هذا أنا اجري مع الموتِ السباقَ وإنني أدري بأن الموت سابقْ لكنما سيظل رأسي عالياً أبداَ وحسبي أنني في الخفضِ شاهقْ فإذا انتهى الشوط الأخير وصَفّقَ الجمعُ المنافقْ سيظلُّ نعلي عالياً فوق الرؤوسِ إذا علا رأسي على عُقَد المشانقْ !
هو شاعر عراقي مناضل، عبّر بقلمه عن خواطر وآلالام وطنه العربي الكبير، فدخل قلوب الناس رغم الحواجز والقيود .. ولد سنة 1954 ابناً رابعاً بين عشرة أخوة من البنين والبنات، في قرية التنومة، إحدى نواحي شط العرب في البصرة. وعاش فيها مرحلة الطفولة قبل أن تنتقل أسرته وهو في مرحلة الصبا، لتقيم عبر النهر في محلة الأصمعي. وكان للتنومة تأثير واضح في نفسه، فهي (كما يصفها) تنضح بساطة ورقّة وطيبة، مطرّزة بالأنهار والجداول والبساتين، وبيوت الطين والقصب، وأشجار النخيل التي لاتكتفي بالإحاطة بالقرية، بل تقتحم بيوتها، وتدلي سعفها الأخضر واليابس ظلالاً ومراوح.
وفي سن الرابعة عشرة بدأ مطر يكتب الشعر، ولم تخرج قصائده الأولى عن نطاق الغزل والرومانسية، لكن سرعان ماتكشّفت له خفايا الصراع بين السُلطة والشعب، فألقى بنفسه في فترة مبكرة من عمره، في دائرة النار، حيث لم تطاوعه نفسه على الصمت، ولا على ارتداء ثياب العرس في المأتم، فدخل المعترك السياسي من خلال مشاركته في الإحتفالات العامة بإلقاء قصائده من على المنصة، وكانت هذه القصائد في بداياتها طويلة، تصل إلى أكثر من مائة بيت، مشحونة بقوة عالية من التحريض، وتتمحور حول موقف المواطن من سُلطة لاتتركه ليعيش. ولم يكن لمثل هذا الموقف أن يمر بسلام، الأمر الذي اضطرالشاعر، في النهاية، إلى توديع وطنه ومرابع صباه والتوجه إلى الكويت، هارباً من مطاردة السُلطة.
وفي الكويت عمل في جريدة القبس محرراً ثقافياً كما عمل أستاذ للصفوف الابتدائية في مدرسة خاصة، وكان آنذاك في منتصف العشرينات من عمره، حيث مضى يُدوّن قصائده التي أخذ نفسه بالشدّة من أجل ألاّ تتعدى موضوعاً واحداً، وإن جاءت القصيدة كلّها في بيت واحد. وراح يكتنز هذه القصائد وكأنه يدوّن يومياته في مفكرته الشخصيّة، لكنها سرعان ماأخذت طريقها إلى النشر، فكانت "القبس" الثغرة التي أخرج منها رأسه، وباركت انطلاقته الشعرية الإنتحارية، وسجّلت لافتاته دون خوف، وساهمت في نشرها بين القرّاء.
وفي رحاب القبس عمل الشاعر مع الفنان ناجي العلي، ليجد كلّ منهما في الآخر توافقاً نفسياً واضحاً، فقد كان كلاهما يعرف، غيباً، أن الآخر يكره مايكره ويحب مايحب، وكثيراً ماكانا يتوافقان في التعبير عن قضية واحدة، دون اتّفاق مسبق، إذ أن الروابط بينهما كانت تقوم على الصدق والعفوية والبراءة وحدّة الشعور بالمأساة، ورؤية الأشياء بعين مجردة صافية، بعيدة عن مزالق الإيديولوجيا. وقد كان أحمد مطر يبدأ الجريدة بلافتته في الصفحة الأولى، وكان ناجي العلي يختمها بلوحته الكاريكاتيرية في الصفحة الأخيرة.
هذا أنا أجري مع الموت السباق.. وأنا أدري أن الموت سابق ولكنما سيظل رأسي عالياً للأبد.. وحسبي أنني.. في الخفض شاهق فإذا أنتهى.. الشوط الأخير صفق الجمع المنافقُ سيظل نعلي عالياً فوق الرؤوس إذا علا رأسي على عُقد المشانق !!
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
أيها الموت عزيزي.. لك شُكري إنتظر... إني سأدعوك إلي قسماً إني سأدعوك إلي عندما أشعر يوماً أنني ياموت حيٌ....
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
ونحن نسل آدم لسنا من الأحياء في أوطاننا.. ولا من الأموات نهربُ من ظلالنا مخافة إنتهاكنا حظر التجمعات.. نهرب للمرآة من وجوهنا ونكسر المرآة. خوف المداهمات!! نهرب من هروبنا مخافة إعتقالنا بتهمة الحياة !!...
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
أنا لا أدعو إلى غير السراط المستقيم أنا لا أهجو.. سوى كُل عُتل وزنيم وأنا أرفض أن.. تصبح أرض الله غابة وأرى فيها العصابة تتمطىوسط جنات النعيم وضعاف الخلق في قعر الجحيم هكذا أبدع فني....
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
بالتمادي يصبح اللص بأوروبا.. مديراً للنوادي وبأمريكا.. زعيماً للعصابات وأوكار الفساد وبإوطاني التي... من شرعها قطع الأيادي يُصبحٌ اللص ... رئيساً للبلاد !!!
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
قبل أن تخرج.. دع رأسك في بيتك من باب الحذر ياصديقي في بلاد العرب أضحى.. كل رأس في خطر ماعدا رأس الشهر !!
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
لي صاحب يدرس في الكلية الطبية تأكد المخبر من ميوله الحزبية وقام بإعتقاله حين رآه مرة يدرس عن تكوين " الخلية " !
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
قوت عيالنا هنا يهدره جلالة الحمار في صالات القمار وكل حقه به أن بعير جده قد مرة قبل غيره بهذه الآبار !!!!
**********
يا شرفاء هذه الأرض لنا الزرع قوقها لنا والنفط تحتها لنا وكل مافيها بماضيها وآتيها لنا فما لنا في البرد لا نلبس إلا عرينا؟؟ وما لنا في الجوع لا نأكل إلا جوعنا؟؟ وما لنا نغرق وسط القار في هذه الآبار لكي نصوغ فقرنا دفئاً، وزاداً وغنى.. من أجل أولاد الزنى !!!
عندما تذهب للنوم تذكر ا ن تنام كل صحوٍ خارجَ النومِ حرام ! وخذِ الفرشاة َ والمعجونَ وأغسل ما تبقى بين أسنانكَ من بعضِ الكلام أنت لا تأ من أن يدهمكَ الشرطةُ حتى في المنام ! ربُما تشخرُ أو تعطسُ أو تنوي القيام فـد ع المصباحَ مشبوباً لكي تدرأ عنكَ ألا تهام ! يا صديقي كل فعلٍ في الظلام هو تخطيط ٌ لأ سقا طِ النظام !
( 2 )
إ حترم حظر التجول لا تغادر غرفة النومِ إلى الحمامِ , ليلاً للتبول
( 3 )
قبل أن تنوي الصلاة إ تصل بالسلطات واشرح الوضع لها لا تتذمر وخذ الأ مر بروح ٍ وطنية يا صديقي خطرٌ آي اتصال ٍ بجهات ٍ خارجية !
( 4 )
عند إفطاركَ لا تشرب سوى كوبِ اللبن قَـدحُ البُن مُنبه فتجنبهُ إذن ! قَـدحُ الشاي مُنبه فتجنبهُ إذن ! يا صديقي كلُ شخصٍ مُتنبه هو مشبوه ٌ , مثيرٌ للفِـطـَن ينبغي أن يُشعـل الوعيَ لإ حرا ق ِ الوطن !
( 5 )
لك في المطبخ ِ آلا ت تُثيرُ الإ ر تيا ب إ نتز ع اُ نبو بة الغاز ِ و لا تنسَ السكاكينَ , و أعواد الثقاب وسفا فيدَ الكباب رُبما تطبخُ شيئاً وتفوح ُ الرائحة ما الذي تفعله ُ لو ضبطوا عندك َ هذي الأسلحة ؟! هل تُـرى تـُقـنعهم أ نك مشغول ٌ بإ عداد ِ طبـيـخ ٍ لا بإ عدادِ انقلاب ؟!
( 6 )
قبل أن تخرج د ع رأسك في بـيـتـك من باب ِ الحذر يا صديقي في بلاد العـُرب أضـحـى كلُ راس ٍ في خطر ما عدا راسَ الشهر !
( 7 )
إ نـتـبـه عند َ ا لإشارة لا تقف حتى إذا احـمـرت إذا كنتَ قريباً من سفارة !
( 8 )
لا تؤجل عملَ اليوم ِ إلـى الغـد رُبما قبلَ حلول ِ الليـل ِ تُـبـعد !
( 9 )
أ غلق ِ السمعَ ولا تُصغِ لأبواق ِ الخيانة ليسَ في التحقيق ِ ذُلٌ أو عذابٌ , أو إهانة أنت في التحقيقِ موفورُ الحصانة رُبما يشتمك الشرطيُ من باب (( ا لـمـيا نه )) هل تُسمي ذلكَ اللُـطفَ إهانة ؟! رُبما نُربط في مروحةِ السقفِ لكي تُصبحَ في أعلى مكانه هل تُسمي ذلكَ العِزّ إهانة ؟! رُبما مصلحةُ التحقيقِ تضطرُ المحقـق أن يجس النبضَ من كُـل الزوايا ويُدقـق فإذا جسكَ من ( ظهرِكَ) أو ثبتَ فيهِ الخيزُرانة لا تظُنّ الأمرَ ذُلاً أو عذاباً أو مهانة يا صديقي إن إثبات العصا في ( الظهرِ) إجراءٌ ضروريٌ لإ ثبات الإدانة !
( 10 )
لا تمُت مُنتحراً لا تُسلم ِ الروحَ لعزرائيل في وقت ِ الوفاة ليس من حقك أن تختار نوعية َ أو وقت َ الممات انتبه لا تتدخل في اختصاص السُـلُـطات !!!
قـُوتُ عِيالنا هنا يهدرهُ جلا لهُ الحمار في صالة القمار وكلُ حقهِ بهِ أنّ بعيرَ جدهِ قد مرَ قبلَ غيرهِ بهذهِ ا لأبار **** يا شُرفاءُ هذهِ الأرضُ لنا الزرعُ فوقها لنا والنفط ُ تحتها لنا وكلُ ما فيها بماضيها وآتيها لنا فما لنا في البرد لا نلبسُ إِلا عُرينا ؟ وما لنا في الجوع ِ لا نأكُلُ إلا جوعنا ؟ وما لنا نغرقُ وسط القار في هذه ا لأبار لكي نصوغَ فقرنا دفئاً وزاداً وغِـنى من أجل ِ أولاد ِ ا لزّنى ؟!
---------
بالتّمـادي يُصـبِحُ اللّصُّ بأوربّـا مُديراً للنـوادي . وبأمريكـا زعيمـاً للعصاباتِ وأوكارِ الفسـادِ . و بإ و طا نـي التي مِـنْ شرعها قَطْـعُ الأيادي يُصبِـحُ اللّصُّ .. رئيساً للبـلادِ !
ربما الماء يروب، ربما الزيت يذوب، ربما يحمل ماء في ثقوب، ربما الزاني يتوب، ربما تطلع شمس الضحى من صوب الغروب، ربما يبرأ شيطان،فيعفو عنه غفار الذنوب، .إنما لا يبرأ الحكام في كل بلاد العرب من ذنب الشعوب
-------------
أنا لا أدعو إلى غير السراط المستقيمِ أنا لا أهجو سوى كُلّ عُتُلّ وزنيم وأنا أرفضُ أنّ تُصبحَ أرضُ اللهِ غابة وأرى فيها العِصابة تتمطى وسط جناتِ النعيم وضِعافَ الخلق ِ في قعرِ الجحيم هكذا أُبدعُ فنّي غيرَ أنّي كلما أط��قتُ حرفاً أطلقَ الوالي كِلابه * * * * آهِ لو لم يحفظِ اللهُ كلامه لَتولتهُ الرقابة ومحت كُلَ كلامٍ يُغضبُ الوالي الرجيم و لأمسى مُجملُ الذكرِ الحكيم خمسَ كلماتٍ كما يسمحُ قانونُ الكتابة هي : (( قرآنٌ كريم . . . صَدقَ اللهُ العظيم ))!
----------
الذي يسطو لدى الجوع ِ على لُقمتهِ . . لصٌ حقير ! والذي يسطو على الحُكمِ وبيتِ المالِ , والأرضِ أمير ! * * أيُها اللصُ الصغير يأكُلُ الشرطيّ والقاضي على مائدةِ اللصّ الكبير فـبما ذا تستجير ؟ و لمن تشكو ؟ أللقا نون ِ . . والقانونُ معدومُ الضمير ؟ أم إلى خفّ بعير تشتكي ظُلم البعير؟ * * أيُها اللصُ الصغير ارم ِ شكواكَ إلى بئس المصير واستعر بعضَ سعيرِ الجوعِ واقذفه بآبارِ السعير واجعلِ النارَ تُدوي واجعلِ التيجانَ تهوي واجعلِ العرشَ يطير هكذا العدلُ يصير في بلادٍ تنبحُ القافلةُ اليومَ بها والكلبُ يسير !
---------
مِمَّنْ ؟ لِمَنْ ؟ مِن أجْلِ مَنْ نجأرُ بالشكوى ؟ كيفَ ، ونحنُ المدّعِي ، والمدَّعَى عليهِ ، والدعوى ؟ حياتُنا تهوي كما نهوى . وفقرنا قناعةٌ وذلُّنا تَقْوى . والمرُّ في حلوقِنا أحلى من الحلوى ! فنحنُ خيرُ أُمَّةٍ أخرجَها الحكّامُ مِن بلوى إلى بلوى . ولم تزلْ وبعضُها ببعضِها يُلوى . ولم تزلْ ولحمُها بزيتِها يُشوى . ولم تزلْ تسألُ مفتيها ليهديها بما يُروى عن حُكْمِ مَنْ يثأرُ من قاتلهِ ولم تزلْ لشدَّةِ التقوى تنتظرُ الفتوى ! * * * آمنتُ بالسيفِ الذي لا يعرفُ المأوى آمنتُ بالعزْمِ الذي يهزأُ من مدامعِ النجوى . آمنتُ أَنَّ العيشَ للأقوى آمنتُ بالأقوى ! * * * يا ربَّنا قُدِّستَ ، لا تَرأَفْ بنا فنحن ما بينَ الورى زوائدٌ دوديَّةٌ ليس لها جدوى ! ونحن في سِفْرِ المعالي صفحةٌ تهرَّأتْ وآنَ أنْ تُطوى . يا ربَّنا أَنزِلْ علينا الموتَ والسلوى !
----------
سبع سنابل خضر من أعوامي تذوي يابسة في كف الأمل الدامي ارقبها في ليل القهر تضحك صفرتها من صدري وتموت فتحيـى آلامي يا صاحب سجني نبئني ما رؤيا مأساتي هذي فأنا في أوطان الخير ممنوع منذ الميلاد من الأحلام و أنا اسقي ربي خمرا بيدي اليمنى واليسرى تتلـقى أمرا بالإعدام وارى شعري مزقا في أيدي الحكام وارى قبري ممنوعا في كل بلاد وارى ملك الموت يجرجر روحي ابد الدهر ما بين نظام و نظام وارى حول البيت الأسود بيتا أبيض يجري بثياب الإحرام يرمي الجمرات على صدري ويقبل خشم الأصنام ويحد السيف على نحري يوم النحر وأرى سبع جوار كالأعلام غص بهن ضمير البحر تحمل عرش عزيز المصري بطل العنف الثوري وعروش الأنصاب الأخرى و الآزلام واراها تحت الأقدام تشجب ذل الاستسلام وتنادي بجهاد عذري من يد تأتي من سابع ظهر يمضي بالفتح إلى النصر ويخط سطور الإقدام ويعيد الفتح الإسلامي بصهيل الروليت الجامح من فوق الرايات الخضر أو تطويق عذارى الشرك بيوم الثأر فوق الخصر وتحت الخصر منذ حلول الليل و حتى الفجر وأنا ارقد في غيابة بئري اشرب فقري رهن البرد ورهن الظلام وتمر السيارة تشري من بقيا جلدي و عظامي نيران بنادقها المزروعة في صدري بالمجان و تطلب خفض السعر و ألو الآمر لا أحد يدري في أمري منشغلون إلى الآذقان بتطبيق الإسلام كف تمسك كأس القهوة والأخرى تمتد لظهر غلام يطمع في جنات تجري حين يطيع ولي الآمر.
"آهِ لو لم يحفظِ اللهُ كلامه لَتولتهُ الرقابة ومحت كُلَ كلامٍ يُغضبُ الوالي الرجيم و لأمسى مُجملُ الذكرِ الحكيم خمسَ كلماتٍ كما يسمحُ قانونُ الكتابة هي : (( قرآنٌ كريم . . . صَدقَ اللهُ العظيم )) !" _______
"في يقظتي يقفز حولي الرعبْ… في غفوتي يصحو بقلبي الرعبْ… يحيط بي في منزلي يرصدني في عملي يتبعني في الدربْ… ففي بلاد العرب كلّ خيالٍ بدعةٌ و كل فكرٍ جنحةٌ و كل صوت ذنبْ…" ______
"باسم والينا المبجّل… قرروا شنق الذي اغتال أخي لكنه كان قصيراً فمضى الجلاد يسأل…: رأسه لا يصل الحبل فماذا سوف أفعل ؟… بعد تفكير عميق أمر الوالي بشنقي بدلاً منه لأني كنت أطول…" ______
"اسمعوني عندما تزدهر الأشواك والأزهار تذبل ويصير اللص ناطورا لبيت المال والمال على رايته الخضراء في الماخور يبذل عندما تمتلك الأوثان بيت الله والشيطان يفتي هيئة الفتوى ويستغني عن السنة والقرآن يفصل عنما تحتسب العفة جرما ويد المأبون والزاني تقبل ألف شكري للذي يقتلني ..فالموت أفضل" ______
"وماذا مِن وراءِ الصّـدقِ تنتَظِـرُ ؟ سيأكُلُ عُمْـرَكَ المنفـى وتَلقى القَهْـرَ والعَسْـفا وترقُـبُ ساعـةَ الميلادِ يوميّاً وفي الميلادِ تُحتضَـرُ ! وما الضّـرَرُ ؟ فكُلُّ النّاسِ محكومـونَ بالإعـدامِ إنْ سكَتـوا، وإنْ جَهَـروا وإنْ صَبَـروا، وإن ثأَروا وإن شَكـروا، وإن كَفَـروا ولكنّي بِصـدْقي أنتقي موتاً نقيّـاً والذي بالكِذْبِ يحيا ميّتٌ أيضَـاً ولكِـنْ موتُـهُ قَـذِرُ !"
المنحى الذي اتخذه أحمد مطر ألا وهو السياسي وأقصد بذلك اسقاط ما دونه من الغزل والمديح والرثاءوما إلى ذلك من الكلام الفارغ قد كلفه كثيراَ في ظل النظام البعثي الذي كان ممسكاً بسدة الحكم آنذاك ومقتل أخاه لا لشيء إنما لانتمائهم الشيعي قد انعكس جلياً في هذا الديوان "لافتات 2" فنجده يقول
حبسوه قبل أن يتهموه كذَّبوه قبل أن يستجوبوه ! أطفأوا سيجارة في مقلتيه عرضوا بعض التصاوير عليه : قل .. لمن هذي الوجوه ؟ قال : لا أبصر ...قصوا شفتيه ! طلبوا منه اعترافاً حول من قد جندوه لم يقل شيئاً ولما عجزوا أن ينطقوه شنقوه ! بعد شهر برأوه ! أدركوا أن الفتى ليس هو المطلوب أصلاً بل أخوه
الحقيقة احمد مطر مع ذلك لم يهادن أو يستسلم ومما زاد الطين بلة أن السلطة العراقية آنذاك طلبت وكعادتها انشاء قصائد يمدح فيها ذكرى 5 تموز فرفض وآثر الهجرة للكويت وفيها أنشد
ليت شعري أي كذاب جبان يدعي أن بلادي تكره الصوت وتغتال الأغاني ؟! ولعمري من ترى قال بأنَّ الشعر ممنوع وأنَّ الشاعر الحر يعاني ؟! حاش لله فما زلت أغني والحكومات إلى صوتي تصغي والحكومات تراني وأنا ما زلت أحيا رغم هذا في أمان هاكم الآن مثالاً : (يا حبيبي عد لي تاني إنت عمري اللي ابتدا بنورك صباحه إنت عمري خدري ... خدري الشاي خدري مرَّ ظبي وسباني) أرأيتم ؟ ها أنا عبرت عن رأيي وغنيت ولم يقطع لساني
هذا شعر مطر، وشعر مطر لا يوصف، لكم أن تقرؤوه لتحسوا بتلك النار المتأججة والتي تبعث الاطمئنان في النفس القارئة في ذات الوقت...
ونحن نسل آدم لسنا من الأحياء في أوطاننا.. ولا من الأموات نهربُ من ظلالنا مخافة إنتهاكنا حظر التجمعات.. نهرب للمرآة من وجوهنا ونكسر المرآة. خوف المداهمات نهرب من هروبنا مخافة إعتقالنا بتهمة الحياة ....
يا شرفاء هذه الأرض لنا الزرع قوقها لنا والنفط تحتها لنا وكل مافيها بماضيها وآتيها لنا فما لنا في البرد لا نلبس إلا عرينا؟ وما لنا في الجوع لا نأكل إلا جوعنا؟ وما لنا نغرق وسط القار في هذه الآبار لكي نصوغ فقرنا دفئاً، وزاداً وغنى.. من أجل أولاد الزنى ...... "آهِ لو لم يحفظِ اللهُ كلامه لَتولتهُ الرقابة ومحت كُلَ كلامٍ يُغضبُ الوالي الرجيم و لأمسى مُجملُ الذكرِ الحكيم خمسَ كلماتٍ كما يسمحُ قانونُ الكتابة هي : (( قرآنٌ كريم . . . صَدقَ اللهُ العظيم )) ***** ولو أن بوسعي لاقتبست بقية الديوان
هذه المراجعة أكررها على كل كتاب من اللافتات إيمانا مني بمضمونها ...
شعر أحمد مطر له تأثير في كل شخص عربي أثقلته هموم بلاده وقضيته وكل إنسان عربي مكمم الفم ورقبته مختومة بقياس البسطار العسكري ولكن عندما يقرأ لأحمد مطر فلسطيني فإن التأثير مضاعف والعاطفة تمزج بالدم قبل الدمع في يوم من الأيام كانت ثنائية شعر أحمد مطر وكاريكاتير ناجي العلي صرخة في وجه الظلام رحل ناجي بغدر من كاتم الصوت الذي طالما سخر منه لكن بقي حنضل مستقبلا الأمة العربية بقفاه لا بوجهه وأحمد مطر يعاني المرض في غربة فرضت قسرا لا طوعا ....
وستبقى ثنائية ناجي العلي وأحمد مطر حية في قلبي مهما طال الوقت وزاد الظلم والقهر .
وما الضررُ فكل الناسِ محكومونَ بالإعدامِ إن سكتوا ، وإن جهروا وإن صبروا ، وإن ثاروا وإن شكروا ، وإن كفروا ولكني بصدقي أنتقي موتا نقيّا والذي بالكذب يحيا ميت أيضا ولكن موتهُ قذرُ
أحمد مطر شاعر فذ ولا غبار عليه لكن يعيبه اسلوبه المتهكم والساخر والمزدري هو عندي أرهف شاعرية من نزار، وأغزر مفردة، غير أن نزار تفوق عليه بأخذه الأمور بجدية، جدية العاشق والمشتاق والناقد والسياسي.
_______________ . ربما ........ ربما الزاني يتوب ربما الماء يروب ربما يُحمَل زيت في الثقوب ربما شمس الضحى تشرق من صوب الغروب ربما يبرأ ابليس من الذنب فيعفو عنه غفار الذنوب أنما لا يبرأ الحكام في كل بلاد العرب من ذنب الشعوب
____________
البؤساء آهِ لو يُدركُ حُكَّـامُ بلادي مَنْ أكونْ . آهِ لو هُمْ يُدرِكونْ لَدَعَوْا لي بالبقاءْ كلَّ صُبحٍ وَمَساءْ . أنا مجنونٌ ؟ أجَلْ أدري ، وأدري أَنَّ أشعاري جُنونْ . لكِنِ الحُكَّـامُ لَوْلايَ ولولا هذهِ الأشعارُ ماذا يعملونْ ؟ فإذا لم أكتُبِ الشِعرَ أنا كيفَ يعيشُ المخبرونْ ؟ وإذا لم أَشْتـمِ الحُكّـامَ مَنْ يَعتقلونْ ؟ وإذا لم أُعْتَقَـلْ حيّـاً فمَنْ يَستجوبونْ ؟ وبماذا يُطلِقُ الصوتَ وكيلُ الإدّعـاءْ ؟ وبماذا يا تُرى يَعملُ أربابُ القضاءْ ؟ وعلى مَنْ يَحكُمونْ ؟ وإذا لم يَسجنوني فَلِمَنْ تُفْتَـحُ أبوابُ السُّـجونْ ؟! هؤلاءِ البؤساءْ هُمْ يَدُ الحُكْمِ ولولا أنّنِي حَيٌّ لطاروا في الهواءْ ! فأنا أركضُ . . والمُخبِرُ ، والشرطيُّ ، والسجَّانُ ، والجَلاّدُ ، والفَرَّاشُ ، والكاتِبُ ، والحاجِبُ ، والقاضي ورائي يَركضونْ ! كُلُّهم باسمي أنا يَشتغلونْ . كُلُّهم من خيرِ شِعري يأكُلونْ ! * * * آهِ لو يُدركُ حُكَّـامُ بلادي العقلاءْ آهِ لو هُمْ يُدرِكونْ أنَّهم لولا جنوني . . عاطلونْ لَرَمَوا تيجانَهُمْ تحتَ الحذاءْ وأتَوا من تُهمتي يَعتذِرونْ !
___________
الخلاصة..
أنا لا أدعو
إلى غير ا لسرا ط المستقيمِ
أنا لا أهجو
سوى كُلّ عُتُلّ وزنيم
وأنا أرفضُ أنّ
تُصبحَ أرضُ اللهِ غابة
وأرى فيها العِصابة
تتمطى وسط جناتِ النعيم
وضِعافَ الخلق ِ في قعرِ الجحيم
هكذا أُبدعُ فنّي
غيرَ أنّي
كلما أطلقتُ حرفاً
أطلقَ الوالي كِلابه
* * * *
آهِ لو لم يحفظِ اللهُ كلامه
لَتولتهُ الرقابة
ومحت كُلَ كلامٍ
يُغضبُ الوالي الرجيم
و لأمسى مُجملُ الذكرِ الحكيم
خمسَ كلماتٍ
كما يسمحُ قانونُ الكتابة
هي :
(( قرآنٌ كريم
. . . صَدقَ اللهُ العظيم )) !
____________
رائع حد الوجع الذي فيه ...... الريفيو كامل عندما أنهي جميع اللافتات .....
أذكر ذات مرة أن فمي كان به لسان وكان يا ما كان يشكو غياب العدل والحرية ويعلن احتقاره للشرطة السرية لكنه حين شكا أجرى له السلطان جراحة رسمية من بعدما أثبت بالأدلة القطعية أن لساني في فمي زائدة دودية !! لا تسألوا كيف اختفت لا فتتي الشعرية لا تسألوا فهذه الأوطان تعتقل الفأس اذا ما حلت الأوثان وهذه الأوطان تودع الملاك دوما عندما تستقبل الشيطان وهذه الأوطان اذا أتاها ظالم تذبح كل طائر مغرد وزهرية برية لأنها تخشى على شعوره من منظر الحرية !!! حلفتكم بالله ! ألا تلمسوا أوتاري الصوتية يا ناس اني صامت والحمد لله اذ لم أُعتقل بتهمة الكتمان فالشاعر الشريف في أوطاننا يُدان أو يُدان !!! يا سادتي تلك هي القضية !
_______________________________________________ بلغ السيل الزبى ها نحن والموت سواء فآحذروا يا خلفاء لا يخاف الميتُ الموتَ ولا يخشى البلايا قد زرعتم جمرات اليأس فينا فاحصدوا نار الفناء وعلينا … وعليكم فإذا ما اصبح العيش قرينا للمنايا فسيغدو الشعب لغما .. وستغدون شظايا
حسيت في فرق في المستوى بين الكتاب ده والللي قبليه اللي قبليه كان احلى وكانت معظم قصايده عجباني جدا وكان في تشبيهات كتير رائعة ورهيبة الكتاب ده يمكن كان اقل وفي قصائد كتير ماعجبتنيش وقصائد بتمس الدين فيها كلام ضايقني غير ان مستوى التشبيهات كان اقل بكتير دي القصائ�� اللي عجبتني
آه لو يدرك حكام بلادى من أكون آه لو هم يدركون لدعوا لى بالبقـاء كل صباح ومساء أنا مجنـون ؟ أجل أدرى ، وأدرى أن أشعارى جنون. لكن الحكام لولاى ولولا هذه الأشعار ماذا يعملون ؟ فإذا لم أكتب الشعر أنا كيف يعيش المخبرون ؟ وإذا لم أشتم الحكام من يعتقلون ؟ وإذا لم اُعتقل حيًا فمن يستجوبون ؟ وبماذا يُطلِقُ الصوت وكيل الإدعاء ؟ وبماذا يا تُرى يعمل أرباب القضاء ؟ وعلى من يحكمون ؟ وإذا لم يسجنونى فلمن تُفتحُ أبواب السجون ؟ هؤلاء البؤساء هم يد الحُكم ولولا أننى حى لطاروا فى الهواء ! فأنا أركض .. والمخبر ، والشرطى ، والسّجان ، والجلّاد ، والفرّاش ، والكاتب ، والحاجب ، والقاضى ورائى يركضون ! كلهم باسمى أنا يشتغلون كلهم من خير شِعرى يأكلون !
****** آه لو يدرك حكام بلادى العقلاء آه لو هم يدركون أنهم لولا جنونى ... عاطلون لرموا تيجانهم تحت الحذاء وأتوا من تُهمتى يعتذرون !
لنْ أنافِـقْ ************* نافِـقْ ونافِـقْ ثمَّ نافِـقْ ، ثمَّ نافِـقْ لا يَسلـَمُ الجسد النحيلُ من الأذى إن لم تـُـنافِـقْ فماذا في النفاقْ إذا كذبت وأنت صادقْ ؟ نافقْ فإن الجهل أن تهْوي ليرقى فوق جثتك المنافقْ لك مبدأ ؟ لا تبتئسْ كن ثابتا لكن بمختلف المناطقْ واسبق سواك بكل سابقة فان الحكم محجوز لأرباب السوابقْ **** * هذي مقالة خائف ٍ ، متسلقٍ ومقالتي : أنا لن أنافقْ حتى ولو وضعوا بكفـّي المغارب والمشارقْ يا دافنين رؤوسكم مثل النعام تنعموا وتنقَّـلوا بين المباديء كاللقالقْ ودعوا البطولة لي أنا حيث البطولة باطل والحق زاهقْ هذا أنا اجري مع الموت السباق وإنني ادري بأن الموت سابقْ لكنما سيظلُّ رأسي عاليا أبدا وحسبي أنني في الخفض شاهقْ فإذا انتهى الشوط الأخير وصفـّـق الجمع المنافقْ سيظل نـَـعْـلي عاليا ً فوق الرؤوس إذا علا رأسي على عُـقــد المشانقْ
أحمد مطر كعادته يكتب ما لا يستطيع ان يكتبه سواه لكني شعرت ببعض الخيبة بسبب تكرار المواضيع توقعت ان يحمل مواضيع مختلفة عن لافتات 1 لكن الشاعر مصر على تكرار فكرة كبت حرية التعبير