What do you think?
Rate this book


96 pages, Paperback
First published January 1, 2008
ويعود محمد الداود ليمتعنا مرة أخرى برواية جديدة مختلفة كثيراً عن روايته الأولى [ أوراق طالب سعودي في الخارج ]، رواية مفاجئة فعلاً كمفاجئة روايته الأولى لنا ..
روايته الجديدة التي كان لعنوانها تأثير كبير على عدد من المطلعين على سوق الكتاب في السعودية والتي حملت عنوان [ مملكة البنغال ] كانت ذا أسلوب مختلف وجديد في الرواية السعودية ..
الرواية تحكي قصة انتشار الفساد والمشاكل بسبب العمالة البنغالية وتغلغلهم داخل عاصمة المملكة وتمكنهم من إمساك زمام الأمور داخل أحد أحياء الرياض القديمة والتي تستشري فيها المشكلات والمصائب،،،
مثل ما سبق وتحدثت فمن قرأ رواية [ أوراق طالب سعودي ] وقرأ هذه الرواية [ مملكة البنغال ] سيجد اختلافاً كبيراً جداً من كل النواحي فروايته هذه كانت الأحداث فيها متسارعة ومتسارعة جداً، وكانت مركزة للغاية..
وأعجبتني جداً قراءة الأستاذة فرح سكرية حينما قالت :
بالإضافة الى ذلك، يبدو واضحاً أن صفحات الرواية القليلة التي لم تتجاوز المائة كانت خالية من كل حشو واضافات وزخرفات لا قيمة لها. بمعنى آخر، اكتفى الداود بالمعاني التي تشتمل عليها الجملة الرئيسة مع وصفٍ بسيط للحالة التي تعيشها الشخصيات، ما أعطى الرواية رونقاً جميلاً وخلاباً. ولن ننسى أن الكاتب أتى على ذكر المناطق والشخصيات بأسمائها الواقعية فجعلنا نغوص عميقاً في خياله ونقترب من لمس الحقائق بواقعية ونشعر أننا نسير فعلاً في هذه الشوارع ونرى ما تفعله الشخصيات كي لا تأتي الرواية بعيدة عن القارئ وخالية من الواقعية والشفافية.
وكلامها هذا واقعي جداً فالرواية خالية من أي تكلف وحشو؛ مع ذلك أبدع محمد الداود في وصف الأماكن التي ينتشرون فيها ووصف طريقة تعاملهم الوحشية مع الناس إذا خلت الشوارع إلّا منهم ..
وقد ذكّرني الكاتب حينما وصف دخول أحد أبطال الرواية لأحد تلك الشوارع بمناظر قد عشتها أنا وارتعبت -حقيقة : )- منها، فقد وصف مملكة البنغال ويقصد فيها المكان الذي يتواجد فيه البنغال بكثرة ونفوذ بوصف جميل :
انحرف جانباً نحو زقاق ضيق وبدا يتوغل فيه، وسرعان ما أحس بتغير الناس من حوله، وكأنما دخوله في هذه الزقاق عبر حاجز المكان، وانتقل إلى دكا مباشرةً، فسرعان ما انقرضت (اللغة العربية) من لوحات المحلات، واستبدلت بالأحرف البنغالية.
بالمناسبة، إعجابي بالرواية وموضوعها لا يعني إقتناعي من الأساس بأن المشكلة لدينا من البنغال فحسب، إنما البنغال جزء من المشكلة ونحن نتحمل الجزء الآخر ..
أعود لأتكلم عن الرواية، حينما قضى البنغال على عبدالله أحد أبطال الرواية أثّر في نفسي كثيراً ذلك الموقف وتخيلت نفسي في تلك الظلمة والخوف الذي كان يعيشه.. جعلني الكاتب أعيش ذلك الموقف وفرحة الأطفال بنجاتهم وخوفهم في نفس الوقت..
من الأشياء التي تلفت نظري في الواقع أنه في بعض الأحيان وعندما تقبض الشرطة على بعض المجرمين الغير سعوديين تجدهم يتحدثون بعلو وبسخرية وكأنهم هم المظلومين والذين سيأخذون حق كل ثانية بقو فيها محبوسين داخل أسوار السجن، وأكثر ما يغيظني حينما يتحدث بتلك النبرة من هو في داخل أراضينا عن طريق التهريب أو الإقامة الغير شرعية؛ أعجبني كثيراً رد أحد رموز الرواية على "دون" رأس الإجرام في هذه الرواية حينما رد عليه ماجد وقال:
هل دخلت بلدنا بشكل نظامي؟ هل كنت تعمل في نشاط شرعي؟ وقل لي.. هل تعرف دولتك بأنك موجود لدينا؟ هل أنت بالفعل مسجل لديهم باسمك هذا؟ وقبل ذلك كل، هل تؤيد دولتك الأنشطة التي تقوم بها هنا؟ طبعاً لا.. لذا أنت بالنسبة لنا قضية رابحة سياسياً، فلن تثير أي أزمة بين البلدين، باعتبار أنك غير موجود لدينا نظاماً، وكذلك رابحة مادياً فحياتك لن تكلفنا حتى ثمن الرصاصة، فنحن كما تعلم نفضل استخدام السيف.
من الأسطر التي توقفت عندها:
ما يزعجني وجود مثل هذه الطفيليات وسطنا، تأكل ما تقدمه أيدينا لهم، ثم تنكر المعروف وتبدأ تعيث في بلدنا الفساد.
الرواية أعطيها ممتاز .. خصوصاً تلك الأسطر عن الأطفال المختطفين : (..
- معلومات عن الرواية/