يضم هذا الكتاب روايتين من روائع الأديب العالمي النمساوي"ستيفان زفايج" –والروايتان هما: (1) 24 ساعة في حياة إمرأة (2) وجنون الحب وكما هو الشأن في كل روايات "زفايج" تُصادف هنا في كلتا الروايتين جمال الأسلوب ، وعمق التحليل النفسي لخلجات النفس الإنسانية ، مما يتيح لك الاستمتاع بما تقرأ . ورواية ” 24 ساعة في حياة امرأة “ قال عنها أديب روسيا الكبير غوركي انه لا يتذكر انه قد قرأ اشد عمقاً منها . يقول عنه الكاتب الأمريكي الشهير إرنست هيمنجواي : زفايج معجزة سردية وتحليلية تجبرك على متابعتها
Stefan Zweig was one of the world's most famous writers during the 1920s and 1930s, especially in the U.S., South America, and Europe. He produced novels, plays, biographies, and journalist pieces. Among his most famous works are Beware of Pity, Letter from an Unknown Woman, and Mary, Queen of Scotland and the Isles. He and his second wife committed suicide in 1942. Zweig studied in Austria, France, and Germany before settling in Salzburg in 1913. In 1934, driven into exile by the Nazis, he emigrated to England and then, in 1940, to Brazil by way of New York. Finding only growing loneliness and disillusionment in their new surroundings, he and his second wife committed suicide. Zweig's interest in psychology and the teachings of Sigmund Freud led to his most characteristic work, the subtle portrayal of character. Zweig's essays include studies of Honoré de Balzac, Charles Dickens, and Fyodor Dostoevsky (Drei Meister, 1920; Three Masters) and of Friedrich Hölderlin, Heinrich von Kleist, and Friedrich Nietzsche (Der Kampf mit dem Dämon, 1925; Master Builders). He achieved popularity with Sternstunden der Menschheit (1928; The Tide of Fortune), five historical portraits in miniature. He wrote full-scale, intuitive rather than objective, biographies of the French statesman Joseph Fouché (1929), Mary Stuart (1935), and others. His stories include those in Verwirrung der Gefühle (1925; Conflicts). He also wrote a psychological novel, Ungeduld des Herzens (1938; Beware of Pity), and translated works of Charles Baudelaire, Paul Verlaine, and Emile Verhaeren. Most recently, his works provided the inspiration for 2014 film The Grand Budapest Hotel.
لم يجد الإصغاء الكافي والإحساس بالذات أثناء شعوره بالنبذ من المجتمع، وعدم وجود ذلك الإهتمام بمشاكله وهمومه و تساؤلاته، تضافرت الأسباب في أعماقه حتى دفعته قسرا أن يحبّ بطفولية متهورة و يتخيل ذلك الشخص على أنّه الملاك المنقذ .
إنّ الّنزوة العارمة الجارفة والشهوة القذرة قد تفضي بصاحبها إلى خلق ذميم وحقير .. خلق منتشر بين الناس للأسف .. حتى أنّ البعض يكاد يجزم أن هذا الخلق هو العنوان الرئيسي الذّي يلخص علاقتهم ببعضهم البعض .. إنّه الإستغلال .
لم يتوقع ذلك العقل المحدود بمتاهات الطفولة وانتقائية المشاعر أن الصديق لم يكن سوى أفعى تقترب لتطوقه بإحكام، و تتمكن من امتصاص أسراره، ثم بعد أن يجف في يديها، تجعل منه طوق عبور لغاية أخرى كانت الهدف الأول من صداقتها الزائفة .
إن الإستغلال خلق ذميم .. ولكن أن تستغل طفلا بريئا .. والأهم من ذلك أن يكون هذا الطفل مريضا منطوي على نفسه، يثير الرثاء في قلوب الآخرين لما يعتلي جسمه ووجهه من أسقام، أن يكون طفلا مثيرا للشفقة ومثيرا للضجر لأنّ جسمه ثم نفسه عليلتين .. إنّ هذا لا يسمى إستغلالا .. بل هو الشرّ بعينه .. أو الشر في أبهى حلله .
اندفع الطفل بكل قوة عندما رأى اهتمام هذا الشخص المزيف .. هذا الشخص الذي أراد الأم عبر التعرف على الطفل .. اندفع لأنه ظن أو أنّه توهم أنّ هناك أذنا واحدة ووحيدة تسمع له دون ضجر وملل، وأنه أخيرا أصبح محل اهتمام ومصدرا للإعجاب والزهو . انطلق بكل براءة وروح طفولية أنهكتها الوحدة والعزلة فراح يتحدث ويقفز ويضحك بكل ما أوتي من قوة .. هذا الأمر كان بالنسبة له مصدرا للسعادة .. سعادة ما بعدها سعادة .
كل ما لمسه من صاحبه " الحنان " الذي كان في أمس الحاجة له، و " الأذان " التي جاءت ملائمة لصوته البائس الحزين
و فجأة بدأ الشك يتسلل إلى قلب هذا الطفل .. إنّه لا يريدني !! والشك يزعزع الثقة فتطفوا على النفس أخلاق غريبة بطعم الكره والحقد، رغم أن هذا الطفل لم يفهم ولكنه أحسّ أن هذا الشخص تغيّر بعد أن تعرف على الأم .. ولم يعد كما كان أو لنقل أنه عاد إلى طبيعته الحيوانية والشهوانية .
لم يفهم بعد لغة المكر كيف يتم التعامل بها، و استيعابها بين طرفين هو لم يكن شريكا لهم في اللعبة من الأساس، بل كان اللعبة نفسها، واستغلت طيبته على النقيض مما يظن
تحول الإهتمام المصطنع إلى حب من طرف واحد .. من طرف الطفل .. وتحول هذا الحب إلى سعادة .. وتحولت هذه السعادة إلى جنون .. حب قوي جارف .. ولكن سرعان ما بدأ هذا الجنون أو لنقل سرعان ما ولّد هذا الجنون الذي تغذّى بالشكوك والإهمال إلى حقد، كره وكراهية إلى أقصى مدى ممكن .
في قوقعة الطفل يسرح سوء الظن بعيدا، و لكن جنون الحب شيء آخر .. يأتي حينما نخاف أن تفقد أقرب شخص لديك. هو نفسه الذي لا بديل عندك له أبدا عن سواه، وقتها ستفارق طفولتك رغما عنك لتدافع عن ذلك الذي تبقى لك من هذه الحياة .
* * * *
من أروع القصص القصيرة التي قرأتها وخاصة أن موضوعها هو عالم الطفل وسيكولوجيته المختلفة، المتمثلة في الحاجة إلى الحبّ والإهتمام . ومرة أخرى يبرهن زفايج على أنّه كاتب عظيم جدا .
... مذلة تلك الحاجة للحبّ ومغيرة كذلك، وربما لا يدرك الكبير والصغير كم تغيّر بسببها وابتعد عن ماضيه القريب آلاف الأميال
* الشكر موصول للأخت هناء على هذه القراءة الثنائية وعلى المراجعة الجميلة جدا :)
احتياج المرأة للحب لا يموت. قد تحاول كل أنثى منا أن تقتل بداخلها هذا الاحتياج في مراحل مختلفة في حياتها. قد تقتله بسبب خيبة الأمل أو الإنشغال في دوامة الحياة أو بسبب اليأس، أو حتى بسبب قوانين المجتمع التي وضعت تاريخ صلاحية لتلك الاحتياج ينتهي في بداية الثلاثينات من عمرها على الأكثر.
ولكن العطش للحب لا يموت داخلنا أبدا مهما حاولنا قتله. ومهما اخبرتنا مرآتنا أو تاريخ ميلادنا بأنه من المخجل أن ننتظر نظرة أو كلمة اعجاب من رجل. فنحن "خلاص راحت علينا" وأقصى ما يجب أن نتمناه هو نظرات التقدير والاحترام.
انهار جدار الصيام العاطفي "القهري" لبطلة قصتنا أمام أول وجود لرجل في حياتها بعد رحيل زوجها. انهار وهى التي لم تكن تحس بوجود تلك الجدار من الأساس. وأدركت أنها ليست مجرد أم أو صديقة أو أخت، بل هى في الأساس أنثى.
أصر الكثيرون على إضافة بعد أخلاقي لما فعلته تلك المرأة. واتعجب من هذا الإصرار، فقراءة هذا النص وتأويل تصرفات ابطاله يجب أن تختلف باختلاف الزمن الذي نقرأ فيه النص.
فتأويل تصرفات بطلة هذه القصة يجب أن يكون على أساس نفسي وهو الحرمان العاطفي الذي أدى بها الى الاندفاع وراء مشاعر مؤقتة-وقد كان هذا مقصد زفايج بالأساس-وليس على أساس أخلاقي.
رسم زفايج شخصية مدمن القمار بشكل بارع. فحاله حال أي مدمن مخلص لإدمانه. لديه رغبة خالصة في التوبة والخلاص من ضياعه. ولكن سرعان ما تتبخر تلك الرغبة أمام أول قرش لامع أو مسحوق مخدر أو طعام شهي أو شخص مغري. ويعود كما كان، مجرد مدمن.
عاب تلك القصة القصيرة الإطالة في وصف مشاعر الشخصيات في بعض الأحيان. ولكن هذا لم يمنع استمتاعي ببراعة زفايج في رسم حياة كاملة في صفحات قليلة.
القصة الثانية: جنون الحب
كثف زفايج التركيز على الطفل وشخصيته ومشاعره، وكأنه يريد لنا أن نلتفت له فقط. ونتجاهل تماما هذه الأم الطائشة وعشيقها الحقير.
في أيام قليلة نضج الطفل الساذج الصغير، ودخل إلى عالم الكبار الذي طالما تعجل الدخول إليه، العالم الذي وجده ممتلئ بالكذب والغش والخداع.
أجمل ما القصة تصوير زفايج لخيبة أمل الطفل فيمن ظنه صديقا، فالقارئ يتوحد تماما مع هذا الطفل المسكين، الذي لم ينتبه إليه من حوله إلا عندما صرخ بأنه "انتبه" تماما لهم.
سيكولوجية الطفل من أعقد ما قد يكُتب عنه ومع ذلك تناولها ستيفان بخفة، وحذاقة عظيمة. . . . لم يجد الإصغاء الكافي والإحساس بالذات أثناء شعوره بالنبذ من المجتمع وعدم وجود ذلك الاهتمام بمشاكله وهمومه وتساؤلاته، تضافرت الأسباب في أعماقه حتى دفعته قسراً أن يحب بطفولية متهورة ويتخيل ذلك الشخص أنه الملاك المنقذ.
لم يتوقع ذلك العقل المحدود بمتاهات الطفولة وانتقائية المشاعر أن الصديق لم يكن سوى أفعى تقترب لتطوقه بإحكام وتتمكن من امتصاص أسراره ثم بعد أن يجف في يديها تجعل منه طوق عبور لغاية أخرى كانت الهدف الأول من صداقتها الزائفة.
القلب الصغير الذي ينبض بعفوية لا يعرف ما هو الشر المنظم والمسبق في التخطيط ..!
كل ما لمسه من صاحبه "الحنان" الذي كان في أمس الحاجة له و"الأذن" التي جاءت ملائمة لصوته البائس الحزين ...
لم يفهم بعد لغة المكر كيف يتم التعامل بها واستيعابها بين طرفين هو لم يكن شريكاً لهم في اللعبة من الأساس بل كان اللعبة نفسها واستغلت طيبته على النقيض مما يظن.
في قوقعة الطفولة يسرح سوء الظن بعيداً، ولكن جنون الحب شيء آخر ... يأتي حينما تخاف أن تفقد أقرب شخص لديك هو نفسه الذي لا بديل عندك له أبداً عن سواه. وقتها ستفارق طفولتك رغماً عنك لتدافع عن ذلك الذي تبقى لك من هذه الحياة.
كانت والدته اللامبالية بعواطفه جزء من انكساره، لم يتحمل توالي الانكسارات والخسارات أكثر .. يكفي أنه فهم لماذا يتقرب منه ذلك المخادع ولأي سبب أظهر له لين الملمس ..
حينما يحس الصغير بالخطر تتحول كل جوارحه إلى حيل دفاعية .. عينيه وشفتيه ويديه وقلبه الذي كان بالأمس لا يعرف إلا الحب .. يتعلم في حربه الكراهية وليست أي كراهية.
يحاذر، يراقب .. يقف بين الظل والآخر كاللص .. يريد أن يكتشف سر تغير أمه واقترابها من ذلك الغريب بل حتى الخضوع لسلطته بلا مبرر ..
كم هو غامض عالم الكبار .. لا يحترمون العقول ولا ينقذونها من التساؤلات.
مؤسف أن يتواطأ الظلام ليستر سرهم ثم يكشف الضوء غمزات الأعين والهمسات اللامفهومة وتغرق تلك النفس البيضاء الصافية التي لا تميز بين ألوان الغرق القاتمة.
شرارة الوعي .. لا تمنح بالمجان، مع كل معاناة يولد من رحمها قبس جديد ينير درباً أغلقته في السابق أشباح العتمة.
بطل القصة صورة مغايرة للتفكير وردود الفعل .. صورة جاءت بصراعات لا يفهما الكبار جيداً ..!
مذلة تلك الحاجة للحب ومغيّرة كذلك ... وربما لا يدرك الصغير والكبير كم تغيّر بسببها وابتعد عن ماضيه القريب آلاف الأميال.
اثناء قراءتها تمثلت امامي مقولة شكسبير الشهيرة" ما اقوي الحب فهو يجعل من الوحش انسانا ، وحيناً يجعل الانسان وحشا " ولكنها تمثلت امامي بشكل اخر او ربما بشكل اكثر منطقية واقرب للحقيقة .. الحب لا يخلق منا إلا مجموعة من الحمقي لا اكثر ولا اقل
زفايج المبدع دائما في وصف نفسية والمشاعر الانسانية فمن شخص تعرض للتعذيب النفسي إلي إمرأة تضحي بعمرها مقابل حب رجل لا يعرفها حتي نصل هنا الي عبقريته في وصف نفسية ومشاعر طفل صغير اسمه إدجار تجاه أمه وهنا تظهر عبقرية زفايج فى شرح نفسية وأفكار ذلك الطفل
من العنوان تخيلت ان جنون الحب سيكون المقصود به حب بين البطلة وهي ام الطفل ادجار وبين بارون مستهتر ولكن زفايج يكتب نوفيلا قصيرة ليصف جنون الحب بين الطفل وأمه وما هي مشاعره تجاه من يحاول ان يخدعه ويخد�� أمه وما هو تفكيره تجاه أشياء لا يفهمها وكيف يسافر طفل ويعود رجلا ناضجا بتفكيره وكيف يجعلك زفايج تحب ذلك الطفل وتحزن له كثيرا وتكره تلك الام وافعالها تجاه طفلها الوحيد
انصح بها وطبعا تقييمي لجنون الحب وليس اول قصة 24 ساعة في حياة امرأة لأنها سيئة من وجهة نظري
أن تقرأ قصة بطل رواية تتضمن قصة بطل آخر هو أمر في غاية الروعة.. كإمتزاج جميع المكونات لتشكيل عنصرٍ واحدٍ لا شريك له، وهو الإبداع! حكاية تجذب العقل قبل القلب والمشاعر قبل التفكير.
قصتان قصيرتان من مترجمات الهلال بدون وضع اسم المترجم، ترجمة سلسة للغاية، أقرب ما تكون لقطعة الكيك اللذيذة، هذا هو أدب القصة بدون تعقيدات أو ميتافيزيقيا ذاتية، اشتريتها من دار الهلال بسبعة جنيهات، تدور كلها حول عاطفة المرأة وأن كل إنسان فينا معرض للضعف في فترة من فترات حياته، ولابد من التغلب على نقائص النفس وغوايتها، أسلوب محافظ تميز به الأدباء الأوروبيون الأخلاقيون إبان القرن الماضي، ولكن أكثر ما استلفت نظري في زفايج هو التحليل النفسي الدقيق لنفوس شخصياته بشكل أقرب لاستقراء الخواطر، هذا رجل يرسم شخصياته ويحللها بالمشرط، هذا جراح قصصي يستحق الشهرة التي حازها في حياته وبعد موته، لدي من مترجماته الأخرى عدة قصص اقتنيتها من تجوالي الدائم بين أكوام الكتب، سأحرص على قرائتها سريعًا، إن تيسر لي وقت، إن تيسر لي عمر.
العمل الثالث لي مع زفايج.. يبدو خط ما في الثلاثة أعمال يربطهم، اعتقد انه المغامرة، هناك مغامرة في كل منهم، وكأن الحياة لا تستقيم إلا بوجود المغامرة التي يذهب فيها البطل إلى منتهاها.. زفايج نفسه غامر بحياته وانتحر قصة أخرى عن الحب: بارون يحب نفسه وامرأة تقع في هوى بارون، وطفل يخدعه البارون ليصل إلى أمه فيحبه قبل أن تتبدل مشاعره، ويبقي في قلبه فقط حبه لأمه التي تدفعه لإنقاذها من براثن ذلك البارون.. الحكي الداخلي للأبطال الثلاث شيق من الكاتب
جنون الحب هو ثاني عمل أدبي أقراه للاديب النمساوي ستيفن زيافج بعد أن قرأت رائعته لاعب الشطرنج يحتوي الكتاب على روايتين قصيرتين هما 24 ساعة في حياة امرأة وجنون الحب ويتضح من خلال قراءتي لهذا الكتاب أن ستيفن زيافج يبرع في النوفيلا او الروايات القصيرة إذ أنه يمتلك القدرة على الحفاظ على إيقاع الرواية بشكل جيد حيث إنه يجذب القارىء إليه لكي يتابع الاحداث من أول كلمة حتى أخر كلمة لأنه لا يميل إلى الثرثرة ويستطيع تكثيف الاحداث والتركيز على وصف مشاعر الشخصيات وحالتهم النفسية بشكل بارع حتى أنك تشعر أنه طبيب نفسي في شكل روائي الرواية الاولى 24 في حياة امرأة تحكي قصة حدث استثنائي مر على امرأة ظلت طوال حياتها مستقيمة وعفيفة ولكنها انحرفت عن الصواب وفقدت سيطرتها على مشاعرها في يوم واحد فقط اما القصة الثانية جنون الحب فتحكي عن شاب ثري زير نساء يحاول الإيقاع بسيدة شابة متزوجة ويحاول الوصول إليها من خلال مصادقة ابنها الصغير ولكن هذا الطفل يستطيع أن يقف حائلا بينه وبين امه ويقوم بدور بطولي لكي يحافظ على شرف امه ويمنعها من الوقوع في الخطيئة اعجبني الحس الاخلاقي الواضح في هاتين القصتين وهذا الحس لن تجده في الروايات الاوربية الحديثة التي صارت تتعامل مع الزنا والانحراف في الاخلاق على انه حرية شخصية وامر مثير للاعجاب ولكن زيافج يمتلك حس قوي بالأخلاق والقيم الصائبة ومعرفة عميقة بطبيعة النفس البشرية رغم انه لا يقسى على شخصياته بل يدفعنا للتعاطف معهم ومع ضعفهم البشري انصح بقراءة هذا الكتاب واتطلع لقراءة باقي كتب المبدع ستيفن زيافج التقييم 4 من 5
جنون الحب، رواية للكاتب ستيفان زيفايج... انها بيان السيكولوجية العميقة للمرأة وما يعتريها وما يدفعها للتصرف داخل منظومة العلاقات الانسانية. ان الرواية تصور دافعيتها تجاه الرجل بجانبين: فيسيولوجي وسيكولوجي.. والصراع يكمن بين هذين، فهي تحمل رغبة او دافع دفين بان تشتهى وتحب وتمتلك جسدياً، وذلك منبته دوافع فيسيولوجية متأصلة في طبيعتها كأنثى، وايضا يمثل الجانب السيكولوجي العربة التي تتحكم بكل كيانها الفيسولوجي.. فاما ان توجهها نحو اشباع لذتها او كبحها.. وهنا في هذه الرواية يصور قوة غريزتها والدافعية التي تجعلها تضرب بعرض الحائط تحديدات المجتمع والثقافة التي تكبح جماح هذه الشهوة المتأصلة فيها. انها في القصة الاولى تترك قزوجها وابنيها وتهرب مع شاب عشريني جذاب ووسيم ولم تعرفه الا يوم واحد. وتسعى المرأة الاخرى بعد موت زوجها للمغامرة مع شاب عشريني وتنقذه من هاوية الانتحار وتمضي معه يوم كامل وتشبع لذتها وهي غير واعية ما الذي يدفعها لعمل ذلك.
وفي القصة الثانية: تنجذب امرأة لشاب اوقع بها وسعى لخوض مغامرة تبادل الحب معها وتستلم له وتوهن امام لفيح شهوتها.. لولا ابنها البالغ اثنى عشر عاماً يمنعهما من الخوض في هذه المغامرة بملازمته اياها وعدم تركها وحدها كفريسة سهلة لذلك الشاب المتعطش لإرواء نزوته.
ان ما كتبعه سيتفان زيفايج هو من اروع صنوف الأدب السيكولوجي العميق.
مبهر سفايج في تعبيره عن مكنونات النفس البشريه! بضعفها وغبائها و ترددها و ندمها! مشهد المرأه التي تنظر بعين العاشقه للفتي السكير فاذا بها تحب الكون من حولها لخاطره! فيحلو لها الجو و الطريق و النسائم. اما وقد اضمرت له الكره فاستحال هو والطريق و الكون من حولها سوادا! فلا مفر لها الا في ترك كل شيئ خلفها والهرب! وهذي طبيعه المرأه في حبها و كرهها الشديدين. اما عن وصفه لانفعلات صبي في مقتبل الشباب ، و زهوه بالاهتمام ثم حنقه للاهمال و ادراكه المتفتح بالتدريج فهي لوحه متكاملة! انت تكاد تري الام وهي غاضبه من نفسها اولا ومنه ثانيا تنتظر صمته او غيابه ، و تري الوسيم الصائد يقع في حبال نصبها هو ، ومنبع حبي لهذه القصه فهو نهايتها الحانيه و الواقعيه جدا، فقد طغت غريزه الامومه علي غريزه الانثي داخل هذه الام الانسانه اولا واخيرا و نعم الفتي بين احضانها بحلم هاديء اخير.
This entire review has been hidden because of spoilers.
زفايج كاتب مميز جدا متمكن من أدواته عبر بأتقان تام عن نفسية طفل تعافي للتو من مرض ألم به وأثناء رحلة النقاهة تدور أحداث الرواية ، النهاية متوقعة الي حد كبير لكن التشويق الذي يذخر به اسلوب زفايج في السرد لا تشعر ولو لبرهة بالملل ..بجانب شخصية الطفل " أدجار " الشخصية الرئسية في الرواية هناك الأم التي تأرجح بين الزوجة المخلصة وتلك التي تكاد تقع تحت سطوة الغواية تلتمس بعض من مشاعر هجرتها من زمن طويل وتبحث عن بقايا انوثة اندثرت مع الزمن والتي تشهر سلاح القسوة في وجه طفلها حين تجد في مرأة عينه صورتها البغيضة بعد دخول البارون حياتها .. ستيفان زفايج كم تسرعت حين سطرت النهاية بمثل تلك السرعة فقد كنا ننتظر منك الكثير ..
يضم الكتاب روايتين الاولى "24 ساعة في حياة امرأة" و الثانية "جنون الحب". الرواية الاولى عن امرأة تخبرصديقاً لها عن تجربة انفعالية مكثّفة تعرضت لها استغرقت يوماً كاملا, اجاد تسفايغ تصوير تأثير التجربة العاطفية على نفس المرأة و إنفعالاتها. في الرواية الثانية تحدث عن طفلٍ صغير مفتقرٍ للحبّ و تعرّضه لموق�� يجبره على الإنتقال من طور الطفولة, ابدع تسفايغ في تحليل نفسية الطفل و ما يمر به من إنفعالات و تقلّبات فيما يخصّ نظرته لنفسه و المقرّبين منه و طريقة رؤيته و تحليله للمواقف الغامضة و الغير المفهومة. اربع نجمات ل "24 ساعة في حياة امرأة" و خمس ل "جنون الحبّ".
جنون الحب او لنسمها قنبلة الحب او الشبق بمعنى أصح التي تنفجر فتغطي بدخانها علي العقل وتتناثر شظاياها في كل جانب من جنبات النفس الأنسانية زفايج هنا غاص وتعمق في تشريح الذات الأنسانية لحظة يصبها جنون الحب ليسطر في الرواية قطعة من التحليل والصراع النفسي والذي يقارب فيه دستويفسيكي ومن براعته واثناء القراءة تتبدل انفعالاتك بتبدل كل لحظة في الرواية ليخفق قلبك وتتسارع دقاته وتصيبك غصة الغم وكأنك انت أحد ابطال الرواية يبدو اني سأكون من مدمني زفايج
دى طبعة دار الهلال ، بتحوى قصتين ( ٢٤ ساعة ف حياة امرأه ، وقصة سر حارق ) تحت عنوان جنون الحب ، لان الكاتب بيوضح جنون الحب بيأثر ازاى ف حياة كل بطلة من بطلات القصتين
من امتع الروايات والكتابات عن الاغوار النفسية للمرأة ، روايتان تنفصلان في البداية والشخصيات لكن تمتزجان في النهاية ترسمان صورة للمرأة المهجورة المسلوبة المشاعر بحكم العادات والتقاليد لكن بداخلها تستعر نار الغريزة والحب طوفان من المشاعر المحتدمة مابين الانصياع لرأي الناس وحكمهم الخارجي ومابين الانصياع لشغف القلب وتجربة لذة الخطيئة استمتعت جدا بتصوير وتجسيد شخصية الطفل في رواية جنون الحب ، فقد ابدع زفايج في تصوير مكنوناته واختلاجاته العاطفية في ابهي واوضح صورة تستحق القراءة لما بها من تجسيد حي للمشاعر يضاهي الاحساس بها