هذا الكتاب يكاد يكون أهم الكتب التاريخية الحديثة التي صدرت عن الفترة التي تناولها،وهي فترة تقع بين غزوين استعماريين: الأول هو الحملة الفرنسية 1798، والثاني هو الاحتلال البريطاني 1882، وفيما بين الغزوين، يتتبع المؤلف، وله مؤلفات عديدة في تاريخ مصر، العنكبوت الاستعماري وهو ينسج خيوطه حول مصر في دأب وصبر يكبِّلها وينهبها نهباً منظماً حتى تسقط في النهاية تحت الاحتلال العسكري البريطاني.
كتاب مهم جدًا ، قيمته الحقيقية بأن الكاتب أجنبي وليس عربي. الكتاب تناول حقائق عن النهب الأوروبي لمصر سواء فرنسا أو بريطانيا، وكون مصر كانت مهمة للطرفين وعن الأثار التي تم نهبها دون علم الناس في مصر بأهميتها. الكتاب رائع
عن كتاب النهب الاستعماري لمصر. تأليف جون مارلو ترجمة دكتور عبدالعظيم رمضان يرصد الكتاب ما حدث في مصر منذ مجيء الحملة الفرنسية وحتى دخول الإنجليز مروروا بولاة أسرة محمد على بطبيعة الحال. ويسجل بالأرقام المطامع الغربية في مصر متمثلة في سفراء ورجال أعمال الدول الغربية، وعلى رأسهم بريطانيا وفرنسا. والذين دخلوا في أحيان كتيرة في حالة صراع على من يبسط نفوذه أكثر بتقربه من الحاكم، ليسمح له بإنشاء مشاريعه وتسهيل توفير الأرض والعمال لذلك. تحتاج لبعض الخيال لتتصور ما يحكي عنه الكتاب في مرحلة محمد علي حيث مصر ممتلئة بالرعايا الأجانب من كل توجه: مغامرين ومبشرين ورحالة وجامعي التحف، لدرجة أننا نقرأ هذا القول الغريب للأب جيرامب وهو يداعب محمد علي قالا: يخيل الي ياسمو الأمير أن الإنسان لن يكون جديرا بالاحترام إذا عاد من مصر إلى أوروبا دون أن تكون في إحدى يديه مومياء والأخرى تمساحا. وحيث أن محمد علي نفسه لم يرى أي قيمة في الآثار إلا لو كانت احجارا تصلح للبناء فقد سمح لأي مغامر بأخذ ما يريد. حيث يقول ارنيست رينان سنة ١٨٦٥م ( ظلت الآثار المصرية تنهب على مدار نصف قرن حيث متعهدي المتاخف يجتاحون البلاد للحصول على بقية رأس أو جزء من نقش). وحيث كان الرعايا الأجانب يتمتعون بامتيازات تجعلهم فوق القانون فقد كانوا لهم حرية بيع وشراء كل ما هو غير قانوني كالمخدرات وبيوت الدعارة والخمارات، وتقاطر على مصر من يسميهم المؤلف بالافاقين والمضاريين الاوربيين يوعزون إلى حكام مصر بمغامرات تجارية وشراء أشياء لا لزوم لها يتم تمويلها من أصحاب البنوك والمضاريين. من المحزن ما أورده المؤلف من أن بريطانيا جعلت من مصر مصدر للمواد الخام وسوقا رائجا لبيع مصنوعتها، وضغطت على الحكومة المصرية لاستمرار تصدير القمح إلى بريطانيا رغم نقصه في السوق المحلي لأن القمح البريطاني كان دون المستوى، دون اي رعاية لمصالح الشعب المصري. كتاب هو وثيقة ادانة للغرب لما يسجله من نهب وسرقة لقوت الشعب المصري على مدار سنوات طويلة، ويستحق تسليط الضوء عليه لاعادة قراءته مرارا، رغم انه ومثل كتاب (بنوك وباشوات) لديفيد لندر يبدو في بعض أجزائه مملا للقاريء العادي ومليء بالأرقام التي لا تهم سوى مؤرخ أو صاحب دراسة.