبة لي الروائي رقم واحد الذي استطاع كتابة تاريخ فلسطين والقضية الفلسطينية بشكل أدبي شيق ونقل الروايات من أصحابها بأمانة ودقة.

لست أتحيز إلى رواياته التي قرأت والتي كتب فيها عن القضية الفلسطينية كباب الشمس، وأولاد الجيتو، ونجمة البحر لكن علي الاعتراف أنني أحببت أسلوبه الروائي في هذه الروايات أكثر من سينالكول كما أن علي الاعتراف أن هناك تفاصيل كثيرة عن تاريخ فلسطين أنا كفلسطينية لم أدرسها في أي منهاج دراسي ولم أعرفها ألا من خلال رواياته.

رواية سينالكول رواية جيدة جداً لكني شعرت أنه بالغ في السرد والذي شعرت في مواقع كثيرة أنه لم يخدم الرواية.. لكنه يبقى عندي من الروائيين الأوائل الذين يلمسون شغاف القلب بالأدب الذي يقدمونه.
Profile Image for Sara Alhooti.
503 reviews117 followers
March 1, 2016
رواية مُت��بة
ستشعر في مرحلة ما أنها لن تنتهِ
أسلوب إلياس خوري جميل وشخصياته حية
ولكنه يسرف في الكتابة ..

Profile Image for Z.
51 reviews5 followers
February 29, 2024
When I first started reading this book, it felt like I'd stumbled into a shisha bar and a rambling, misogynistic lebanese man had started telling me stories with no head or tail, with a flair for drama and no meaning in sight. That's pretty much what this novel feels like. It was a struggle to get through the first 100 pages, hard to piece the story together, hard to have sympathy for the infuriating narrator. And it's a masterpiece.

It's a book about memory and how hard it is to make sense and meaning of it, especially in the ravages of violence, whether that's imperialism, feudalism, zionism, sectarianism or sexism. Stories mean something one moment and something else in another. Brothers are split into fascists and communists and a person's life and identity lost in a country he can't survive in.

The stories in here are rich, from the experiences of Sri Lankan maids trafficked into Lebanon to peasant revolts, from beautiful love stories to militant palestinian girls, from sex workers' experiences of the civil war to the histories of the descendants of crusaders. It's dazzling and told in a way that doesn't allow you to be dazzled, like history is a horrible rubble you are struck in rather than a complex tapestry to admire.

My favourite part about it were the stories about militants in the PFLP, Fatah, and the Lebanese National Movement. It's rare to see the Marxist resistance in Lebanon & Palestine in fiction, and the stories of the martyrs were the emotional heart of the book, as well as historically fascinating. The shifts from marxism to islamism, the peasant revolts and the impacts of the iranian revolution... There's so much in there. And the protagonist's own fear of having his dead friends' stories instrumentalised by sectarian political forces...khoury himself was a militant fatah during Jordans black september and in the Lebanese National Movement during the civil war so he's not just talking to talk

I also loved that Karim's wife is only referred to as 'the french wife' lol. Scathing.
Profile Image for Ebtihal Salman.
Author 1 book388 followers
September 2, 2016
لست متأكدة اني خرجت بأي شيء ذي اهمية من هذه الرواية. ربما فقط بعض مناظر جميلة من الذاكرة لبيروت. خوري يكرر اسلوب الدوران حول حكاية قصيرة، تكرار العودة الى المشهد ذاته مرة بعد مرة كلما تفرعت الحكاية وتشعبت تعود لذاتها. اسلوب ادهشني في المرات السابقة حين قرأت يالو و كأنها نائمة لكنه فقد جماله ودهشة التجربة في هذه المرة.
احنقني بكون الرواية ذات الشخصيات النسائية الكثييييرة تطبع جميع الشخصيات النسائية -تقريبا- بصفة الخيانة او انعدام الشرف.
الرواية تسرد حياة شقيقين وعبر حياتهما الشخصية اللقاء والفراق والحب والغربة (والنساء) نرى ايضا كيف تورطا بالانشقاقات والاحزاب والحرب الاهلية التي عصفت بلبنان.
لا استطيع القول ان الرواية ساعدتني على فهم تفاصيل الحرب الاهلية والصراعات بين الفرق المتقاتلة. الارجح انها تفترض ان القاريء سيجري ابحاثه الخاصة لملأ فراغ الفهم.
واجهت صعوبة في اعادة فتح الرواية كلما وضعتها. في بعض الاحيان كانت تبدو وكأنها تمضي بلا هدف. اسلوب خوري الرشيق في الكتابة والسرد هو النقطة الوحيدة التي تحسب لها.
Profile Image for Safa Dalal.
533 reviews87 followers
May 13, 2020
يقول درويش: "بيروت شاهدة على قلبي .. وأرحل عن شوارعها وعني.. عالقا بقصيدة لا تنتهي .. وأقول ناري لا تموت .. على البنايات الحمام .. على بقاياها السلام"

كما أن الغائب لا يعود الحرب لا تنتهي أبدا، تنمو كبذرة مع لحظة الفزع الأولى وتكبر على وجنات أصحابها المالحة، تتخذ ملامحهم بالتدريج ليصبح البشر عناوين هزائمهم ما داموا يمتلكون وجوها.
فيقول خوري : "إنه البؤس، اكتشف أن صوته يتلاشى، كأن حنجرته بحّت من دون صراخ، ورأى حكاياته كلها مغلفة بالصمت، اكتشف أنه لم يكن يتكلم حين يتكلم، سمع صوته يسقط في الحشرجة، وأغلق القطن أذنيه، فرأى كيف ذاب الناس في الصمت، وسكت الكون."
تحدث عن لبنان متكئا على ظل الحرب، صانعا من أفراد عائلة نصري الشماس محورا وبيروت الهامش، فالحياة دوما مقدسة على الموت والبشاعة، الأحداث كانت تنساب معه كأنه يعزف، فيكرر الحدث دون خلل، مقررا تناوله من أكثر من جانب وعلى مدار العمر، يحمل نصري ويجعله أهوجا ومخطئا وقديسا في سرده للفعل نفسه ولا غرابة، وكذلك فعل مع كريم ونسيم ومع كل من قرر أن يمنحه إذن البطولة، الحديث كان بلغته الجميلة مما جعل من كل ما يقال مهما كان ثقله خفيفا رقيقا، وحقيقيا كحقيقة عالمنا وكل ما حدث ويحدث فيه من بشاعة وجمال، التفاصيل التي ركز عليها جعلت من شخوص الرواية تقوم أمامنا -من لحم ودم- فهم يأكلون ويحلمون وتختلط ذكرياتهم مع الحقيقة وذكرياتنا ونحن نهدهد على أحزانهم مشاركيهم ثقل عالمهم ومقدمين لهم بؤس عالمنا، لنصل إلى نهاية -على عدم ترقبي لها- حزينة بجمال ينافس كل ما كتبه في الرواية من نصوص.
ربما هناك مشكلة طفيفة وهي الإسهاب في بعض الأماكن، بما يجلب القليل من الملل.
وفي النهاية يقول درويش:
" هل بيروت مرآة لنكسرها وندخل في الشظايا .. أم مرايا نحن يكسرنا الهواء؟"
Profile Image for Eva.
Author 1 book37 followers
April 26, 2020
[🇬🇧 below] Ci sono dei libri che mi lasciano con un senso di sgomento, di meraviglia ma più di sgomento, per cui le categorie del bello smettono il proprio significato, perdono il senso. Non so esattamente cosa mi causi questo stato di stupor, credo sia il modo in cui le parole ti si avviluppano intorno, il modo in cui lo scrittore ti tesse una tela intorno al corpo intero, in cui ti aggroviglia e non ti lascia scampo. Ti immerge nel proprio mondo e quando ne esco mi pare di non sapere più chi sono. Perché non sto mangiando le specialità libanesi, ad esempio, perché non sento più odore di fiori d'arancio e non sento rumore di bombe e di mortaio. È lo scollamento tra il mondo dove mi ha trascinato e quello a cui all'improvviso risalgo, è quello scarto che mi fa venire la nausea. Quando la letteratura mi fa venire la nausea so che mi trovo di fronte a qualcosa di grande, e so benissimo che Specchi rotti di Elias Khoury non può scatenare in tutti questa reazione, e forse è meglio, ma io mi sento come di fronte alla Parola, al Sacro, a qualcosa che va oltre l'umano che si è incarnato in 428 pagine di parole che sono ipnosi.
.
.
.
🇬🇧
I'm going to ramble on the reaction to The broken mirrors: Sinalcol than the book itself because I'm puzzled this moment about what a book can physically cause me. There are books which leave me not just speechless but boneless and paralyzed and dizzy. I feel like I've been hypnotized, like I can't recognize my world and myself anymore, like I can't imagine why I'm not looking at some halwa or tabuleh or knafeh or araq. Whatever happened to the kibbeh, why I'm not smelling orange flowers. And it's always like this with Elias Khoury, he leaves me dizzy every time, he has this thing with words, he has them wrap around me till I'm trapped in smells and stories and tastes and sounds. When I stop, I feel empty and full at the same time, I feel slightly sick and awestruck. I'm very much aware he doesn't cause the same reaction in everyone, but damn am I under the spell, completely.
Profile Image for ناصر نصرالله.
Author 3 books54 followers
October 14, 2013
بقي الكتاب على رف مكتبتي لالتقطه بعد عام تقريباً، وأفرغ من قراءته في أقل من ٥ أيام بشكل متقطع.

الرواية جعلتني أهمل بعض مشاغلي، لأن الأحداث والأسلوب والشخصيات كانت تشدني في كل صفحة. وفي كل مرة، تظهر شخصيات وتختفي شخصيات حول "كريم" بطل الرواية، والذي تنساه أحياناً مع كل هذه القصص والمعلومات.

هناك الكثير من الأفكار والفلسفات تحملها شخصيات الرواية التي توثق فترات مهمة للحرب في لبنان. منذ الستينات، حتى عام ٩٠، وهذا أكثر ما شدني في الرواية.
Profile Image for نجد.
423 reviews243 followers
November 15, 2024
جذبتني من أول سطر..

" كان خِلال إقامته الطويلة في فرنسا يحلم بالتفاح اللبناني.
لم يفهم كريم معنى رائحة الطفولة إلا في الغُربة، كان يرى صورة والده الصيدلي، يغمض عينيه مترنحاً أمام قهوة الكفّ كما كان يسمّيها، ثم يفتح البرّاد، يأخذ تفاحتين حمراوين ويعطيهما لابنيه، وهو يردّد بيتاً لأبي نواس؛ يمتدح فيه الشاعر العباسي رائحة تفّاح لبنان التي لا يفوح الخمر الجيّد إلا حين يشبهها:
سُلافُ دَنٍّ إِذا ما الماءُ خالَطَها
فاحَت كَما فاحَ تُفّاحٌ بِلُبنانِ

هُناك في المدينة الفرنسية البعيدة، شعر كريم بعذاب الرائحة التي اختفت.
قال لبرناديت عن رائحة التفاح والبن، لكنه عجز عن وصفها، كيف تصف الرائحة لمن لم يشمّها أو يتذوّقها، اكتشف كريم عجزه عن الكلام لأنه لا يستطيع ترجمة ذاكرته، و توتّر الحنين الذي يفترسه في كلمات، لينتهي بذلك إلى أن ممارسة الحب ليست إلا ترجمة للكلام، وأنه حين ينتهي الكلام ينتهي الحبّ.

العاشق كالمُترجم، ينتقل من كلام اللسان إلى كلام الجسد".

" لا يدري ماذا جرى له بعد الزواج، في البداية، أي في المرحلة التي يُطلق عليها الشعراء اسم -أوّل الحب-، كان لسانه ينطلق في كل شيء، يُترجم لها عبارة (على رأسي) إلى الفرنسية، كي يستمتع برنين الضحك الذي كان يخرج من بين شفتي برناديت.
وفجأة حل الصمت، لا لم يكن الصمت مفاجئاً، زحف الصمت زحفاً، وبدأ يحتلّ علاقته بالمرأة البيضاء التي عشقها منذ النظرة الأولى، بدأ يشعر أن الكلمات تخونه، وأنه عاجز عن الاستراحة في اللغة الفرنسية.
فالكلام، كما كان يقول والده، هو مساحة يستريح فيها الإنسان."

" لا يدري كيف تدفَّق الكلام منه في بيروت، كأن بئر الصمت انفتحت، وانقشعت الأشياء.
منذ وصوله إلى بيروت وهو يرى، قال لمنى أنه يرى الأشياء لأن الدنيا هناك كانت مغلّفة بالضباب".


تتحدث الرواية عن (كريم شمّاس) لبناني هاجر إلى فرنسا من لبنان بسبب الحرب الأهلية (في السبعينات)، ودرس الجامعة هناك في الطب، وتزوّج من فرنسية (برناديت).

إلا أن الرواية تبدأ وهو في الأربعين من عمره، مليء بالحنين إلى الشرق وإلى بيروت، ومليء بالصمت والبُعد اللاإرادي العاطفي عن زوجته الفرنسية، وكأن هويّاتهما بعد كل هذا الوقت لم تعد تحتمل الاختلاف، مع مرور الأيام تبدأ ��لحياة مع المرأة الفرنسية تسرق هويّة كريم اللبنانية أكثر فأكثر، فالكلمات حين يغضب أحياناً لا تسعفه لأنه لا يجد لها مرادفاً بالفرنسية!، والقهوة التركية التي نشأ عليها في صباحات بيروت أصبحت قهوة اسبريسو.

" كانت الساعة تُشير إلى الخامسة والنصف صباحاً، وفجر بيروت يتلوّن بالعتمة والغبار.
جاء فصل الشتاء البيروتي محمولاً على صوت الرعد والقصف المتقطّع.
لم يستطع الرجل أن يغفو في ليلته البيروتيّة الأخيرة..
احتفل بعيد ميلاده الأربعين وحيداً".

" كريم لم يأتِ إلى لبنان من أجل هدف محدّد، ذهب لأن مرض الحنين إلى بيروت جعله عاجزاً عن التفكير، وعن اتخّاذ القرار العقلاني الذي كانت تنتظره زوجته.
(ما معنى القرار العقلاني؟) قال لها، (لا يوجد شيء اسمه قرارات عقلانية حين يتعلّق الأمر بروح الإنسان)، قال لها إن روحه تؤلمه، وإن وجع الروح هو أشدّ أنواع الوجع، لكنها قالت إنها لم تعد تفهم عليه".


كريم نسونجي للأسف، لكن رغم اختلافي مع أفعاله إلا أني تعاطفت مع غربته ومشاعره المتناقضة وعاطفته القويّة، وأحببت شخصيته.. وحقيقةً كل شخصيات الرواية مثيرة للاهتمام..

سلمى، التي جاءت على الحياة بعد ٣ بنات وكان أبوها يظنها ستأتي ولداً يخلّد اسمه، ثم أُحبط لأنها بنت، إلا أنه سرعان ما أحبَّها جداً، وكسر الأعراف لأجلها فبعدما أنهت دراستها في مدرسة القرية أرادت إكمال الدراسة الرسمية في المدرسة الرسمية؛ وكان ذلك بمثابة كسر للتقاليد القرويّة التي تحرّم على الفتاة الدراسة، وإن سمحت بها فإنها لا يجب أن تتعدّى مدرسة تحت السنديانة في القرية.. بعد سنتين من دراستها جاء العريس (وعمرها ١٥ سنة وعمره ٢٥ عام) وكان ابن صاحب الأرض الإقطاعي التي يعمل فيها أبوها فلاحاً، بكت وبكى أبوها لأنه لايريد إرغامها على الزواج، ولكنها وافقت على مضض، للأسف سلمى بعد ذلك جلبت العار على أبيها إذ هربت مع مهندس جاء للقرية، بعدما أنجبت ٣ أبناء لزوجها، إلا أنها ندمت بعدما لا يفيد الندم، والنتيجة حرمانها من رؤية أولادها.

تعاطفت مع هند بنت سلمى، وكيف أن أمها كانت أرملة صغيرة وربما صغرها هو سبب طيشها، وضعت هند في مدرسة داخلية "كي تعيش على حلّ شعرها!"

أما نسيم فشخصيته حيّرتني، من جهة كرهته ومن جهة تعاطفت معه وحاولت أتفهّمه.. "نسيم لم يكن يكذب مثلما يدّعي شقيقه، لكنه كان يحاول أن يتأقلم مع الحياة.
خدع الجميع وانخدع بالجميع، عامله الجميع بوحشيّة، فلم يكن أمامه من خيار سوى أن يصير وحشاً، يتذأب حين يكون ذلك ممكناً، ويتثعلب حين يجد نفسه محشوراً، ويتنعّج كي لا يتحطّم، يعلو مع الموج وينام تحته."

" لم يقل هذا لهند، لأنه كان متيقّناً من أنها ستعتقد أنه يكذب، وكان بالفعل يكذب.
لا، كلمة كذب ليست ملائمة، لكنّ نسيم لا يدري كيف علقت به صفة الكذّاب.
عندما يقرّر والدك وأساتذتك وجميع المحيطين بك أنك كاذب، تصير كذلك، حتى عندما تحاول أن تقول الصدق؛ فإنك لا تصدّق نفسك.

في إحدى نوبات غضبها قالت له إنه لم يحبها، أراد فقط أن يرث شقيقه، كي يثبت لنفسه أنه أفضل منه، وكي يكون انتقامه مساوياً للعذابات التي عاشها في طفولته.
يومها أحسّ نسيم أن هذه المرأة تريد أن تكسر قلبه.
لم يستطع أن يُجيب، لأن الكلام علق في حلقه، تذكّر أن عليه أن يبصق الكلمات، لكنّه رفض، لأنه لا يريد أن يتخلّى عن هذه المرأة.

لماذا لم تعد هند تفهم لغته؟
نسيم متأكد من شيء واحد هو أنه يريد هذه المرأة مهما كلّف الثمن.
من أجلها أحدث تغييرات كبرى في حياته و طلّق الكوكايين".


اندمجت بالقراءة عن مراحل تصدّع العلاقة بين الأخوين كريم ونسيم اللي كانوا مثل التوأم، إاللي وصل إلى درجة الاختلاف السياسي في الحرب الأهلية، فنسيم انضمّ لميليشيا الكتائب المسيحية المتطرفة، وكريم انضم للصفوف الشيوعية اللبنانية المساندة لحركة فتح آنذاك وللتوجه اليساري ولقضية فلسطين.

***

استعرض الكتاب مسألة المخدرات والكوكايين في لبنان آنذاك، وأنها كانت منافسة بين الحيتان الكبيرة، وأن لعبة المخدرات مرتبطة بشكل مباشر بقيادة الميليشيا - ميليشيا الكتائب-، وكيف أن جنود ميليشا الكتائب كانوا يتعاطونها قبل ذهابهم للعمليات الإرهابية والمجازر اللي قاموا بها خصوصاً على الفلسطينيين.
"انحنى نسيم للعاصفة، لأنه تعلم أن الحرب الأهلية هي لعبة انحناء.
نسيم لم يكن جباناً، لكنه اكتشف مبكّراً أن اللعبة لا تستاهل أن يموت المرء في سبيلها".


***

أكثر شخصية أعجبتني بالرواية شخصية هند، لأنها تمتلك مبادئ ما حادت عنها، وقفت ضد الظلم الواقع على الخدم في بيروت، وكانت ضد طريقة حياة زوجها بالمراقص والحفلات..
" رفضت هند الخروج مع زوجها إلى الملاهي التي نبتت كالفطر، ذهبت معه مرة واحدة بسبب إلحاحه.
لكنها شعرت أن المكان كان أشبه بالكاباريه، وأن النساء يتصرفن وكأنهن عاهرات.
وعندما بدأ المغني ينشد أغنية (وين ع رام الله) سرى مايشبه النار في جمهور الراقصات والراقصين، وصاروا يصرخون بالغناء مع المطرب الشاب، أمسكها نسيم من يدها كي يشدها إلى الحلبة فسحبت يدها بعنف، وقالت إنها تريد العودة إلى البيت لأنها تكاد تختنق.
وقالت في طريق العودة أنها تعجب كيف يغني هؤلاء عن رام الله وفلسطين، بينما دماء ضحايا صبرا وشاتيلا لم تجفّ بعد!

وقالت إنها لم تستطع أن تميّز بين النساء والعاهرات، كأن الحدود بين الأشياء انكسرت، فصار الرجال كالقوّادين مع زوجاتهم.
رفضت الدخول في عالم زوجها الذي رأت فيه مرآة للتفسّخ الذي يعيشه المجتمع اللبناني".

" لا تستطيع هند أن تستجمع حياتها مع زوجها في سياق، فالرجل الذي استولى على قلبها في غفلةٍ منها، كان مليئاً بالتناقضات إلى درجة جعلتها تشعر أنها لا تعيش مع رجل واحد، وأن هذا الرجل الذي يُدعى نسيم شمّاس، الذي طلّق تجارة المخدرات، وصار يعمل في استيراد الأخشاب، هو عدّة رجال في شخص واحد.
يكون حنوناً حين يحتاج الأولاد إلى حنان، ومحباً حين يأتيه الحب، ولطيفاً حين ينام إلى جانبها كالطفل، وضائعاً حين لا يجدها إلى جانبه.
كتلة من التناقضات."


***

رغم وجود كثير من الحوارات بالعامّية إلا أني ما تضايقت كعادتي مع العامّيات، لأن اللهجة اللبنانية والشامية فوق وضوحها جميلة جداً..

الحلو في الرواية أن الشخصيات معقّدة، بمعنى إيجابي، فأنت تكوّن عنها صورة أولية لكن مع استمرار القصة ومع استمرار القراءة تكتشف أن الشخصية أعقد مما تصورت، مايمكنك فقط تكرهها أو تحبها، تجد بنفسك مشاعر متناقضة تجاهها مابين شفقة وغضب وتعاطف.. وهذا أشوفه نجاح باهر من المؤلِّف

أيضاً رغم أن الرواية سردية ومتتالية ومتداخلة بين كل مشهد والآخر، رغم أنه يلخبط ويشتت مرات لكن يظل فيه خيط خفي يربطه ببعض ويجعله انسيابي.

يفضّل للقارئ أن يكون عنده خلفية عامة بالحرب الأهلية اللبنانية حتى يفهم الإشارات المختصرة والإحالات بالحوارات والكتاب، -الكتائب/بشير الجميّل/فتح/الحركات اليسارية/الفكر الشيوعي/دخول الجيش السوري بفترة حافظ الأسد بحجّة فرض الأمن ومقاتلة المجموعات الفلسطينية..إلخ-.

كنت بقيّمها خمسة نجوم كاملة لكن أغفلت نجمة لثلاثة أسباب:
1-كثرة الألفاظ البذيئة والمحتوى الجنسي والخمر.
2- التفلسف بالدين.
3- تمنيت لو أن المؤلِّف اختصر على الأقل 100 صفحة من الرواية، إذ أنه لن يضرّها، ولو أنه ليس حشو بالعكس ممتع والرواية مافيها حشو بنظري؛ لكن تمنيت اختصارها.

***

اقتباسات أخرى سحرتني من الرواية:

" كيف يقول عن مشاعره المتناقضة وقلبه الذي كان يتقلّب به ويأخذه إلى حيث لا يدري؟"

"ذكريات الطفولة ليست الحكاية، قال كريم، فالطفولة ليست سِوى مزق ذكريات ونحن نرتّقها بعد ذلك لنصنع منها حكايتنا عندما نكبر".

" قال لها أن المشكلة لغويّة، وإن العرب يسمّون الأب أو الزوج ربّ البيت، وإنه اكتشف أن اللغة العبريّة تستخدم كلمة بعل للزوج، وأن الكلمة نفسها تستخدم في اللغة العربية الفصحى، البعل في اللغة الفينيقية-الكنعانية القديمة تعني السيّد، لكنها كانت اسم كبير الآلهة، فالرجل هو البعل أي الإله".

" قال إنه لا يحاضر بل يروي مشاعره، ويكتشف أن الحبّ لا يمكن أن نقرأه إلا لحظة نهايته.
أخطأ الشعراء حين كتبوا عن الاشتعال في أوّل الحب، لأنه اشتعال الوهم بالوهم، الحقيقة تُقرأ في النهاية، لحظة الخسارة، وحدهم الخاسرون يستطيعون أن يكتشفوا المعاني".

"الجسم وحده يحكي، هكذا علّمته الدراسة في مونبلييه، الأصابع وراحة الكفّ تختصر العالم بأسره".

"هذه المرأة كانت تعرف كيف تقرأ مشاعره.
تحبّه حين يأتي الحب، وتعامله كطفل حين تشعر أنه ضائع في بلاده الجديدة، تقسو عليه حين يسترسل في هجاء حياته السابقة، وتمدّ له جسراً كي يتصالح مع نفسه.
قالت له إن هذا هو الحب."

" عندما طلبت منه برناديت أن يصف لها سينالكول، احتار ماذا يقول؟
فهو لم يجد كلمة فرنسية يستطيع أن يترجم بها كلمة شبّيح.
الكلمة استنبطتها لغة العامّة في لبنان كي تنسب أفعالاً معينة كالنهب والابتزاز والقتل على الهوية إلى أشباح الحرب الأهلية."


أحزنتني نهاية الرواية، لكنها تستحق القراءة وبجدارة، وللمعلومية مراجعتي مختصرة جداً ولا توفي الرواية حقها لكن من الصعب أن أكتب مراجعة أطول من ذلك.
Profile Image for Mahmoud Aghiorly.
Author 3 books697 followers
February 26, 2018
لو ان الكاتب اختصر نحو ١٥٠ صفحة من الاسهاب الغير مبرر لكانت الرواية نالت ال٥ نجوم ، شخصيات الرواية واقعية جدا ، و لكنها تكثر من اللغو و الاحاديث المكررة ، الرواية تشعرك تماما بمشكلة اغتراب الفرد عن بلده العالق بالحرب و يلامس قلبك ذلك الحنين الذي يولده ذاك الرحيل

مقتطفات من رواية سنالكول للكاتب إلياس خوري
-----------------------
انتظر لكن لم يكن يعرف من ينتظر , حين يصير الحب انتظارا للحب , يفتقد الانسان القدرة على معرفة مشاعره
---------------
كيف نصف الرائحة لمن لم يشمها او يتذوقها , , اكتشف عجزه عن الكلام لانه لا يستطيع ان يترجم ذاكرته , و توتر الحنين الذي يفترسه في كلمات , لينتهي بعد ذلك الى اكتشاف ان ممارسة الحب ليست الا ترجمة للكلام , وانه حين ينتهي الكلام ينتهي الحب
-----------------
العاشق كالمترجم , ينتقل من كلام اللسان الى كلام الجسد , كانه يترجم الحكي ويعيد تأليفه .
---------------
ما معني القرار العقلاني ؟ لا يوجد شيء اسمه قرارات عقلانية حين يتعلق الامر بروح الانسان , ان روحه تؤلمه , وان وجع الروح هو اشد انواع الوجع
--------------
بدأ يشعر ان الكلمات تخونه وانه عاجز عن الاستراحة في اللغة الفرنسية , فالكلام , كما كان يقول والده , هو مساحة يستريح فيها الانسان
-----------------
لماذا نضحك من حكايات العشاق , بينما نقوم نحن بما يشبهها , الحب يجب ان لا ينكشف للاخرين , لان الاخرين لا يستطيعون تقبله , الا اذا كانوا هم ابطاله
-------------------
قالت انها نسيت التفاصيل , لان الذاكرة تحتاج الى مكان , الزمن يمحو الذكريات , والانسان لا يعثر على ذكرياته الا في شقوق الامكنة
------------------
ذكريات الطفولة ليست الحكاية , فالطفولة ليست سوى مزق ذكريات و نحن نرتقها بعد ذلك لنصنع منها حكايتنا حين نكبر
-------------------
لم تكن تؤلف حكايات تتخذها ستارا تغطي بها حياتها , مثلما يفعل الكثيرون , لكنها كانت تخترع وضعا مأساويا تعيش في ظلاله لكي تعطي لحياتها معنى
------------------
قال انه لا يحاضر بل يروي مشاعره , ويكتشف ان الحب لا يمكن ان نقرأه الا لحظة نهايته , اخطأ الشعراء حين كتبوا عن الاشتعال في اول الحب , لانه اشتعال الوهم بالوهم , الحقيقة تقرأ في النهاية , لحظة الخسارة , وحدهم الخاسرون يستطيعون ان يكتشفوا المعاني
-----------------
الشباب هو خديعة الحياة , لانه يكذب علينا , يوحي لنا بأن اندفاعته هي الحياة , بينما هو مجرد حياة فائضة يحب ان نتخلص منها كي نتمتع بالحياة
----------------
قال لها عندما طلبها للزواج , انه يعلم ان قلبها مكسور , وانه لا يعرض عليها ترميم قلبها , بل يعرض ضم كسورها الى كسوره .
---------------
ليس صحيحا ان الحروب تخلق مناخا من التضامن بين الناس , كما يكتب الروائيون , الحروب تحول الانسان الى كائن متوحد , وحش يعيش بين الوحوش , ولا يستمع الا الى عواء الذئاب التي تحيط به من كل صوب
---------------
الحب ليست الرغبة التي تأتي و تمضي , الحب هو دفء الامان , ومتعة التواطؤ , لذة اكتشاف الحياة في عيون الاطفال
---------------
الابطال يتجمدون في خيالنا داخل لحظة البطولة , اما حين يتأرجحون , وتفترسهم الحياة , فانهم يفقدون السحر ويتحولون الى مجرد ظلال تتفتت في التفاصيل اليومية
---------------
الان يكتشف ان الحقيقة الوحيدة هي الكهولة , في الاربعين يكتشف الانسان ان ما مضى لم يمض , كانه انزلق من بين الاصابع , وان الوراء صار اكبر من الامام
--------------
شعر ان العمر مضى به و جرده من كل شيء , تاركا اياه غريبا في بلاد غريبة
---------------
البرد الحقيقي الذي يتغلغل في العظام ناتج عن العجز عن الكلام
--------------
المسألة يا عزيزتي ان الغربة تجبرنا على تأليف انفسنا , يجب ان يخترع الانسان نفسه في كل يوم , والا فقد نفسه
-------------
Author 2 books3 followers
December 9, 2013
ملاحظة: إذا كنت تفكر في قراءة هذه الرواية عن قريب، أنصح بعدم قراءة هذه القراءة.



هذا ثاني نص أنهيه لإلياس خوري بعد رائعته "مملكة الغرباء"، ويحق لي القول أن هذا النص من أروع النصوص التي قرأتها في حياتي، ليس لأسلوب "الحكي" الذي صاغه بطريقة رائعة ليشعرك أنك تستمع لهذه الأحاديث لا أنك تقرأها، بل لأنه يغور في أعماق النفس البشرية، من زاوية قلما قرأت كتاب يركزون عليها، وأعني هنا: الكذب والخداع.

فجميع الشخصيات الرئيسة في الرواية كاذبون ومكذوب عليهم، مخادعون ومخدوعون، مثل الشخوص في الحياة الحقيقية، بيننا، بين محيطنا، والغموض الطاغي على النص يعطي هنا معنىً مضاعفاً؛ فالأسباب والظروف التي تدفعهم للكذب والخداع ليست واضحةً، قد يبرر بعضها الراوي فيما بعد، ولكن هذا لا يعني بأنها واضحة.

فمثلاً نحن لا نعرف لماذا هرب بطل الرواية كريم من لبنان الحرب الأهلية تاركاً حبيبته هند فجأة، ليدرس طب الجلد في فرنسا، نراه مرة يقول بأنه رأى الموت بعد مقتل صديقه خالد النابلسي، الخوف دفعه لذلك، وفي موضع آخر لأنه لم يعد يحب هند، مات حبه مع هند، ليستبدل حبه بحب فتاة ميتة؛ "جمال"، فلسطينية قامت بعملية فدائية داخل عمق اسرائيل، فلم يعد له مكان في بيروت فهرب إلى فرنسا، ومرة ثالثة يقول لأن القتال في الحرب الأهلية لم يعد خياراً، فبعد التوغل السوري في لبنان لقمع الحركة الوطنية اليسارية الذي يقاتل كريم في صفوفها، وانتصار اليمين المسيحي، لم يعد يرى حمل السلاح خياراً، فهرب.

كريم هنا يخدعنا في تبريراته، يحاول المناورة، لأنه هو نفسه قد لا يعرف سبب هروبه، ولكنه "الحكي"؛ كلماتنا، أحاديثنا، التي نحاول بها تبرير مواقفنا، وإنْ تغيرت كلماتنا من فترة لأخرى.

التغير سُنّة من سنن الحياة، لذا، علينا ألا نستغرب تبريرات كريم وغيره من الشخوص، وتغير المواقف، لأن الإنسان عبارة عن مجموعة من المرايا كما يقول الراوي، تتشكل رؤانا، آراءنا، حكينا، بحسب نوع الموقف، والظرف، وسياق الكلام.

ولنا في شخصية "داني"، أحد القادة الشباب اليساريين والذين يمتلكون شخصية كارزماتية قوية، خير مثال؛ فهو خطيب يساري مفوه، يشدد على أتباعه التمسك بالمثل والأفكار الماركسية وعدم استخدام العنف في داخل المجتمع، لكن هذا لا يعني استخدامه لتبريرات ساذجة عندما يتعامل مع المجرمين واللصوص في الخفاء واستخدام بعض أتباعه للعنف في الداخل دون التنصل تماماً من هذه الممارسات، بل التبرير والحكي والمزيد من الحكي. لقد كان السياق يحتّم عليه الكذب، عندما يُهاجم بسبب تناقضاته، على المرء تقمص مرآة النفاق.

لكن، بعد اللحظات الحميمية، وخفوت الرغبة(أو موتها كما في حال نصري أواخر أيامه) نرى أن هذه الشخصيات تكون في أكثر الحالات صدقاً، وأعتقد لأن الراوي يريد إيصال فكرة: الرغبة هي محرك الحكي والكذب والخداع، وأنه متى ما سيطرت الروح على الجسد، يصبح الكلام قليلاً، والصدق هي السمة الطاغية، وقد يدل على ذلك تغير نصري من زير نساء إلى شخص متصوف، وحديثه الدائم عن "الروح"، بعد أن كان حديثه الدائم عن "الرغبة" في أيام تخبطاته مع الشهوة.

وقد يحيلنا هذا التغيّر في نصري إلى حديث الراوي عن المرايا: فنرى نصري الأب، يختلف عن نصري النسونجي، ونصري الصيدلاني الذي يخترع الأدوية، ونصري المخدوع من مومس، ونصري الذي يخدع زبائنه من النساء، والخادع لأبناءه والمخدوع بهم، جميع هذه النصريات وغيرها هي امتداد لفكرة تعدد مرايا (شخوص) المرء، وهو ما عرضها خوري ببراعة كما أحسبها.

وحتى نختم حديثنا عن ثنائية الصدق/الكذب، فإن الكاتب يحاول تصوير الشخصيات التي ماتت في شبابها (وهي مبنية على شخصيات حقيقية أثناء الحرب (الأهلية) بأنها دوماً صادقة، مثل جمال (أحسبها دلال المغربي) وأيضاً خالد النابلسي (أعتقد بأنه علي أبو طوق ولكن لست متأكد)، وهو ما يضفي نوع من القدسية عليها، وبخط مقارب لروايته "مملكة الغرباء"، وقد يقصد بذلك أن الموتى وحدهم صادقون لأنهم توصلوا للحقيقة، إذ يبين الكاتب في نهاية روايته أن الصمت والموت يمثلان الحقيقة، وبالتالي الحكي، واللغة، هي الكذب والخداع والوهم ذاته، وقد يتجسد ذلك في إحالة عنوان الرواية بذاته إلى شخصية وهمية خلقها الحكي والرغبة، ودعم ساحريتها النسيان.

ويحيلنا النسيان لختام هذا المقال، فاللغة والسلام يعززان النسيان كما يرى الكاتب، بينما الصمت والحرب يعززان الذاكرة، وهي فكرة رائعة يناقشها في روايته، بخلاف السائد أو المعروف: اللغة والسلام تعززان الذاكرة وليس العكس، وبالحرب والصمت يطغى النسيان. وعرض خوري لهذه الفكرة كان رائعاً ولكن قد يطول النقاش فيها.

ما حاولت عرضه في هذه المقال هو جانب جمالي من الرواية، والرواية أعمق مما تطرقت له، ولكن حبي لها جعلني أكتب عنها على عجالة، دون قراءة أخرى متأنية. وسبب إنقاصي نجمة لها هو بسبب شعوري إنتهاء الرواية على عجالة، هذا لا يعني أن النهاية ليست بالجيدة، ولكن توقعت صدمة في ختام النص، كما صدمتني بدايته وصدره.
This entire review has been hidden because of spoilers.
Profile Image for Tareq Fares.
104 reviews91 followers
May 5, 2013
رشحت هذه الرواية ضمن القائمة الطويلة لجائزة البوكر لعام 2013 ولكن للأسف لم تاخذ حقها وتنتقل إلى القائمة القصيرة للجائزة.

كريم طبيب لبناني مغترب يعمل في فرنسا متزوج من فرنسية ولديه منها ابنتان، يعود الى بيروت في زمن تعب فيه المتحاربون واصبحت الحرب الأهلية بلا هدف ومعنى، يعود الدكتور كريم للبدء في مشروع بناء مستشفى مع اخيه التوأم وسيم ولكن رحلة العودة تلك لم تصبح رحلة من فرنسا الى لبنان فقط بل اصبحت رحلة في ذكريات كريم ينقلنا إلياس خوري من خلالها بين أحداث ما قبل الحرب الأهلية والى بداية ما قيل انه نهاية للحرب ولا احد يعلم هل انتهت الحرب ام ان رمادها مازال يخفي تحته جمرات ملتهبة بنار الطائفية؟

كل شخصية في الرواية لها علاقة من قريب او بعيد بكريم ولكل شخصية حكاية خاصة تجعلك تعيش معها لفترة تنسيك باقي الشخصيات ثم تنتقل الى شخصية اخرى مع حكايات مختلفة، ترتبط هذه الشخصيات في ذاكرة كريم مع بعضها البعض وتقرأ ربما نفس الحكاية بصيغ ووقائع مختلفة مع خلال اكثر من شخصية تضع الحقيقة أمامك بشكل مؤلم. فيها نكتشف ان لكل إنسان شخصيته التي تتغير مع مرور الزمن والاحداث، نكتشف من خلال التاريخ ان الاحداث وما تجلبه لنا من معطيات ثقافية ودينية هي من تصنع منا شيوعين يحاربون باسم الشعب ضد الاقطاعين او متعصبين اسلامين يحاربون من اجل الشعب ضد الفساد. كل ما تحتاجة هي تغير كلمات بسيطة في الخطاب حتى تنتقل من اقصى اليسار الى أقصى اليمين.

نكتشف معنى الحب لدى سلمى وابنتها هند وماذا تعني الخيانة لدى منى وغزالة.

هذه الرواية أكثر الروايات اللبنانية التي ادخلتني وعرفتني على الكثير عادات وتاريخ هذا البلد على الحرب الأهلية وبيروت ورائحة التفاح والقهوة والعرق وماء الزهر والكبة النية والبيض بالثوم والسماق والحلويات الطرابلسية واختلاف مسمياتها بين بيروت وطرابلس بل ومدينة طرابلس التاريخية والصليبين ولغتهم الخاصة ان كانت لهم لغة خاصة.

جميلة هذه الرواية بكل معنى الكلمة ولكن عليك ان تتحمل الحوارات باللهجة اللبنانية .
Profile Image for Mohammed.
143 reviews3 followers
March 9, 2024
ما لم يعجبني في هذه الرواية هو الاستفاضة في وصف العلاقات الجنسية ، وكذلك تكرار مشهد الخيانة في جميع العلاقات بين الشخصيات.
استغل خوري العلاقات الإنسانية في المجتمع و حتى العلاقات الزوجية والأسرية كي يبين مدى فوضى و خراب بيروت وقت الحرب الأهلية .
أسلوب جميل و سرد رائع كميزان غير مستقر ، مرة، الكفة في الحاضر و مرات في ذكريات الماضي .
أعتقد أنه يجب أن توضع الرواية في صنف للكبار فقط أو 🔞 أو ماشابه ذلك لأن بعض الفقرات في هذا الكتاب《إباحية》 ، أعتقد أنها لا تلائم القارئ الناشئ!

رابط الرواية
https://t.me/Sumarians/140559
Profile Image for دينـا .
890 reviews107 followers
July 21, 2017
يكتب الياس خوري عن الواقع بلا مواربة ،في هذه الحكايه نرى كريم شماس الطبيب اللبناني الذي هرب من سلطة أبيه واندماجه اللامنطقي مع أخيه نسيم ، هرب إلى فرنسا فاكتشف انه ماهرب منه عالق في اعماق نفسه ولذا يعود إلى بيروت ليكتشف أن الحال لم يتغير الا لاسوءه
لم ارى كريم الا كشخص متخاذل ضعيف ، يهرب من جبنه ويلتقي به في المنتصف
الرواية مليئة بالشخصيات والأحداث ولكن الياس خوري له اسلوب روائي شيق للغاية.
Profile Image for Yehia Nasser.
119 reviews62 followers
September 11, 2016
الحشو السياسى افقدها بريقها ولكن بطريقة ما شخوصها حاضرة فى الاذهان مملة فى بعض اجزائها وممتعة بشدة فى اجزاء اخرى
Profile Image for Tripfiction.
2,045 reviews216 followers
February 18, 2015
BEIRUT

The Broken Mirrors : Sinalcol is a complex and complicated novel set in Beirut. It explores the Lebanese Civil War from 1975 to1990 through the eyes of one family. Karim, a doctor, married and living in Montpellier, revisits Beirut as the war draws to a close. He is, as Khoury says, a typical Lebanese – only happy when on a plane… either fleeing from a city which has become too frightening and oppressive, or heading back to a city he cannot live without.

The base story is the relationship between Karim and his ‘twin’ brother, Nasim, who had not fled Lebanon but had stayed in Beirut and prospered during the war years. His ‘twin’ because his father declared them to be such and brought them up as such – even though they were born weeks apart from different mothers. In many ways Karim sees the broken mirror of himself in Nasim – Nasim has not made his money by entirely legitimate means. Nasim has also married a girl who was going to marry Karim… their relationship is confused and murky – an allegory for much of what happens in Beirut, where the truth is often hard to fathom. Nasim and Karim behaved as ‘one person’ in their youth, and in many ways that is what they still are.

The story is told through flashbacks to the height of the civil war. That was when I understood the fighters. It’s funny really. A fighter goes to fight and he’s dying of fear. So, to stop being afraid, he shoots someone. It’s like the merry-go-round the children play on. We learn about the different groups and the intricate interplay between them. About the Christian Phalangists and their Israeli allies, about the Fedayeen guerillas fighting with Palestinians against Israel – and the crossover between the two based on the practicalities of co-existing in one community. Nasim is a Phalangist and Karim fights with the Fedayeen, but that does not stop them leading a ‘normal’ family life. We learn of the massacre by the Phalangists (with Israeli soldiers standing by) at the two Palestine refugee camps, Shatila and Sabra. The Muslims and Arabs seem to have become the Jews of Europe now. Strange how people are put together. Capitalist societies seem to need anti-Semitism to release their inner complexes. The Arabs and Muslims are becoming the Jews of Europe and the Palestinians have become the Jews of the Jews. It’s bewildering.

Beirut comes though the book as a thoroughly confusing and contradictory place, indeed the city is ”bewildering”. The months he’d spent in his city had been enough to reveal Beirut’s secret, which was that the city was made up of mirrors, and that the individual was not one but a collection of individuals who had made from their misery mirrors for their souls. An example of this is Sinalcol of the title. Sinalcol is a legendary figure in the civil war with a reputation for great bravery. We are led to believe that he could, or could not be, Kasim himself. We never know for certain – but most likely he is a cracked mirror image of someone Kasim believed he might have been.

There is no doubt that The Broken Mirrors : Sinalcol is a BIG book. It describes extremely well and sensitively the relationship between Nasim and Karim, the battles they have had and the women they have, or have not, shared. But it does this against an authentic historical background of great complexity. Khoury fought with the Fedayeen (before becoming a researcher with the Palestine Liberation Organisation) and clearly knows what he is writing about. He also enlisted the help of Jim Muir, the BBC’s correspondent in Beirut, to ensure the accuracy of recent Lebanese history. There are eighteen pages of glossary at the end of my edition, to keep the reader fully up to speed with all that is going on – it is not an easy book (but it is a very worthwhile one).

A fascinating insight into an extremely significant part of recent Middle East history. Travel fiction at its best.
Profile Image for رولا البلبيسي Rula  Bilbeisi.
272 reviews52 followers
October 29, 2013

"هكذا انتهت المغامرة البيروتية، طنين في الأذن، وشعور بأنه يتكئ على ظله، وعندما تراءى له مبنى مطار بيروت، بواجهته المهشمة، التفت الى الوراء وبكى"....

قدم لنا الكاتب في هذه الروية النهاية من البداية، سلمنا المفاتيح كلها، ثم تركنا نتخبط في تفاصيل وتفرعات نبحث عن المزيد فنضيع في قصص جانبية ثم نتعداها دون أن نشعر بالارتباط مع أي من شخصياتها.

وحدها تلك الطاقة الأدبية المبدعة هي التي تدفعنا لمتابعة القراءة، وتلك النظرة الثاقبة في تطورات الحروب الأهلية هي التي تجذبنا.

تهت في ذاكرة شقيقين تتنافر ولا تتطابق، فكل واحد منهما كان في معسكر مختلف، معسكر شكل شخصيته وقناعاته وتبريراته، وبقي الأب وحده من يحاول أن يجمعهما معاً حتى لا يتحولا الى نسخة مكررة من قابيل وهابيل، وما بين كريم المهاجر الهارب، وبين نسيم المحارب الصامد، عشرات التفاصيل والقصص الجانبية التي قد تبعد القارئ عن القصة الأساسية.

وأكثر ما استهواني في الرواية هي تفاصيل تلك الذاكرة المضطربة التي تتفجر في شقوق أمكنة بسيطة، فتستيقظ حين تشاء، وتسقط كما في لا مكان... لا ضوابط للذاكرة. وفي تلك التفاصيل شبه شديد لرواية أمين معلوف "التائهون" التي تتمحور حول ذات القضية: عودة المهاجر اللبناني الى وطنه ليكتشف حقيقة واحدة، تلك الحقيقة التي عبر عنها الياس خوري بقوله: "الحرب لن تنتهي لأنها في داخلنا"... هذه هي حقيقة الحروب الأهلية البشعة التي تبقى عالقة في ذاكرة أجيال وأجيال يعانون من تبعاتها.

كما أبدع الكاتب في رسم تلك الصورة التي تمثل عجز كريم عن الكلام، فيلجأ لا إراديا الى السعال كنوع آخر من الصمت...صمت الضعيف المهزوم.

ولكن لا أعرف لما شعرت في النهاية أن سينالكول الحقيقي هو كريم، وأنه عاد ليبحث عن نفسه، عن حقيقته، فلم يجدها، لم يجد سوى ظلال لحياة لا يمكن القبض عليها. ...ولأن المجرم، كما قال الكاتب، لا بد أن يعود الى مسرح الجريمة، عاد كريم الى وطنه...مسرح جرائمه.

وهنا مكمن إبداع آخر...أن تترك القارئ يستنبط حقيقة الرواية وقد لا تكون تلك الحقيقة سوى في خياله هو.
Profile Image for Jud Tirawiyeh.
199 reviews3 followers
December 25, 2015
يجب أن أجلس , أن أعتزل هذا ما قلته قبل أن أبدأ بقراءة هذا الكتاب ...
عن الشقيقين التوأم وغير التوأم الهو وغير الهو
في البداية نظرت إلى الاسم ولم يجذبني لأني اعتقدت أنه مجرد كاتب يعشق أن يجعل اسم روايته غير مفهوماً , مجرد اسم أجنبي , ولم يسبق لي أن قرأت ل إلياس لكنني تمنيت أن أقرأ كأنها نائمة .. ثم كانت الصدمة
بقدرته على التنقل داخل الذات البشرية , الخوف و الحب و الرغبة الانتماء و اللا منتمي
أعجبني عندما تحدث عن التقلب من اليسار إلى الاسلام ! وتغير كل شيء كما أحببت اللفته عن الصلبيين
وشعرت ان نصري حكيم ! حكيم جداً !!! أحببت أقواله
ولو أنني ورغم إعجابي استهجنت كم الكلمات النابية في الكتاب ! وكأنه كان لا بد منها !
المهم أنه كتاب رائع جداً , يخلق حول الروح سديماً فظيعاً
وأنا أقرأ كريم ! بدأت أقول لنفسي بل وأشعر أني خائفة
أجل خائفة تماماً .... وشعرت في النهاية بتلك الحكمة التي معناها أننا ملكنا الأشياء دائماً و تجاهلناها وعندما قررنا أن نلتفت إليها يكون الوقت قد تأخر !
Profile Image for سها .
25 reviews6 followers
January 24, 2013
تقرأ في طياتها لوعة الحرب وألم تقليب دفاتر الماضي، تأخذك لتقدم لك الحياة على حقيقتها عارية إلا من لحظات فرح مسروقة خلسة ..
تعيد إليك وجع الحرب وفداحة الدم والموت ورائحة البارود... عالم ممتد عبر ذاكرة كريم .. معها تؤمن كم هي الحروب موجعة وكم تقتل من لا ذنب له ..

تبقى روائح التفاح والبن وماء الزهر عالقة في ذهنك وأنت تجوب أحياء بيروت .. وترى كيف تنهض هذه المدينة من موتها وتعيد بناء حياتها من لا شيء ..
ممتعة ومؤلمة ..تستحق القراءة
Profile Image for Hasan Hasan.
87 reviews37 followers
November 28, 2012
كتاب رائع، يؤرخ الحرب الأهلية اللبنانية من مناظير شخصية،

من الكتب التي يجب أن تقرا أكثر من مرة،،

الكتاب ولو أنه ممتلئ بالألفاظ النابية، إلا أنه نجح بإيصال الفكرة،

عندما تقرأ في بداية الكتاب أن لا علاقة لشخصيات الكتاب بأي شخصية واقعية، اعرف تماما أن قصة الكتاب واقعية إلى حد كبير!!

من الكتب القليلة التي تستحق الخمس نجوم..
Profile Image for ala'.
352 reviews
May 13, 2012
باختصار شديد جدا مدهشة ..
يتداخل ما هو شخصي بما هو سباسي .. الحكايات تتفرع الءءى اخرى وكاننا في الف ليلة وليلة من الحكايات ... الجنون يلف نص الياس خوري من حرفه الاول حتى الاخير .. مدهشة جدا وتستحق ان تقرأ ..
Profile Image for Shahrazad.
Author 5 books2 followers
April 25, 2025
إشارة*
ليست الرواية مناسبة للذين لا يعرفون شيئًا عن الحرب الأهلية اللبنانية؛ فالحديث عنها كان غير وافي. فبدون خلفية عن ال��وضوع، سيخرج القارئ خالي اليدين ولن يفهم الكثير من
الأحداث والشخصيات.
وأيضاً تحتوي على مشاهد خارجة +40
.......

أسلوب التنقل بين الذكريات كان عشوائيًا، مما سبب لي شعور بالضياع. خصوصًا عندما يتذكر الراوي اسمًا ثم يُذكره لاحقًا بعد أن أنسى متى ذكره ولماذا. هذا يمكن أن يُعتبر تشتتًا، ولم أعتبره جزءًا من التشويق، بل العكس. ربما في آخر خمسين صفحة من الرواية بدأت الأمور تصبح أكثر وضوحًا وترابطًا، حيث تمكنت من معرفة الشخصيات الرئيسية بشكل أفضل.

الإباحية في الرواية بالنسبة لي غير مبررة ولا تخدم الحبكة ولا داع لوجودها
كيف موضوع عن حرب أهلية وصراع طوائف وحرب ما تنتهي -على لسان احد الشخصيات- كيف بيدخل تفاصيل علاقات البطل واخوه
فيها بشكل مبتذل
يعني
كل أنثى بتيجي بتكون مشروع علاقة للراوي او حدا بيعرفه. لدرجة أني توقعت يحكيلنا انه في علاقة صارت مع رجل وبقرة في أحد الفصول
وما رح استغرب

كان ممكن انها تكون احسن لولا الملاحظات الي ذكرتهم
Profile Image for Obeida Takriti.
394 reviews54 followers
April 3, 2017
هذا الكتاب ليس رواية تحكي قصة واحدة..
بس قصة ذكريات وشذرات من الحرب الأهلية..
ينتقل فيها الكاتب من بيروت، إلى فرنسا، ثم إلى طرابلس..
تفاصيل قصصه في هذه الأماكن تجعلك تظن أنه عاش في كل واحدة من هذه المدن لحياة كاملة..

الأسلوب الروائي أيضاً مميز حيث ينتقل بسرعة فائقة في المكان والزمان لينقلك من قصة لأخرى..
وقد تتغير تفاصيل بعض القصص كما هي ذكرياتنا التي تتشكل مع الزمن..

لم أعرف ولم أدرس الكثير عن الحرب الأهلية..
لذا كان هذا الكتاب نافذة جميلة لي لأتعرف على هذه الحرب ليس على الصعيد السياسي بل في حياة الناس..
Profile Image for آية  العوبلّي.
112 reviews39 followers
December 10, 2018
كان هذا الكتاب رفيقي في بيروت ..
بيروت اللي زي ما بيقول خوري "حيث المدينة مرايا، وحيث الفرد ليس فرداً، بل مجموعة من الأفراد الذين صنعوا من بؤسهم مرايا لأرواحهم"
ثنائية عجيبة ومفصومة هي تلك المدينة كتوأم شمّاس الذين هرب أحدهما من جنون المدينة لغربة عصفت بقلبه الحنين.. وآخر ابتلعه الوطن ليصيره بكل جنون الحرب الذي فيه. وما حدا فيهم مرتاح.. وما حدا فيهم ملاقي حالو.
Profile Image for Nabil مملوك.
Author 3 books74 followers
May 9, 2022
لم يسبق أن قرأتُ أعمالاً لكاتب واحد بشكل متتالٍ وقد أتى إلياس خوري وكسر روتيني القرائي...
في روايته سينالكول ينطلق الكاتب من الحرب ليشعل فتيل الرغبة في الشخصيات
بدءا من الجنس والاستقلالية وتحقيق الثروة وصولا إلى امتلاك رفاهية الانهيار مع نهايتها (الحرب ) عام ١٩٩٠
استطاع من خلال الاسهاب والتفصيل والاستطراد أن يصنع حلقة حكائية سريعة الايقاع من خلال تداخل الشخصيات ببعضها اجتماعيا وواقعيًا وتتافرها الأيديولوجي من جهة أخرى
مما ساعده إلى ابتكار صورة نمطية واقعية عن لبنان خلال حقبة تناحر الطوائف وما بعدها
وقد ارتأى خوري ان يطرح كل وجهات النظر
بدءا بنصري الزاهد في ملذاته، ونسيم اليميني المتطرف للثراء والسيطرة
وصولا الى كريم الضبابي عاطفيا والمسالم اجتماعيا واليساري سياسيا
لتكون هذه الديمقراطية في طرح النماذج الفكرية والاجتماعية
فرصة انتهزها خوري ليرد من خلال كريم الشخصية التي قدمها السارد بشكل يذكرنا بعمله باب الشمس وشخصية خليل المرتبكة
والحائرة بين انعاش الماضي او انعاش المريض الغائب عن الوعي.

سينالكول هي لعبة بناء المجتمع من خلال بناء الشخصيات ورصد تحولات انطلاقا من تبدل الأحداث
هي الرواية الخالية من كحول الجمود والراتبة
هي النص الذي يكتب المجتمع اللبناني باللذة والدمعة والعطر والبارود والفكرة

نبيل مملوك
Profile Image for Roger Brunyate.
946 reviews740 followers
April 27, 2016
Rose of Lebanon
His life had become a broken mirror. He'd lied a lot and they'd lied to him a lot, but his return to Beirut and his consent to his brother's hospital construction project were the mistakes that had brought his whole story out into the open and shattered it, making it hard to gather up the slivers and put flesh back onto a life that had been smashed to pieces.
In the opening chapter of this long novel, Karim Shammas, a Lebanese physician, is about to leave Beirut to return to Montpellier in France, where he practices in a hospital. But Khoury no sooner mentions this departure, which is interrupted by shelling, than he goes back to his earlier one, when Karim left Beirut for the first time. This is but one example of the author's tendency to conflate and telescope time. He does the same with people. In a single sentence, we learn about the recent death of Karim's father, a wealthy pharmacist, and his twin brother Nasim's plan to build a hospital. In six lines on the first page, Karim mentions four women that he has loved: Ghazala, Muna, Bernadette, and Hend. No explanation, just the names.

My first impression was that I was reading a later volume in a multi-part saga, and that those who had started from the beginning would know all these names and their stories to date. But no, it is simply Khoury's narrative method, which may well have roots in some Middle Eastern storytelling tradition. He presents a tight knot of family, lovers, and families of lovers, folded together like a furled rose, and then watches it come into bloom, returning again and again to characters and events as the petals open, adding details, seeing the same thing from different angles. It is a slow, almost hypnotic approach, but you keep reading for two reasons. One is that, like a rose, it also has a scent, the smell of labneh, zaafar, and Lebanese apples, that come back to Karim in distant France while he is making love, awakening a devastating homesickness. The whole novel is a love poem to his shattered country.

The other reason to keep reading is that the country is shattered, and Khoury's narrative will eventually turn back to the thorns and stem of that rose, the various wars that have torn it apart, and in some respects still continue to do so. When these are added to the mix, the novel is no longer merely about family and sexual dynamics. But while opening out in subject matter, it continues to furl in upon itself, obsessively reexamining the same elements. And although the viewpoint keeps subtly shifting and new insights continue to emerge, the process may be too slow to hold many readers' interest.
Displaying 1 - 30 of 74 reviews

Can't find what you're looking for?

Get help and learn more about the design.