بين دفتي هذا الكتاب رؤية الكاتب الكبير الدكتور علي الراعي لفن القصة القصيرة، ويفند القول أن هذا الفن قد مات، رغم أنه العديد من الفنون لم يلغ أحدهم الآخر أو يقوم مقامه، بل تتعايش الفنون جميعا ما بقيت الحاجة اليها. و الكتاب دفاع حار عن جيل من كتاب القصة القصيرة، وبانوراما حية للواقع المصري التي عبرت عنه أجيال متعاقبة من نجيب محفوظ وشكري عياد ويوسف الشاروني ويوسف جوهر، الى آخر الاجيال التي اجتذبها هذا الفن الجميل. وعن المنهج يقول انه:" يرسم صورا فنية للعمل، تتأتى بعد تحليل اجزائه واعادة تركيبها، وفق منظور الناقد الخاص، بحيث يعرض العمل الفني في ثناياه الاحكام النقدية، صريحة لا متضمنة ". وهو هنا يستخدم هذا المنهج في مقالات هذا الكتاب، فيحقق من خلاله هدفيه معا: يشرك القارئ في التعرف على العمل ويقوده بيسر وسلاسة نحو تكوين آرائه الخاصة فيه، ويقدم له-في ذات الوقت- حكمة عليه من خلال استعراض مواضع الجمال و القوة، او الضعف والنقص فيه.
كتب الراعي للمسرح حوالي 51 كتاباً واتخذ من النقد رسالة وطنية واجتماعية، وانحاز إلي الفن الجميل الذي يحمل الفكرة العميقة دون تجهم، ويحافظ علي الهوية الثقافية دون انغلاق علي الذات، ويفتح الباب للتجريب، والانفتاح علي ثقافات العالم. وفي مجال القصة والرواية ترك حصاداً كبيراً واستطاع أن يشد قارئ "الأهرام" إلي الأعمال الأدبية والمواهب الجديدة التي يكتب عنها، ففي مقالته الأسبوعية بالأهرام كان القارئ يستطيع أن يري النقد، ويري النص، ويضع أصابعه علي مواطن الفرح والجمال فيه، ويسعد بالأضواء الباهرة التي يسلطها الكاتب عل
وُلد في محافظة الإسماعيلية في عام 1920 في بيئة كانت تعيش فيها العديد من الجنسيات المختلفة التي تعايشت مع بعضها البعض، الأمر الذي ساعده في صنع صداقات مع أناس شتى مهما اختلفت أديانهم أو اتجاهاتهم السياسية
انتقل دكتور على الراعى إلى القاهرة والتحق بكلية الآداب جامعة القاهرة قسم اللغة الإنجليزية في عام 1939 ثم تخرج منها عام 1944، وحصل على منحة دراسية في جامعة برمنجهام حيث حصل على درجة الدكتوراه في موضوعه برنارد شو. وطالما أن الهدف الاسمي للمثقف الحقيقي كما جسّده دكتور على الراعى هو تثقيف الشعب وتعميق وعيه وإثراء ذائقته، فإن اختيار الأسلوب الذي يوجه به خطابه لا يقل أهمية عن الهدف ذاته، لهذا اختار علي الراعي في كتاباته طريق البساطة الأثرة والعمق الشديد بعيداً عن التقعر بالمصطلحات والمفاهيم الغامضة واللغة الأنانية المحتفية بنفسها.
18 يناير 1999 هو يوم الختام للدكتور على الراعي الشخصية المصرية العريقة في مجال المسرح، الذي اثري التراث الثقافي والأدبي المصري بكتاباته التي لا تقدر بمال في مجال السياسة والمسرح والنقد، فكان له فكره بان للأدب دوراً اجتماعي
د. علي الراعي مميز في نقده وأسلوبه فهو يتناول كل جوانب القِصّة من اللغة حتى نقطة نهاية القصة متحدثًا عن بنية القصة والشخصيّات وكل مكونات القصّة القصيرة