فيما كنت أتسكع تحت الأشجار المزهرة مع مذكراتي وغليوني كبطل عجوز يتريض في منفاه لمحتهم يهرولون في العواصف الثلجية نصفهم معاطف ونصفهم عباءات يرشقون الوحل بنعالهم كالرصاص وكل منهم يشبك أصابعه فوق رأسه ويصرخ : النجدة .. النجدة أنا دفتر أنا ثائر أنا كاتب عدل أنا هاتف أنا ساعي بريد وأنا أجثم على جدران المدينة كسلم الحريق وسيفي مغروس حتى قبضته في نخاع الباستيل
شاعر وأديب سوري ، ولد في سلمية بمحافظة حماة عام 1934. تلقى تعليمه في سلمية ودمشق و كان فقره سبباً في تركه المدرسة في سن مبكرة، كانت سلمية ودمشق و بيروت المحطات الأساسية في حياة الماغوط وإبداعه، وعمل في الصحافة حيث كان من المؤسسين لجريدة تشرين كما عمل الماغوط رئيساً لتحرير مجلة الشرطة، احترف الفن السياسي و ألف العديد من المسرحيات الناقدة التي لعبت دوراً كبيراً في تطوير المسرح السياسي في الوطن العربي، كما كتب الرواية و الشعر و امتاز في القصيدة النثرية و له دواوين عديدة. توفي في دمشق في 3 أبريل 2006.
أهم مؤلفاته الشعر
حزن في ضوء القمر - شعر (دار مجلة شعر - بيروت 1959) غرفة بملايين الجدران - شعر (دار مجلة شعر - بيروت 1960)
الفرح ليس مهنتي - شعر (منشورات اتحاد الكتاب العرب - دمشق 1970
المسرح
ضيعة تشرين - مسرحية (لم تطبع - مُثلت على المسرح 1973-1974) شقائق النعمان - مسرحية غربة - مسرحية (لم تُطبع - مُثلت على المسرح 1976) كاسك يا وطن - مسرحية (لم تطبع - مُثلت على المسرح 1979) خارج السرب - مسرحية (دار المدى - دمشق 1999، مُثلت على المسرح بإخراج الفنان جهاد سعد) العصفور الأحدب - مسرحية 1960 (لم تمثل على المسرح) المهرج - مسرحية (مُثلت على المسرح 1960، طُبعت عام 1998 من قبل دار المدى - دمشق )
مسلسلات تلفزيونية
حكايا الليل - مسلسل تلفزيوني (من إنتاج التلفزيون السوري) وين الغلط - مسلسل تلفزيوني (إنتاج التلفزيون السوري) وادي المسك - مسلسل تلفزيوني حكايا الليل - مسلسل تلفزيوني
السينما
الحدود - فيلم سينمائي (1984 إنتاج المؤسسة العامة للسينما السورية، بطولة الفنان دريد لحام) التقرير - فيلم سينمائي (1987 إنتاج المؤسسة العامة للسينما السورية، بطولة الفنان دريد لحام)
أعمال أخرى
الأرجوحة - رواية 1974 (نشرت عام 1974 - 1991 عن دار رياض الريس للنشر وأعادت دار المدى طباعتها عام 2007) سأخون وطني - مجموعة مقالات (1987- أعادت طباعتها دار المدى بدمشق 2001) سياف الزهور - نصوص (دار المدى بدمشق 2001).... شرق عدن غرب الله (دار المدى بدمشق 2005) البدوي الأحمر (دار المدى بدمشق 2006)
كتب عنه شقيقه عيسى الماغوط كتاب بعنوان (محمد الماغوط رسائل الجوع والخوف) وفيه يروي حكايات كثيرة عن شقيقه تؤكد الصورة الشائعة عنه، أن يكون منحازًا على الدوام إلى صفوف الحرية والأحرار. يرفق الكتاب بصور فوتوغرافية للماغوط وأفراد أسرته. والكتاب بوجه عام عبارة عن مستند بالغ الفائدة لكاتب مسرحي وشاعر يعتبره الكثيرون من أبرز شعراء وأدباء سوريا في النصف الثاني من القرن العشرين .
01 فليذهب القادة إلى الحروب والعشاق إلى الغابات والعلماء إلى المختبرات أما أنا فسأبحث عن مسبحة وكرسي عتيق لأعود كما كنت حاجبا قديما على باب الحزن مادامت كل الكتب والدساتير والأديان تؤكد أنني لن أموت إلا جائعا أو سجينا 02 أعطيني هويّتي ودفتر عناويني وجواز سفري سأصفها حول جبيني وأجلس متربّعاً وسط المدنية كزعيم إحدى القبائل المتوحشة و أبادلها بالخرز و المرايا الملونة 03 بعد تفكير طويل انزعوا الأرصفة لم تعد لي غاية أسعى إليها كل شوارع أوروبا تسكّعتها في فراشي أجمل نساء التاريخ ضاجعتهنّ و أنا ساهمٌ في زوايا المقهى قولوا لوطني الصغير و الجارح كالنمر إنني أرفع سبابتي كتلميذ طالباً الموت أو الرحيل ولكن لي بذمته بضعة أناشيد عتيقة من أيام الطفولة و أريدها الآن لن أصعد قطاراً و لن أقول وداعاً ما لم يُعِدها إليّ حرفاً حرفاً و نقطة نقطة و إذا كان لا يريد أن يراني أو يأنف من مجادلتي أمام المارة فليخاطبني من وراء جدار ليضعها في صُرّة عتيقةٍ أمام عتبة أو وراء شجرة ما و أنا أهرع لالتقاطها كالكلب ما دامت كلمة الحرية في لغتي على هيئة كرسيٍّ صغير للإعدام قولوا لهذا التابوت الممدد حتى شواطئ الأطلسي إنني لا أملك ثمن المنديل لأرثيه من ساحات الرجم في مكّه إلى ساحات الرقص في غرناطه جراح مكسوّةٌ بشعر الصدر و أوسمة لم يبق منها سوى الخطافات الصحاري خاليةٌ من الغربان البساتين خاليةٌ من الزهور السجون خاليةٌ من الاستغاثات الأزقة خاليةٌ من المارّة لا شيء غير الغبار يعلو و يهبط كثدي المصارع فاهربي أيتها الغيوم فأرصفة الوطن لم تعد جديرةً حتى بالوحل 04 لن أنهض حتى تجمع كل قضبان السجون وإضبارات المشبوهين في العالم وتوضع أمامي لألوكها كالجمل على قارعة الطريق.. حتى تفرَّ كلُّ هراواتِ الشرطة والمتظاهرين من قبضات أصحابها وتعود أغصاناً مزهرة (مرةً أخرى) 05 وعندي ... شعوب شعوب هادئةٌ وساكنةٌ كالأدغال يمكن استخدامها في المقاهي والحروب وأزمات السير أسرعوا أيها السادة هاهو الليلُ يقترب وعليّ أن أنهي صفقتي قبل غياب الشمس أخرجوا محافظكم ولا تخيفنّكم أسعاري : كلُّ الفتوحات العربية مقابل " سرير " كل نجوم الشرق مقابل عود ثقاب لأهتدي إلى أقرب حصاةٍ أو مسمارٍ في هذا الوطن أغرسه في صدري كمنقار البجعه وأموت . 06 آه لو يتم تبادل الأوطان كالراقصات في الملهى.
وجدت الديوان أمامي في الأزبكية في بداية يوم مرهق توقفت أمامه برهة فتحته و وجدت أنه ديوان. لم أكن أعرف حقًا ان الماغوط شاعرًا بالأصل و لذلك قررت أن أقرا قصيدة من قصائده قبل أن أقرر ان اشتري الكتاب ليس لغلو سعره و لكن لأني لا أريد حقًا أن أقتني كتب لا تستحق الإنضمام الي مكتبتي. قرأت القصيدة و أبهرتني و لم يكن عندي أي نية أن أبدء الديوان بهذه السرعة و لكن في رحلة العودة في نفس اليوم أخرجت الديوان مرة أخري و قرأت نصفه في جلسة واحده و كنت مستمتع و منبهر طوال قراءتي لهذه القصائد و أخذت صورة للعديد منهم لكي أشارك بهم القراء أصدقائي علي مواقع التواصل الإجتماعي. أعتقد أن الماغوط هو أقوي شاعر قرأت له حتي الآن يأتي في المركز الثاني صلاح عبد الصبور بعدهم العديدين من ستنزل مرتبتهم بمجرد أن اقرء لأدونيس أو أنسي الحاج. . سعيد جدًا أنني فتحت هذا الكتاب و لم أتركه و أمضي و إلا كنت سأندم ما حييت.
تجربتي الأولى مع الماغوط ومع ديوان كامل من القصائد النثرية لشاعر عربي.. ديوان رائع..
آه الحلم... الحلم... عربتي الذهبية الصلبة تحطمت، وتفرَّق شملُ عجلاتها كالغجر في كل مكان حلمتُ ذات ليلة بالربيع و عندما أستيقظت كانت الزهور تغطي وسادتي وحلمت مرةً بالبحر و في الصباح كان فراشي مليئاً بالأصداف و زعانف السمك ولكن عندما حلمت بالحريّة كانت الحراب تطوّقُ عنقي كهالة المصباح.
"كنا نؤمن بأنّ الجبال زائلة والبحار زائلة والخضارات زائلة أمّا الحبّ فباقٍ... وفجأة: افترقنا هي تحبّ الأرائك الطويلة وأنا أحبّ السفن الطويلة هي تعشق الهمس والتنهدات في المقاهي وأنا أعشق القفز والصراخ في الشوارع ومع ذلك.. فذراعاي على امتداد الكون بانتظارها..."
_ دموعي زرقاء من كثرة ما نظرت إلى السماء وبكيت دموعي صفراء من طول ما حلمت بالسنابل الذهبية.
_ سأظل مع القضايا الخاسرة حتى الموت سأظل مع الأغصان الجرداء حتى تُزهر.
_ حلمت ذات ليلة بالربيع وعندما استيقطت كانت الزهور تغطي وسادتي وحلمت مرة بالبحر وفي الصباح كان فراشي مليئًا بالأصداف وزعانف السمك ولكن عندما حلمت بالحُرية كانت الحراب تطوق عنقي كهالة المصباح.
_ آه يا أمي لو كانت الحُرية ثلجًا لنمت طوال حياتي بلا مأوى.
أنا وأنت يا حبيبتي حطَّابان مقروران في غابة بائسة كل منهما يحمل فأسا قاطعه كحد السيف ويهوي عليها شجرة بعد شجرة وغصنا بعد غصن دون أن ندري أن هذه الغابة هي....«حُبنا». ~~~~~~~
دموعي زرقاء من كثرة ما نظرت إلى السماء وبكيت دموعي صفراء من طول ما حلمت بالسنابل الذهبية وبكيت
فليذهب القادةُ إلى الحروب والعشاقُ إلى الغابات والعلماء إلى المختبرات أما أنا فسأبحث عن مسبحة وكرسي عتيق لأعود كما كنت حاجبًا قديما على باب الحزن ما دامت كل الكتب والدساتير والأديان تؤكد أنني لن أموت إلا جائعا أو سجينا.
:( تحريت الصدق والألم بكل حرف ديوان شعري صالح لكل زمان ومكان ،لا يفنى ولا يستحدث من العدم !!كيف يفنى وسمة أوطاننا القسوه لاأدري متي سيكون الفرح ؟!! من نصيبنا أمثالي و أمثالك أيها الماعوظ
حلمتُ ذات ليلة بالربيع و عندما استيقظت كانت الزهور تغطي وسادتي
وحلمت مرةً بالبحر و في الصباح كان فراشي مليئاً بالأصداف و زعانف السمك
ولكن عندما حلمت بالحريّة كانت الحراب تطوّقُ عنقي كهالة المصباح...
الصوت الضال الذي لم يعرف ا��يالا جديدة ينشدها ولا فماً قديما يعود اليه ، المتصدع كالجدران التي خالطها الغش ، المنهار كالقمم الجليدية تحت شمس الربيع .
السفينة والعاصفة ، الغابة والحطاب ، من يحمل رقصة الفالس في دمه وعويل كربلاء في عظامه .
النسر العجوز الذي ينتظر العاصفة الصحراوية وحيدا وصامتا والمصمم على المعركة بكل هزاله و انقاضه حيث الصحراء المقفرة بدون هتاف او شهود .
صاحب الحزن الذي لا حسب له ولا نسب كالأرصفة كجنين ولد في مبغى .
كيف سيكون الفرح مهنته ؟؟!!
" قولوا لوطني الصغير والجارح كالنمر
انني ارفع سبابتي كتلميذ
طالبا الموت او الرحيل "
يقدم الماغوط نبذة عن انهزامه المنتصر عن يأسه الذي لا يرتضي الا ان يكون انتحاريا فيَجُر العاصفة الى الهزيمه ، ان يحارب المرء امله الميؤوس منه و احلامه المتحطمة .
مقتطفات ---------- اه الحلم... الحلم... عربتي الذهبية الصلبة _______________ لكل مصباح فراشة كل خروف جرس و لكل عجوز موقد و عباءة ___________ دموعي زرقاء من كثرة ما نظرت الى السماء و بكيت دموعي صفراء من طول ما حلمت بالسنابل الذهبية و بكيت ___________ -من هذه العجوز الجامدة عند المنعطف ؟ و البعوض يحوم فوق رأسها كأنه مصباح أو مستنقع!! انها لا تسأل و لا تجيب و إنها تهز رأسها يمنة و يسره و هي تلعك حجابها المبلل بالدمع
-إنها دمشق ___________ -مدينتي؟ لا مدينة لي سوى جيوبي -مدينتك وطنك. . ___________ دمشق الخيول الجامحة و السفن التي تدس وجه الأفق ___________ طفولي بعيدة...و كهولتي بعيدة... وطني بعيد...و منفاي بعيد ___________ و أنا في خريف العمر و الشيخوخة البيضاء بدٱت تمس جبيني كالياسمين الدمشقي عند كل منعطف من يوليني اهتمامه؟ ___________ اطلبي لي كوفية و عقالا و صحراء لا حدود لها لأعود إلى الماضي ___________ ايها الحارس العجوز يا جدي اعطني كلبك السلوقي لأتعقب حزني اعرني مصباحك الكهربائي لأبحث عن وطني ___________ اضحك في الظلام ابكي في الظلام اكتب في الظلام ___________ امي... يا ذات النهد الملون كالأكواخ الإفريقية ___________ فحزني لا حسب له و لا نسب كالأرصفه كجنين ولد في المنفى ___________ لقد تورطت يا ابي و غدا كل شيء مستحيلا كوقف النزيف بالأصابع __________ وفجأة :افترقنا هي تحب الأرائك الطويلة و أنا احب آلسفن الطويلة __________ قاوم و ناضل حتى الموت .
مجموعة شعرية صغيرة يغلب عليها الحزن المختبئ بين الحروف ، الآن بإمكاني القول أن نثر الماغوط ساخر بألم ، في حين أن نظمه حزين لدرجة الألم ..
لفتت نظري قصيدة "سلمية" في الثلث الأول من الديوان ، لم أستطع منع نفسي من التفكير في روعة الصورة الفنية التي رسمها الماغوط لأمّة بائسة كان مصيرها السقوط .. أقتبس منها بداياتها :
سلمية ، الطفلة التي تعثرت بطرف أوروبا .. و هي تلهو بأقراطها الفاطمية ، و شعرها الذهبي .. و ظلّت جاثية و باكية منذ ذلك الحين : دميتها في البحر ، و اصابعها في الصحراء ! يحدّها من الشمال الرعب ، و من الجنوب الحزن ، و من الشرق الغبار ، و من الغرب الأطلال و الغربان ..!
شخصية الماغوط وابداعاته ابعد ما تكون عن الشعر والنثر للصراحة مصدوم بما قرأته على الاغلب لانني رفعت شقف طموحاتي واعتبرته انه سيكون قبس من ابداعات سأخونك يا وطني ولكن الجانب العاطفي ودور الحبيب لم يرق لي مع الماغوط واستشعرت ركاكة في بعض الاحيان
مذ كانت رائحة الخبز شهية كالورد. كرائحة الأوطان على ثياب المسافرين. و أنا أسرِّح شعري كل صباح. ألبس أجمل ثيابي. و أهرع كالعاشق في موعده الأول. لإنتظارها لإنتظار الثورة التي يبُست رجلاي من انتظارها..
لكلمة "وطن" معنى آخر عندما تقرأه في أدب الماغوط , لانه لم يأت وليد لُغة وألفاظ إنما ألم وتشرد وطرقات احتضنته طويلاً كنت اتساءل ماذا سيصنعُ لو بقي بيننا ورأى ثورة شعبهُ التي طالما انتظرها حتى رأها في منامه ورحلَ دون أن يدركها..؟ وكيف سيمشى بشوارع دمشق وأرصفتها التي كانت الهامه الأبديّ ؟ ووجدت ذلك بإحدى قصائده "الشبح الكبير" التي يصفُ بها حال دمشق الآن كما لو أنه يراها , وكيف يقسو عليه الوطن دائماً وما له من حول إلا أن يصفح عنه ويحبّه...
- هذا القلم سيوردني حتفي لم يترك سجناً إلا و قادني إليه و لا رصيفاً إلا و مرَّغني عليه و أنا أتبعه كالمأخوذ كالسائر في حلمه ..... و كأنما أعمق جرحٌ نصاب به هو جرح الوطن ، جرحٌ لا يبرأ أبداً و هذا ما استخلصته بعد الديوان الثالث لسلسلة أعمال الماغوط . لم يبقَ مني غير الأضلاع و تجاويف العيون فاقتلعني من ذاكرتك و عد إلى محراثك و أغانيك الحزينة لقد تورطتُ يا أبي و غدا كل شيء مستحيلاً كوقف النزيف بالأصابع ... يعلن بأن الفرح ليس مهنته هو السواد لونه و الحزن التعاسة الهذيان الخيبات هي متعته وتلذذه دائماً هناك نحلٌ ... و هناك أزهار و مع ذلك فالعلقم يملأ فمي هناك طُرَفٌ و أعراس و مهرجون و مع ذلك فالنحيب يملأ قلبي .. 💛 ....... #الحصار دموعي زرقاء من كثرة ما نظرتُ إلى السماء و بكيت دموعي صفراء من طولِ ما حلمت بالسنابل الذهبية و بكيت فليذهب القادة إلى الحروب و العشاق إلى الغابات والعلماء إلى المختبرات أما أنا فسأبحث عن مسبحةٍ و كرسيًّ عتيق لأعودَ كما كنت حاجباً قديماً على باب الحزن ما دامت كل الكتب والدساتير و الأديان تؤكد أنني لن أموت إلا جائعاً أو سجيناً 💔 مؤلمةٌ هي خيبات الأرض والأوطان وخذلان العروبة والإنسانية فعلاً
رغم غيابك إلا انك أيها الماغوط كثيف الحضور، عتيق الحزن، جريح الروح ،طفل عرف اليتم والحزن قبل أن يفطم ،طيب القلب كوطننا تماما .. دوما تعيد إلي ثقتي بالكلمة التي لطالما سرقتها ألوية كاذبة وساسة معجونون بالرياء والنفاق والبشاعة وقامات محسوبة على الوطن ... وهي لا تريد منه سوى نياشنا تضعها في المناسبات لتحتل بذلك مقاعدا و مناصبا تمتص بها دموع الفقراء وأحلامهم .. من يعرفك يؤمن بأن الفرح ترف لا يحق للمحزونين مثلك .. وحدك تعرف تماما أن الضحكة .. ثمنها في أوطاننا غال وهي تسرق خلسة بعيدا عن أعين الأمن والرقباء تماما كالحب ،،،
آه يا أمي لو كانت الحرية ثلجا لنمت طوال حياتي بلا مأوى ..!
طالعت طبعة خاصة صادرة من مؤسسة سلطان العويس الثقافية ..
الماغوط رحمه الله وعبق سوريا ..والأهل تلك الشوارع والأرصفة
ماشهدناه معها فيها وعليها
دمووووع .. حنين دائم الى ما كناه ولن يعود
————————————
في قراءة ثانية للمغبون في مشهدنا الثقافي شاعرنا الكبير محمد الماغوط
اطلبي لي كوفية وعقالا وصحراء لا حدود لها لاعود الى الماضي واحضر ملف دموعي ورقم خدي لا اعطيني هويتي ودفتر عناويني وجواز سفري سأصفها حول جبيبني واجلس متربعا وسط المدينة كزعيم احدى القبائل المتوحشة وابادلها بالخرز والمرايا الملونة
"الفرح ليس مهنتي" عنوان مناسب جدا لختام السنه باخر كتاب فالتحدي وبداية سنه جديدة شكرا لصديقي توفيق عالترشيح الجميل كل اختياراتك دايما تبهرني
محمد الماغوط كنت اعرفه اسما فقط إن قصيدة النثر معروفة بيه لكن لقيته تجربة فريدة من نوعها حبيت اسلوبه جدا وحبيت مقدمة سنية صالح للكتاب :"مأساة الماغوط أنه ولد في غرفة مسدلة الستائر اسمها الشرق الأوسط". وحقيقي هي مأساتنا جميعاً
الاقتباسات كتير جدا كانه عايش معانا الايام دي ازاي كان قارئ المستقبل بالشكل دة !
عاجز عن الفرح حتى و إن ملأ المكان أشياء كثيرة تحول بيني و بينه يصعب عدها أسلاك شائكة و مخيمات و قضبان و شواهد قبور ، إن نجت في القفز عن إحداها أمسكت بي الأخرى و شدَّتني إليها و بللتني بالحزن و الدمع و الوحل . يحضرني عنوان كتاب الماغوط الفرح ليس مهنتي و يمسك بي كذراع الميت .