يعد كتاب اللمع للإمام الشيرازي من أهم الكتب التي ألفت في علم أصول الفقه عامة؛ وهو اختصار جميل لكتاب التبصرة في أصول الفقه غير أنه يتميز عن باقي كتب الأصول بأنه يحتوي على كثير من الأدلة والمناقشات القوية والمفيدة، لذا أطلق عليه المؤلف اسم اللمع ولعله أراد بهذه التسيمة إبراز الكتاب ولمعانه بين كتب أصول الفقه المختلفة.
أتممت قراءة شرحه في مجلدين بحمد الله. لاحظت اعتناء المصنف بالاستدلال بدليل القلب؛ فدائمًا يبحث عن قلب دليل الخصم عليه؛ فهو مرتع لمن يبحث عن هذا الاستدلال ويتمرّن عليه. وكذا يحكي مرارًا عن أشياء مع أشياخه ومواقف سمعها منهم أو حكاها عنهم. وطريقته في الشرح أنه يسرد الكلام ولا يذكر العبارة المشروحة ويميزها عن نص الشرح، وإنما كأنه يحول العبارة المختصرة لعبارة مطوّلة وبهذا صارت شرحًا للعبارة المختصرة في المتن. والكتاب لا يعتني بضغط العبارة مع ذلك مختصر وواضح؛ لهذا صار كتابًا درسيًا في مصر إلى وقت قريب، ثم مثل هذه الكتب لا تُقيّم..
كتاب اللمع لأبي إسحاق الشيرازي من أجمل كتب الأصول اللغة بديعة وسلسة وسهلة الفهم لا يتطرق إلى جميع مباحث أصول الفقه، ولا يسترسل في الخلافات أهم ما يميز هذا الكتاب هو التمثيل من الكتاب والسنة على أهم القواعد والأساسات الأصولية