كتاب "حاضر المصريين أو سر تأخرهم" من تأليف محمد عمر، يُعد من الكتب النقدية التي تتناول الواقع الاجتماعي والثقافي والسياسي لمصر في أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين. في هذا الكتاب، يسعى المؤلف لتحليل أسباب تخلّف المجتمع المصري مقارنةً بالدول المتقدمة آنذاك، متتبعًا الجذور التاريخية والاجتماعية والدينية التي ساهمت في هذا التأخر.
يناقش محمد عمر عدة محاور، مثل تأثير العادات والتقاليد، وضعف التعليم، وتراجع الفكر العقلاني، وتسلّط رجال الدين، بالإضافة إلى غياب الحرية السياسية. ويظهر في كتابه تأثره بالأفكار الإصلاحية لعصر النهضة، وسعيه لنهضة فكرية تقوم على العقل والعلم والانفتاح على الحضارة الحديثة.
الكتاب يندرج ضمن أدبيات النقد الاجتماعي في مرحلة ما بعد الاحتلال البريطاني لمصر، ويعبّر عن صرخة إصلاحية مبكرة تدعو لإعادة النظر في بنية المجتمع وتوجهاته إذا أراد أن ينهض ويتقدّم.
تحية إلى الكاتب المجهول ( محمد عمر ) المكتوب في مقدمة الكتاب أنه غير معروف و لا أثار باقية منه غير هذا الكتاب. أولاً : الكتاب صدر للمرة الأولى عام 1902، و كان معني بنقد المجتمع المصري و سر تأخره. .. هذا الكتاب صالح لتوصيف المجتمع المصري في كل العصور. للأسف لم يعد هناك كاتباً شجاعاً ليقول للغولة الحمرا يا غولة يا حمرا في وشها. هذا الكتاب يقول أنه منذ 100 سنه و لدينا تعصب ديني، لدينا متاجرين بالدين، يغيب عنا الاهتمام بالعلوم، لدينا الحشيش، لدينا الجهل .. كل هذا يشرحه الكاتب في حدود إمكانيات و علوم عصره. الفكرة أن هذا الكلام المكتوب مازال سارياً، دليل على أننا لم نتبدل و لم نتغير، و أننا نتدارى كلما ذُكرت عيوبنا. الاختلاف الوحيد عن الكتاب أننا الآن أسوأ.
ينقسم الكتاب إلى ثلاثة أجزاء، عن الأغنياء و عن الطبقى الوسطى و عن الفقراء. مكتوب بلغة رائقة و سهلة جداً زادت من حلاوة الكتاب. الكتاب مثير للضحك في بعض الفقرات، و لكنه في المجمل مثير للرثاء و التفكير. للكاتب صفحة في غاية الأهمية، و هو يشرح الفارق بين الجامعه الدينية و الجامعه الوطنية للأمة.
يجب الإشادة بسلسلة ذاكرة الكتابة الصادرة عن قصور الثقافة فهذا كتابهم الثاني بعد ( أبو نواس المصري ) هذا العام الذي يعجبني لدرجة كبيرة جداً.
الكتاب عبقري مصنف علي اساس كتاب اخر سبقه تاريخيا وهو سر تقدم الانجلوساكسونين هو عكس و عمل سر تأخر المصريين محمد عمر ده واحد شغال في البوستة المصرية كتب الكتاب و تناول كل المناحي الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية كمان كتبب كأنه بيكتب عننا حاليا ولا كأن في فرق 100 سنة و اكتر و لا حاجة صنف تلات طبقات في المجتمع الاغنياء المتوسطين الفقراء
الكتاب محتاج يتقري كتير لان في كل مرة بتكتشف جديد فيها يمكن في يوم حد او انا يعمل كتاب جديد يكتب فيه عن سر تأخر المصريين في القرن ال 21 د جلال امين بيحاول يعمل كده في كتب مختلفة بس غالبا بيتناول اوي النواحي الاقتصادية غيره بيشتغل علي نواحي تانية لكن كتاب زي ده لسه مفيش ع الله قصد السبيل
في عام 1897 ظهر كتاب فرنسي عن سر تقدم الإنجليز الأنجلوساكسونيين بقلم كاتب فرنسي وترجم الكتاي السياسي المصري الكبير وقتها احمد فتحي زغلول ثم قام محمد عمر المؤلف المجهول في الأوساط الأدبية بمصر بكتابة هذا الكتاب-الذي يشبه في موضوعه الكتاب الفرنسي- الذي يعرض من خلاله بانوراما كاملة للمجتمع المصري في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين تعرض فيه للمجتمع المصري بطبقاته الثلاث بشكل مفصل لجميع نواحي الحياة وان جاء عرضه للطبقة الوسطى وحياة الأفندية والمهنيين بشكل عام غير واف بعكس الأثرياء و الفقراء
عليك أن تدرك أولا أننا سننتقل الان لسنة 1902م حيث صدرت الطبعة الأولى من هذا الكتاب لذا وجب التنويه ماقصة الكتاب ؟ ومن هو مؤلفه؟
قصة الكتاب: عالم اسمه ديمولان -فرنسي الأصل- كتب كتاب "سر تقدم الانجليز السكسونيين" ترجمه للغة العربية أحمد فتحي باشا زغلول ، شعر صاحبنا المؤلف أننا بحاجة ملحة لشبه ذلك كتاب يص أحوال المصريين ورأي أن بداية التغيير يكون بوصف الواقع مجردا من أي تجميل ولا مواربة (اذا أنت لم تُخبر طبيبك بالذي يسوءك أبعدت الدواء عن السقم) وهكذا بدأت الفكرة والكتاب يبان من عنوانه.
أما عن الكاتب: بوسطجي مصري مطلع مثقف ولا أعرف له كتبا أخرى غير ذلك الذي نحن بصدده ،مهتم بشؤون بلده وقطعا يريد لها التغيير والتقدم ولذلك سنلاحظ أن الكتاب بعيدا عن السرد الأكاديمي ولكنه جهد مشكور على أية حال.
الكتاب مقسم الى 3 أجزاء أو بالأصح 3 طبقات في وصف حال المصريين الطبقة الغنية ، الطبقة الوسطى ، الطبقة الفقيرة وسنبدأ من قمة الهرم نزولاَ للقاعدة.
1-في الأغنياء يتناول الكاتب حياة أغنياء المصريين في تلك الفترة بالتفصيل الدقيق سواء في الزواج والتربية والتعليم والتصرفات وعلاقتهم بالدين واللغة ويبدو أن أحوال الأغنياء لم تتغير الى يومنا هذا ولي مأخذ في ذلك القسم وهو التعميم والنظرة الشديدة السواد حيث يصف الأغنياء بكل عيب ونقيصة يصورهم وكأن كل غايتهم من الحياة هو اللهو ، لا سعي سوى للّهو ولا وعي ولا التزام بشرع ولا انتماء لوطن ولا هوية ولا أي شيء جاد في الحياة والنتيجة مخزية ،ضياع الأموال والأخلاق وهلم جرا ويتخذ الكاتب مسلك النصح والارشاد لهؤلاء الناس لوقف االاهمال والكسل والفساد المستشري في وسطهم فإذا كانت هذه صفات الأغنياء فكيف بمن هم دونهم لك أن تتخيل؟!
2-في الوسط وهذا هو القسم الأكبر في الكتاب وأعتقد انه لعظم تلك الشريحة من الناس وأهميتها في أي مجتمع مبتدئا بوصف الأزهريين ونصحهم منبها اياهم أنهم الأجدر باتباع تعاليم الشرع الشريف دون غيرهم وأنهم أولى بترك الجدال في المسائل التي لاتنفع الأمة ناصحا اياهم بالاهتمام بالنظافة والعلم والوقوف على جادة الصواب وبرغم ان الوضع قد تغير والسنون قد مرت لكن مازال البعض يحتاج الى هذه النصائح وهذا التغيير في نفسه دون غيره وأولى ، ثم عرج على أحوال العلماء والوعاظ والفقهاء ناقدا اياهم وناصحا يريد بهم الخير ومما ذكره من الأدعية وأعجبني "اللهم ألهمهم من لدن جلالك الأسمى مواهب الاتحاد المقرون بالثبات" ثم يستكمل كلامه بذات الأسلوب الناقد الناصح في كل مجالات الحياة تقريبا في التعليم والزراعة والصناعة والتجارة والطباعة وحتى الجرائد ومما أثار انتباهي شكواه من عادة الجرائد الاسلامية عند وفاة مسيحي لاتترحم عليه مما يزيد الفجوة بين طوائف الشعب ،فعرفت أن الموضوع ليس حديثا وهكذا تم استكمال حديثه الطويل عن الطبقة الوسطى التي في الغالب ماتتصف بالاسراف والكسل وتفضيل الوظيفة وكراهة بذل المجهود وهكذا من الصفات التي نعاني منها فعلا وحتى يومنا هذا .
3-في الفقراء في البداية يُعرّف الفقر كمصطلح من أكثر من وجه سواء لغوي أو أدبي اجتماعي وعامة فقد أوجز الكاتب فيما يخص قسم الفقراء لو يستخدم أسلوبه المعتاد من النصح والارشاد لهم فقد اكتفى بوصف الواقع الأسود كما هو مما أشعرني بالاحباط واليأس خاصة في ذلك موضع مما أثار حفيظتي تجاه الكاتب ،وأما عن ظروف الفقراء فحدث ولا حرج من سوء كل شيء سواء تربية أو تعليم أو دين أو حياة عموما. وقد لفت انتباهي أن من ضمن كتب الفقراء والتي يشير اليها الكاتب بقلة الأدب والسفاهة والبعد عن المباديء القويمة "نوادر جحا" و "علي الزيبق" !
ملاحظاتي: -بدأت الكتاب بكل حماسة معجبة بلغة سرد الكاتب متشوقة لمعرفة حياة المصريين الاجتماعية في تلك الفترة ،ولكن سرعان ماتبدد الاعجاب وتحول الى ملل شديد تسبب فيه كثرة التفاصيل عن حياة الأغنياء بالذات ،شعور بالاحباط والسوداوية فقد طرح الواقع كما هو أو كما رآه ولكن لم يرشد الى حلول ولم يوحي حتى ولو من بعيد بأي بارقة أمل.
-الكاتب معجب جدا بالشيخ محمد عبده وقد تبين ذلك من الاشادة به في أكثر من موضع.
- اعتقادي أنه قد وصف حياة المصريين في تلك الفترة بشيء من الخلل الكثير فالأغنياء قد وهبوا حياتهم للّهو والترف والعبث بأموالهم هنا وهناك ، والوسط مستغرقين في بحور الراحة والكسل والاتكاء على الوظيفة والسهر والاسراف ،أما عن الفقراء فحدث ولا حرج من الجهل المدقع وقلة الدين والتلاعب به وحياة العبث بكل ماتعنيه الكلمة من معنى.
-مما لم أحبه في الكتاب غير السوداوية الشديدة أنه لم يوجه أي انتقاد من قريب أو من بعيد للسلطة ولم يتخذها بأي نقيصة بالعكس يبدو أنه محب لها راضٍ عنها ،أوليس من الأولى التوجه بالنصح لأولي الأمر في وسط كل ذلك السواد الذي وصفه؟!!
مجهود كبيرة جدا من موظف فى البوستة المصرية.. يكشف لنا الكتاب عن طبقات المجتمع وكل ما بها من بلايا وعيوب.. لكن ستبرهنا ثقافة الكاتب محمد عمر .. هذا المستخدم كما وصف نفسه .. هذا الرجل له سعة أفق ونظرة ناقدة لا يمتلكها الكثير من المثقفين هذه الأيام .. وجدت فى الكتاب خوف هذا الرجل المحترم على مصير الأمة والوطن وحرصه على التربية والتعليم ..وخصوصا تعليم البنات فى زمن مثل زمانه .. وحث الناس على العمل والبعد عن الوظائف الحكومية .. وووعى اهمية الزراعة فى مصر !!! والصناعة والتجارة .. كتاب رائع لكاتب فى رأى عظيم الله يجزيه خير
دعونى اكن صادقا معكم هذا الكتاب ممتع بحق ، لكن اذا تم قرائته فى سنوات نشره ولما كان هذا الكتاب قد صدر لاول مره عام 1902 فلا يمكننى ان اقراءه ككتاب تشريح لطبقات المجتمع المصري فلقد اختلفت طبيعه تلك الطبقات عن وقتنا الحالى اختلافا كبيرا لكن يمكننى اعتباره كتاب تاريخي ولطبيعه المجتمع المصري فى فتره نشر الكتاب . اما من اراد ان يجد كتاب مماثل ولكن يتكلم عن التشريح الطبقي للمجتمع المصري فى الفتره الحاليه فعليه بكتاب(ماذا حدث للمصريي) لجلال امين
طبعا كتاب مهم لما تشوفه دلوقتي و تعمل مقارنة ب مصر في 1902 , يعيبه بس لهجة النصح و الارشاد , اللي كانت مسيطرة في الكلام عن الطبقتين الوسطي و العليا , بينما استخدم كتير من الاحداث الواقعية في الكلام عن الطبقة الفقيرة