ابن هاني (هانئ) هو أبرز شعراء المغرب العربي ولقّب بمتنبي الأندلس لجمال صوره الشعرية، والأهم للمهتمين بالتاريخ الفاطمي فشعره يعد مصدرًا مهمًا لحياتهم السياسية ويسجل مناسبتهم وإنتصاراتهم وهم في بلاد المغرب قبل أن يساهم في طردهم منها (الخليفة الأموي الأندلسي : عبد الرحمن الناصر) بعد تضييق الخناق عليهم، وكذلك يسجل لهم حتى إنتصارات (قائدهم الكبير والمحنك : جوهر الصقلي” وما أرداك ماجوهر” القائد الفاطمي ) وهو في مصر، ولكن ابن هانئ لم يولد بالمغرب بل ولد وتربى حتى قارب الثلاثين في الأندلس ثم هاجرها للمغرب فألتصقت المفردة الأندلسية في شعره المعروفة بقوة التراكيب ودقة الإختيار ولكنه لم يكن سهل الكلمة بل كان يعمد لبعض ما جهل معناه في وقتنا الحالي.
هو فخم الكلمة لدرجة أنني كنت أتخيله مثله مثل المتنبي على درجة عالية من التعالي والغرور. يختار كلماته بعناية وكأنه ينحط من الصخرو وشعره ذا نزعة إسماعيلية تظهر لك منذ أبياته الأولى، وتجاوزاته له وحده فحديثي عن شعره الجميل فقط.
حبي لشعره جعلني ألتفت له مبكرًا في طبعة قديمة سنة (1886م) عن المطبعة اللبنانية ببيروت. (بنفقة الخواجا لطف الله الزهار) ولم تقم الدار أحد بشرح ما عُسر فهمه وغاب معناه وأستوحشت كلماته، ثم قرأته بشرح مبالغ فيه جدًا والديوان بعنوان (تبيين المعاني في شرح ديوان ابن هاني : د. زاهد علي باكستاني حققه كجزد من رسالة دكتوارة في آكسفورد 1932م) ولكنه وفق تحقيق أكاديمي يجعلك تنفر منه لهذا أنصح بقراءة الديوان بقراءة وشرح ميسر للكلمات الغريبة والقديمة بعض الشيء فقط.