يتألف الكتاب من تسعة فصول، قدم المؤلف خلالها تحديدا لغويا وفلسفيا وسيكولوجيا لمعنى الغرابة، وقارن بينه وبين المعاني الخاصة بمفاهيم أخرى تلتبس معه أحيانا مثل الغربة والاغتراب والتغريب وغيرها.
ثم طرح بعض التصورات الخاصة حول تلك العلاقات الممكنة بين عالم الأدب- القصة القصيرة والرواية خصوصا ومفهوم الغرابة، ثم عمد إلى التركيز أيضاعلى تلك العلاقات الموجودة بين إحساسات الخوف والفزع والرعب من الإحساسات المخيفة وبين الإحساس بالغرابة.
وتحدث بعد ذلك عن مفهوم الذات وتطورها نحو السواء أو نحو التفكك والاختلال والمرض. وأيضا الجذور الفلسفية والسيكولوجية والأدبية لفكرة الازدواج. كذلك تم التركيز على فكرة القرين أو الشبيه في الأدب. وفي الكتاب أيضا حديث عن "روح المكان" وعن الروح المهومة في المكان، وعن مفاهيم الأشباح والأطياف والمراودة، وعن معاني هذه المفاهيم القديمة والحديثة وعلاقتها بموضوع الغرابة في الأدب بصفة خاصة.
عمل سابقاً أستاذا لعلم نفس الإبداع بأكاديمية الفنون بمصر.ونائباً لرئيس الأكاديمية في الفترة 2003 - 2005. شغل سابقا منصب عميد المعهد العالي للنقد الفني بأكاديمية الفنون بمصر. متخصص في دراسات الإبداع الفني والتذوق الفني لدى الأطفال والكبار وله مساهمات في النقد الأدبي والتشكيلي أيضا.
مؤلفاته
* العملية الإبداعية في فن التصوير 1987. * الطفولة والإبداع - خمسة أجزاء 1989 * الأسس النفسية للإبداع الفني في القصة القصيرة خاصةً 1996 * الأدب والجنون 1998. * التفصيل الجمالي 2001. * الفكاهة والضحك - رؤية جديدة 2003. * عصر الصورة - السلبيات والإيجابيات 2005. * الخيال من الكهف إلى الواقع الإفتراضي 2009.
كما ترجم كتابين :
* الأسطورة والمعنى1986 * بدايات علم النفس الحديث 1986 * العبقرية والإبداع والكتابة 1993. * سيكولوجية فنون الأداء 2000 * الدراسة النفسية للأدب 2001 * معجم علم العلامات 2001
الغرابة خط محوري في الرؤية والتعبير والتفسير الغرابة باختصار الآخر الشعوري الذي لم يخطر في أحلام يقظة الذات وهي تتصور عالمها، فوضعها ذاك الآخر في مأزق إعادة قراءة مكونات هويتها وتفعيل وسائل إدراكها والاتساع بمجال المالوف ليحتضن غير المألوف الفن هو الغرابة بعيدا عن المباشرة تشكيل ينتج نفسه طوال العمل يستخلص من مخيلتنا عالما نكاد نراه ولا نجد وسيلة للتعبير عنه إلا حين نتامله في الإ بداع فنجد المرآة التي أنطبعت فيها تفاصيل شعورنا الغرابة جمال يفتح في أذهاننا مساحات لرؤى تمنحنا ثراء في تعاملنا اليومي مع المألوف فنعالجه بأساليب جديدة تأمل الآخر الغريب واعد تأمل نفسك بعد ذلك ستجد شيئا يجمعكما... منطقة مشتركة لكنك لم ترها وحدك... الفن يساعدنا على رؤية الآخر... تذوق جماليات عالمه... فهم رموزه... ثم إعادة قراءة الذات لاكتشافها بعين تجدد ماؤها لا تتعجل في رفض عمل فني... إنه الآخر الغرائبي الذي يقول ما في نفسك بأبجدية جمالية لو حاولت فك شفرتها ستجد ثراء يفوق الخيال الغرابة محاولة خيالية لبلوغ الغاية الجمالية التي نتوق إليها بما فيها من كنوز معرفية غامضة يستشرفها حدسنا المتوهج بخبراتنا واحلامنا... قصور اشواقنا الخفية نصممها بدقة في أبجديات الجمال
اعتقد ان الكاتب الفاضل قد ضيق مفهوم الغرابة حين اقتصره على الجانب المقلق والخوف وغير المألوف والمكبوت . فمفهوم الغرابة يتمدد في فضاءات متسعة مثل الدهشة المصاحبة بالانفعال الواعي بعيدا عن الخوف بسبب اتساع العالم اكثر مما يتصوره الفرد ، كذلك التصورات المضيئة لا المعتمة فقط.
الكتاب مثقل بشرح وتوضيح المفاهيم والمقارنة بينها وبين استخداماتها المختلفة بجانب الكثير من علم النفس وخاصة مدرسة التحليل النفسي، وهي أمور جعلت الكتاب ثقيلا على النفس وتاهت وسط كل هذا جوانبه المميزة. ما جذبني في الكتاب من الاصل هو الاشارة في العنوان إلى انه يتناول تجليات الغرابة في الادب ولكن هذا الجانب الذي جذبني للكتاب كان متواضعا وضعيفا ولم تكن فيه افكارا اصيلة بل مجرد استعراض لوجهات نظر باحثين آخرين.
يقول الكاتب في توطئة الكتاب ان الغرابة ضد الالفة وهي نوع من القلق المقيم حالة بين الحياة والموت التباس بين الوعي وغياب الوعي حضور خاص للماضي في الحاضر وحضور خاص للأخر في الذات قلق غير مستقر بين الزمان والمكان إقامة عند التخوم.
انصح بقراءته لمن يهتم بالمفاهيم الأدبية التي تمت لها ودليل ذلك والاستشهادات تبين مدى المجهود والعمق لدى الكمؤلف
كتاب قيّم ودَسِم يتناول فيهِ الدّكتور شاكر عبد الحميد مفاهيم الغرابة والقوطية والرعب والطيفيّة والإزدواجيّة بلغةٍ ذكيّة وعقلٍ حاذق لا ينمُّ إلّا عن فهمِ الكاتب وجودةِ طرحِه في الأفكار والمضامين. ❤️