أجال عينيه التي تنبّهت الآن إلى صغرهما، ورأيته يتأمل بعينيه شبه المغمضتين كراسة الرسم بيدي، وفي أيدي الأطفال كانت كسرات من الخبز، ودفاتر، وأيادٍ أخرى صغيرة فارغة.هناك من ناحية القرية كانت تسافر نحونا أصوات متقطعة، ثغاء وخوار وصياح نسوة، وبالقرب كانت زقزقة عصافير تختلط برعد ينمو عند قمم الجبال البعيدة.
قال وهو يغرس سبابته في غابة شعره: هيا.. ليقل كل واحد منكم حلمه. التفت ناحية الطريق المتعرج: الحلم هو الطريق المضيء للمستقبل، وكانت سبابته تتجه نحو المنحدر, تشير إلى تعرج الطريق .
- ماذا يود كل منكم أن يصير؟
تناسجت رغبات صغيرة في الفضاء الرحب، يستمع إلى منابت الكلام بين شفاه صغيرة ويسير في دائرة حولنا، يرفع رأسه نحو التماع البرق، ثم يتابع خطوه البطيء المتزن .
- جميل.. جميل.. تابعوا. كان الرعد لا يزال يدوي بعيدًا، والسماء تهمي بخفيف الماء حين انحنى ومد يده نحو كراستي .
* هاه.. أرني ماذا رسمت؟
كنت أضم كراستي نحو صدري، بينما تنبسط راحة كفه بيضاء كالرحى المستديرة أمام ترددي.
لا يمكن القول إن «لا توقع الكراسة» (طوى للنشر والإعلام) لخالد المرضي «مجموعة قصصية» فقط، لأن نَفَسها السرديّ موزّع على نثر مفتوح على تداعـــيات الذات والروح بلغة شعرية، وعلى سرد مشحـــون بانفـــعال ذاهب براويها إلى تخوم التـــفاصيل والتناقضات الحياتية. نصوص صغيرة الحجم، وأخرى أطول قليلاً منها، جعلت الكتابة تمريناً على البوح العفوي. خمسة عشر نصّاً ممتدّاً على اثنين وستين صفحة. المصدر :السفير اللبنانية
إنني لحزينة جدًا على الأشجار المقطوعة بسبب هلوسات شخص فما ذنب هذه الأشجار أن تموت لكي تصنع هذه الكتب الرخيصة والحزن والخوف الأكبر على دور النشر التي أصبحت متساهلة في نشر الهلوسات اخيرًا ليس كل من كتب يستحق ما كتبه أن يكون بين دفتي كتاب بعض الكتابات هلوسات أصحبها وبعض الهلوسات (خرابيط)