يا محمد البوعزيزي.. هل تعرف ما فعل اللهيب المشتعل في كرامتك بوطننا العربي الممتد بحجم الوجع من المحيط إلى الخليج؟!.. هل تعرف ما فعل جسدك المحترق في الوجوه المنهكة، والسواعد المكدودة، والأرواح المثقلة بكل عذابات السنين؟!
لقد أشعل الثورة في عروق أوطاننا المطمورة تحت أكوام الفاسدين وأبناء الذوات.. وأوقد نيران الغضب فوق أرضنا التي أعياها التعب.. وبعث الحياة في أرواح كان نبضها يتداعى على أجهزة الإنعاش.
أنينك الموجوع لم يهدأ بعد في النفوس الثائرة بميادين التحرير.. وغضبك ما زال مشتعلاً في ملايين الحناجر التي تهتف كل يوم بساحات التغيير.. والشجي ما زال يبعث الشجي يا محمد.
في صدورنا لك عهد أن نقطع كل الجذوع الغليظة في غابات الظلم والقهر.. وفي نفوسنا لك دين أن نبتهل إلى الله في الخلوات كي يعيلك بقدر ما هوت عروش الظالمين في الدركات.. وفي أعناقنا لك بيعة أن نشعل الجسد قبل انتهاك الكرامة.. فلهيب كرامتك يا محمد صنع في أوطاننا ثورة.
- بكالوريوس إعلام شعبة صحافة من جامعة الملك سعود بالرياض عام 2000 .. - كاتب وصحافي صدر له ٩ مؤلفات .. وأحد أبرز دعاة الإصلاح في الوطن العربي .. - مالك للشبكة العربية للأبحاث والنشر ..
“و بي أمـلٌ يأتى ويـذهب لكنْ لن أودعَـه” -محمود درويش
لأن جرحنا واحد وإن اختلفت درجة ألمه وموضعه من الجسد؛ غالبتُ دموعي فـ غلبتني ليس فقط أثناء استعادة ذكريات ثورة 25 يناير بمصر ولكن أيضًا أثناء روايته عن ثورة اليمن والتي لم أتابعها يومها؛ وفي فترة الانتكاسة التي نعيشها الآن لا أملك سِـوى علامة تعجبٍ و انتظار ...
جهد رائع من المؤلف لا يتمثل فقط في المعلومات الغزيرة التي قدمها في الكتاب بل يصل إلى إجتهاده المقدر ليكون في موقع الحدث لامسني الحديث جدا حتى إنني بكيت كأنني أعيش الأحداث للمرة الثانية على الرغم من مضي وقت عليها لكن كوني عايشتها وتابعتها لحظة بلحظة لذلك فإنني استعيد ذكرى تلك الأيام وأنا أقرأ هذه اليوميات المليئة بالحب لا يمكن أن يقوم شخص ما بهذا العمل الجرىء إلا لأنه يشعر أنه يحمل قضية تبناها بكل هذا الصدق للكاتب صوت يحق أن يسمع الدراسة التي قدمها نواف القديمي في الفصل الأخير مهمة وثرية للقارىء الغير مطلع مثلي على أفكار التيارات المختلفة والتي كان لها إما دورا إيجابيا أو سلبيا
أحببت الكتاب حقيقة وودت لو أن نواف كان له حضور في ليبيا أيضا
كنت قد قرأت القسم اليمني من هذا الكتاب في وقته، عندما كان عبارة عن مقالات ينشرها المؤلف نواف القديمي في موقع المقال، وأذكر شعوري حينها بالإعجاب بشجاعة القديمي التي تدفعه إلى أماكن يهرب منها الناس عادةً، وأيضاً بمعارفه السياسية الجمة، وعلاقاته حول العالم العربي التي تجعله أكثر اقتراباً وأكثر فهماً لما يحدث.
فلذا لما وجدت في معرض الكتاب الأخير المقالات تحولت إلى كتاب، بخمسة أقسام، قسم للثورة المصرية، وثانٍ للمغرب، وثالث لتونس، ورابع لليمن، وأخير خصصه المؤلف لدراسة تتناول حال الإسلاميين مع الثورات، لم أتردد في الحصول عليه.
ألهمت الثورات العربية الكثيرين، وتابعها الملايين، ولكن قلة من الناس ذهبت إلى معاقل الثورة، قلة من الناس كتبت مذكراتها على وقع هدير الجماهير، ورجع هتافاتهم، والقديمي من هؤلاء القلة، ذهب إلى القاهرة والناس تحاول الخروج منها، زار ميدان التحرير وهو يعج بالثوار، وشهد موقعة الجمل، بل تنقل بين طرفيها، ومن ثم زار المغرب قبل مظاهرات 20 فبراير، وبقي هناك ليشهدها ويشهد هتافاتها التي تحمل روح البوعزيزي، هذا قبل أن يزور سيدي بوزيد في تونس، مدينة البوعزيزي، حيث يزور منزله، والمكان الذي كانت تقف فيه عربته، وقبره، لا تقف مسيرة القديمي الثورية هناك، عندما يصل إلى نقطة البداية، التي انبجست منها كل التغييرات التالية، فالقديمي تكفيه مكالمة صديق يمني، لتدفعه إلى ساحة التغيير في صنعاء، حيث يصنع الشباب اليمنيون ثورتهم السلمية، رغم كل الأسلحة التي تعج بها اليمن، وأظن أن دروس الثورة اليمنية، ربما من أهم دروس الثورة في التاريخ.
لأجل هذا كله، لأجل كل هذه الشجاعة التي أبداها القديمي، والتي أعرف أني لا أمتلك ربعها، ولأجل هذه المذكرات المكتوبة ببساطة جميلة، قربتنا منه كثيراً، منحت هذا الكتاب النجوم الخمسة.
لا شك أن الثورات العربية ألهمت الكثيرين منّا، (بغض النظر عمّا آلت إليه الأوضاع في معظم البلدان)، تابعناها عبر الشاشات، آمنّا بها كفكرة وحّدت الشباب من مختلف الأحزاب والجماعات، المنتمي واللامنتمي، التابع للتيار الإسلامي أو متبني الفكر الشيوعي، الاشتراكي وغيرها... ولكن كيف يتحدث من لم يكن حاضرًا في الميادين؟ لعل هذا هو الدافع الذي جعل الكاتب يسافر إلى المناطق التي شهدت الثورة ليكون جزءً منها، ما جعله يكتب مذكراته ثم ينشرها فتكون قريبة من قلب القارىء وفي منتهى الروعة !
في القسم الأول من الكتاب يوثّق الكاتب يومياته في عواصم ومدن عربية إبان الثورة بدايةً من مصر إلى المغرب ثم زيارة سيدي بوزيد ومنها إلى اليمن ليشهد هذا الحدث التاريخي الذي سعى إلى اجتثاث الانظمة الاستبدادية لأن الشعب أدرك أن لا حياة له في ظلها. يحاور الكاتب الشباب والمثقفين من كل بلد يذهب إليها، ويشاركنا الهتافات الحماسية والمُطالِبة بإسقاط أنظمة الحكم، والشعارات التي تُرفع في الميادين وفي ساحات الاعتصام، فنكتشف أن الروح الثورية والإرادة عند الشباب هُما وقود الثورة، ويأخذنا الكاتب إلى قلب ميدان التحرير في القاهرة لنرى الشباب الذي لا يكلَّ، والذي في غمرة التعب تراه يضحك ويتبادل النكات بخفة دمه المعهودة، ثم يسافر بنا إلى المغرب لنشهد وعي الشباب وعزيمتهم وإيمانهم بقدرتهم على التغيير، ومن المغرب إلى تونس وتحديدًا إلى سيدي بوزيد المدينة الصغيرة التي انطلقت منها الثورة، ومن هناك وبعد مكالمة هاتفية من اليمن يأخذنا الكاتب إلى صنعاء لنقتفي أثر الثوار أصحاب الإصرار والأسلوب الحضاري في الاحتجاج، فقد قاموا بمظاهرات سلمية- كما هو الحال في عواصم أخرى- رغم استفزاز السلطات لهم ورغم توفر السلاح.
أي شجاعة يتحلى بها الكاتب تدفعه لأن يزور مناطق هرب منها الغرباء ما أن بدأت فيها شرارة الثورة ؟ صحفي سعودي شاب قرر أن يعيش الأحداث التي غيّرت مجرى تاريخ بلادنا. إنها خطوة لا يقدم عليها إلا رجل شجاع!
القسم الثاني من الكتاب هو دراسة عن التيارات الإسلامية، موقفها من الثورة والديموقراطية قبل بداية الثورات، التغيير الذي طرأ على الإسلاميين، آراءهم ومبادئهم وتأثير الثورة على موقفهم منها. هذا الجزء اتَّسم بالموضوعية والحيادية، والحقيقة إنه يصلح لأن يكون كتابًا بحد ذاته.
الكتاب لغته مبسطة، مفهومة ولا تحتاج إلى إلمام كبير بالموضوع، وفي الجزء الأخير هناك ملحق صور التقطها الكاتب خلال تواجده في مناطق الثورات. الكتاب رائع، أنصح به وبشدة.
لم أكن في أي من ثورات الربيع العربي ، متابعاً لمجريات الأحداث و تفاصيلها ، سوى الأحداث الرئيسة التي لم تكن تخفى على أحد .
هذه اليوميات عوضت ما فاتني من تفاصيل ، و طفت سريعاً معها على ميدان التحرير في القاهرة و سيدي بوزيد في تونس و الرباط هناك في المغرب و أخييراً ساحة التغيير في اليمن ، عشت مع الكتاب تفاصيل الحدث .. هتافات الجماهير المهيبة .. الخطب الرنانة .. أجواء الحرية و الكرامة
عندما يختلي نواف القديمي بنفسه بين الجموع .. ليكتب قطعة أدبية غاية في الجودة و المعنى .. على رصيف ميدان التحرير .. و في أزقة ساحة التغيير .. و عند قبر محمد البوعزيزي
و ألحق يومياته برصد للحالة الإسلامية بأطيافها و موقفها من الأحداث و الديمقراطية .. و التغييرات المفاجئة التي طرأت عليها و أربكت حسابتها في بعض الحالات ..
كتاب جميل لمن أرد أن يتجول في الشارع الخلفي للثورات .. و يكون أقرب لهذا الحدث الإستثنائي
كل من شهد سنة الثورات يجب أن يمتلك نسخة من هذا الكتاب للزمن لذاكرة قد تتفلت وتنسى لإعلام قد يخدعنا لاحقا.. الكتاب عبارة عن جزءين أو ثلاثة (الجزء الثالث كان ملحق صور جميل من تصوير المؤلف القديمي) أما الجزء الأول فكان عبارة عن يوميات نواف في مدن اشتعلت فيها الثورات وغيرت وجه العالم العربي.. كان يتنقل بين جموع الثوار يتحدث إليهم يسامرهم يصورهم يؤمن لهم الغذاء إذا لزم الأمر في ميدان التحرير في مصر؛ وفي سيدي بو زيد في تونس وفي المغرب وفي شارع التغيير باليمن .. يخاطر ويقترب من الجموع حتى أثناء الاشتباكات بين الثوار والموالين للسلطة ويقترب منهم أكثر حتى يعرف حقيقتهم هل هم مأجورين أم فعلا موالين للنظام..!! محظوظ نواف بهذه المغامرة يكفي أنه اقترب من روح محمد البوعزيزي وأقرؤه السلام ودعا له وحدثه حديث الأصدقاء حين يتعاهدون.. اليوميات كتبت بطريقة سلسة وشيقة جدا تجعلك تبتسم، وتضحك من حفة دم المصريين وسخرية اليمنيين وتبكي حين يصف حكاية البوعزيزي وبيته وقبره.. رحمك الله يا من أشعلت جرأة وقوة العرب بنيران جسدك.. والجميل أنه خلال السرد يذكر لمحة تاريخية عن بعض المناطق وعن بعض الأحزاب حتيعطي القاريء تصورا واضحا عما يقرأ.. الجزء الثاني من الكتاب كان عبارة عن دراسة مختصرة تحدث فيها عن موقف الإسلاميين من الثورات ومن الديمقراطية.. الإسلاميين في السعودية وفي مصر.. الكتاب رااائع جدا
بغض النظر عن محتوى الكتاب - وهو جيد جدا- أعجبتني كثيرا "روح" المؤلف الثورية...فليس كل "ثائر" ذو روح ثورية..ولا كل ذو روح ثورية ثائر..أن يُعرّض المؤلف نفسه للخطر والمشاق والمتاعب متنقلا بين عواصم الدول العربية الثائرة في ذروة أزماتها ليخرج بكتاب يُقرأ فهو بحق ثائر ذو روح ثورية.!؟ يوميات كتبها المؤلف على خلفية وجوده في ميدان التحرير في مصر ووجوده في تونس واليمن،يروي لك الحدث بـ"بساطة" الشعوب في المطالبة بحقوقها دون الفاظ الإعلام المتكلفة. أنهى المؤلف الكتاب بدراسة ناقش فيها موقف الإسلاميين من الربيع العربي وثوراته،وموقفهم من الديموقراطية وما نتج عن الثورات من افكار ومطالب هي نبضٌ للشارع...وجهة نظري لم يُوفق الكاتب بزج هذه الدراسة فهي دراسة كبيرة كان يجب أن يُفرد لها كتاب كامل إن أراد المؤلف الحديث عنها لا ببعض صفحات بنهاية كتاب،بالإضافة إلى أنها لا تتناسب مع روح هذا الكتاب،فهو كتاب بسيط يوضح بساطة الشعوب ويذكر يومياتهم في ميادين الكرامة بعيدا عن التكلف..ثم يخرج المؤلف في آخر الكتاب عن لغة الكتاب البسيطة ويقع في شرك ألفاظ الإعلام وتحليلاته المتكلفة..لم أجد الزج بهذه الدراسة في هذا الكتاب بالذات أمرا موفقا.
من ميدان التحرير إلى سيدي بوزيد حتى ساحة التغيير .. من منا لم يكن يتمنى لو أنه انضم للثوار في إحدى تلك الميادين النابضة بالحياة , و هتف مع الجموع و شهد انتصار الحق و زوال عصور ٍمن الظلم و القهر .. إن الحريه , ثمنها غال ٍ و ليس لأحدٍ أن يدرك ما هو ثمنها الحقيقي و متى تنتهي من تحصيله . كيف لتلك التونس "أن تجري عملية جراحية عميقة في وجدان الشعوب العربية و تختزل عقوداً من التهيئة النفسية و التحفيز المعنوي و تنقل فكرة التغيير الجذري من أثير الحلم إلى حيز الممكن"
لذلك فضل "نواف" أن يشاركنا من قلب الحدث ذلك الحدث الذي هز العالم العربي بأسره هذ الكتاب عبارة عن يوميات الكاتب "نواف القديمي" خلال تواجده في تلك الميادين في أوجِ اشتعالها بالثورات اليوميات تزامنت مع نشرها على صفحة الكاتب على الفيس بوك في وقت تدوينها ثم تم جمعها في كتاب , تحكي عن مجموعة من لقاءات الكاتب و رؤياه خلال مروره في تلك الميادين و عبوره تلك الدول , تصوره و تطلعاته و لقاءات مع كثير من شباب الثورة في كل من مصر و المغرب و تونس و اليمن . و من ثم هناك دراسة مرفقة عن دور الإسلاميين و تأثيرهم في الربيع العربي .
يطل علينا الأستاذ نواف القديمي بأسلوب مشوق وفريد ومن واقع تجربة فعلية مر بها ليجعلنا ندخل إلى ساحات التغيير المغيبة من قبل الإعلام الرسمي الكتاب في مجمله يحكي قصصا لأناس وأحداث غيرت مجرى التاريخ الحديث في منطقتنا بشكل جذري وفق منظور الكاتب. الكتاب يشتمل أيضا على طرح سياسي واجتماعي مميز يساعد على فهم الحالة العامة للثورات وأسبابها ومراحل تطورها. في الجزء الأخير من الكتاب هناك دراسة سياسية تدور حول الجماعات الإسلامية ودورها خلال الثورات وقبلها وبعدها بأسلوب تنظيري واستقرائي لما ستسفر عنه الأيام القادمة من الأمور التي كنت أرغب في أن يتحدث عنها الأستاذ نواف ما حدث في ليبيا لأنه لم يتطرق بشكل واضح. لعله كان من الأفضل تضمين العنوان للدراسة المدمجة معه يبقى القول أن هذا الكتاب يفتح أبوابا مغلقة ويتيح للقارئ المطلع وغير المطلع على الأحوال السياسية العربية تجربة ثرية قلما تحدث في التاريخ ويستطيع كاتب أن يعايشها فعليا .. كل الشكر للأستاذ نواف على هذا المجهود الرائع والطرح المنظم
أن تتابع أحداث الربيع العربي من خلال نشرات الأخبار ليس كما تقرأها ممن حضر المكان والزمان وزار ميادين الاعتصام وسمع هتافات الجماهير تنشد الحرية.
في هذا الكتاب ينقلنا نواف القديمي إلى موقع الحدث في تونس ومصر واليمن والمغرب من خلال السرد والصور في آخر الكتاب , أكثر جزء تأثرت به شخصياً هو الذي يتحدث عن اليمن ربما للمسؤولية الأخلاقية التي نتحملها كسعوديين في الوقوف ضد هذه الثورة وحرفها عن مسارها في النهاية.
الجزء الثاني من الكتاب يناقش مواقف التيارات الإسلامية من أحداث المنطقة وتنظيرها السابق والحالي لمصطلحات مثل الديمقراطية والتغيير السلمي وحكم الشعب ... وغيرها باعتبار هذه التيارات سيدة الموقف حالياً وصاحبة الأغلبية في كثير من الدول العربية واستخدم في ذلك نموذجي السعودية ومصر.
كتاب توثيقي من قلب الحدث لمرحلة مفصلية مهمة في التاريخ العربي ، بعيدًا عن تزييف وتدليس بعض وسائل الإعلام . تعيش لحظاته وكأنك في ميادين الثورة ، تحس بهمم الشباب بين صفحات الكتاب ، وحرارة الحماسة بين جنبات روحك =) بالإضافة لروعة أسلوب الكاتب ورسائله لبلدان وشباب الثورة ، عذب جدًا .. وغفر الله ورحم البوعزيزي وجزاه ما جزى ثائرًا عن وطنه .
في البداية كنت أستنكف أن أقرأ عن الثورة لظني بأني عاصَرتُها و تابعتها عن كثب و لا حاجة لي بالتالي للقراءة حولها .. و بعدما قرأت هذا الكتاب توصلت لنتيجة مفادها أن هذا الإعتقاد إنما هو خطأ مني و سوء تقدير .. عاصرناها و عشناها، نعم! و لكننا لم نتشبع بعد بمضامينها و لم نقدرها حق قدرها ! الكاتب إعلامي سعودي موالٍ للثورة و معايش لها .. يرصد ما عاشه من الثورات بوحدة اليوم و الليلة حيث توفرت له إمكانية الانضمام إلى عدد منها في الإبان ليستنشق بعض نسمات الحرية غضة شفافة في نبعها الذي التقت تردداته مع ما يصدر عن قناعاته و دواخله من موجات .. فلم يملك غير الاستجابة و تلبية النداء ، نداء بلاد العرب (أوطاني) .. أحيي الكاتب بدايةً على صداقاته-العابرة للحدود- بصراحة !! دائما ما تستوقفني الصداقات في الكتب و صداقات الكاتب مما يستحق المتابعة !!
و لحظات وصول سائح حقيقي لمقصده .. عندما ينقلها لك و يعيرك عينيه لتراها بكلماته !! و عن ذكره المتكرر لكتابه : "اشواق الحرية ".. عندما يسلمك كتاب لكتاب .. و مما استوقفني أيضا مقطع أقتبسه لكم كاملا و لكم سديد النظر فيه و استيحاء حميد العادة منه : " بعد قرابة الساعة من الحوار حول كثير من تفاصيل المشهد السياسي اليمني .. و قبيل المغرب .. استأذنا الدكتور عبد الملك المتوكل بالانصراف .. فودعنا بعد أن أهدانا مشكورا بعضا من كتبه " !! يال الروعة !!
الأجواء التي نقلها الكاتب بميدان التحرير، و بساحة التغيير و غيرها تحيلك مباشرة إلى ما كان يجري في ساحة القصبة في تونس و تحيلك بالذات إلى ما كان يتردد في الأجواء هناك فيثلج الصدور و يحيي القلوب : "ما احلى القعدة ع المية و ما احلى الربيع و ما احلى الثورة التونسية تضم الجميع .. " كنا في عز الشتاء و لكنه كان ربيعا للقلوب تنفست فيه كما لم تتنفس من قبل !
و حديثه عن الأجواء في ميدان التحرير المصري بالذات، أحيت مشاعر خاصّة فيّ فمتابعتنا لكل ما يجري في مختلف العواصم العربية كانت لصيقة حينها و قد تأثرنا أكثر بما يجري في مصر لأنه كان مشحونا بروح الثورة و كان ذا طعم خاص يقترب مما حصل في تونس، مقارنة بالثورة الليبية و إن سبقت .. قراءة يوميات الكاتب من الميدان أضافت وجها آخر أقرب للقصة .. ذِكره لد. المسيري و يقينه بان التغيير قريب و ان لم يسعفه عمره ليشهده .. كانت خاطرة شاركتها الكاتب في نفسي .. و سعدت بلقائها بين السّطور .. بعض التفاصيل ما اجملها توقض فينا ما عشناه و ان عن بعد و تنكأ جرح ما وصلت اليه الحال بعد ذلك .. ذكريات و معايشات أحيي بها من خلال التفاصيل ما عشناه بدورنا .. كانت أيّاما لا تُنسى ..
ظنناها عصا سحرية .. و لم تكن سوى نفض للبساط .. بينت لنا كيف أن التغيير ليس كلاما يقال و إنما هو في العمل .. مفاهيم كثيرة بنيت و أخرى هدمت في الثورة .. تعرفنا عليها و لم تكن ما خلناها عليه .. نحتاج فعلا ل"فرمطة" عقولنا و مناهجها .. وهو ما عرّج عليه الكاتب في فصله الأخير من الكتاب من خلال ما قدّمه من تحليل للمشهد الثوري العربي ..
تنفسنا الحرية، هذا صحيح ! و لكن لم يكن ذلك سوى البداية.. علينا ان لا نتوقف هنا .. علينا المضي بالحرية الى موقع المسؤولية .. علينا ان نكون في المستوى ..
و من اكثر ما همني الاطلاع عليه، يومياته في ساحة التغيير بصنعاء لان متابعتي لما جرى في اليمن لم تكن بقدر كاف كمتابعتي لما جرى في مصر مثلا .. و لليمن في القلب ركن خاص لا أدري متى بُني بالضبط و بأي دوافع و لكن الأمر كذلك !! صنعاء، مدينة أخرى أضيفها لقائمة الشوق !!
دور الجامعات في تزويد الثورة بوقودها .. و في احتضان مساحة وجودها .. جامعة صنعاء كمثال .. و الجُمعات المتتالية .. خطب الجمعه في شارع الستين ابان الثورة و البلاغة اليمنية .. و قصيدة الشاعر اليمني البردوني "الخالدة" ..
و مما استحسنته في الكتاب أيضا، الجمع بين الثورات العربية تحت سقف واحد .. تلك الوحدة التي ما فتئ العالم ينكرها علينا و يعمل باتجاه طمسها و استبعادها .. من اكثر ما استمتع به عن�� متابعتي لحصاد أخبار قناة الجزيرة مثلا هو أني من خلال مشاهدتها أعتبر و أحس بأن ما فيها من أخبار تخصني كلها .. سواء تعلق الامر بما يجري بغزة، بتونس، بتركيا أو بمصر، الأمر يهمني و هناك من يثلج الصدر إذ يضع يده عليها جميعا و يضعها في نفس صندوق الأخبار .. ذلك الاحساس علينا تدعيمه و علينا الاحتفاظ به .. رغم كل شيء ، ما يجمعنا أكبر بكثيير مما يفرقنا و علينا أن نبني على ذلك مبدئيا في الفكر و الوجدان، و سيتبع ذلك قول الميدان كنتيجة حتمية في القريب العاجل أو الآجل .. و قد وصلني هذا الإحساس من خلال قراءتي لهذا الكتاب و هو ما جعلني أهتم به أكثر و أتفاعل معه بهذه الصفة !! ذكرني حال شباب الثورة و الميادين بحال شباب غزة خلال واقعة مرج الزهور (التي رصد تفاصيلها د.اوبرلن في كتابه الذي يحمل نفس الإسم ) .. أن تقاوم بشكل ما هو أن تستقل و تكتفي بذاتك .. لتعيش و لتعبر و لتصنع حاضرك و مستقبلك ب��كرك أنت و بساعدك أنت !! أحيا فيّ هذا الكتاب الكثير من الأمل و من الإرادة التي اصطدمت مؤخرا بجدران عديدة و عتيدة حتى اختارت أن تتراجع لتلملم جراحها قبل أن تعود مجددا للساحات و الجبهات ! مما تخرج به هو أن الشباب العربي قد كون وعيا لا بأس به بواقعه، و حاله و مشكلاته .. و يحتاج فقط إلى بلورة الطرق الكفيلة بإدارة عجلة التغيير و بجعلها منتجة عاملة و محركة على أرض الواقع .. ان يعود لك حب الحياة !! لتنهض و تسير في سبيلها !! و نحن منسوب حب الحياة عندنا منخفض .. استطعت من خلال هذا الكتاب إعادة قراءة الثورات بعد ان فرش لنا الكاتب أجزاء كثيرة من وريقاتها اليومية على خارطة ذهن واحدة .. يحثك على مزيد متابعة الثورات التي لم تكتمل في سوريا و ليبيا و غيرها .. و مما راق لي أيضا ان الاجتماعات التي يحضرها الكاتب مع الشخصيات الفاعلة في كل قطر من الأقطار العربية الثائرة التي زارها تتمحور حول الحديث عن المستقبل و مستقبل الثورة بالذات و عن السيناريوهات المتوقعة !! مالنا لا نركز، نحن الشباب من باب أولى، على المستقبل و سيناريواته ... فما أكثر غرقنا في الماضي و فيما هو خارج عن نطاق فعلنا !! مغيبون حتى عن الخوض فيما يخصنا و ينفعنا !!
المعلومات المقدمة ثريّة جدّا و وجيهة للغاية .. يحمل الكتاب بعض اللمحات التاريخية أو السياسية التي تقرب الصورة أكثر من القارئ ... تجد فيه نوعا من تعويض غياب المتابعة الدقيقة لمجريات الأحداث .. يختصر أمثال هذا الكتاب وقتك بإبقائك مطلعا على ما يدور حولك .. وهو من الكتب التي ترسم لك خارطة يغلب عليها الوضوح فلا تجد عليها من التفاصيل غير تلك التي لا مناص من ذكرها ليكتمل التصور و بالتالي ليحصل الفهم و الاستيعاب ..و لتتم إن أردت البحث في الحيثيات بعد ذلك بمفردك .. جمع بين سرد لزخم واقع معيش و بين التحليل الموضوعي للوقائع .. بحيث تعيش من خلال قراءة الكتاب مستووين من التفاعل ..
و قد اتى على تحديد بعض خصوصيّات المشهد العربي التي، سواء أحببناها أو كرهناها، تفرض علينا التفاعل معها .. الحديث عن يزيديين و عن حوثي التجأ إلى إيران لأنه معارض و مهدد في اليمن.. يوحي لك بان المشهد في الشرق الأوسط جد مرتبط ببعضه ، فالمكونات هي ذاتها و إن اختلفت مقادير التمازج و الرقعة الجغرافية .. نحتاج فعلا أن نتعمق في دراسة ما جرى و عدم الاكتفاء بالمشاهدة و الفرجة .. لان هناك من الدروس الكثير الذي علينا استخلاصه و توظيفه !! تفاصيل و ملامح فارقة و مؤرخة كثيرة (بمثابة الرموز الراصدة لخصوصياتنا و للنحن) هي أجدر بأن تحفر في وجداننا من تفاصيل أخرى يتفنن الغرب في تمريرها للا وعينا مما ينشره و يبثه على مرآنا و مسمعنا .. و يقصد بذلك اجتثاث أصالتنا و نزع هويتنا و القضاء على ما تبقى من انتماءاتنا و تراثنا الحي بل و تغريبنا حتى عن واقعنا الذي نعيشه .. لتجد أجساد الكثيرين منا تعيش في أراض عربية و لكن الروح ، إن وجدت، منصرفة إلى محاكاة الشكلي دون المعاني البناءة في ثقافات غريبة أخرى لا على سبيل استثمار اختلاف ما و إنما استحمارا في استحمار ! و يشير الكاتب كثيرا للحرب الأهلية في لبنان، يعدها مرجعا معاصرا لأبشع ما يمكن أن يعانيه شعب .. استوقفني الأمر و لكن أجدني أدون شحنة الحدث دون أن أقرر مزيد التعمق في الجراح، أ هناك جدوى من اجتراع الألم في تفاصيله مَرارا و مِرارا ؟ تكفينا خلاصة الويلات التي ذاقوها و أقسموا جهرا أو صمتا على أن يفعلوا ما يستطيعون كي ما يعودوا يوما إليها !!
و أما الجزء الثاني من الكتاب (بعد اليوميات) فيحوي دراسة و تحليلا للوضع و التحولات التي طرأت على المشهد الثوري العربي.. "و قد ساهم التدفق الكثيف للمعلومات و الأخبار، بتقليص مساحة التفكير و التأمل في هذه التحولات " هي مغبة حقيقية ما أكثر وقوعنا فيها اليوم !!! و ما أشدّ حاجتنا للعمل على تلافيها .. كيف أن الشعوب العربية خلقت مفهومها الخاص للثورة و طبقته .. فلا ضرورة لتجاوز البنى التقليدية و تحييد الدين (التجربة الاوروبية) و لا ضرورة للعنف (حنا ارندت~ في الثورة)
و قد حوى هذا الجزء ملاحظات أراها غاية في الاهمية فللكاتب طريقة عملية في استحضار و تلخيص و عرض بعض الاشكاليات و القضايا المطروحة اليوم على طاولة الفكر السياسي .. و يركّز بالأساس في دراسته على مواقف التيارات السلفية و الإسلاميين بالذات من الثورة و تفاعلها معها. و يقدم قراءات متروية و موضوعية لتحركات كلّ منهم في ظل الربيع العربي ..
انصحكم بقراءة الكتاب و أرجو أن يصلكم ما وصلني منه .. شعور محرك بالانتماء و نفض لغبار السلبية .. و إيمان بأنفسنا و إحياء لمعاني و مكاسب الثورة الحقيقية .. المختزَلة و المركّزة في بداياتها .. و ما أحوجنا لذلك .
تجربة أولى ورائعة لي مع القديمي حيث سعى في هذا الكتاب إلى تدوين الأحداث حتى لا تغيب عن الذاكرة و تقصي للحقائق من قلب الحدث ليصور لنا المشاعر المتوقدة والأحداث دون تلويث من وسائل العولمة وعلى حد قوله "دون أن تفقد روحها وهي تنتقل في مسارب الاثير الفضائي "
أسرني منذ أن سطر كلمة ابن عربي "أي شعب لا ينتزع حريته ،، لا يعول عليه " وبإهدائه المتميز إلى جميع الأرواح التي حقنت الأمل في شرايين شعبها ..
لم أكن متتبعة لأحداث الثورات بتفاصيلها وذلك لزخمها في ذلك الوقت وقد جاء هذا الكتاب واصفا للأحداث في وقت الثورة ومختصرا لفترة تاريخية سابقة متنقلا بين ميدان التحرير في مصر حيث وصفه ب " شريان الحياة " ثم الى تونس حيث سطر هذه الكتاب لروح البو عزيزي " هل تعرف ما فعل اللهيب المشتعل في كرامتك بوطننا العربي الممتد بحجم الوجع من المحيط إلى الخليج " ومنها الى اليمن " هنا ساحة التغيير ،،قلب صنعاء الذي لا يكف عن الخفقان ،،ونبضها المشبع بكثير من الطموح والاصرار "
بعض الاقتباسات
~ "هل هناك أكثر رومنسية من فتى ترك دفء العيش ،،ليتدثر البرد في ساحة التغيير ،، يلهث وراء الحلم ،، ويسعى لغدٍ أفضل "
~ "نتنفس هواء الحرية المشبع برائحة الغاز المسيل للدموع ،،ونهتف مع الهاتفين ،،ونلهث وراء الأمل الكبير لهذه الأمواج البشرية"
~ "هنا الوطن الذي قرر فيه الشباب أن يصنعو ثورة ،،وأن يقتلعو بأيديهم غابات الشوك التي زرعها الأوغاد منذ عقود "
~ "إرادةالتحرر التي أشعلت الكرامة في شرايين الشعب،روح الثورة التي أوقدت كل كوامن الوجع المتراكم عبر السنين هي التي ستصنع النصر"" "
______
أثار هذا الكتاب شجني إلى أيام الثورة وما بثته فيها من أمل ..وإلهام وكما قال " وهل هناك أكثر رومنسية ..من الثورة ؟! "
بعد انتهائه من اليوميات ..تحدث عن دراسة بسيطة عن الاسلاميون والربيع الثورات .. وأنهى الكتاب بصور من قلب الأحداث ..وكانت لفتة بارعة منه ..
مشاهدات من الثورات التونسية والمصرية واليمنية والاحتجاج المغربي كتبها من معايشته لها على الأرض، ومن ثم رصد للتحولات الفكرية للإسلاميين تحديدا في التعامل مع الديموقراطية وتفصيلاتها، واستعراض موسع لموقف السلفيين وتحولاتهم نصفه الثاني أثمن كثيرا وأهم من الأول، ويبقى الكتاب ناقصا بما أنه لم يشاهد ولم يرصد الثورة السورية ولم يرد عنها في الكتاب إلا اسم غياث مطر العظيم وحمص المستحيلة، يعود ذلك إلى وحشية النظام بالطبع، واستحالة قرب أ.نواف حتى من حدود الثورة .. وأظن القاريء السوري ينتظر منه مجلدا كبيرا حين انتصار الثورة السورية عنها، ولرصد التحولات الكبيرة التي أحدثتها، السياسية منها والفكرية والشرعية من المجتمع ومن النخب ، وما أحدثته من تغيير أثر على كل العالم
ينقسم "يوميات الثورة" إلى قسمين، الأول هو اليوميات، وهي مكتوبة بطريقة سهلة وممتعة، تُعلق القارئ وتجبره ألا يتوقف حتى ينهيها، وقد نُشر بعضها من قبل على صفحة الكاتب في الفيسبوك حين حدوثها. القسم الثاني من الكتاب عبارة عن دراسة وتنظير للموقف من الثورات وبالتحديد موقف الإسلاميين منها ثم موقف السلفيين في مصر والسعودية بشيء من التفصيل. هذا الجزء من الكتاب غني جدا بالمعلومات ولا يُقرأ بل يُدرس.
كتاب "طازج" يتحدث عن المرحلة الحالية وتغييراتها، تحتاج إلى دفتر وقلم وأنت تقرأ لتدون ملاحظاتك.. يتسحق القراءة إذا كنت مهتما بالموضوع وإلا فستجد جزء التنظير مملا بالنسبة إليك.
ينقسم الكتاب إلى قسمين: الأول: يوميات كتبها المؤلف إبان الثورة في مصر، واليمن، وفي زيارة لتونس بعد الثورة الثاني: دراسة "الإسلاميون وربيع الثورات" وهي قصيرة
الكتاب خفيف ولطيف كما هي عادة نواف في كتبه، نزل بنا معه إلى الميدان ووثق بعض المشاهد بالصور ثم حاول في الدراسة قراءة المشهد السياسي بعد الثورة - وإن كانت تأملات أكثر منها دراسة
توثيق لتاريخ الثورات من شخص شبة محايد. توثيق لتاريخ الأفراد والشعوب والمشاعر لا سرد أحداث مجردة من كل ما سبق. ليت كل التاريخ يكتب هكذا. من يتهم الكاتب بأنه عروبي وأهمل نقل دور غير العرب، أرد بأنه نقل ما شاهده ومن الطبيعي أن يكون أغلب معارفه عرب فضلاً عن أن أغلب الثوار كانوا عرباً. وأعتقد أن الكتاب أوضح ذلك بشكل جيد من عنوانه. على بساطة الأسلوب إلا أنه لم يخلو من الاسقاطات الجيدة والتحليل العميق.
كتاب قيم جدا يروى فيه المؤلف يومياته في ٣ ثوارات مختلفة عاصر أجزاء منها، كما يحلل في الجزء الثاني من الكتاب أسباب قيام هذه الثورات كما تضمن قراءة تحليلية لمواقف عدد من المذاهب اوالحركات الإسلامية لهذه الثورة والتناقضات التي وقعت من قبل البعض منها
رغم أنّ الجزء المُخصص للثورة المصريّة هو أقل مواطن الكتاب ثراءً, إلا أن للقلب ما يهواه حين تحدث القديمي عن شيء شديد البداهة: الحالة العاطفية التي تلقينا فيها جميعاً هذه الثورة. وأعطيتُ لنفسي العلامة الكاملة في بحر نهار من البهجة لأني عشتُ كلّ ما قيل وأتذكره كما رؤيا العين.
أفضل الكتب التي قرأتها عن الربيع العربي حتى الآن ؛ يصف الموضوع بحياد، وبشهادة شخصية، ويذكر أبرز الأحداث التاريخية المؤثرة .. تكلم عن الثورة المصرية، التونسية، اليمينة بالترتيب :)
كنوع من الحنين الي الماضي في ظل تآزم الحاضر قررت قراءه هذا الكتاب علي أمل إسترجاع بعد الامل في تغيير او ماشابه. خاصة في ظل عودة القبضة العسكرية في بلدي من جديد بل وأقوي مما مضي . الكتاب متنوع يجمع بين مذكرات او يوميات للكاتب كتبها في تنقلاته مابين( مصر-تونس -المغرب -اليمن ) ودراسة حول مرادفات الربيع العربي وموقف التيارات الاسلامية (الاخوان او السلفية ) من الثورات . يمكن بلورة افكاري حول تجليات الربيع العربي في الآتي : 1 - إن الفعل الثوري مباشرة يقلل من قيمة المدخل الفكري والفلسفي في التغيير ويعلي من قيمة الشأن الحقوقي والسياسي. إلا انهم لايختلفان. لكن الفعل الثوري علي الارض يختزل مراحل طويلة من التدرج الاصلاحي البطئ. 2- الزخم الثوري عموما يساهم في التقليل من نرجسية المثقف المتعالي علي العمل السياسي ويعيد الاعتبار للمثقف العضوي الذي لايمنعه الانتاج الفكري والفلسفي في الانخراط في الفضاء السياسي . 3 - نشوء الثورات غير مرتبط بسوء الاحوال ونقص الموارد .لكن مرتبط بوعي جمعي وادراك للحقوق المسلوبة لايقف عند كونه وعي مضموني بل وعي فاعل يسعي في نضال سلمي من اجل حقوق المواطنه. 4- الحراك السلمي وفاعلية الثورات غالبا ماتأتي من لوبيات الضغط للجماعات غير المؤدلجه (شباب الثورة )علي حساب التشكيلات السياسية التقليدية كالجماعات والاحزاب . 5 -الثورة باعتبارها فعلا مغامرا. لايقدم عليه سوي طليعة محدودة وجريئة من المجتمع تتميز هذه الطليعه بانها لاتعرف كثيرا في الحسابات والتقديرات .
يصادف أن تقرأ عن ملحمةً ما أو حِقبٍ معينة ومعارك وأساطير لم تعاصرها ، لكن هل فكرت أن تعيش واحدة منها؟ أو بعبارة أخرى هل تخيلت أنه سيأتي زمن تعاصر فيه أحداثاً كُبرى لها صدى واسع من الرباط إلى صنعاء ، هذا ما حدث مع المؤلف لم يصدف أن يعاصر الأحداث فقط بل انخرط نوعاً ما فيها ، فقد كان في القاهرة في أحداث ٢٥ يناير وفي تونس أثناء الاحتجاجات ومن ثم المغرب واليمن وحتى الكويت أيام الحراك.. السرد ممتع ولا تمل بين التنقل في الأحداث ، حين أنهيت الكتاب شعرتُ بنهرٍ من من المشاعر ينسابُ إلى اللامتناهي .. قرأتُ عن الثورة الفرنسية عن البلشفية وعن اصلاحات محمد علي وحرب الخليج وانزال النورماندي وبطبيعة الحال هي أحداثٌ لم أُعاصرها لكنهُ الربيع.. الذي لوهلة غدى حُلمه واقعاً ملموساً ففي دخوله صَدم الجميع وكسر كل التوقعات بعفوية الاحتجاجات وسلمية الناس و"براءتهم الحزبية" للحظات من التاريخ حققت الشعوب العربية الحلم بالحرية وطمست أفواه محللي السياسة "أنتم عرب لا يصلح لكم الا مستبد" و"الشعوب العربية لا تصلح للديموقراطية" وإلى آخره من المقولات المستفزة ، تقيمي للكتاب كان اكثر عاطفية من بقية الكتب لسببين الأول للموضوع المطروح والسرد والثاني رغبتي الداخلية في عيش لحظة تاريخية مثل التي عاشها المؤلف وأعني السفر وخوض تجارب خطيرة ، في لحظة اشتعال تغير كل شيء تونس والقاهرة تتحرر من الاستبداد والفساد صنعاء تشتعل وسوريا تثور وطرابلس تنفخُ ناراً.. كم كنتُ طالباً مشاغباً وقتها أردد الشعب يريد تغيير المدير.. الشعب يريد تغيير المدير سأُنهيها هُنا لأن المأساة ستحصل بعد ذلك لكن لا مانع من ذكر لحظة الرغد تلك التي تلت الربيع.
الخامس و العشرون من يناير عام 2011 .. وقتها كان عمري 13 سنة . كنت مجرد طفل مش مدرك اللى بيحصل . و دلوقتى بعد عشر سنين عايز اعرف ايه اللى حصل من 2011 لحد دلوقتى و ايه اللي حصل و رجعنا لما قبل 2011 تانى . و هنا لقيت كتاب نواف بيحكي عن ذكرياته اليوميه فى ميادين الثورات العربية و اللى عاشها بنفسه او اتحكت له تفاصيلها فى مصر و اليمن و تونس و المغرب . بعدها بيقدم تحليل لوضع الاسلاميين مع الثورات و ازاى تعاملوا معها .
هل هناك اكقلا لاومانسية من طبيب مرموق ترك عيادته ليقف امام جبروت الامن، والظلم ليضحي بعينه الاولى في جمعة الغضب.. ثم لا يكتفي بذلك حتى يقدم عينه الاخرى قربانا للثورة في شارع محمد محمود،، هل هناك اكثر رومانسية من الثورة؟ الربيع العربي ذكرى الحب والحرب،، ذكرى الالم والحرية، لا مستبد ولا ضاغية والله غالب على امره.
كتاب يعطيك نظرة قريبة لميادين الثورات العربية من صحفي سعودي كان متواجدًا خلال الثورتين المصرية واليمنية وأيضًا زار تونس وأخذ نظرة عن قرب للثورة التونسية وأيضًا تفاصيل قصة البوعزيزي بعيدًا عن الإعلام. ثم بدأ في الفصل الأخير يناقش موقف الإسلاميين من الربيع العربي. كتاب ممتع وممتاز