اتَّسمت العلاقة بين الشرطة والمواطن على مرّ العصور بقدر كبير من الحساسية؛ نظرًا لما تمثله الشرطة من تعبير صارخ عن السلطة التي تمسك بزمام الأمور في الدولة وما تملكه من أدوات للردع والعقاب وتتوقف هذه العلاقة إلى حدٍّ كبير على مدى ما يتمتع به المجتمع من استقرار وتوازن في الحقوق والواجبات وما يتميز به من احترام القانون والعدالة والحفاظ على مبادئ الديمقراطية والمساواة..
ولقد صدر حديثًا عن دار صفصافة للنشر والتوزيع بمصر كتاب تحت عنوان إغراء السلطة المطلقة.. مسار العنف في علاقة الشرطة بالمواطن عبر التاريخ، للكاتبة الدكتورة بسمة عبد العزيز.
بانوراما تاريخيَّة
والكتاب يتتبع مسار علاقة الشرطة بالمواطن عبر التاريخ، وسبق له أن فاز كبحث بجائزة أحمد بهاء الدين للباحثين الشباب في مصر، قدّم للكتاب الكاتب الكبير سلامة أحمد سلامة، الذي أشار إلى أنه لا يمكن في الواقع العملي فصل العنف في العلاقة بين الشرطة والمواطنين عن سيادة العدالة والقانون واحترام حقوق الإنسان في مجتمع ما، فحيث تزداد مظاهر العنف في تعامل الشرطة مع المواطن، تقل أساليب تطبيق العدالة والقانون، ويزداد غلو السلطة الفرديَّة والبوليسية في تأكيد نفوذها... إلى الدرجة التي نراها -أحيانًا- من صدام بين القضاة كونهم رموزًا للعدالة وضباط الشرطة كونهم جهازًا تنفيذيًّا قد يُعهد إليه في بعض الأحيان بوضع السياسات والبرامج التي تتبناها الدولة، ما خلع على صورة الشرطة في وعي المواطن قوة ديناصوريَّة هائلة ليست في خدمة الشعب بل في خدمة الحاكم
Basma Abdel Aziz has a BA in medicine and surgery, an MS in neuropsychiatry, and a diploma in sociology. She works for the General Secretariat of Mental Health in Egypt's Ministry of Health and the Nadeem Center for the Rehabilitation of Victims of Torture.
Abdel-Aziz gained second place for her short stories in the 2008 Sawiris Cultural Award, and a 2008 award from the General Organisation for Cultural Palaces. Her sociological examination of police violence in Egypt, Temptation of Absolute Power, won the Ahmed Bahaa-Eddin Award in 2009.
Her debut novel Al-Tabuur [The Queue] was published in 2013, and Melville House published an English translation by Elisabeth Jaquette in 2016.
In 2016 she was named one of Foreign Policy 's Leading Global Thinkers.[ In 2018 she was named by The Gottlieb Duttweiler Institute in the list of top influencers of Arabic public opinion.
دراسة مفيدة تبحث تطور علاقة الشرطة بالمواطن العادى لكن عندي شوية تعليقات
أولا : الدكتورة بسمة كانت عايزة تفصل المواطن السياسى عن المواطن العادي المهمش الى ملوش فى السياسة وازاى علاقتته اتأثرت بالشرطة واصبح يخاف يخش حتى قسم , فعشان كدا فى فترة ناصر قالت الصراحة انه مارس العنف ضد المواطن السياسى لكن مجبتش اي تفصيل عشان مش محل الدراسة : ماشى كلام سليم لكن :
1- فى عصر مبارك اتكلمت ان فيه مواطنين عاديين اتبهدلوا مثلا اقارب المتهمين يعنى تهديد المتهم بايذاء زوجته او ابنائه , وهل ده حصل ايام ناصر وقبل يوليو 52 انا بردو مش هتكلم على المتهم السياسى انا بتكلم على عائلته
2- فى فترة مبارك اتكلمت على احداث الكشح وبنى مزار وكذا واقعة , طيب فى فترة ناصر فين احداث كمشيش من الكتاب وده احداث ملهاش اى علاقة بسياسة كونهم قالوا ان الى مات اتحاد اشتراكى وعائلة الفقى الاقطاعى قتلوه , ده مينفيش ان مواطنين عاديين اتعذبوا واتأذوا, لدرجة ان طلع قرار مضمونه القبض على محمد واخرون
3- فى فترة ناصر قالت ان عدد اوامر الاعتقال اربعة عشرة الف فى 18 سنة اما ايام السادات فى 11 سنة كان فيه اوامر اعتقال اكتر عشان توضح ان السادات في فترة اقل اعتقل أكثر
انا عارف انها اهتمت بالحال الى موجودة فى مصر ساعتها بدليل انها مكتبتش كتير بردو عن فترة السادات ولا مثلا عن حادثة مهمة زي احداث 18 و 19 يناير , لكن قصدى انها تزود شوية كلام بس على فترة ناصر واللي قبلها
ثانياً : نقلت جزء من كلام للمفكر هادى العلوى الشيوعي من كتابه تاريخ التعذيب وفيها قال ان ابن تيمية اجاز ضرب المتهم وجلده ليعترف , الفتوي فيها تفصيل كامل ومش بالمعنى ده , كنت عايز بس تقول ان قوله مش كدا او ان فيه تفصيل للفتوي لكن الى يقرأ كدا هقول انه فعلا فيه فتوي ومش من اى حد ده من الامام ابن تيمية بضرب اى مسجون وجلده كمان عشان يعترف وده محتاج توضيح ميتقالش فى سطر.
كم مرة وجدت في نفسي كراهية شديدة للشرطة والنظر إلى معظم رجال الشرطة باستياء؟ الإجابة : تقريبًا طوال الوقت. جاءت قراءتي لهذا الكتاب علّني أعرف لماذا أحمل كل هذه الكراهية رغم انعدام احتكاكي شخصيًا بأي شرطي على الإطلاق.
الكتاب الذي كُتب قبل الثورة يرصد علاقة الشرطة بالمواطنين منذ مصر الفرعونية القديمة إلى عام 2009 وفي نهايته يتساءل عن إمكانية أن تحدث هبة شعبية كتلك التي حدثت في يناير 1977 المواطنون محل الدراسة هنا هم المواطنون غير المسيّسين على اعتبار وجود العداء دائمًا بين السلطة ومعارضيها وأنّ لجوء السلطة للعنف تجاههم هو أمر-رغم عدم مشروعيته- متوقع. الدراسة هنا تبحث العنف تجاه المواطن العادي وأصحاب التهم الجنائية.
بخلاف التعذيب القاهر في سجون عبد الناصر للسياسيين لم تكن هناك دلائل أن علاقة المواطن العادي بالشرطة بهذا السوء، بوادر العداء الصريح والعنف المتبادل-أحيانا- بدأت من أواخر عهد السادات ووصلت للذروة ولمستوى فج في عهد مبارك حيث أصبح عنفًا ممنهجًا يمكن تعميمه يحدث في مختلف أقسام الشرطة وباستخدام نفس الأدوات ونفس النظام في جميع أنحاء الجمهورية وكانت الحرب على الإرهاب وقانون الطواريء الغطاء الذي تم ممارسة باسمه أبشع جرائم التعذيب والترويع. إذا كان العنف قبل عهد مبارك موجهًا تجاه السياسيين ممن يصنفهم النظام في خانة الأعداء فإن هذ الخانة في عهده اتسعت كثيرًا لتشمل كل الشعب تقريبًا ، كل ممن لا يقعوا في خانة الأصدقاء من المؤيدين وأصحاب المصالح المشتركة، كل الشعب الذي يعاني تحت وطئة نظام فاشل فاسد أفقرهم وأذاقهم مرار الحاجة وضيق الحال وكل هؤلاء الذين تحت خط الفقر رأى فيهم النظام أنهم الأعداء ويشكلون خطرًا عليه فأقام جهاز أمني باطش كي يرهبهم ويحميه منهم.
في عهد مبارك شهد العنف الذي تمارسه الشرطة تغيّرًا في الكم والكيف واتخذ صور مخيفة بحق رصدَها هذا الكتاب: الحملات الأمنية التي تمشي بإذاعة الذعر، وقائع التعذيب والتلفيق المقبضة؛ فلك أن تتخيل كم التعذيب الذي تلقاه أب كي يعترف أنه هو من قتل ابنته المختفية والتي وُجدت بعد ذلك حيّة ترزق عند أحد الأقارب، كذلك رصد هذا الكتاب –مبكرًا- ظاهرة استخدام السلطة للبلطجية والمتحرشين واعتمادها عليهم قبل أن أشهده واضحًا مع قيام الثورة.
بحثت بسمة عبد العزيز أيضًا ما سُمي بالعنف الظرفي العشوائي، ذلك العنف الذي يصدر من رجال الشرطة تجاه مواطنين عاديين غير متهمين وفي حوادث عشوائية متكررة غير متوقعة كنشوب عراك بين ضابط وشخص آخر صدم سيارته، حدث عابر لكنه نتج عنه أن أخرج الأول سلاحه (مسدس، عصا كهربائية..) وقتل الطرف الآخر في عنف غريب غير مكافيء لمستوى الحدث ويعكس قدر كبير جدًا من تضخم ذات الشرطي ونظرته لنفسه وإحساسه بأنه فوق القانون وفي مأمن من العقاب، ولنا في حوادث أمناء الشرطة المتكررة مؤخرًا بعد إصدار هذا الكتاب مثال.
السؤال هو كيف يتم إنتاج هذا المسخ ؟
يتحدث الكتاب عن ملامح المنهج غير المكتوب الذي يتلقاه طلبة كلية الشرطة والذي يسير في خطين متوازيين، الأول يهدف لإقناعهم بأنهم فوق البشر وأن يشعروا بالتفوق عن المدنيين الذين هم في مرتبة أدنى مما يؤسس جدار فاصل بين الشرطي والمواطن العادي يسهّل سوء المعاملة بعد ذلك ، أما الثاني فهو يعمد إلى إذلال وإهانة الطلاب لجعلهم يعتادون الإهانة والعنف اللفظي في أداء عملهم كما أنه يعمل على أن يكون لديهم مخزون هائل من القهر والغضب يفرغونه في أقرب شخص يقع تحت سلطتهم أثناء عملهم.
" مش عارف ليه الواحد خارج من الكلية حاسس إنه الناس اللي بره وحشة، شايف الشباب متدلعين معندهمش نظام أو مجرمين، حتى البنات لو الواحد شاف بنت ماشية في الشارع يفكر على طول إنها ماشية بطريقة مش كويسة" ..."مش عارف ليه الواحد حاسس بِغِلّ..الضابط في القسم أول ما أوصل ياخدني على الحجز وينزل ضرب في المحابيس والغريبة إن أنا مش بتضايق إنه بيضربهم بالعكس مبسوط مش عارف ليه؟"
هذه كلمات ضابط حديث التخرج يمكن أن توضح الصورة.
بعيدًا عن ممارسة العنف أداء جهاز الشرطة عامةً لا يحظى بثقة المواطن، والدراسة التي يتلقونها غير كافية لتمكنهم من حل القضايا والقبض على المتهمين وعلى الجانب الآخر فإنه مطلوب من الضابط الجديد أن يأتي بعدد من القضايا المكتملة الأركان بمعدل ثابت ومنتظم وإلا اتُهم بالاهمال وانخفض تقييمه، طريقة عمل كهذه مع عدم التأهيل الجيد للتمكن من حل القضايا مع جهاز يرى نفسه فوق القانون لا حاميًا له يكون إذًا لا محل للعجب من انتشار تلفيق التهم والتعذيب لانتزاع أي اعترافات لتقفيل القضايا المفتوحة.
أين يقع المواطن من هذه الصورة القبيحة وبماذا يشعر وكيف يرد؟
المواطن يحمل إرثا طويلا من الخوف من الشرطة والخوف حتى من اللجوء إليها عند الحاجة فهو يعلم أنه في القرب منها هو عرضة للتنكيل مهما يكن بريئًا وأنه لا قانون يحميه عندها. تجاه التعذيب البشع الذي يقع على غيره يتبنى فرضية العالم العادل وأنه بالتأكيد كان قد فعل ما يستحق التعذيب، تحميه هذه الفرضية من بعض مشاعر القهر والعجز كما أن قيام المجتمع على السلطة الأبوية يجعل المواطن يعطي المشروعية للحاكم أن يؤدب أبناءه بالصورة التي يراها وهو ما يعكس ضعف معرفة المواطنين بحقوقهم وإدراكهم لقيمتهم وما يصلح وما لا يصلح لإقرار النظام وتنفيذ القانون وهو ما أسهم أيضًا في استمرار العنف وزيادة حدته.
من أواخر عهد السادات ظهرت بعض حوادث الرد العنيف على الشرطة في المقابل وتكاثرت هذه الحوادث قبل قيام الشرطة اعتراضًا على العنف أو تراخي الشرطة عن أداء وظيفتها في حماية المواطنين وضبط النظام. فالعقد الاجتماعي المعقود بين المواطن والسلطة والذي يتنازل فيه عن جزء من حريته مقابل أن توفر له الدولة الحماية والأمان أصابه الشرخ وأصبح الثمن الذي يدفعه المواطن فادحًا. تخلت الدولة عن دورها وأصبح كل ما تقدمه هو القهر والإذلال من خلال مؤسسة شرطية فاشلة لا تحظى بثقة المواطن ويعرف تمامًا كيف تلفق القضايا وكيف تعجز الشرطة عن استعادة حقوقه أو حمايته ووقفت الدولة مكتوفة الأيدي لا توفر احتياجات المواطن وتطلب منه ضمنيا ان يقوم بها بنفسه وفي هذه الحالة لا يتوقع أن يظل المواطن مثاليًا وأن يظل على احترامه لقانون يراه يُستباح ممن يناط بهم حمايته.
يبقى سؤال أخير:هل وقت الكتاب فات؟هل قدم الحوادث المرصودة وقيام ثورة شعبية شرارتها هي انتهاكات الداخلية يلغي الاستفادة من الكتاب؟ الإجابة على هذا السؤال هي نفس إجابة سؤال وهل غيرت الثورة الداخلية؟
دراسة هامة جدا جدا والفصل الأخير إللى فى الطبعة الرابعة كمان مهم جدا. انا خلصت الكتاب فى أقل من 24 ساعة من اهميته. داراسة جادة وعميقة ومبذول فى تعب كبير جدا
آخر مرة وقفت الشرطة بجانب الشعب المصري ضد الحكومات المستبدة كانت أيام الملك رمسيس الثالث !! ...
من حسن حظنا ان طُغاة الأرض لا يقرأون ،، وخاصة الطغاة العرب ،، لاحظ أن شرارة الثورات العربية كانت غضبة شعبية على الشرطة.
تحياتي للطبيبة بسمة ،، أقدر الكتاب الشباب الذين لا يلجأون لكتابة الرواية أو الشعر على سبيل الاستسهال وطلب الشهرة ويفضلون أن يبحثوا ويكتبوا كتابًا ذا قيمة كهذا الكتاب.
كتاب مهم جداً عن طبيعة علاقة الشرطة بالمواطن وعن اتخاذها مسار العنف. ينصح به للي عنده شك في إن حرق الأقسام في ٢٨ يناير كان حركة جماهيرية عشوائية ناتجة عن عقود من القهر والظلم والعنف من قِبل الدولة ضد المواطن المُسيس وغير المُسيس عن طريق إستخدام الشرطة كحماية للنظام وفي مواجهة المواطن.
ا-الفصل الأول: جهاز الشرطة (بانوراما تاريخية) يرصد هذا الفصل نشأة و تطور الجهاز الشرطي علي مر العصور بدء من الفراعنه مروراً بالعصر الروماني، البطلمي، الإسلامي و صولاً إلى الدولة الحديثة .. إختلاف التسميات و الهيكل الوظيفي و مدى تبعيته لجهاز الدولة
كانت المعلومات تبدو خيالية و عصيه على التصديق في بعض الأحيان .. إضرابات و اعتصامات في عهد رمسيس الثالث و تحيز رئيس الشرطة للعمال و مساعدته لهم .. كيف آلت الأمور لما آلت إليه الآن ؟؟
نتعرض لإقرار العقد الإجتماعي الذي ينظم العلاقة بين الدولة و المواطن و التي تقع الشرطة في نطاقها
"و مع تأسيس الدولة .. و مع ارتضاء الأفراد المجتمعتين بالعيش في كنفها، يكون ثمة تعاقد غير مكتوب قد تم بين الطرفين، يتنازل فيه الأفراد عن بعض من حرياتهم الشخصية مقابل أن تقدم الدولة لهم الحماية و الاستقرار و الأمان .. الثمن الذي يدفعه الفرد من حريته لقاء الأمان و الحماية، لابد و أن يتناسب مع ما يحصل عليه واقعياً" بين الواقع و المفروض ...
ثم ننتقل لمسح شامل لتطور الآداء الشرطي علي امتداد العصور المختلفة و بدايات استخدام العنف و التعذيب ضد الخصوم و بدايات توتر في علاقة المواطن بالشرطة و انقلاب الأوضاع و التي لم تنعدل للآن و بداية التوسع في تصنيف النظام لأعدائه في الجمهورية الثانية و استمرت إلى الآن
2- العنف الأمني و تحولاته ( الجمهورية الثالثة: بدءاً من 1981)و تطور العنف 1991- 2009 من حيث الكم و الكيف و ظهور الحملات العقابية .. هنا يتم تصنيف و توصيف أنواع العنف .. عنف منهجي و عنف ظرفي عشوائي و في هذا الإطار تسرد الكاتبة العديد من الحوادث و تحللهاو محاولة رصد الإطار النفسي والإجتماعي لممارسة العنف المنهجي و الظرف-عشوائي و هنا تبدأ في الشك إذا ما كنت فعلاً تعيش في هذا البلد .. إزاي الحوادث دي عدت عادي كده و الصحافة عدت عليها سريعاً كده ..
3- كيف ينظر المواطن إلى الشرطي (الصورة الحالية للشرطي في وعي الناس) بداية من المظهر العام الذي يبعث على الرثاء و الشفقة للجنود أو يرتبط عند المواطن بالصلف و التكبر و العدوان غالباً للضباط "هكذا هي صورة الشرطي في وعي المواطن اليوم: إطار عريض من العنف و خطوط حمراء كثيرة."
4- الفصل الرابع: العنف الأمني في ضوء المتغيرات السياسية و الإجتماعية و الإقتصادية زهرة الزهرة و خلاصة الأرب منذ البداية .. صناعة المسخ العنف الأمني في ضوء العوامل المرتبطة بأفراد الشرطة (الدراسة / العمل) طريقة الدراسة و أسلوب العمل إن نجى الطالب من الأولى ف غالباً لن ينجو من الأخرى 5- الفصل الخامس: انفراط العقد ما يفوق عنف جهاز الشرطة و فقدان الهيبه -بلا هيبه- و تبنيه للعنف و لكن ابتداعه لأنواع جديدة من العنف -مثل الإستعانة بالبلطجية و المتحرشين لفض التظاهرات و الإعتصامات- و إقتداء من يصادف الانفلات في نفسه هوى لهذا السلوك في البدأ -استباحة الشرطة للقانون -فاستباحة المواطنين لما استباحتة الشرطة لنفسها من قبل -ثم استباحة المواطن للشرطة "لم يعد في إستطاعة الناس تحمل مزيد من القهر و الإذلال من دون أن يلمسوا أي أمل في تحقيق تقدم أو بناء مستقبل أفضل، فلا الدولة المستبدة قادرة على تحقيق مستوى معيشة مقبول، و لا هي تحفظ لهم الحد الأدنى من الكرامة الإنسانية ... ضاق الهامش الذي كان كثير من الناس يعيشون فيه حتى بات يعتصرهم داخله إعتصاراً .. استُنزِفَت واستنفِدت قدرة المواطن المصري الهائلة على التكف و المراوغة .. لم تعد العلاقة بين المواطن و الدولة و عسكرها مبنية على الخوف و الخضوع فقط؛ بل تلونت بكثير من التحدي و العداء" LOSING CONTROL "مع كل القمع و العنف الذي يطال الناس، و مع انتهاك الحقوق و الحريات؛ فإن الدولة كذلك تتخلى عن كثير من مسؤولياتها تجاه المجتمع، إنها لا تتراخى فقط في تطبيق القوانين و في الحفاظ عليها، لكنها أيضاً تنسحب انسحاباً مدهشاً من مهام تنظيم الحياة اليومية و متطلباتها، حتى أبسط الأمور التي لا تحتاج إلى موارد و إمكانيات هائلة تظل غير مستوفاه." "الأعمال التي يقوم بها الناس طوعاً تصبح بمرور الوقت واجباً عليهم، تترك الدولة لهم ما تعجز عن حله و تلقيه فوق رؤوسهم و تتنحي عن الطريق؛ تختار أن تنعزل عن المشكلات بشكل أو بآخر، و من ثم.. فحين تققع أزمة بسبب الحلول العشوائية التي يلجأ الناس إليها؛ تصبح الدولة بعيدة عن المسئلة"
ترهل الدولة و إنسحابها من جميع النواحي المختلفه يعد إخلال بالعقد الإجتماعي المبرم بين الدولة و المواطن
"إبرام عقد يلزمه وجود طرفين، فإذا انسحب أحدهما جاز للآخر أن يفعل المثل، ليصير العقد لاغياً" "حين يسود القصور و القشل جميع المستويات لا يصبح هناك تعويض من أي نوع أو مزيد مما يمكن خسارته" "لم يعد ممكناً أن يستمر أحد الأطراف في الإخلال ببنود العقد الإجتماعي من ناحيته، و أن يحتفظ الآخر بدوره كما هو"
اللي يزعل البني آدم مننا إن بعد ثورة، و رئيس منتخب و أكتر من سنتين، الكلام لايزال ساري و صالح
وجوايا يقين -لا دليل عليه- إن كل حاجه غلط في البلد دي أصلها الداخلية
و بالرغم إن قلبي مش مطاوعني بس " لو كان لي دعوة صالحة لصرفتها إلى الإمام " ربنا يصلح أحوالهم
لم أقرأ لكاتبة بهذا النضج من قبل. لا أقصد النضج العاطفي أو أسلوب الكتابة، بل أقصد أن التجربة ككل ناضجة. أولا أفكارها مرتبة للغاية، وبما أن الكتاب يُعدّ بحثًا، فقد ظهر المجهود المبذول فيه، وقد قدّرته بشكل شخصي حيث أنني أعلم عن قرب مدى صعوبة كتابة بحث علمي متخم بالمراجع، مع الحفاظ على تماسك أجزاؤه. ثانيًا لغة الكاتبة شديدة الرصانة والبساطة في آن واحد، إخراج الكتاب ممتاز (زاخر بالتشكيل والهمزات وخال -تقريبا- من الأخطاء الإملائية والمطبعية). لم أتعجب عندما قرأت في سيرتها الذاتية أنها طبيبة نفسية، وقد أغرمت بتحليلاتها للدوافع وراء حالتي العنف المنهجي والعشوائي.
الكتاب أكثر من رائع وانصحكم بقراءته اذا كنتم تبحثون عن فهم العلاقة المتشابكة بين رجل الشرطة والمواطن .. الكتاب كشف لي الكثير من الاسباب النفسية والاجتماعية خلف العنف الموجه من رجل الشرطة نحو المواطن المصري وكذلك الاسباب خلف انهيار مكانة رجل الشرطة و فقدانهم لمكانتهم أمام المجتمع .. انصحكم بقراءة هذا الكتاب
مقتنع تمامًا بأن الكتاب رائع، والأسلوب ممتاز وطريقة طرح القضية متميزة، كتاب يستحق القراءة والعناية بكل ما فيه، كتاب بذلت فيه صاحبته مجهودًا أظنه غير عادي..! الكتاب يتحدث عن الشرطة أو البوليس أو رجل الأمن، عرض سريع لتاريخ العلاقة بين رجل الأمن والمواطن والنظام الحاكم من العصر الفرعوني حتى عصر السادات، وبعض الملاحظات والتحليلات، ثم عصر مبارك والذى تم تناوله بطريقة رائعة، عرضت لتصاعد العتف من قبل رجال الشرطة ضد المواطنين، وأوردت بعض الحوادث الموثقة، وقاملت بتفسيرها، وكيف أصبح العنف منهجيًا، الكتاب يستحق القراءة، اكررها كثيرًا، وأول مرة اقرأ كتاب بسيط ورائع والكاتبة طبيبة!
بحث رائع كتب عام ألفين وعشرة ليدق ناموس الخطر يجعلك تدرك موقف الشرطة الحالي في سياقه الحقيقي هيبة الشرطة ضايعة من زمان الإعتدائات على الأقسام بتحصل من قبل الثورة وحدوثها بكثرة بعد الثورة ليس أمرا مستغربا تنفذ الباحثة بسمة عبد العزيز من الوقائع المسجلة عن التعذيب والتجاوزات .. وتصريحات ظباط الشرطة أنفسهم .. الى عقلية الشرطة والتغيرات النفسية التي تحدث لهم منذ دخولهم الكلية إلى بدء التعامل العنيف مع المواطنين
الكتاب ده لازم يُدَرّس في المدارس... لازم الناس تشوف إزاي بحث زي ده حذر من قيام ثورة قبل قيامها بشهور، و إزاي فنّد كل أسباب قيامها عشان يفضل حاجة في التاريخ تقول لكل من قال إنها مخطط صهيوني و مؤامرة على البلد... تقوله اسكت يا أعمى القلب و البصيرة... دي ثورة قعدت سنين تحت الإنشاء و العصابة الحاكمة ربنا عماها عنها و كان لابد من قيامها عاجلاً أو آجلاً... و كان لا بد من قيامها يوم عيد... الشرطة
كتاب صغير الحجم عظيم القيمة ..يوضح أنه لا أحد يقرأ في هذا البلد حيث يرصد الكتاب مظاهر الاحتقان بين الشعب و السلطة الممثلة في جهاز الشرطة في نبوءة واضحة جدا تصل الي حد المعجزة بما سوف يحدث بعد صدور الكتاب بعدة شهور , لغة بسيطة و أسلوب شيق في عرض المعلومات و الأفكار دون اطالة يجذب القاريء , كتاب ممتاز
الكتاب بسيط جداً ف الاسلوب رغم حجم التفاصيل الهامة فيه ،تقدم الكاتبة تحليل رائع جداً ف لعلاقة المواطن بالشرطة والأسباب والدوافع التى تسببت ف هذه العلاقة ،كتاب رائع جداً له جانب بحثى ف سيكولوجية المواطن المصرى .. اضاف لى الكثير من المعلومات .. أنصح الجميع بقراءته جيداً
مبحث رائع جدا .. ولولا صغر محتواه .. كان من الممكن أن يعد من المراجع التاريخية لمصر الحديثة واعطاني الدافع والندم في ذات الوقت اني ادور علي المبحث الثاني ( ذاكرةالقهر ) بعد ماكان قدامي وماجيبتتوش واقراه
دراسة هايلة قامت بيها بسمة عبد العزيز يمكن جزء من روعة الكتاب إنه قبل الثورة بأيام قليلة جدا الباحثة نهت الكتاب بحاجة أشبه بنبوءة لثورة 25 يناير مع طريقة البحث اللي قامت بيها والتراتبية اللي وصفتها من اول تاريخ الشرطة في مصر من ايام الفراعنة لفصل كامل عن ايام مبارك وكان طبيعي إنه أي حد هيقوم ببحث زي دا هيوصل للنتيجة اللي وصلت لها بسمة لازم انتفاضة او مظاهرات او ايا كان المسمى المهم إنه كان لازم الشعب ينتفض كمية أحداث حكت عنها بسمة في أكتر من منطقة بيحصل فيها هجوم على شرطة قبل الثورة بشهور قليلة جدا من رفح لمطروح وقدرت ترصد في شهر اكتر من حادثة بالشكل دا ووضحت اد ايه الناس كانت بتاخد حقها بإيديها من الشرطة كان لازم يبقى فيه ثورة رغم إن المصريين محدش بيقدر يتوقع برد فعلهم وممكن نعيش سنوات من غير إظهار لرد فعل بس دايما فيه رد فعل الاختلاف بس بيبقى هو امتى بالظبط ؟
ختمت بسمة عبد العزيز الطبعة الاولى قبل الثورة بالفقرة دي "لقد عكست حوادث السبعينات المؤسفة في حينها حالة من الاحتقان الشعبي والغضب من السلطة ومهاجمة أقسام ومراكز الشرطة، وكانت نذيرًا لما تلاها من أحداث، لقد بدأت "الحوادث المؤسفة" في العام 1974 تقريبًا، واختتمت في 1977 بمظاهرات 18 و19يناير، عقب قرارات رفع أسعار المواد الغذائية التي جاءت بصورة مفاجئة، شكلت المظاهرات هبة اجتماعية تلقائية عنيفة بعد مقدمات وإنذارات متتالية، البدايات متشابهة والظروف والأجواء العامة كذلك، تضاف إليها جميعًا أحداث سياسية ساخنة، ترى : هل تشهد الفترة الحالية ختامًا متشابهًا؟"
مبقاش فيه جوايا خلاف إنه لازم ثورة أو انتفاضة تانية دلوقت، الفكرة إنه مبقاش فيه قدرة على استشراف نفسية المصريين امتى هينفجروا تاني ؟ دا السؤال إيه الحاجة القوية أعنف من اللي حصل لحد دلوقت ممكن يخليهم يثوروا تاني ؟
كتاب صغير يحوي بداخلة الكثير ..تقريبا معظم الفعل نفسي فى العلاقة ما بين الشرطة والشعب ,والناس دى تقريبا مش شايفة غير صورتها قدامها ! اللامبالة فى رد الفعل الجماهيرى على الاحداث يودى الى زيادة الفعل والقمع مما يودى الى زيادة الكبت مما يودى الى نتيجة واحدة لا مناص منها وهى الانفجار ,الشرطة وماتفعلة من قمع شمل الجميع بعيدا عن التصنيف جعل من المنطقة الامنة التى يتخذها البعض كحجة الى جعل الجميع ضد النظام ,بعيد عن الخانات الثلاث لاركان اى نظام مستبد"الاصدقاء,المتعايشين,الاعداء" ,لكن رد الفعل وماحدث فى 25 من حرق لاقسام الشرطة لم تكن نتيجة عشوائية او فعل عشوائى ولكن تمت من قبل فى احداث متفرقة اما فى الصعيد او البدو او الوحات نتيجة لعادات وتقاليد تلك المناطق وشويع النظم العرفية لتحكم لاهل المشورة والحكمة واصحاب النفوذ فى الراى والسلطة ,وان بعض من تلك المشاكل التى تقع فى تلك الاطراف كان جهاز الدولة هو من يطلب منة الوساطة لحل بعض المشكلات التى تخصة "كما حدث من قريب فى منطقة الاقصر وتفاقم المشكلة بعد مقتل فرد على مقهي بعد اخذة بساعتين من المقهي الى مركز الشرطة ,وقيام المواطنين برد فعل ربما لم تتم حسابته من قبل الجهات الامنية وحرق مدرية الامن واستدعاء قوات احتياطية من مدرية امن قنا ,هو نتيجة فعلية لهشاشة النظام وعدم قوتة وانحصار مناطق نفوذة ,بخسارة منطقة بعد الاخرى من اشد المؤيدين له ,لم تحل المشكلة الا بالاحكام العرفية وكان الحكم بان تقوم جميع القيادت الامنية بعمل عزاء ورفع ما يشابه الكفن (هى كانت يفطة ) ربما الحكم لم يكن مساويا لفعل القتل ولكن كان كسرا لهيبة جهاز ! . وضع الشرطة فى مصر كاملة يحتاج الى اعادة نظر واعادة هيكلة ,ولن يتم ذلك الا فى وجود شعب مثقف واعى بحقوقة فى ظل غابة من المستبدين ! الكتاب جيد جدا فى ظل فقر الدراسات فى ذلك الجانب ,مجهود مشكور للكاتبة .
دراسه هامه ومفيده تبحث العلاقه بين الشرطه والمواطن العادى آخر مرة وقفت الشرطة بجانب الشعب المصري كانت أيام القدماء المصريين يقول تحتمس الثالث فى وصاياه الاله يكره التحيز لا اصرف شاكيا دون ان تسمع شكواه وان هيبه الامير فى ان يكون عادلا
الكتاب ده ببساطة هو المفتاح اللى يتفهم بيه اى حاجة حصلت وبتحصل فى مصر خصوصا فى اخر 10 سنين ..الكتاب فعلا مذهل ومبذول فيه جهد عظيم وبيجاوب على كل الاسئلة تقريبا .
كتاب مهم رغم صغر حجمه (لا يتعدي 130 صفحة) من تأليف بسمة عبد العزيز طبيبة وباحثة وتقديم الراحل سلامة أحمد سلامة . يقع الكتاب في 5 فصول تتناول الكاتبة في البداية نشأة جهاز الشرطة في مصر وتطوره وأداء هذا الجهاز في مراحل تاريخية مختلفة بدءًا من مصر القديمة مرورا بالحكم الروماني ثم العربي ثم العثماني ثم الفرنسي والبريطاني وصولا إلى قيام الجمهورية ، فبالنسبة لعهد عبد الناصر وكما تشير الباحثة لا تظهر دلائل أو وثائق واضحة تفيد ذيوع التعذيب في أقسام الشرطة ، كما كانت العلاقة بين رجل الشرطة والمواطن العادي طبيعية ولكن كان هناك هجوم أمني شديد الوطأة على رأس معارضي الثورة والنظام ، وتقول إنه مع ندرة الدراسات أو المصادر التي اهتمت برصد علاقة الشرطة بالمواطنين خارج إطار الممارسة السياسية في الخمسينيات والستينيات ولكن بالاعتماد على بعض الشواهد والانطباعات العامة والمؤشرات غير المباشرة يمكن القول إن العلاقة بين الشرطة والمواطن العادي أي البعيد عن النشاط السياسي كانت إيجابية ولم تكن هناك تجاوزات منهجية متواترة منظمة . أما في عهد السادات فقد شهدت فترة حكمه تراجعا واضحا في العنف الموجه ضد الخصوم السياسيين ولكن ظهرت بوادر ممارسة العنف تجاه المواطن العادي ، وربما شكلت هذه البوادر – وفق الباحثة – التي ظهرت في منتصف السبعينيات تقريبا إرهاصات مبكرة للعنف المنهجي الذي أخذت الشرطة تمارسه تجاه المواطنين فيما بعد . أما عهد المخلوع فتتناوله الباحثة بتفصيل أكثر وفيه تطور التعذيب وانتهاك حقوق الإنسان من كونه استثناء إلى استقراره قاعدة ، من الفردية إلى المنهجية والتنظيم تجاه المواطن العادي وليس فقط النشطاء السياسيين . تقول الباحثة : "يبدو أن هناك فروضا ومفاهيم استقرت في العقل الأمني منذ أزمان طويلة ورسخت باعتبارها مسلمات لا تقبل الجدل ، شكلت هذه المسلمات وعي أفراد الشرطة واستقر في الأذهان أن الشخص المتهم أو الذي ارتكب جرما يستحق في جميع الأحوال أن يلقى الصفعات والازدراء ... رغم أن هذه الافتراضات والمسلمات تتنافى مع أبسط الحقوق الإنسانية مثل المعاملة اللائقة العادلة ، ورغم أن لكل جريمة عقابها القانوني الذي لا يتصل على الإطلاق بممارسة العنف المادي أو المعنوي ولا يشمل نزع صفة الآدمية عن أي إنسان ولكن في العقل الأمني يكون جسد المتهم وكبرياؤه من الأشياء المستباحة بكل ما تستتبعه الاستباحة من تطبيقات عملية "، ويساعد على ذلك جهل المواطن بحقوقه . من الظواهر أيضا تجميع الخارجين على القانون وأرباب السوابق الذين يوصفون بالبلطجية والاستعانة بهم في القيام بأعمال عنف غير مشروعة ضد معارضي النظام . وإلى جانب العنف المنهجي هناك نوع آخر من العنف هو العنف الظرفي العشوائي والذي ظهر مع نهاية عام 2008 كما تشير الباحثة ، وترتبط هذه الصورة الجديدة من العنف التي لا تتسم بالمنهجية المعتادة لكنها تتخذ شكلا عشوائيا ترتبط بظرف وقتي راهن وفي إطارها صار ممكنا أن يستل أحد أفراد الشرطة سلاحه الرسمي ليطلق النار على مواطن أعزل بمقتضى موقف شخصي بحت وبمنأى عن سياق العمل وظروفه بل وفي غياب أي سبب منطقي أو ظرف قهري يدفعه لمثل هذا المسلك . وتؤكد الباحثة على العلاقة بين العنف الأمني والظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية السائدة حيث تستخدم السلطة العنف لتثبيت الأوضاع على ما هي عليه ومنع الفئات التي يقع عليها الغبن من الاعتراض أو المطالبة بحقوقها فكلما ساءت الظروف المعيشية ازداد اللجوء إلى العنف وكلما تدهورت أحوال الطبقات المتوسطة والفقيرة بشكل سريع واتسعت المسافة بينها وبين الطبقة العليا زاد شعورها بالعجز والهوان والإذلال ... في معظم الأحيان تؤدي مظاهر الضعف والاستسلام إلى تمادي الطرف الأقوى في طغيانه . بينما الشرطي يمثل أداة السيطرة تطاله الأوضاع السيئة مثلما تطال المواطن فالشرطي في أغلب الأحوال لا ينتمي إلى الشريحة العليا الحاكمة ولا إلى الصفوات الاقتصادية هو معلق في المنتصف بين الشرطة والمواطن مقهور وقاهر في آن . ومن النقاط المهمة في الكتاب ما ذكرته الباحثة حول الدراسة في كليات الشرطة وكذلك أسلوب العمل داخل أقسام البوليس . بالنسبة للنقطة الأولى : تقول الباحثة إن الدراسة في كلية الشرطة ربما تكون المحطة الأولى والأكثر الأهمية في الإعداد لمارسة العن�� حيث تتحدث الباحثة عن منهج غير مكتوب يتمثل في أسلوب المعاملة اليومية في كلية ذات نظام داخلي صارم يقضي فيها الطالب 4 سنوات حيث تسير الأمور داخل الكلية في شقين متوازيين يهدف أحدهما إلى إقناع الطالب بأنه فوق الآخرين وأن المدنيين هم في مرتبة أدنى وأقل شأنا منه ، والشق الآخر الذي يتمثل في إهانة الطالب وإذلاله يبدو أنه يهدف بدوره إلى أمرين : الأول : أن يعتاد الطالب فيما بعد استخدام العنف المعنوي والألفاظ البذيئة بطلاقة من دون حياء ومن دون أن تؤثر فيه ، والأمر الثاني : هو أن يتكون مخزون هائل من القهر والغضب اللذين لا يتمكن بطبيعة الحال من التخلص منهما في مواجهة قياداته لكنه ما إن يبدأ في ممارسة وظيفته فإنه يخرج المخزون المكبوت بداخله في وجه وبدن المواطن الذي يتعامل معه ، الأمر برمته كما تقول الباحثة هو تطبيق واضح لنموذج القهر الهرمي حيث يمارس الأقوى عنفه على الأضعف . أما النقطة الثانية والمتعلقة بأسلوب العمل داخل أقسام البوليس : تقول إنه حين يصل الضابط المستجد إلى مكان عمله في أي قسم من أقسام الشرطة فإن المهمة الأولى التي قد يشارك فيها بالمشاهدة أو الفعل هي الولوج بصحبة الضابط الأقدم إلى الحجز حيث يُوَجَّه السباب والضربات إلى جميع الموجودين ، فإذا أظهر المستجد تذمرا أو عزوفا عن الأمر صار مادة للسخرية والتندر ... أما المستجد الذي يظهر رابط الجأش أو الذي يشارك في الفعل فيشار إليه على أنه قوي الشخصية ورجل حقيقي وشجاع وله مستقبل باهر ، نلحط هنا – كما تعلق الباحثة – خللا واضحا في مفهوم الرجولة فالرجل ليس من يحمي الضعيف أو يدافع عن المظلوم أو يطبق القانون بل هو الذي يعتدي على الأضعف ويخرق القانون وينتهك حقوق الآخرين .
كما تشير إلى نقطة مهمة تتعلق بأن الضابط يكون مطالبا بأن يأتي بعدد من القضايا المكتملة الأركان بمعدل ثابت ومنتظم وإلا اتهم ن قبل قياداته بالتراخي والإهمال ومن ثم يعاقب بوسائل متعددة منها النقل إلى أماكن بعيدة ومن ثم فإن عدد القضايا المطلوب لابد أن يكتمل بغض النظر عن الوسيلة إذا أضفنا لهذا عدم الاهتمام بالجانب العملي من الدراسة وعدم تحديث وسائل التحري وأساليب البحث المتاحة لاستخلاص الأدلة الجنائية كانت النتيجة الطبيعية هي استخدام العنف والتعذيب للحصول على متهم في القضايا مجهولة الفاعل . الملاحظة الأخيرة التي أود تسجيلها أن التوجهات اليسارية للباحثة بدت واضحة لي وأنا أقرأ الكتاب ، وكما قلت منذ البداية هو كتاب مهم لا سيما لمن يهتم بمعرفة كيف يفكر ويعمل رجل الشرطة في بلدنا . بالنسبة للمؤلف بسمة عبد العزيز (كما هو مكتوب على غلاف الكتاب) : طبيبة وفنانة تشكيلية وأديبة وناشطة ، تخرجت في كلية الطب والجراحة جامعة عين شمس عام 2000 وحصلت على ماجستير الأمراض النفسية والعصبية 2005 ، أقامت الكثير من المعارض الخاصة والجماعية في الفترة من 97 حتى 2011 ، صدرت لها مجموعتان قصصيتان ودراسة نفسية ، تكتب في صفحة الرأي بجريدة الشروق ، فازت بجائزة ساويرس للأدب عام 2008 ، وفاز هذا الكتاب "إغراء السلطة المطلقة" بجائزة أحمد بهاء الدين للباحثين الشباب عام 2009 . الكتاب من إصدرارات مكتبة الأسرة 2012 – سلسلة إنسانيات ، وقد صدر قبل ذلك (في 2011) عن دار صفصافة .
يتناول البحث مسار العنف في علاقة الشرطة بالمواطن عبر التاريخ، والذي يبلغ أوضح صوره في السنوات الأخيرة وبذلك نعرف لماذا اختيار يوم 25 يناير -عيد الشرطة- يوماً للثورة !
هذا المقال يضيف لفكرة البحث في ظني: أول واقعة تعذيب فى حياتى بقلم:د/كريم عادل
اليوم قررت ان أحكى لكم عن أول واقعة تعذيب حدثت فى حياتى ، و لكى لا يستمر انزعاجكم من العنوان الذى قد يكون أزعج كثير منكم ، اطمئنكم ان ما سأحكيه قد تعرض له أغلبنا لكننا حاولنا نسيانه دائماً .
و تعريفى لواقعة التعذيب هنا ليست بالطبع أول ألم نفسى او بدنى فى حياتى ، لكنه ينطبق عليه تعريف التعذيب كما يحدث فى قسم الشرطة بشكل ليس بالقليل .
تبدأ الحكاية بمشهد يعود بى فجأة الى مدرستى الأعدادية ، حيث نجلس جميعاً فى الفصل فى أحد حصص الألعاب التى تعذر خروجنا فيها للملعب لظرف ما .
الجميع جالسون فيما يقف أمام السبورة شخصين . . .
الأول هو مدرس الألعاب و هو فى الواقع طالب فى كلية تربية رياضية يقضى فترة تدريب معينة فى مدرستنا ، شخص متوسط البنية يرتدى ملابس رياضية .
الثانى هو تلميذ من الفصل ، لكنه ليس تلميذ عادى او هذا النوع من التلاميذ المثاليين ، انه من اكثر التلاميذ المشاغبين فى الفصل ، و ربما لم يسلم احد من زملاؤه من بعض سخافاته .
- أسمك أيه يالا ؟ - اسمى ياسر يا أستاذ ( بلهجة لا تخلو من السخرية ) - أبوك شغال ايه ؟ - عامل فى هيئة النضافة - زبال يعنى ( بلهجة متعالية و منتقمة ) - لأ عامل يا استاذ ( بأحراج ) - مالك يالا عمال قاعد عمال قالب وشك ليه يا عم الأراجوز ؟ - ماله يا أستاذ ؟ ما هو خلقة ربنا اهو - خلقة ربنا يبقى تعدلها . . .
و هنا تأخذ الأمور منحى أخر حيث يقوم المدرس فجأة بقذف الكرة ذات البطانة الجافة التى يحملها . . يقذفها بقوة فى وجه ياسر
- آآآآه . . ايه يا استاذ فى ايه ؟ - مش عاجبك يالا ولا ايه !!
ثم يقوم بقذف الكرة فى وجه ياسر مرة أخرى
- و النعمة لأشتكى للمدير - روح أشتكى
يبدأ ياسر فى استعادة اعتدال قامته بعد ألتواءات الألم ، و يذهلنا ان وجهه و عينه قد تحولت الى اللون الأحمر نتيجة الضربات القوية للكرة . ثم يخرج ذاهباً للمدير .
لا أتذكر ماحدث بعد ذهابه للمدير ، لكنه فى كل الأحوال أحداث غير هامة لأنه لم يحدث شئ أصلاً . غالباً طغت معرفة المدير و المدرسين بالولد المشاكس ياسر على قدرتهم على النظر الى وجهه المنتفخ جراء الضربات .
كانت هذه واقعة التعذيب المباشرة التى تعرض لها ياسر ، و كانت أربعون واقعة تعذيب من نوع اخر تعرض لها جميع الطلبة الجالسين فى الفصل المشاهدين لأحداث هذا الأنتهاك العنيف لجسد و رأس هذا الطفل - بعد دراستى للطب أعرف انه كان مخظوظاً بعدم اصابته بأرتجاج او اى تأثير قاتل نتيجة هذه الضربات القوية فى الرأس - .
الحقيقة لا أدرى ماذا أقول عن موقفى و موقف زملائى مما حدث ، ربما شعرنا بالغضب ، لكن المؤكد اننا لم نفعل شئ. هل نحن أطفال لا نستطيع فعل شئ ؟ هل هذا خطأ ياسر لأنه دائما مشاكس و مستفز ؟ هل هذا خطأ المدير لأنه لم يأخذ حق هذا الطفل ؟ كانت هذه أسئلة دارت فى عقلى ، لكنى دوماً لم أرى المدرس الذى قام بهذه الحادثة فى موضع السؤال هل هو مخطئ أم لا . . لأنه كان دوماً و بلاشك أدنى شك أنسان مجرم . . و لم أكن مهموماً لم هو مجرم بقدر همى لماذا لم يحمي أحد هؤلاء الأطفال من أجرامه و اختلال حكمه العاطفى و الأخلاقى .
أستعدت أحداث هذه الواقعة لأول مرة مؤخراً ، بالتزامن مع انتشار اخبار عن تعرض احد اعضاء لجان التحقيق أياها للضرب و التعذيب على يد مجموعة من صغار ضباط الداخلية .
المدهش أننى عندما حسبت السنين بين الواقعة و بين يومنا هذا ، وجدت أنه من الممكن ان يكون ياسر بطل قصتنا هو أحد صغار الضباط هؤلاء ، او ربما لأكون أكثر واقعية قد يكون أحد أمناء الشرطة الذين شاركو فى هذه الواقعة . لست متأكداً نهائياً من هذا ، لكن ما أنا متأكد منه أن شبح ياسر كان يخيم على عدد من هؤلاء الزبانية .
أغلبهم فى مثل عمره ، و أغلبهم ربما تعرض لحوادث مشابهة فى المدرسة - كان دايما فاشل فى الثانوية . . او كان دايما مشاكس . . لا فرق كبير - هل هذا حقيقى ؟
هل تذكر شبح ياسر و هو يضرب هذا المواطن الحادثة التى تعرض لها فى المدرسة ؟ هل تذكر صمت زملاؤه فعرف ان أحداً لن يجرؤ على الأعتراض ؟ أم هل تذكر ان أحداً لم يحاسب المدرس فعرف ان قانوناً لن يقدر على عقابه ؟ هل أدرك ياسر اللحظة التى توحد فيها مع المعتدى و اصبح هو نفسه ؟ أم فعل مثل المدرس الذى سدد الضربات لوجه الطفل دون ان يعى ان هذه الضربات موجهة لشخص أخر انتهكه و لم يستطيع ان يسترد حقه منه ؟
و هل أدركتم أنتم تلك الدائرة المفرغة التى ندور فيها ؟
نحن فى مجتمع قائم على التعذيب فى أغلبه . . . تتعرض للتعذيب فى سلخانات التربية و التعليم . . حتى تكون مستعداً للتعذيب الذى ستجده عندما تكبر و تدخل سلخانات الداخلية . . و كذلك حتى تتقن تعذيب من سيقع تحت سلطتك فى أى سلخانة او خرابة ستتولاها فى هذا البلد البائس .
هذا الدكتور الجامعى و أمثاله ممن يقيمون الدنيا ولا يقعدوها عندما يتعرضون لأعتداء ، لم يفكروا رغم قدرتهم على قلب الرأى العام كما فعل من أجل حادثته الشخصية و قربه من دوائر القرار . . لم يفكروا فى أتخاذ اجراء ضد حوادث التعذيب فى مدارس مصر و التى تتم تحت أعين و معرفة جميع المسئولين . . و هؤلاء اللذين يطالعونا بأقاويل القرون الوسطى ممن يتحدث عن لسوعة التلاميذ و من يطمئن المدرسين المعتدين أنهم لن يحاسبو .
لهؤلاء جميعاً أقول ، جميعكم واقعين تحت سطوة ياسر ، و هذا الدكتور الذى تعرض لأعتداء هو مجرد مثال صغير انكم جميعاً لستم بعيدين عن يد هذا التلميذ التى تعرض للتعذيب .
قبل النهاية . . بالتأكيد ليست هذه واقعة التعذيب النفسى او البدنى الوحيدة التى قابلتها فى مدارس مصر . . بين مدرسين ساديين و أخرين مرضى نفسيين . . و بين تهديدات بالمد مائة ضربة على القدم بالخرزانة لأطفال فى ابتدائى . . و بين صفعات على الوجه لا تختلف فى شئ عن صفعات المخبرين فى الأقسام . . و بين ضحايا أدمنو تعرضهم للتعذيب و أصبحوا فى توحدهم مع المجرم مثل مصابى متلازمة ستوكهولم . . بين كل هؤلاء ستجد محيط بلا قاع من حكاوى ملايين الطلبة على مدار عشرات السنين فى ألاف المدارس .
النهاية أما ان تكون لهذا الواقع المرير و هذه المرحلة السوداء فى تاريخ الحضارة المصرية التى كانت ، و أما ان تكون نهاية كل شئ بلا رجعة و بلا رحمة .
ولا يسعنى ان أختم حديثى دون ان اتذكر ياسر مرة اخرى ، الفتى المشاكس ، النموذج المثالى للشاب المثير للمشاكل الذى يستطيع الناس ان يقولوا بملئ فمهم خليهم ياخدوه القسم عشان يربوه . ما لا تعلموه يا سادة اننا فى كل مرة قبلنا فيها بتعذيب مواطن دون حكم قانونى بعقوبة انسانية عليه ، كل مرة من هذه المرات هى مرة قررنا فيها ألغاء القانون من بلدنا . أتمنى ان تدركوا الان لماذا اصبح القانون فى اجازة .
كما تطالبو بتطهير الداخلية ، طالبو بتطهير التعليم من المدرسين المتهمين بالاعتداء على الأطفال مهما كانت درجة هذا الأعتداء . طهروا أنفسكم من كل مرة قررتم فيها ان الأسلوب الوحيد للتعامل مع أولادكم هو الضرب و التعذيب .
فى هذه البلد لا ينشأ أطفال و شباب . . بل ينشأ مسوخ عاجزة عن حماية نفسها و كائنات غير محتمل ان تبنى اى حضارة . . . . . ألا بمعجزة .
في الغالب تكون (الأشياء) واقعة تحت أعين الجميع,يرونها بوضوح,البعض يتغاضي عنها ,والآخرون يتأسفون في سرّههم؛خائفين من مجرد الهمس,وبعضهم علي الرغم من سوء تلك الأشياء وحقارتها وقذارتها؛ينافق المسئول عنها(السلطة),ويبدأ في مدح الشرور الفظيعة حتي يبدأ في تصديق نفسه ويتوّحش أمام كل من يعترض.في نصر تلك النماذج التي ربما يُتعاطف معها؛قسوة الحياة في مصر لا يحتملها سوي ��ن يقوم بتلك الأفعال للأسف....هؤلاء الناس ليسوا موضوعنا.موضوعنا هؤلاء الأبطال الذين قالوا لا في وجه من قالوا نعم.
تحدثت عن (الأشياء)والأشياء كثيرة لا تحصي,و أشياءنا في الحالة المصرية,كل ما هو معروف ونتعايش معه بمنتهي العادية,وربما يسبب للبعض البهجة,(الأشياء)تبدأ من الاستبداد السياسي الذي هو أصل الفساد,ولا تنتهي بعدم توافر دورات مياه عمومية آدمية.
لكن(شيئنا) الذين أوّد الحديث عنه:فتاة وكتاب-هل يوجد في العالم أجمل من ذلك؟!-الفتاة طبيبة شابة,كاتبة صحفية,أديبة,باحثة,فنانة تشكيلية....
لكنها تحب اسمها وتعتز به,وتفضله علي ما عداه,حينما أراد مقدم أحد البرامج أن تختار لنفسها لقباً؛ليناديها به,أجابت ببساطة:بسمة بس.
وهكذا يكون النموذج الرابع الذي لم نتحدث عنه,هؤلاء الذين صدّعوا بقول الحقيقة,تحت أي ظروف ودون انتظارثناء,وربما بلا إمكانيات تؤهلهم للوقوف هؤلاء أمام آلة السلطة الجرارة,الساحقة لكل من لا يتنحي عنها,لكن هذا النموذج العظيم الذي يملأ مصر,وقف وتحمل ولم يساوم أو يهادن؛مجرد هدنة لتسيير المصالح,بل ظل شامخاً ينضم له فرد وراء الآخر.من الممكن القول أن هذا النموذج هو الأساس الحقيقي لثورة يناير المستمرة....من بين هؤلاء نري بسمة عبد العزيز بجسدها النحيف وقد استخدمت ترسها لصدّ زحف الآلة الجبارة وبهذا الترس الذي اختارته علي صورة قلم,بدأت تكتب بحثاً شجاعاً ربما كان الأشجع في الفترة التي سبقت يناير 2011. الفتاة:بسمة عبد العزيز الكتاب: إغراء السلطة المطلقة
في الأيام الشهور التي سبقت ثورة يناير,كانت تعمل الفتاة علي الكتاب,تتحدث فيه عن علاقة الشرطة بالمواطن,وصورة الشرطة الذهنية,تستدعي هذا الرجل المرعب الملقب ب"الباشا",والمواطن هذا البائس الي يخاف من ظل الباشا ويرتعد إذا رآه أمامه! وهذا المبحث للدراسة صعب بل ربما يكون مستحيلاً؛فالحالة المصرية في علاقة الشرطة بالمواطن حالة خاصة جداً واستثنائية جداً جداً؛فلن تصل لشئ في الغالب؛لأنه منطق الفتوات والحرافيش,منطق عبثي تحكمه القوة والسلاح,وتتردد فيه أصداء الصرخات المستغيثة,والآهات المتألمة,تختلط بها مؤثرات صوتية أخري صادرة من الطرف القوي؛تتفوق السلخانات المصرية بها علي استوديوهات هوليوود.....
والاقتراب من تلك الأمور لا يقوي عليها رجال أشداء,لكن المرأة المصرية استثناء,فهي الحاملة ببذور حضارة هذا البلد وهي التي تعلم رجاله كيف تكون الشجاعة وقت الخوف,وكيف تكون الصرخة في وجه المستبد؛لذلك فبسمة عبد العزيز انساقت فقط لصوت الوطن بداخلها,واستسلمت لجيناتها المتوارثة من أمهاتها الذين شكّلوا وجه هذا البلد.
قررت إذن أن تواجه بجسدها الأعزل(الباشا) وهي عالمة بكل ما قد يُستخدم ضدها من أساليب حقيرة أنتجتها نفسيات مريضة بأمراض مستعصية؛أقلها السادية.
للأسف, لست في حالة هادئة وصبورة لأبحث في الكتاب عن مقاطع منها ما هو في غاية الحدة وذروّة المواجهة,ومنها ما يتنبأ بما حدث في يناير؛فمن حُكِم عليه بقضاء مدة عقوبة ظالمة بدون ذنب جناه؛فيظل يتنقل من مدارس مصر لجامعاتها؛بمرور الزمن يفقد القدرة تدريجياً علي أي فعل؛ما عدا ممارسته الدائمة لفعل الغباء والبلاهة والاستهتار,وأي فعل ينّم عن تدمير عقلي ممنهج يُمارسه(باشاوات) من نفس النوع لكن بطريقة أخري!
لكن يمكنني القول أن الكتاب يحمل نبرة شجاعة متحدية,فضلاً عن مجهود بحثي واضح,ويجب قراءته ودراسته لتغيير منهجية الشرطة,وجعلنا كباقي خلق الله في هذا العالم.
كما تجد النبوءة فيه واضحة....في الواقع ليست نبوءة,هل من يري النار تزحف ويقول سيحترق المكان متنبئاً!!لكن في مصر, أشياء كثيرة تحتاج لرجال شجعان,وفتيات شجاعات,لأننا بلد تعيس؛كما صاح(أندريا)تلميذ العالم (جاليليلو) في مسرحية(حياة جاليليو للكاتب المسرحي العظيم(بريخت): تعيس هذا البلد الخالي من الأبطال"" لكن جاليليو بحكمة العالم الخبير يقرر قائلاً: "كلا.البلد التعيس هو الذي يحتاج لأبطال"
وبمفهوم بريخت علي لسان جاليليو نحن للأسف بلد تعيس بائس,يبحث عن بطل في زمن الجبناء....لكن هذا موضوع آخر.... كل مكان في مصر الآن يحتاج بطله,لكنه حالياً يلقي مصير جاليليو...وربما مصير سليمان الحلبي! فتاة مصرية واحدة؛ بها كل هذه المواهب الشجاعة في أمر واحد تؤديه,فهنيئاً لمصر بناتها,اللواتي تجندهن كبطلات في معركة الحرية المستعرة!!
كتاب رائع اكثر حاجة عجبتنى الخلفية التاريخيةغنية بالمعلومات و الكتاب مكثف عشان القارئ ما يملش و اسلوبه كويس و سهل ممزوج بين الاسلوب الادبى و الاسلوب العلمى المنهجى لكن فى بعض الاجزاء كانت محتاجة مزيد من التفاصيل
و الفترة الوحيدة اللى ذكر ان العلاقة فيها ايجابية هو العهد الفرعونى و لم يذكر اى ايجابيات عهود اخرى سوى الاشارة مثلا فى عهد ناصر كان التعذيب ضد الخصوم السياسية فقط و كيف ان من العصر الاسلامى للعثمانى استخدمت ابشع انواع التعذيب دون ذكر ايجابيات عهد عمرو بن العاص و عمر بن عبد العزيز و الفترات الاخرى على اختلافها كما تواجدت سلبيات تتواجد ايجابيات و لكن السلبيات دائما تتطغى على الصورة طالما الكتاب بيتناول تطور العلاقة لازم يذكر شقيها الايجابى و السلبى ده من رأى لكن واضح ان الكاتبة ارادت ان تركز على مسارالعنف و تطوره من عصر الى آخر و استطاعت ان ترصد ذلك بشكل جيد يعكس كم الجهد المبذول للوصول لتلك المعلومات
اما عن عهد مبارك حسبى الله و نعم الوكيل فبالرغم من علمنا بالاهوال التى كانت تحدث و لكنها مازالت صادمة عند قراءتها تعكس مدى وحشية التعامل و القهر و عجبنى انها اهتمت بالجانب التعليمى اللى افرز النوعية دى من رجال الشرطة و انها عملت مقابلات مع عناصر من الشرطة لتعرف عن المناهج الغير مكتوبة المؤسسسة الامنية ظلت لعقود طويلة سيئة السمعة حامية للنظام لا الشعب فهل من تغيير قريب ؟
عمل بحثي رائع تناول عرضا تاريخيا لجهاز الشرطة من حيث النشأة و التطور و الأداء علي مر العصور و أفردت فصلا لعهد مبارك و الذي وصلت فيه المؤسسه الأمنية إلي أسوء حالتها ثم تناولت تطور العنف و العلاقة بين الشرطة و المواطن و أنهت بفصل انفراط العقد الذي تناول حال المؤسسة الأمنية بالسرد و التحليل و ما وصلت اليه العلاقه بينها و بين المواطن
تميز البحث بالتحليل المنطقي و المحايد فلم تلقي باللوم عل طرف واحد أو تتحامل علي طرف لحساب الأخر و لكن قدمت تحليلا منطقيا للمتغيرات التي طرأت بمرور الزمن .. كما أوجدت توازنا بين السرد و التحليل حتي لا يكون بحثا مملا في قرائته
البحث يدعو للإعجاب بجرأة الكاتبه الطبيبة و المجهود الذي بذلته لتخوض في موضوع شائك و تطرح الأسئلة التي تناولتها في أخر الكتاب و التي لخصت بدايات و دوافع كان يجب أن تنتهي بما لا يقل عن "ثورة"
في البداية خالص الكتاب كتب قبل الثورة تناول الموضوع من كافة الجوانب و طبعا التحليل النفسي كان الادق :) فمؤلفة الكتاب بالمقام الاول طبيبة نفسية
تبين لي ان الشرطة كانت السبب الرئيسي للمشاكل التى نواجهها الان فهي أول من أسس لما يسمى بالبلطجةالمعاونة فأصبحت الشرطة تستعين بالخارجين على القانون ضد من ؟ ضد الشعب "المواطن العادي "و هي أول من إستعان بالمتحرشين ليتحرشوا بالمتظاهرات في المسيرات و الاعتصامات وهذا يفسر ظاهرة التحرش هذه الايام
... كل الاحداث التى ساقتها الكاتبة نجد أنها تقودنا في النهاية تجاه الانفجار العظيم ثورة 25 يناير
فنجدها تختم البحث بسؤال : ترى هل تشهد الفترة الحاليةختاما شبيها ؟
فأرد عليها لقد شهدت تغيرا جذريا حقيقيا و أتمنى أن تعاد هيكلة عقول رجال الشرطة أولا ثم توضع القوانين لمثل هذا التغيير والله المستعان
خمسة نجوم من الاحباط و الكره و البغض لكل ما يتبع جهاز الشرطة و الداخلية و لكل مسئول عن الأمن.. يستعرض الكتاب علاقة الشرطة بالمواطن عبر الزمن في تسلسل تاريخي سريع من مصر الفرعونية حتى عام 2010 ربما، الامر الذي افضى بأن استعمال العنف من قبل الشرطة هو أمر منهجي متواتر اصبح هو القاعدة و هو الخيار الاول و تفاقم الامر لاستخدام العنف العشوائي بحالات القتل التي لا تحتاج إلى اي مبرر،.... كل ما ذكر في الكتاب هو أمر نعرفه جيدا و امر عايشناه و رأيناه ولا نحتاج إلى قراءته، لكن الكاتبة جمعت تحليل جيدا جدا لما يحدث.. و جمعت كل شئ سيئ و بغضي قامت به اجهزت الشرطة الكتاب محبط جدا .. محبط ان بيقولك مفيش أمل، مش قدامك اي طريق، غير انك تستعمل نفس العنف معاهم، مفيش أمل غير ثورة تبيد الشرطة عن بكره ابيها حسبي الله و نعم الوكيل
بحث رائع جدا ، عن علاقة الشرطة بالمواطن المصري ، يبحث الكتاب عن أسباب عنف الشرطة بداية من دخول الطالب كلية الشرطة بالوسطة و الرشاوي للمنهج المُكرر و أسلوب التعامل مع الطالب و تدريبه انه أعلى مركز و مكانه من الانسان المدني ليمتلئ بالكره و الحقد و الغرور ، ثم استعمال الشرطة كأداه لسيطرة السلطة على الشعب ثم ينتهي لرد الفعل الطبيعي المتوقع من المواطن المدني كرد فعل لعنف الشرطة تجاهه
لم يعجبني تطرق الكاتبة للقضاء و ذكر مميزاته دون ذكر عيوبه خاصة عند ذكر قضية خالد سعيد التي يصعب بها فصل القضاء عن الشرطة في العنف مع المواطن المصري #هي_منظومة_فاشلة :)
هذا الكتاب لا يفقد أهميته بكونه دراسة قديمة منذ عشر سنوات، بل تزداد قيمته كمستند يرصد مسار العنف والمحطات التي ساهمت بشكل مباشر من تحوله كظاهرة جانبية إلي عنف مؤسسي وممنهج موجود ومسكوت عنه. قلة الدراسات الحديثة يشير إلي مشكلة أكبر من تطور مسار العنف وهي فقدان القدرة علي معرفة إلي أي مدي تفاقم الوضع حيث أن الإحصائيات لم تعد موجودة بنفس الشكل العلني السابق مما يبرز صعوبة العمل علي دراسات مشابهة لبحث التطورات في الوضع الحالي.
كتاب بسيط لكنه عميق في شرح العلاقه بين الشرطة و بين الشعب ، بداية من الخلفية التاريخية لهذه العلاقه داخل مصر ...مرورا بتصوير مراحل تطورها خلال الثلاثين عاما الماضية ، و انتهاء بتأثيراتها الاجتماعية و الاقتصادية و أثرها على صورة الشرطة في عين المواطن البسيط ....استمتعت بقراءة الكتاب ، و هو يمكن أن يكون بداية قوية لفهم هذه العلاقه .