تدور أحداث "الحروب الأهلية في غرناطة" في بلاط بني الأحمر آخر ملوك غرناطة المسلمين. وفيها يتبارى الفرسان الغرناطيون لإظهار مهاراتهم في الألعاب المختلفة وشجاعتهم عند المبارزة بالسيوف والرماح. وتظهر الغرناطيات بجمالهن الأخاذ، تحضر كل منهن العروض والمسابقات لرؤية حبيبها. هذا الجو البديع يتعارض في كثير من الأحيان مع الدسائس التي يحيكها فريق ضد الآخر بسبب الغيرة، مما يؤدي إلى إضعاف المملكة ووقوعها في النهاية في قبضة فيرناندو الكاثوليكي. الأدب هنا يفوق التاريخ. لكن هذه الرواية ظلت - بالنسبة إلى الكثيرين- مصدراً لمعرفة ما حدث في غرناطة قبيل سقوطها.
اشتريت هذا الكتاب ظناً مني أنه كتابٌ في التاريخ، لأكتشف أنه من الأدب الأسباني هذا الكتاب سيكون مفيداً فقط لمعرفة نظرة الإسبان للمسلمين، بالإضافة إلى لمحة بسيطة عن طبيعة الحياة في هذا العصر.. بالطبع يحفل الكتاب بالخيالات و الترهات، المسلمون في نظره أصحاب غدرٍ و خيانة بينما تترسخ كل القيم النبيلة في المسيحيين، تقريباً كل الشجعان من المسلمين تحولوا إلى النصرانية قرب نهاية الرواية، المسلمون يعبدون محمداً صلى الله عليه و سلم و الكاتب يتحين الفرص لسبه من حينٍ لآخر. الحياة في بلاط السلطان أشبه بالحياة في أي بلاط ملكي أوروبي في العصور الوسطى بكل ما يصاحب هذا من إحتفالات و عروض و حفلات راقصة و صورة الفروسية الأوروبية بشكلٍ عام عدا هذا فالكتاب رديء و ممل، و الأسوأ هو صدوره عن المركز القومي للترجمة الذي يتميز بثراء إصداراته مع فقر ترجماته و تحريره و تنسيقه و إخراجه للكتب...لم أستطع إكماله
هذا أول كتاب من الأدب الإسباني اقرأه فمن خلاله نتعرف على الحياة الإسبانية السياسية والإجتماعية في آواخر القرون الوسطى وبداية القرون الحديثة فمن سمات الأدب الإسباني كما نقل لنا المترجم الباحث جمال عبد الرحمن هو التكلف في السرد الأدبي في الأحداث التاريخية وطيغان الأدب على الحقيقة في كثير من الأحيان فيختلط الواقع بالخيال مؤلف الرواية خينيس بيريث دي إيتا يعتبر من أبرز المؤرخين الإسبان في القرن السادس عشر للميلاد في عصر أُتصف غالبية كٌتابه الإسبان بالتشنيع على الثقافة الإسلامية وخصوصاً الثقافة الأندلسية وعقيدة الإسلام فلهذا لم يسلم الكاتب من هذا المنوال العنصري في تأليف لهذه الرواية فنجده يسقط صفات الغدر بالعهود والطعن بالشرف على شخصية المسلم بل يجعل الأخير يعترف بهذه الصفات وبينما نجد يسقط صفات النبل والشهامة والصدق والوفاء على الشخصية النصرانية وخصوصاً الفرسان الشيء المضحك والمثير لإستغراب والإستهجان هو جزم خينيس بإن المسلمين يعتقدون بالنبي محمد عليه الصلاة والسلام بمثل اعتقاد النصارى بالمسيح عيسى عليه السلام فنجد عندما نقرأ الكتاب هذه العبارات المضحكة لكل قارئ مسلم (حتى يبارك محمد بهذه الشعائر), (أقسم بمحمد), (لا تتركني يا محمد لقلد بينت الجوامع لإعلاءاسمك وأشعلت البخور ليتجلئ ذكرك)وغيرها من العبارات الغربية فنعرف بهذا إما أن خينيس جاهل بجوهر الإسلام أو يتعمد ذكر هذا حتى يشوه الدين الإسلامي في نظر مجتمعه. وكذلك يصبغ أحداث الفتن والحروب الأهلية في غرتاكة بصبغة تاريخية رومانية فتجده يقارن قتال فرق الفرسان مع بعضهم بالإقتتال الداخلي لأبناء مدينة روما بالنسبة لأحداث الرواية فكما قنلا في الفقرة الأولى لا يحتمل ان كلها على صواب نظراً لتزمت الكتاب بنظرية الأدب الإسباني تجاه الموريسكيين فالقصة تبدأ بتاريخ تأسيس غرناطة ومن ثم تقفز القصة إلى أحداث آخر 3 سنين من مدينة غرناطة فالملك أبا عبد الله الصغير ملك يحب المرح بإقامته الحفل السنوي لألعاب القصب والفروسية والتنافس الشديد ما بين الفرسان من أنبل العوائل الأندلسية على كسب قلوب ومحبة فتيات البلاط الملكي أو فتيات العوائل النبيلة وقد ينتج هذه حسد وكراهية ما بينهم مثل ما حدث لرضوان وغزول ورغبة الأول بالمنازلة حتى الموت لإستعادة حب عشيقته سراجة التي مال قلبها تجاه غزول وأيضاً مثال آخر على حدوث الكراهية هو ما حدث لفرسان عائلة بني سراج نتجية تدبير مؤامرة من قبل فرسان الثغرى مما تسبب في نشؤء الحروب الأهلية وسقوط غرناطة فيما بعد أنصح لقرائته لمن يردي التعرف على سيمات الأدب الإسباني تجاه قضية الأندلس ومعرفة ماذا حدث قبل سقوط آخر معقل إسلامي في شبه جزيرة إيبريا من وجهة نظرة قشتالية أو إسبانية