مجموعة قصصية تحمل اسم القصة الرئيسية فيها "الله والفقر" فيها يعطينا الكاتب كم من الأفكار الفلسفية في ماهيّة الفقر, وحكمة إيجادة على لسان "أسعد الوراق"-بطل القصة-, كما ضمنت القصة إيماءات سياسية كثيرة توضح موقف الكاتب من حكومته آنَ ذاك.
(1924-1972) أديب و كاتب و روائي و كاتب مسرحي سوري ولد في مدينة أنطاكية، وتلقى علومه فيها، وتخرج في دار المعلمين بدمشق عام 1948، وفي جامعة دمشق حاملاً الإجازة في الفلسفة، ودبلوم التربية عام 1952 عمل مدرساً في حلب ودمشق، وعُيِّنَ أميناً للمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية عام 1968، أسهم عام 1969، في تأسيس اتحاد الكتاب العرب وتولى رئاسته حتى عام 1971 ورئاسة تحرير مجلة الموقف الأدبي.وهو عضو جمعية القصة والرواية. مؤلفات صدقي اسماعيل - رامبو ، قصة شاعر متشرد، ط1(دمشق 1952)، ط2، (القاهرة 1969). - محمد علي القابسي مؤسس النقابات التونسية، دمشق 1955. - العرب وتجربة المأساة، دراسة، بيروت 1963. - العصاة ، رواية، بيروت، 1964. - الله والفقر، قصص- اتحاد الكتاب العرب- دمشق 1970. - سقوط الجمرة الثالثة، مسرحية. - الأحذية، مسرحية. - أيام سلمون، مسرحية. - الأعمال الكاملة، ستة أجزاء- القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي- دمشق 1977. - العطب- قصة. - جريدة الكلب - مسلسل أسعد الوراق قدم في عام 1975 و أعيد إنتاجه في عام 2010
مجموعة قصصية تتضمن ثلاث قصص، القاسم المشترك بينها تحليلها العميق لباطن النفس البشرية وتعريتها لتناقضات هذه النفس وصراعاتها الداخلية.
القصة الأولى وهي بعنوان "الله والفقر" تحمل العديد من الأبعاد الفلسفية العميقة رغم سذاجة وبساطة بطلها "أسعد الوراق". تدور أحداث هذه القصة في بيئة تجمع بين الجهل الشديد وسطحية التدين والذي يقتصر على أذكار وشعائر متوارثة دون إدراك لمغزى هذه الشعائر ودون تطبيق التدين في الناحية السلوكية، إلى جانب الفقر الشديد المدقع وحياة البؤس والمعاناة. تفيض أجواء هذه القصة ببؤس فظيع رهيب لا يحتمل، فما هي الأسئلة الوجودية العميقة التي ستلح على الإنسان حين يجتمع عليه هذا الفقر والبؤس مع الجهل والمشاعر الدينية الغامضة؟ يتجلى هذا البؤس في أقسى صورة من خلال شخصية والدة أسعد الوراق تلك التي أفقدها الفقر والعوز عقلها فكانت تخنق أطفالها الرضع لتبعث بروحهم إلى الجنة وتخلصهم وتخلص نفسها من عناء الإنفاق عليهم، وماتت وهي تتلفظ بأبشع الألفاظ بحق الذات الإلهية لدرجة أن ابنها المسكين لاذ بمكان منعزل وأجهش بالبكاء وخشي أن تنطبق السماء على الأرض من غضب الله عز وجل! أسعد الوراق ذلك المسكين البسيط الساذج الذي يتعرض لشتى أنواع الظلم والقهر والاضطهاد، كيف سكون فلسفته الخاصة عن الحياة، وعن علاقة المخلوق بالخالق، ولماذا يتخلى الخالق عن عباده ويتركهم يعانون الفقر والمذلة، كيف سيجيب أسعد عن هذه الأسئلة وكيف سيحدث الانقلاب الكبير في شخصيته والذي سيفضي به إلى تلك النهاية المأساوية؟ وكيف سيتحول هذا الساذج البسيط إلى ولي من أولياء الله في نظر أولئك السذج البسطاء من أهل الريف؟ هذه القصة من أشهر أعمال الكاتب صدقي إسماعيل وقد خلدها مسلسل تلفزيوني شهير يحمل اسم بطل القصة أسعد الوراق من بطولة هاني الروماني ومنى واصف، تم إعادة إحيائه قبل سنوات بعمل حديث يفتقر إلى تلك الروح العفوية الصادقة التي ميزت العمل الأساسي.
القصة الثانية بعنوان "قبل السهرة" قد تبدو للوهلة الأولى ذات أجواء بوليسية غامضة ومشوقة تشابه كتابات أجاثا كريستي، ولكن من يتوقع في الخاتمة حبكة بوليسية مثيرة والكشف عن هوية القاتل فهو مخطئ وسيصاب بخيبة أمل، فهذه ليست قصة غموض وتشويق (وإن أعطت هذا الانطباع عرضاً) بقدر ما هي قصة تكشف وتفضح زيف النفاق الاجتماعي، وتبين لنا كيف يعمل تشابك العلاقات الاجتماعية على إثارة الأحقاد والضغائن بين ذوي القربى، وتفسر لنا لماذا يكون أقرب الأقرباء لنا أشد عداوةً وأكثر أذى لنا من الغرباء. قصة اجتماعية رائعة بكل معنى الكلمة.
القصة الثالثة بعنوان "العطب" قصة في غاية العمق وتغوص في أعماق الكائن البشري وتفضح تناقضاته، وأعتقد أن ما يسميه الكاتب بالعطب وأسميه أنا عقدة النقص داخل الإنسان هي موضوعها الأساسي. بطل القصة كاتب وأديب روائي ذو منبت قروي متواضع وينتمي لطبقة متدنية في المجتمع، يحقق النجاح أدبياً ويذيع صيته في المدينة مما يفتح له الآفاق أمام اقتحام المجتمع المخملي والطبقة الأرستقراطية من خلال صداقة تنشأ بينه وبين المحافظ. سيناريو غريب ومصادفة عجيبة تقع لهذا الكاتب حين يمر في حياته الواقعية بظروف تتطابق تماماً مع أحداث أولى رواياته التي حققت له النجاح والشهرة، فهل ستسير الأحداث كما تخيلها في روايته؟ هل ستتصرف الشخوص الواقعية كما أراد لشخصياته الروائية أن تتصرف أم أنها ستتمرد عليه؟ وهل سيكون للواقع النهاية الروائية نفسها التي تخيلها؟ تكشف لنا هذه القصة عن مدى غموض النفس البشرية واستعصائها على الفهم والتفسير، فواحدنا عاجز حتى عن فهم نفسه وذاته ناهيك عن فهم الآخرين وسلوكهم، والواقع دائماً ما يختلف عن الخيال ويصعب عليك التنبؤ بما لم تختبره عياناً وتجربه على أرض الواقع.
أعجبتني لغة الكاتب وألفاظه فهي تمتاز بالسهولة والوضوح والسلاسة، وأسلوبه ممتع ومشوق ولم أشعر بالملل في أي موضع من القصص الثلاث. بالنسبة لموضوع الجنس والتلميحات الجنسية فهي حاضرة بقوة في هذه المجموعة القصصية ولكن على قدر ما تقتضي الحاجة لمعالجة هذا الموضوع ودون الإغراق في وصف تفصيلي مقزز أو مشاهد مبتذلة وخادشة.
في قصة "الله والفقر" شيء من الفلسفة العميقة بشكل مبسط، فلسفة العلاقة مع الله المرتبطة بكل الموروثات المروية وبساطة النفس الإنسانية وتشابك العلاقات الاجتماعية.. إنه الله الذي يحاول الإنسان فهمه فلا يستطيع إلا أن يراه من خلال ذاته الضيقة.
في قصة "قبل السهرة" جريمة قتل فيها الكثير من التشويق، لقد ذكرتني هذه القصة بحبي للأدب البوليسي، لكن للكاتب لمسة نفسية واضحة يعكس فيها خبايا الإنسان حين تعرضه لمأزق ما.
أما قصة "العطب" فهي رواية داخل قصة يسرد من خلالها الكاتب خوف الإنسان من العطب الموجود بداخله والبادي على مظهره واستزائه وأحياناً تعاليه على الآخرين بسبب ما أصابهم من عطب.. يبدو أنها قصتي المفضلة!
لقد أحسن صدقي اسماعيل كتابة هذه القصص الثلاث بشكل رائع!
يحتوي الكتاب على ثلاث قصص الله والفقر وهي عن اسعد الوراق الذي تشبع من الاحزان والحظ التعيس لدرجة السلبية القصة الثانية قبل السهرة عن امراة يقودها حظها التعيس لتكون وسط عائلة غير محبة على الاطلاق الجميع يعاملها كجسد بلا روح
القصة الثالثة هي العطب عن كاتب مشهور و امراة ذو مكانة . تاخذ منه ماتريد ثم تتركه منتحرا الكتاب ذو لغة سهلة جدا وراقية