كتاب ممتعٌ حقاً ! يجول في بلاد ما وراء النهر، عبر قرونٍ من الزمان، يرصد ذلك الجنس الأصفر (المغول) الذي مدّ سلطانه على بقاع شاسعة من هذه البسيطة دهراً، وأذاق البشر ألوان الهوان من بطشه وفتكه ... لكنّ نور الحق يتسلل إلى قلوب بعض أؤلئك الجبابرة، فيُوقظ ضمائر من غفلتها، فينتهي الأمر بطوائف من المغول إلى اعتناق الإسلام، ويخرج من أصلابهم من يؤمن بالله تعالى ويخدم العلماء والصالحين دهراً آخر، حتى تدول دولتهم كما هي سنة الله في خلقه. ويعرّف هذا الكتاب بالتركستان، والمغول، والدول: الغزنوية، والسلجوقية، والخوارزمية، ودولة جنكيزخان كبير المغول، وأولاده وأحفاده، ورجال دولته، ويسوق كثيراً من الوقائع والأحداث البالغة العِـبَر.
أحببت الكتاب من كل قلبي خصوصا أنه هدية من والدي أسلوب جميل كالمعتاد إلا أنه موجز ومختصر زيادة عن اللزوم فموضوع كهذا يحتاج إلى موسوعة لا 170 صفحة تقريبا أنصح به كمدخل أو تمهيد لمن يريد دراسة الموضوع
تمنيت لو كان عنوان الكتاب: لماذا أسلم المغول؟ ليجيب عن هذا التساؤل. الكتاب يقدم تسلسل تاريخي للمغول منذ جنكيزخان حتى دخول عدد من أحفاده الإسلام على خلاف والراجح أن أول من دخل هو بركة خان بن جوجى الابن الأكبر لجنكيزخان وزعيم القبيلة الذهبية.
لفت نظرى وجود عدد من الوزراء المسلمين فى ممالك المغول ومنهم من حكم فى الصين وهو الوزير محمود يلواج الخوارزمي وعرف بعمله وسمعته الطيبة لدى القادة المغول وسار على نهجه ابنه مسعود وقد ساعدا فى نشر الإسلام في الصين وكان لمحمود يلواج فضل عظيم فى ثنى القائد المغولي الدموى جغتاى عن إبادة أهل بخاري وما حولها بعد قيام ثورة بقيادة صانع للغرابيل من قرية تاراب وشيخ صوفي يدعى شمس الدين محبوبي فتشفع الوزير لدى الخان"القاآن " الأعظم ليمنع جغتاى من تنفيذ مذبحته وقد كان.
- "هذا موجز سریع لما قام به أحفاد جنكيزخان من خدمة للإسلام والمسلمين بعد أن كان جنكيز خان دماراً وهلاكاً على دول الإسلام، كما قام حفيده هولاكو بن تولي بالقضاء على الخلافة العباسية ودمر بغداد، وروّع العباد والبلاد، ثم أخرج الله من أصلابهم من آمن بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولاً ونبياً. ولا شك أن هذا الدين يعلو ولا يُعلى عليه. ومهما كانت الخطوب المدلهمة في الماضي وفي الحاضر فإن النصر والغلبة بإذن الله لهذا الدين وللعاملين له الداعين إليه". - كيف تحول المغول من ألد الأعداء للإسلام والمسلمين الى حمل لواء الإسلام في أقاصي العالم، كيف استطاع المسلمون المهزومون أن يجعلوا المنتصر يتحول إلى دينهم! - المتتبع لقصة المغول وامبراطوريتهم العملاقة يستغرب كيف تلاشت بلا أثر، يمكن القول انهم اتوا من خلفية حضارية فقيرة وبعد ديني ركيك فبدل أن يصبغوا الحواضر التي غزوها بموروثهم انصهروا هم داخل الأمم التي غزوها فمنهم من أسلم ومنهم من تنصر وتنازعوا ثم تلاشوا وطوتهم صفحة التاريخ.. - وهذا يدلل بكل ما شهدته أمة الاسلام من حروب صليبية واستعمار وحروب داخلية مفتعلة، فهم لا يستهدفون الدين لوحده بل ما يصاحب هذا الدين من بناء حضاري وثقافي وعلمي، فالدين باقي بأمر من الله ولكن قدرة الشعوب أن تنتج وتصنع وتزدهر هو ما يرعبهم ويحركهم لمواجهتنا دائما. - الكتاب ثري بالمعلومات أحببت الفصل الذي تناول التعريف بالتركستان وعلمائها، ثم شرع بالتعريف بالمغول ودولهم وكيف أسلموا، وجدت بعض التكرار بالمعلومات ولكنه جيد لتثبيت المعلومات، والكتاب خفيف رغم أنه تناول فترة مؤلمة على أمة الاسلام.. - وأخيراً: الناس في هذا الزمان وفي كل زمان في أشد الحاجة لنور الإسلام (وَاللهُ غَالِبُ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ).
This entire review has been hidden because of spoilers.
كتاب متميز ، امتاز بسلاسته و لغته القريبة من العصر ، كما أنه لا يعتمد على السرد التاريخي وإنما يطعمه بالنكت و الاستنتاجات ، من عيوبه تكرار المعلومات المبثوثة مما يبعث على الملل أحيانا ، بالجملة يعتبر رافدا مهما لمن أراد أن يغوص في تاريخ دولة المغول العظيمة و يستنقذ العبر و الدروس منها !