على مسرح أحداث واسع يمتدّ من مصر إلى باكستان، يستعرض المؤلّف بدايات عهد الملك سعود، ونهوض الجيش التركي، وتأميم المنشآت النفطية في إيران، وقيام دولة إسرائيل، وثورة يوليو في مصر، ويحلّل أزمة الأردن في آب/أغسطس 1957 التي أسفرت عن انقسام الشرق إلى معسكرين متخاصمين: (التحالف المقدّس) للملوك ضدّ الجمهوريات التقدّمية، على خلفية اشتداد المنافسة بين الولايات المتّحدة والاتحاد السوفياتي. تتّضح قيمة الكتاب باعتباره وثيقة هامّة توضح مواقف الملك تجاه حلف بغداد، وقضية البريمي، والقومية العربية، ومشروع أيزنهاور، وأزمة السويس وقطع العلاقات ووقف إمدادات البترول عن فرنسا وبريطانيا ونتائجها على الاقتصاد السعودي. يملأ هذا الكتاب فراغاً كبيراً في المكتبة العربية والتاريخ العربي المعاصر للشرق الأوسط. ويسلَّط الضوء على ما يدعوه المؤلف (الشرق في زمن التحولات)، فيصف جملة الأزمات والانقلابات المتقاطعة منذ أواخر الحرب العالمية الثانية حتى شهر آب/أغسطس 1957. جاك بونوا ميشان كاتب ومؤرّخ وصحفي فرنسي. اتّجه في أواخر حياته إلى كتابة تاريخ العالم العربي، ومنه تدوين تاريخ آل سعود. فأصدر كتباً عدّة في هذا الاتجاه، منها (ميلاد مملكة أو ابن سعود) و (الملك فيصل)؛
الكتاب يرصد الاحداث والتحولات السياسية التي حدثت فى الشرق الأوسط منتصف القرن العشرين بدءاً من الجزيرة العربية وتركيا وايران وفلسطين ومصر خاصة قضية تاميم السد العالي وهي الجزئية التي استحوذت على أغلب الكتابن ولذا من الغريب ان يكون الكتاب معنون بأسم الملك سعود ثاني حكام العربية السعودية بعد المؤسس عبدالعزيز ولا افهم سبب تسميه الكتاب فى شقه الاول باسم الملك سعود وربما يكون الشق الثاني- الشرق فى زمن التحولات- أكثر دقة فى التعبير عن محتوي الكتاب. ورغم ذلك بذل المؤرخ الفرنسي جهد محترم فى الكتابة عن كل القضايا التي تم تناولها بين دفتي الكتاب.
يروي الكاتب احداث وقعت في نهاية حكم الملك عبدالعزيز وبداية حكم الملك سعود رحمهما الله. لم يجدر بالكاتب ان يسمي كتابه باسم الملك سعود لانه لم يتحدث عنه الا باقتضاب، فقد تكلم الكاتب عن عبدالناصر أكثر بكثير مما تكلم عن الملك سعود. المعلومات والاحداث المذكورة في الكتاب جيدة لمن لم يقرا عنها من قبل او لم يعايشها.
كتاب أعدّه نموذج رفيع جدًا لطريقة كتابة الكتب التاريخية السياسية! اثار الكاتب إعجابي وشديد انبهاري بكمية المعلومات الضخمة التي لا اعلم كيف استطاع ترتيبها بهذا الشكل العجيب ليُخرج لنا هذا الكتاب الرائع.
عنوان الكتاب مُضلل نوعًا ما، فالكتاب ليس سيرة ذاتية للملك سعود رحمه الله، بل يتحدث عن الأوضاع السياسية المشتعلة والمتقبلة في الشرق الأوسط لحظة تولي الملك سعود للحكم في السعودية، عن سقوط الدولة العثمانية ونشوء تركيا الحديثة،عن سقوط الملكية في مصر ونشوء الجمهورية، عن الانقلابات في ايران، عن الاستعمار البريطاني وأفوله، وعن وراثة أمريكا للارث البريطاني وتحدي الاتحاد السوفييتي لذلك!
الكتاب مقسم لعدة فصول، فصل في تولي الملك سعود للحكم، وفصل في نشوء دولة تركيا الحديثة، وفصل للتحدث عن الاوضاع السياسية المُتردية والسيئة في العراق وتركيا وايران، وفصل في نشوء دولة الإحتلال، وفصل للثورة المصرية ووصول عبدالناصر للحكم، وفصل للحرب الثلاثية وتأميم قناة السويس (وهو الأطول).
الكتاب مليء بالمعلوات التاريخية القيّمة جدًا، وأسهب الكاتب في التفاصيل و أمتع بلا أي حشو. كما لا يفوتني شكر المُترجمة نهلة بيضون على الترجمة الراقية الجميلة.
بداية ورغم ان الكتاب معنون باسم الملك سعود الا انه وفي صفحاته الخمسمئة وسبعين صفحة لم يتم التطرق للملك سعود سوى في صفحات قليلة جدا من الكتاب. اعتقد بان اقحام اسم الملك سعود في العنوان غير موفق..الحقيقة ان الجزء الثاني من العنوان وهو تحولات الشرق وتحديدا في العقد الخامس من القرن العشرين هو العنوان الانسب للكتاب..ماسبق ذكره لايقلل من قيمة واهمية الكتاب..الكتاب مقسم الى عدة اقسام من ابرزها صعود تركيا ونشأة اسرائيل وثورة العسكر في مصر وايضا تأميم قناة السويس والعدوان الثلاثي على مصر..ايضا يروي المؤلف في الفصل الاخير من الكتاب محاولة الانقلاب على الملكية في الاردن ودور الملك سعود والولايات المتحدة في انقاذ الموقف. الكتاب يعاب عليه كثيرا تطرقه لتفاصيل دقيقة جدا وحوارات طويلة بين الساسه في ذلك الوقت وهو مالم يعد له اليوم اي قيمة او اهمية. الكتاب اجمالا هام جدا لفترة تاريخية مرت بها تحولات مفصلية وهامة في تاريخ الشرق الاوسط والمنطقة ودور الدول الكبرى وتحديدا بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة في رسم صورة المنطقة.
الكتاب شيق ترتيب الأحداث والسرد ممتاز، يؤخذ على المترجم وضع رأيه الشخصي في بعض الأحداث وعلى الكاتب استقاءه لبعض المعلومات من طرف واحد، الكتاب بشكل عام جيد ويدفعك لإكماله خاصةً فيما يتعلق بالحالة المصرية
This entire review has been hidden because of spoilers.
الكتاب ليس سيرة ذاتية للملك سعود الكتاب بوجه عام يتحدث عن الحقبة من تولي الملك سعود إلى العام 1960 (وقت صدور الكتاب) من جميع النواحي السياسية في المنطقة