What do you think?
Rate this book


334 pages, Paperback
First published January 1, 2012
هل من الممكن حقا أن يتحول ما بدأ بثورة في يناير 2011 مع مرور الوقت إلى انقلاب تقتصر مهمته على تغيير رأس النظام و بعض الأشخاص المحيطين به دون أن تمتد يده إلى اقتلاع مفاسد النظام بأكملها؟لا أعلم هل كانت نبوءة في نهاية 2011 أم كانت استقراء للواقع من رجل محنك صقلته التجارب و لم تسكره نشوة الانتصارات الزائفة. فلم يكن أكثرنا تشاؤما يظن أن الأسوأ هو القادم لبلدنا الحبيبة و لا أن الظلم سيجثم على صدورنا فيتنسم بعضنا عبيره الكريه بردا و سلاما راقصا منتشيا و كأن العدل قد تحقق و معه الكرامة و الحرية.
إن هناك سببا حقيقيا إذا للخوف من ألا تسفر ثورة يناير عن أي تقدم يذكر في تحقيق الديموقراطية الاقتصادية و الاجتماعية و من ثم في تحقيق الحرية السياسية الحقيقية. بل أن تأتي لنا بحريات سياسية صورية لها شكل الديموقراطية و حقيقة الديكتاتورية.الكتاب وثيقة مهمة للسنة الأولى من الثورة و ما سبقها من مقدمات بأسلوب جلال أمين السلس الجميل و رأيه المبثوث بين السطور. لم ينس جلال أمين انتهاز أي فرصة لتمجيد عبدالناصر و ما فعله بالبلاد مؤكدا على أن نقطة الانهيار الحقيقية كانت بعد هزيمة 67 مباشرة و لولاها لكان لنا شأن أخر. لم يتعرض الكاتب للكثير من الأحداث المهمة كقمع العسكر للمتظاهرين في مناسبات عديدة كمجلس الوزراء و محمد محمود و غيرها و ان كان قد أفرد مساحة صغيرة لأحداث ماسبيرو.
فالإنسان ضعيف ..بل وضعيف جدًا ..ومن أوجه ضعفه الكثيرة استعداده المستمر لتصديق ما يحب أن يكون صحيحًا.. حتى لو كان أبعد ما يكون عن الحقيقة