بعد المناظرة الأولى الشهيرة في 8/1/1992 التي تقدم الفريق الإسلامي فيها الشيخ محمد الغزالي -رحمه الله- و تقدم الجانب العلماني فيها الدكتور فرج فودة, جمعت الدكتور فرج فودة و الدكتور محمد عمارة مناظرة ثانية في نادي المهندسين بـالإسكندرية في 27/1/1992 كتكملة للمناظرة حول نفس الموضوع و لكن مع اختلاف باقي أطراف الحوار, حيث مثل الجانب العلماني هذه المرة المناظرة بـجانب دكتور فرج فودة الدكتور فؤاد زكريا و مثل الجانب الإسلامي بجانب الدكتور محمد عمارة الدكتور محمد سليم العوا و قام بإدارة المناظرة هذه المرة الدكتور الشافعي البشير الأستاذ بجامعة المنصورة.
تخرج فى قسم الفلسفة بكلية الآداب جامعة القاهرة عام 1949. نال الماجستير عام 1952 والدكتوراه عام 1956 فى الفلسفة من جامعة عين شمس.
عمل أستاذا ورئيسا لقسم الفلسفة بجامعة عين شمس حتى 1974. وعمل أستاذا للفلسفة ورئيسا لقسمها فى جامعة الكويت «1974 ــ 1991». ترأس تحرير مجلتى «الفكر المعاصر» و«تراث الإنسانية» فى مصر. عمل مستشارا لشئون الثقافة والعلوم الإنسانية فى اللجنة الوطنية لليونسكو بالقاهرة. وتولى منصب مستشار تحرير سلسلة عالم المعرفة الكويتية، وكان أيضا من مؤسسيها.
من مؤلفاته «نيتشه»، و«نظرية المعرفة والموقف الطبيعى للإنسان»، و«اسبينوزا»، و«الإنسان والحضارة»، و«آراء نقدية فى مشكلات الفكر والثقافة»، و«الحقيقة والوهم فى الحركة الإسلامية المعاصرة»، و«الصحوة الإسلامية فى ميزان العقل».
نال زكريا جائزة الدولة التقديرية، وجائزة مؤسسة الكويت للتقدم العلمى عام 1982 عن أحسن كتاب مترجم «حكمة الغرب» تأليف برتراند رسل، جزءان، وجائزة «جان ماس» التى تمنحها الرابطة الفرنسية للتعليم والتربية.
* عن مقال سامح سامي في الشروق بتاريخ 13- مارس 2010 ------------ الدكتور فؤاد زكريا كان أستاذاً للفلسفة بكلية الآداب – جامعة عين شمس، ورأس تحرير مجلة الفكر المعاصر في ستينيات القرن الماضي. وقد غادر بعدها مصر إلى الكويت ليرأس قسم الفلسفة بجامعة الكويت حيث أشرف على بعض إصداراتها الثقافية. وعاد بعدها إلى مصر ليرأس لجنة الفلسفة في المجلس الأعلى للثقافة حتى وفاته. (مصطفى صفوان، #لماذا_العرب_ليسوا_أحرارا)
موقعك هو الذى سيحدد من فاز في المناظرة فإن كنت في مدرجات الدولة المدنية فقد فاز فوده و رفاقه و ان كنت في مدرجات الدولة الدينية فقد فاز العوا و رفاقه أما ان كنت تراها بعين عقلك فأنت هو الفائز
انتهيت اليوم من قراءة كتاب " مصر بين الدولة المدنية والدينية " وهو تسجيل مناظرتين ، الاولي: الزمان : في اوائل التسعينيات ( يناير 1992 ) من القرن الماضي المكان : معرض الكتاب بالقاهرة ، وهي مناظرة شهيره للغاية ( اشهر مناظرات القرن العشرين كما هو مكتوب كعنوان فرعي للكتاب ) شارك فيها الجانب الاسلامي : الشيخ محمد الغزالي والمستشار مأمون الهضيبي والدكتور محمد عمارة الجانب العلماني : الدكتور فرج فوده والدكتور محمد احمد خلف الله
الثانية : الزمان : بعد حوالي 20 يوما من الاولي المكان : نقابة المهندسين الفرعية بالاسكندرية المشاركون : الجانب الاسلامي : الدكتور محمد عمارة والدكتور محمد سليم العوا الجانب العلماني : الدكتور فرج فودة والدكتور فؤاد زكريا
ملحوظات عامة : 1- المناظرة شهيره للغاية وقد ظل صداها يتردد عبر الزمان 2- البعض يعتبر ان المناظرة الاولي كانت السبب الرئيسي في اتهام فرج فودة بالكفر. 3- المناظرات بشكل عام وجه اخر للافكار وهي من ثم مفيدة بشكل جيد لاعادة النظر في الافكار وتبيان حججها 4- كل المتناظرين رموز لتياراتهم ( سواء الاسلامية او العلمانية ) ، بغض النظر عن تقييمنا لهم او اختلافنا معهم
ملحوظاتي الشخصية : 1- ترتيبي للمتناظرين ( حسب قوة الحجه وبنوع من التجرد حاولت فيه قدر المستطاع ان ابتعد عن تحيزاتي الاصلية ) كالتالي ، الشيخ محمد الغزالي والدكتور سليم العوا في مرتبة واحده ، ثم الدكتور محمد عمارة ، ثم المستشار الهضيبي والدكتور فؤاد زكريا في مرتبة واحده ، ثم الدكتور فرج فودة ، ثم الدكتور محمد احمد خلف الله 2- ذكرني الدكتور فرج فودة في هذه المناظرة بالدكتور سيد القمني في مناظرته الشهيرة مع المسيري :) 3- يبدو ان احدا ما في هذه المدينة لا يقرأ :) لان كل ما قيل وقتها ، يقال الان وربما بنفس الفاظه :) سبحان الله 4- الجانب الاسلامي - بشكل عام - كان يناظر الافكار ، بينما كان الجانب العلماني - بشكل عام - يناظر الاشخاص ، وهو امر اضعف ( من وجهة نظري ) الجانب العلماني 5- المناظرة الثانية اقوي من الاولي بدرجتين ، ربما لازدياد قوة المتناظرين في الثانية عن الاولي ، وربما لاتساع وقت الثانية مما سمح باخذ ورد اطول واكثر تفصيلا 6- التسجيل دقيق للغاية ، ومن الممكن الاعتماد عليه كلية في التحقق مما دار في المناظرتين 7- لم اغير كثيرا من قناعاتي بسبب المناظرة ولا اعتقد ان احدا قد غيرها بعد المناظرة ، وربما تكمن قوة المناظرة في كشفها للافكار اكثر من تغييرها للافكار 8- مازلت اتعجب ( وان كنت اتفهم جيدا ) لماذا يرتبط دائما موقفي محاباة الكيان الصهيوني والموافقة علي التطبيع مع موقف العلمانية و الالحاد 9- رحمك الله يا مسيري
المناظرتين في كتابين بعنوان " مصر بين الدولة المدنية والدينية : اشهر مناظرات القرن العشرين (1،2) " اصدار مكتبة وهبه ضمن سلسلة الاصلاح بالاسلام للدكتور محمد عمارة، الكتابين قطع صغير 140 صفحة و 160 صفحة بالترتيب ، الاول ب 18 جنيه والثاني ب 12 جنيه ، وقد اشتريتهما من مكتبة عمر بوك ستورز
انتهيت اليوم من قراءة كتاب " مصر بين الدولة المدنية والدينية " وهو تسجيل مناظرتين ، الاولي: الزمان : في اوائل التسعينيات ( يناير 1992 ) من القرن الماضي المكان : معرض الكتاب بالقاهرة ، وهي مناظرة شهيره للغاية ( اشهر مناظرات القرن العشرين كما هو مكتوب كعنوان فرعي للكتاب ) شارك فيها الجانب الاسلامي : الشيخ محمد الغزالي والمستشار مأمون الهضيبي والدكتور محمد عمارة الجانب العلماني : الدكتور فرج فوده والدكتور محمد احمد خلف الله
الثانية : الزمان : بعد حوالي 20 يوما من الاولي المكان : نقابة المهندسين الفرعية بالاسكندرية المشاركون : الجانب الاسلامي : الدكتور محمد عمارة والدكتور محمد سليم العوا الجانب العلماني : الدكتور فرج فودة والدكتور فؤاد زكريا
ملحوظات عامة : 1- المناظرة شهيره للغاية وقد ظل صداها يتردد عبر الزمان 2- البعض يعتبر ان المناظرة الاولي كانت السبب الرئيسي في اتهام فرج فودة بالكفر. 3- المناظرات بشكل عام وجه اخر للافكار وهي من ثم مفيدة بشكل جيد لاعادة النظر في الافكار وتبيان حججها 4- كل المتناظرين رموز لتياراتهم ( سواء الاسلامية او العلمانية ) ، بغض النظر عن تقييمنا لهم او اختلافنا معهم
ملحوظاتي الشخصية : 1- ترتيبي للمتناظرين ( حسب قوة الحجه وبنوع من التجرد حاولت فيه قدر المستطاع ان ابتعد عن تحيزاتي الاصلية ) كالتالي ، الشيخ محمد الغزالي والدكتور سليم العوا في مرتبة واحده ، ثم الدكتور محمد عمارة ، ثم المستشار الهضيبي والدكتور فؤاد زكريا في مرتبة واحده ، ثم الدكتور فرج فودة ، ثم الدكتور محمد احمد خلف الله 2- ذكرني الدكتور فرج فودة في هذه المناظرة بالدكتور سيد القمني في مناظرته الشهيرة مع المسيري :) 3- يبدو ان احدا ما في هذه المدينة لا يقرأ :) لان كل ما قيل وقتها ، يقال الان وربما بنفس الفاظه :) سبحان الله 4- الجانب الاسلامي - بشكل عام - كان يناظر الافكار ، بينما كان الجانب العلماني - بشكل عام - يناظر الاشخاص ، وهو امر اضعف ( من وجهة نظري ) الجانب العلماني 5- المناظرة الثانية اقوي من الاولي بدرجتين ، ربما لازدياد قوة المتناظرين في الثانية عن الاولي ، وربما لاتساع وقت الثانية مما سمح باخذ ورد اطول واكثر تفصيلا 6- التسجيل دقيق للغاية ، ومن الممكن الاعتماد عليه كلية في التحقق مما دار في المناظرتين 7- لم اغير كثيرا من قناعاتي بسبب المناظرة ولا اعتقد ان احدا قد غيرها بعد المناظرة ، وربما تكمن قوة المناظرة في كشفها للافكار اكثر من تغييرها للافكار 8- مازلت اتعجب ( وان كنت اتفهم جيدا ) لماذا يرتبط دائما موقفي محاباة الكيان الصهيوني والموافقة علي التطبيع مع موقف العلمانية و الالحاد 9- رحمك الله يا مسيري
المناظرتين في كتابين بعنوان " مصر بين الدولة المدنية والدينية : اشهر مناظرات القرن العشرين (1،2) " اصدار مكتبة وهبه ضمن سلسلة الاصلاح بالاسلام للدكتور محمد عمارة، الكتابين قطع صغير 140 صفحة و 160 صفحة بالترتيب ، الاول ب 18 جنيه والثاني ب 12 جنيه ، وقد اشتريتهما من مكتبة عمر بوك ستورز
كثيرين اعتبروا هذه المناظرة السبب الرئيس في اغتيال فرج فودة . أكثر ما اعجبني هو وضوح الفكرة و المقصد عند كلا الطرفين خصوصا لدى مأمون الهضيبي , الشيخ الغزالي و فرج فودة .. لم يلجأ احد منهم -الا في مواطن قليلة - إلى المماطلة و التشتيت و هي الطباغ الغالبة في حواراتنا و مناظراتنا بالقرن الحالي .. اتسمت المناظرة أيضا بقصر الكلام و الجمل دون إسهاب في شرح التفاصيل, قوة الحجة عند الطرفين - و إن ملت شخصيا إلى المستشار الهضيبي في تحليلاته - و بجرأة الطرح .
من المحزن أن يؤول فرج فودة إلى هذا المصير بسبب تلك المناظرة محمد عمارة مزعج جدا و حنجوري بشكل لايصدق ولم يتسم بالنضج الكافي خلال هذه المناظرة من المفهوم موقف الإمام الغزالي و الهضيبي , و إن كان حديثهم فعلا لا يتسق مع تجارب ما يسمي بالدولة الدينية أو الحكم الإسلامي عبر التاريخ تصرفات الجمهور طفولية و أشبه ما يكون بمباريات الكرة , تبدو كمظاهرة أكثر من كونها مناظرة فكرية الكتاب يحتوي المناظرة مفرغة بالإضافة لبعض تعليقات إضافية من أشخاص مثل زينب الغزالي و صافيناز كاظم و غيرهم
المناظرة عادية جدا و ليست بالأهمية من وجهة نظري كما ضخمها محمد عمارة
فرج فودة راح ضحية بروباجاندا متعصبة , و أكثر ما يخيب الأمل فيها هو إقرار الشيخ الغزالي بتكفيره و تبرير مصيره
في 8 يناير 1992 عقدت الهيئة العامة للكتاب، برئاسة الدكتور سمير سرحان، مناظرة في معرض الكتاب بعنوان "مصر بين الدولة الدينية والدولة المدنية"، ناظر فيها عن الدولة الدينية الشيخ محمد الغزالي الأزهري والعضو السابق في جماعة الإخوان والمستشار محمد مأمون الهضيبي المرشد العام لجماعة الإخوان آنذاك، والدكتور محمد عمارة، وناظر عن الدولة المدنية الدكتور فرج فودة، والدكتور محمد أحمد خلف الله
خلال المناظرة تم التحريض على فرج فودة بدرجة كبيرة، واتهامه في دينه وأفكاره وعقيدته، وهو ما مثّل خطورة كبيرة عن طريق الشحن العام ضدّ فرج فودة وأفكاره، وضد حياته أيضًا، إلى أن وقع حادث الاغتيال بعد ستّة أشهر تقريبًا. وبلغت الاتهامات ذروتها في المناظرة منذ أن بدأت بكلمة الغزالي التي تساءل فيها ما هذا الحقد الغريب علي الإسلام وعلى الله ورسوله وعلى الكتاب والسنة .. وتبعه الهضيبي المتحدث باسم الإخوان الذي ركز على أهمية أن يكون الجدل والنقاش بين "الدولة الإسلامية" و"الدولة اللاإسلامية" والخيار المطروح هو أن نكون مسلمين أو غير مسلمين؛ وخلال هذه الكلمات كانت الصيحات تتعالى والصرخات تشتد والحناجر تزأر؛ لتخيف كل من يعترض على أحاديث الغزالي والهضيبي.
من جانبه، كان فرج فودة آخر المتحدثين؛ أمسك الميكروفون وبدأ كلماته بالرد على ما دار من حديث، وجاء فيها "الإسلاميون منشغلون بتغيير الحكم أو الوصول إليه دون أن يعدوا أنفسهم لذلك"، مشيراً إلى ما قدمته بعض الجماعات المؤيدة للدولة الدينية، وما صدر عنها من أعمال عنف وسفك للدماء، مستشهداً بتجارب لدول دينية مجاورة على رأسها إيران، ثم قال للجميع "الفضل للدولة المدنية أنها سمحت لكم أن تناظرونا هنا، ثم تخرجون ورؤوسكم فوق أعناقكم؛ لكن دولاً دينية قطعت أعناق من يعارضونها ولا يُسمح فيها بالمناظرة أو بالرأي الآخر". ". وهو ما أثبتوه باغتيالهم لهم لأنه عارضهم، وأثبتوه بالدفاع عن منفذي الاغتيال وقولهم أنهم افتأتوا على الدولة وليس علي الدين حيث كان الواجب على الدولة قتله .. وهذه هي الدولة الدينية التي يبحثون عنها ولا مكان فيها لصيانة الدماء أو الأرواح وإنما دينهم قتل المخالف والمعترض وتابع فودة في كلمته : "أن الإسلاميين لا يملكوا برامج سياسية وإنما فقط شعارات طنانة وهو ما أكده باقتباس للهضيبي وقال لهم أن بداياتهم وهم المطالبون بالدولة الدينية كانت إسالة الدماء وتمزيق الأشلاء والسطو علي المحلات وتهديد القانون وتمزيق الوطن بالفتن فإذا كانت هذه هي البدايات فبئس الخواتيم -وفي الاقتصاد شركات توظيف الأموال والبنوك الإسلامية التي تودع أموالها في بنوك الغرب والمسلمون الذين يرفضون أخذ الفوائد لكي توزع على أثرياء الغرب ".
كانت هذه نقطة البداية في اغتيال فرج فودة، فبعدها بأسابيع ظهر الغزالي في برنامج "ندوة للرأي" على التليفزيون المصري وقال بوضوح "أن من يدعو للعلمانية مرتد يستوجب أن يطبق عليه حد الردة"، وكان فرج فودة قد ألف كتابا للدعوة للعلمانية تحت عنوان "حوار حول العلمانية".
وتوالت بعد ذلك فتاوي تكفير فرج فودة فودة فقال وجدي غنيم "قتله هو الحل"، كما أفتى عمر عبد الرحمن مفتي الجماعة الإسلامية بقتله باعتباره مرتد، وانتشرت دعاوي تكفيره وقتله في عشرات المنابر الإسلامية المختلفة.
قبل اغتيال فرج فودة بعشرة أيام وبالتحديد في 27 مايو 1992 قال الغزالي في ندوة بنادي هيئة التدريس بجامعة القاهرة عن د.فرج فودة وعن د. فؤاد زكريا "أنهم يرددون كلام أعداء الإسلام في الخارج .. ربنا يهديهم... وإن ماهداهمش.. ربنا ياخدهم"
ثم قامت جبهة علماء الأزهر(ندوة علماء الأزهر وقتها) بالتحريض ضده، حيث أصدرت برئاسة عبد الغفار عزيز ونائبه محمود مزروعة بيانًا بتكفيره ومن ثم إجازة قتله باعتباره كافر وذلك بتوقيع الشيخ الشعراوي والشيخ محمد الغزالي ومحمد عمارة وذلك في 3 يونيو 1992، وقامت بنشر هذا البيان التكفيري جريدة (النور) الإسلامية، - والتي كان بينها وبين فرج فودة قضية سب وقذف بعد اتهامه بأنه يعرض أفلامًا إباحية ويدير حفلات للجنس الجماعي في جمعية "تضامن المرأة العربية "- وبالفعل تم الاغتيال بعدها بأيام قليلة في 8 يونيو 1992.
جاء تكليف القتل من صفوت عبد الغني من داخل محبسه، والذي كان مسجوناً بتهمة اغتيال دكتور رفعت المحجوب، ونقل محاميه للقتلة وهم من أفراد الجماعة الإسلامية التكليف وبدأ في تنفيذه. وسقط فرج فودة شهيدًا على يد "سمّاك" أمي لا يجيد القراءة والكتابة، قبل أيام من عيد الأضحى. حيث انتظر شابان من الجماعة الإسلامية، هما أشرف سعيد إبراهيم وعبد الشافي أحمد رمضان، على دراجة بخارية أمام الجمعية المصرية للتنوير بشارع أسماء فهمي بمصر الجديدة حيث مكتب فرج فودة بأسلحة نارية دبرها لهم إرهابي ثالث وهو أبو العلا عبد ربه. وفي الساعة السادسة والنصف مساء، وعند خروجه من الجمعية بصحبة ابنه أحمد وصديق، وفي أثناء توجههم لركوب سيارة فرج فودة، انطلق أشرف إبراهيم بالدراجة البخارية وأطلق عبد الشافي رمضان الرصاص من رشاش آلي فأصاب فرج فودة إصابات بالغة في الكبد والأمعاء، بينما أصاب صديقه وابنه إصابات طفيفة، وانطلقا هاربين. غير أن سائق سيارة فرج فودة انطلق خلفهما وأصاب الدراجة البخارية وأسقطها قبل محاولة فرارها إلى شارع جانبي، وسقط عبد الشافي رمضان وارتطمت رأسه بالأرض وفقد وعيه فحمله السائق وأمين شرطة كان متواجدًا بالمكان إلى المستشفى حيث ألقت الشرطة القبض عليه، أما أشرف إبراهيم فقد تمكن من الهرب. يذكر أن قاتل فودة قال في تحقيقات النيابة، أنه قتل فودة بناءً على فتوى الدكتور عمر عبد الرحمن مفتي الجماعة الإسلامية بقتل المرتد ولأنه ينشر كتباً تدعو إلي الكفر والإلحاد، ولما سُئل من أي كتبه عرف أنه مرتد، أجاب بأنه لا يقرأ ولا يكتب، ولما سئل لماذا اختار موعد الاغتيال قبيل عيد الأضحى، أجاب: لنحرق قلب أهله عليه أكثر.
عقب اغتيال فرج فودة وفي نفس اليوم الذي قُتل فيه أعلن الهضيبي عن ترحيبه وتبريره للاغتيال حيث خرج متحدثا لإذاعة الكويت ومهللاً وشامتاً في مقتله، ونشرت الجماعة الإسلامية بيانا تقر فيه بمسئوليتها عن مقتله وأنها قتلته تطبيقا لفتوى العلماء.
وفي شهادته في المحكمة (والمنشورة في مجلة الوعي – لبنان – يوليو 1993) قال الغزالي، "إنهم قتلوا شخصاً مباح الدم ومرتداً، وهو مستحق للقتل، ففرج فودة بما قاله وفعله كان في حكم المرتد، والمرتد مهدور الدم، وولي الأمر هو المسئول عن تطبيق الحد، وأن تجاوزهم الوحيد هو الافتئات على الحاكم، ولا توجد عقوبة في الإسلام للافتئات على الحاكم في تطبيق الحد (أي أنه لا يجوز قتل من قتل فرج فودة( ". وتابع الغزالي "إن بقاء المرتد في المجتمع يكون بمثابة جرثومة تنفث سمومها بحض الناس على ترك الإسلام، فيجب على الحاكم أن يقتله، وإن لم يفعل يكون ذلك من واجب آحاد الناس".
ولم يكتفِ الغزالي بذلك بل نشر بيانا مساندا لمحمود مزروعة وقع عليه وقتها من الشيوخ المعروفين محمد الغزالي ومحمد متولي الشعراوي ومحمد عمارة.
وفي شهادته أمام المحكمة، قال محمود مزروعة أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر "إن اتصالا جاءه من شباب يدعون انتماءهم لإحدى الجماعات الإسلامية، ويريدون استشارته في أمر عاجل، فحدد لهم موعدا، والتقاهم، فسألوه: "ما حكم المرتد" فأجاب: "قتله"، ثم سألوه: وإذا لم يقتله الحاكم؟، فأجاب قاطعا: يكون حكم قتله في رقاب عامة المسلمين".
و كشف الدكتور محمود مزروعة، بعد 20 عامًا عن معلومات جديدة، ففى حوار معه فى جريدة «فيتو الأسبوعية - 17 يوليو 2013»، قال: «طٌلبت للشهادة بشكل صريح، وكنت أنا وبعض علماء الأزهر مطلوبين، منهم الشيخ «جاد الحق» شيخ الأزهر، ورفضوا الشهادة، لكن الشيخ محمد الغزالي طلب الشهادة (تطوع بالشهادة بدون أن يرسلوا له) وشهدنا، وشهادة الغزالي بلغت 25 دقيقة، وكانت حول أحكام الشريعة، لكن شهادتي استمرت أكثر من ثلاث ساعات». وكشف «مزروعة» بأنه قابل قتلة «فودة» قبل تنفيذ جريمتهم، قائلًا: «هناك أمر حدث لم أذكره من قبل وهو أن هؤلاء الشباب طلبوني هاتفيًا، وكنت وقتها أستاذًا معارًا بجامعة قطر، وكنت مسافرًا بعد يومين لقطر، وطلبوا منى مقابلتي شخصيًا، وقالوا إنهم «جماعات إسلامية» تريد استشارتي فى أمر ما، فقلت لهم تفضلوا فى بيتي فرفضوا، وأعطوني موعدًا فى بنزينة قريبة من شيراتون المطار، وتوجهت لهم، وتركت سيارتي للعمال وطلبت غسيلها وتوضيبها، ودخلت مع أحدهم فى حجرة، ووجدت مجموعة شباب، وسألوني عن حكم قتل المرتد، فقلت: يجب قتله، فقالوا إذا لم يقتله الحاكم؟.. قلت: يقوم به عامة المسلمين، وفى أعناقهم ضرورة قتله، وبعدها انصرفوا وبعد يومين سافرت قطر، وفى الصباح حدثت الحادثة».
وبعد أسابيع من الاغتيال، ألّف الدكتور عبد الغفار عزيز رئيس ندوة علماء الأزهر كتابًا أسماه "من قتل فرج فودة؟" ختمه بقوله: "إن فرج فودة هو الذي قتل فرج فودة، وإن الدولة قد سهلت له عملية الانتحار، وشجعه عليها المشرفون على مجلة أكتوبر وجريدة الأحرار، وساعده أيضًا من نفخ فيه، وقال له أنت أجرأ الكتاب وأقدرهم على التنوير والإصلاح".
حكمت المحكمة بإعدام المتهمين الأول والثاني والحكم بالسجن المؤبد على المتهم الثالث أبو العلا عبد ربه، وجاء محمد مرسي وأفرج عنه مع العديد من الإرهابيين والقتلة بعفو رئاسي خاص
المناظرة في الحقيقة مناظرتين، فُرغت في كتابين، انهيت الكتاب الأول والذي كان يمثل فيه التيار الاسلامي: محمد الغزالي،مأمون الهضيبي،محمد عمارة. والتيار العلماني:فرج فودة، ومحمد أحمد خلف الله.
ممتعة وثرية..بصدد البدء في الكتاب الثاني
قرأت الكتاب الثاني أو المناظرة الثانية اكتسبت منه معرفة الخلط الذي يقع فيه التيار الاسلامي، ونظرة التيار العلماني.
ينقسم الكتاب إلى قسمين : تقديم ليس بالقصير ، و وقائع المناظرة ذاتها
أما التقديم : أعيب على الكتاب الاستطراد المبالغ فيه فى الجزء الخاص بالحديث عن شخصيات الفريق العلمانى خاصة د/ فرج فودة فهذا الاستطراد يحتوى بعض المواقف التى أراها مُكررة ، كما أنه - ضمنياً - يمس وتر المشاعر لدى القارئ إلى حد معقول ... و هذا من شأنه أن يفعل شئ من اثنين بالقارئ : - إما أن يثير حفيظتك ضد الدكتور فودة ، إن كنت تميل للجانب الإسلامى حتى و إن لم تقرأ له من قبل ( مثلى ) - و إما أن يثير حفيظتك ضد الجانب الإسلامى إذا كنت من مؤيدى الدكتور فرج فودة و بغض النظر عن كونك مؤيداً لهذا الجانب أو ذاك ... فأنا أكره أن يلعب أحد على وتر مشاعرى لإقناعى بفكرة ما !
و هنا أيضاً كلمة للإنصاف : الكاتب لم ينقصه الحجة المنطقية فى الرد على آراء الدكتور فودة و لم ينقصه أيضاً أمانة النقل .. فقد كان يذكر فى كل فقرة ينقلها عن الدكتور فرج فودة اسم الكتاب و رقم الصفحة و لكن هذان العاملان كافيين لإقناع القارئ دون الحاجة للضرب - الضمنى - على وتر المشاعر هذا ( و الذى أتضح بصورة أقوى فى الجزء الثانى من الكتاب )
و أما وقائع المناظرة ذاتها : فأرى أنها - كما عقب المؤلف - لم تدور حول محل النزاع الحقيقى بين الطرفين و الذى هو ( التحاكم إلى الشريعة أم لا ! ) و لكنها دارت حول تفاصيل و مسلمات من الطرفين لا قيمة لمناقشتها إذا كان الأساس مختلف و بهذا ظهرت الصورة النهائية أن لا خلاف بين الطرفين إلا فو وجهة النظر ! و هذا خطأ لأنهم أصلاً لم يتحدثوا حول محل النزاع الحقيقى .
و الحقيقة اعترف بذكاء د/فرج فودة فى هذه النقطة لأنه نجح فى جرّ الحوار إلى الجانب الذى يريد و ابتعد عن محل النزاع حتى يُثبت فى النهاية أنها مجرد اختلاف رؤى و وجهات نظر ( و هذا ما أقره بنفسه فى نهاية المناظرة ) و اتضح أيضاً من هذه المناظرة أن مجرد تطرُّق الدكتور فودة و الدكتور خلف الله للأمور الدينية و الفقهية كاد يفضحهم كثيراً ، لأنهم ليسوا أهل للتحدث فى هذا ... و إنها هى اجتهادات خاصة بهم ... و أيضاً للاجتهادات فى هذه الأمور ضوابط أيضاً فمن تكلم بغير علم فقد زلّ !
و من الناحية الشرعية للموضوع ... فقد أفحمهم الجانب الإسلامى و لم تكن ردود العلمانيين فى هذا الصدد مُقنعة ، و ذلك - مرة أخرى - لأنهم ليسوا أهل لذلك و لذلك أيضاً قاموا بزحزحة الحوار إلى التفاصيل السياسة لأن هذه منطقتهم التى يجيدون اللعب فيها .
و ما استنكره فى هذا الجزء هو تعقيبات المؤلف العديدة أثناء المناظرة نفسها و تكرار بعضها أكثر من مرتين و بنفس التفصيل و الاستطراد ! و الحقيقة أيضاَ أن كل ما أعيبه على هذا الكتاب يتعلق بالمؤلف فقط و أسلوبه و ما إلى ذلك ... أما المناظرة من حيث عرض وجهات النظر و الحجج ، و الأسلوب المحترم للحوار ، و المعلومات التى تحتويها فقد استحقت الثلاث نجمات بجدارة .
و أخيراً ... فيما يتعلق بالدكتور فودة ، فأنا لم أقرأ له من قبل و لكن من بعض أرائه فى هذه المناظرة فأنا أرى : ♦ أنه من دعاة الحرية و الديمقراطية إذا كانت تصب فى مصلحته فقط - للأسف - ، و أنه من دعاة الفتك بالمعارضين إذا كانوا هؤلاء المعارضين هم الإسلاميين ♦ و انه فى هذه المناظرة استخدم نفس الحجة أكثر من مرة للرد على أكثر من موقف و كأن حججه قد أنتهت ! ♦ و فى موقف آخر يتناقض دكتور فودة مع نفسه حين يقول أن هذه المناظرة من ثمار الدولة المدنية التى ترفضونها و التى جعلتكم تخرجون و روءسكم فوق أعناقكم .... ثم يعود ليقول أن كتابات الملاحدة و مناظراتهم فى الدولة العباسية ( التى هى دولة دينية فى نظره ) وصلت إلينا ، و كان الحوار بالحروف و ليس بالكلاشينكوف ! و على كُلٍ فأنا أعتبر هذا مجرد رأى مبدأى فى الدكتور فودة ... و لى جلسة طويلة جداً مع كتبه لاحقاً .
الكتاب تفريغ مناظرة قامت في معرض كتاب القاهرة في التسعينات بين طرفين علماني وإسلامي، قام بالتفريغ الدكتور محمد عمارة وهو أحد المتناظرين وهذا يبرر انحيازه الواضح لفريقه ولا يلام في طبيعته البشرية إنما كان العشم أكبر في شخص بقدر الدكتور محمد عمارة فَلَو أضاف تعليقات للطرف الآخر على الأقل بعد انتهائه من التفريغ بدل اكتفائه بنقل تعليقات وتعقبيات تؤيد فريقه.. بل وصل بعضها لتكفير الفريق الآخر كتعليق زينب الغزالي.!
عموماً موضوع المناظرة هو الدولة الدينية والمدنية وأصحاب التيار الديني في العالم العربي يصرون على تطبيق الشريعة التي يرونها ومعارضتهم تصر على علمانية بحته… وفيما بينهم ضاع الإسلام والمسلمون.
كتاب شيق وغني بالمعلومات والحجج لكلا الطرفين ..أعجبني كثيرا اسلوب فرج فوده في المناظره وقدرته علي مقارعه الحجج والمناظره واستخدام الادله والوقائع بما يفيد موقفه .. رأيت في موقف سليم العوا والدكتور عماره موقف رجل الدين الوسطي غير المتمكن للاسف او ربما لان اسلوب فرج فوده وحيويته في الرد قد غطت علي كل المتناظرين ....موقفي من الدوله الدينيه والعلمانيه واضح فانا لا اريدها علمانيه اريد الاحتكام الي الكتاب والسنه ..ولكن من يحكم ومن يطبق وما هي آليات التطبيق والحكم ..لدي الكثير من الوقت والكثير من المراجع التي علي مطالعتها حتي ابدا بتكوين فكره عامه عن هذه القضيه .
هذه أقرب إلى المحاكمة منها إلى المناظرة! المتهم فيها هو الإسلام أو الشريعة الإسلامية! وممثلا الادعاء هما الدكتور فرج فودة والدكتور فؤاد زكريا، أما هيئة الدفاع فيرأسها الشيخ محمد الغزالي ويعاونه الدكتور محمد عمارة والمستشار مأمون الهضيبي. نتيجة هذه المحاكمة معروفة سلفا من قبل أن يخلق الله الأرض ومن عليها، ولكنه الكِبر والجحود الذي جعل بعضهم يظن على حين فترة من تمسك الناس بدينهم، أن الإسلام في أضعف حالاته وأنه آن أوان الإجهاز عليه وعلى رؤوس الأشهاد! ولكن يأبى الله إلا أن يتم نوره ويُعلي كلمته وينصر أهله. "والله غالب على أمره ولكنَّ أكثر الناس لا يعلمون".
مناظره بين العلمانيه والتيار الاسلامي في المعرض الدولي للكتاب القاهره في يناير 1982 .. كان محمد عماره احد اطراف هذه المناظره .. وفي هذا الكتاب كل كلمه قيلت في المناظره .. مع بعض التعليقات الفرعيه للكاتب في هامش الصفحات