وهو كتاب توثيقي هام يحكي تصويراً دقيقاً لمدينة بريدة قبل تلك القفزة العمرانية الهائلة التي تشهدها تبعاً للتغيرات والتحولات التي لحقت بها هذا وإن غالب وصفه لتلك البيوتات إنما هو لداره وجيرانه ومسجد حارته أو ما يعرف عند العامة " شمالي بريدة"، إلا أن الشيخ قام بوصف دقيق لتلك البيوتات آنذاك والحالة الاجتماعية للناس وحكى طرائفهم ونكتهم التي يتداولونها في سرد حكواتي جميل، وهو منهج أحسبه يعد تأليفياً مبتكراً عندما اعتمد أسلوب حياته وطريقه في السير في طرق بريدة سبيلاً للتأريخ لأحداثها ورجالها ومعالمها مما قد لايتسنى إدراجه في كتاب آخر، وإنني أتمنى أن يسنَّ معاليه بذلك سنة تأليفية حميدة لكبار العلم والسن والقدر في بلادنا وفي البلاد العربية والإسلامية ليقصّوا لنا حكايا مدنهم وقراهم ليتكون بذلك إرث تاريخي وثقافي واجتماعي مهم.
محمد بن ناصر العبودي (1345 هـ - 1930م) أديب ومؤلف ورحال سعودي ولد في مدينة بريدة، ويشغل منصب الأمين العام المساعد لرابطة العالم الإسلامي. أتاح له عمله في الرابطة زيارة معظم أصقاع العالم، فكان لمشاهداته العديدة وإطلاعاته أن تثمر أكثر من مائة وستين كتاباً في أدب الرحلات. منح ميدالية الاستحقاق في الأدب عام 1394 هـ، 1974م. مؤلفاته على الرغم من أن تعليم الشيخ محمد بن ناصر العبودي كان تعليماً دينياٌ في مجال الشريعة الإسلامية. إلا أن معظم مؤلفاته كانت أدبية، ويصب الجانب الأكبر منها في مجال أدب الرحالات حيث يعتبر من الرواد في هذا المجال في السعودية, والجزء الآخر من مؤلفاته في مجال اللغة, وقد بلغ عدد مؤلفاته المطبوعة قرابة 128 كتاباً ويوجد لديه حوالي 100 كتاب آخر لا يزال مخطوطاً ينتظر الطبع. لة 125 كتاباً في الرحلات و15 كتاباً في الدعوة و 15 كتاباً في الأدب واللفة. في أدب الرحلات من مؤلفاته في أدب الرحلات: * في أفريقيا الخضراء. * مدغشقر بلاد المسلمين الضائعين. * جولة في جزائر البحر الزنجي. * في نيبال بلاد الجبال. * رحلة إلى جزر مالديف. * رحلة إلى سيلان. * صلة الحديث عن أفريقية. * مشاهدات في بلاد العنصريين. * شهر في غرب أفريقية. * زيارة لسلطنة بروناي الإسلامية. * رحلات في أمريكا الوسطى. * إطلالة على نهاية العالم الجنوبي. * إلى أقصى الجنوب الأمريكي. * ذكريات في أفريقيا. * جولة في جزائر البحر الكاريبي. * على قمم جبال الأنديز. * جولة في جزائر جنوب المحيط الهادئ. * على ضفاف الأمازون. * إطلالة على أستراليا. * في أعماق الصين الشعبية. في المجالات الأخرى * أخبار أبي العيناء اليمامي. * الأمثال العامية في نجد، 5 مجلدات. * كتاب الثقلاء. * نفحات من السكينة القرآنية. * مأثورات شعبية. * سوانح أدبية. * صور ثقيلة. * العالم الإسلامي والرابطة. * مشاهد من بريدة. * أخبار الملا بن سيف. * أخبار مطوع اللسيب. * هذا ماإستوحيته من الناس. * جهود الملك فهد رحمة الله لخدمة الإسلام والمسلمين. * المارتينك وباربادوس. * العلاقات بين المملكة العربيه السعودية وتركيا. * بورتريكو وجمهورية الدومينيكان.
قرأت هذا الكتاب بعد قراءة قصيدة، يقول فيها الشاعر الهندي طاغور:
"I have spent a fortune traveling to distant shores and looked at lofty mountains and boundless oceans, and yet I haven't found time to take a few steps from my house to look at a single dew drop on a single blade of grass"
" أنفقت الكثير لأسافر لشواطئ بعيدة وأرى جبالاً شاهقة وبحارًا مترامية الأطراف ولكنني لم أجد وقتًا لأخطو بضع خطوات في باحة منزلي لأرى قطرة ندى واحدة على العشب"
ورأيت فيها ما يخاطبني، حيث قرأت في آداب الأمم المختلفة ماقرب منها وما ابتعد، ولم أقرأ في الأدب السعودي، إلا قليلا. بداية طيّبة وموفقة، الألفة وسهولة فهم ما يقول دون توضيحاته لذيذة جدًا. انتقادي هو ما غلب على كتابات الأستاذ العبودي من الاستطراد والتوثيق أقل منه من السرد عن أسلوب حياة وتحليل مشاهد وطريقة مجتمع. كأنه يريد أن يجمع كل ما يعرف عن كل من يعرف لكيلا يذهب في طيّات النسيان وجهوده مشكورة محمودة على أي حال.
كتاب جميل وبسيط ماتوقعت كمية المعلومات الي فيه سرد سلس يتحدث الكتاب عن بريدة من حواضر نجد الف شكرا للعلامه الرحاله المبدع العم محمد العبودي وبارك لنا فيه انصح غير اهل الجزيره المهتمين به
كعادة الشيخ العبودي -حفظه الله - ؛ تميز الكتاب بمشاهدات دقيقة الوصف صورت حال بيت المؤلف وبعضا من جيرانه في منتصف القرن الماضي. الذكريات كتبت على مايبدو على فترات متباعدة مما تسبب في التكرار.