معارض قديم لنظام القذافي و من أبناء الحركة الإسلامية في ليبيا , التحق بركب الدعوة منذ نحو أربعين سنة 1972م.
حاصل على درجة الماجستير في الشريعة ومعد لدرجة الدكتوراة، وحاصل على دبلوم الدراسات العليا في الجغرافيا.
للأستاذ مصطفى ثلاثة كتب مطبوعة لاقت رواجاً كبيراً في الوطن العربي وهي:
1- منهج البحث والفتوى في الفقه الإسلامي.
2- الطريق إلى الحكم الإسلامي.
3- موانع الاستبداد السياسي.
كما له العديد من المقالات قبل الثورة الليبية ساهم بها في كشف وفضح ممارسات النظام البائد, ومقالات بعد ثورة 17فبراير عن المخاطر المحيطة بالثورة.
اُعتُقِل عام 1978م على خلفية توزيع مناشير في مدينة بنغازي تندد بإنكار القذافي للسنة النبوية.
إنطلاقا من احساسه بالمخاطر التي كان نظام القذافي يشكلها على الوطن والشعب الليبي من تضييع للهوية الإسلامية وقيم المجتمع الليبي، وإهدار لثروات البلاد وتكميم الأفواه والقمع والظلم والرشوة واستشراء الفساد الممنهج بدأ هو ومجموعة من إخوانه العمل الدعوي السري في فترة الثمانينات وتتلمذ علي يديه العديد من ابناء ليبيا .
أسّس عام 1991م مع مجموعة من الإخوة العاملين حركة التجمع الإسلامي .. التي تم اعتقال معظم قياداتها وأفرادها في أحداث عام 1995م .. واستشهد أكثرهم في مذبحة سجن أبو سليم , وواصل ماتبقى من منتسبي الحركة العمل السري الى ان تم اعتقالهم سنة 1998 م.
خرج من ليبيا مهاجرا عام 1995م بعد ملاحقة أجهزة القذافي له لاعتقاله، وبقي في المهجر نحو 16 سنة معارضاً لنظام القذافي، ولم تتبدّل قناعاته بأنه لا إصلاح ولا صلاح إلا بزوال ذلك النظام الاستبدادي، وعاد إلى وطنه في منتصف سبتمبر من العام الماضي، حيث إنه كان على رأس قائمة المطلوبين، وممنوع من دخول معظم الدول العربية بطلب من أجهزة القذافي الأمنية.
يسعى وإخوانه للحفاظ على الهوية الإسلامية وقيم المجتمع، والمساهمة في خدمة وبناء وازدهارورفاه بلادنا العزيزة ليبيا من خلال العمل الدعوي والسياسي.
تقريبا أول كتاب علمي منهجي رصين أقرأه في نقد العلامة القرضاوي .. صحيح أن بعض جزئياته لا أتفق معه فيه إلا أن الكتاب قيّم ويستحق الوقوف عليه فعلا ..! والشيخ الطرابلسي نقد الشيخ القرضاوي والشيخ سيد سابق نقدا علميا صافيا ولم يجرّح فيهما وإن غلا أحيانا في نقده ..! في البداية عرض تطور المنهج العلمي الشرعي من عهد الصحابة حتى اليوم عرضا جيدا وأصّل فيه التأصيلات ثم حاكم الشيخين على أساس هذا المنهج مستدلا بأصول كلامهما من كتبهما وفتاويهم .. في أواخر الكتاب تحامل بعض الشيئ على الشيخ القرضاوي وعاد وزاد في جزئيات أخرى تكلم فيها من قبل .. يبقى الكتاب مهما ويجدر النظر فيه.
كل العلوم تحتوي على مدارس ولكل مدرسة منها قواعدها وأسسها ، فلماذا يحرص البعض على تفريغ الفقه الإسلامي من محتواه وجعله كلأ مباحاً لكل أحد، فلا اعتبار لقواعده ومدارسه. هذا الكتاب يعيد لنا ترتيب الأوراق من جديد. وأن نعلم القيمة الحقيقة للفقه الإسلامي حتى لا يتجرأ عليه كل أحد . وأن الفقه الإسلامي كغيره من العلوم له قواعده وأصوله التي ينبغي على المجتهد السير عليها ليصل للنتيجة (الحكم) الصحيح . ولا أحسب أن التخبط في الاجتهاد متأثر بأجواء الحرية العالمية التي تلغي كل اعتبار للقواعد .. فالفوضى الخلاقة هي كل شيئ في هذا العصر . ،لا أحسب إلا أن الفقه الإسلامي تأثر بها . وأدجو أن يخرج معافا من هذه الدوامة .
"لا ينبغي الإكثار من علم الأصول، حتى لا نبتعد عن القران والسنة" لعل هذه الجملة تختصر الكثير عن النمط النفسي الذي يتبناه اغلب دعاة اللامذهبية، فهم وان كانوا يدّعون ان مشكلتهم مع المذاهب مشكلة علمية، إلا انها في الحقيقة مشكلة نفسية. فما علم أصول الفقه ولا علوم الشريعة كلها إلا دائرة في فلك القران والسنة والوصول الى دقائق معانيهما وصحيح أحكامهما، ولكن تبعًا لمنهج منضبط ودليل مستقيم.
أما ما فعله الكثير من دعاة اللامذهبية، هو أنهم وضعوا أمامهم صورة الصحابة رضي الله عنهم في اتباعهم للشرع وسرعة استجابتهم لأمر الله ورسوله، وأرادوا تحقيق هذا في أنفسهم، لكنهم أخذوا الصورة وتركوا المعنى. أغفلوا أن الصحابة كانوا أهل عقل ولغة، بل ما نزل القران إلا بلغتهم، وكان الرسول عليه الصلاة والسلام بين ظهرانيهم معلما ومصححا للخطأ والقصور. بل لم يكن كل الصحابة على نفس القدر من العلم أصلا ليجوز لكل منهم الكلام في دين الله، فليس من صحب النبي عشرين سنة كمن صحبه شهرا.
وعلى المجمل، فما قامت كل علوم الشرع من أصول وفقه ولغة وحديث، إلا محاولة لتحقيق ما امتلك فقهاء الصحابة من أدوات لفهم الشريعة، وضبطا لما طرأ على الفهم من احتمالات بسبب بُعد الزمان بين العهد الأول وعهد أئمة المذاهب والعلوم المختلفة. فانقسمت العلوم الى نقلية وعقلية. نقلية متعلقة بالتوثق من صحة النصوص، وعقلية متعلقة بفهمها. أما هؤلاء، فيريدون الأخذ المباشر من القران والسنة، وقد جاؤا بعد عهد النبوة بأكثر من ألف عام! بل يدعون أن معرفة الأحكام الشرعية أمر سهل يسير لكل أحد لأن دين الله يسر لا عسر، ولا يخفى على من له أدنى اطلاع على علوم الشرع أن الامر ليس بهذه السطحية، وأن علماء الأمة كالشافعي وأبي حنيفة ممن لا يضاهيهم أحد ذكاءًا وعقلًا ما أفنوا أعمارهم في هذه العلوم لفراغ أوقاتهم. بل إن فهمنا لدين الله ولدنيانا ما اضطرب الا عندما أصبح الكلام في دين الله مباحا لكل أحد. فرأينا من يأتي بأحكام فقهية لم يُسبق إليها، وناقض الجميعُ الجميع، فصدق فيهم قول رسول الله "..حتَّى إذا لم يَترُك عالمًا ، اتَّخذَ النَّاسُ رؤوسًا جُهَّالًا ، فسُئلوا فأفتوا بغيرِ عِلمٍ فضلُّوا وأضلُّوا". ومن ثم رأينا من يعدنا بفردوس أرضي استنادا للقران والسنة، حتى انهارت الدنيا فوق رأسه. ورأينا من ينسب للقران والسنة إعجازا ليس من العلم في شيء فضلا عن أن يسمى إعجازا. ورأينا من يجدد في الأحكام ليتماشى مع الواقع فأفسد الواقع على أهله، وغير ذلك كثير.
على صعيد اخر، اتبع نفسَ المنهج أناس قد حملوا بالفعل افكارا مسبقة عن ما هو خير وما هو شر وما هو حسن وما هو قبيح وما هو صلاح وما هو مفسدة. وبادعائهم أن الشرع لا يأمر الا بما هو مصلحة، جعلوا افكارهم هذه مرادةً للشرع بل ومقاصدَ للشريعة! فتحولت الشريعة الى تابع لا متبوع. فوجدنا من يحلل ما أجمع الفقهاء على حرمته تيسيرا على العباد، ومنهم من منع الاستدلال باحاديث الاحاد رأسًا، ومنهم من أول صريح القران بادعاء مخالفته للعلم، ومنهم من أنكر معجزات النبي عليه الصلاة والسلام الحسية! وغير ذلك مما يزيد في الشناعة او ينقص.
والناظر في هذا كله، يتيقن صدق عبارة الامام الكوثري رحمه الله "اللامذهبية قنطرة اللادينية" (وهي عنوان كتيب له عن نفس القضية). فما هي الا عدة سنوات حتى ظهر علينا دعاة الحداثة، رامين بصريح القران والسنة وما هو معلوم من الدين بالضرورة عرض الحائط، أيضا تحت شعار التجديد ومناسبة تغَيُر الزمان. وما كل ذلك إلا محاولة لتحويل قيم الشريعة الاسلامية الى قيم غربية غر الجاهل ظاهرها، وها نحن نري مالاتها الكارثية التي فتكت بالمجتمع والاسرة والانسان نفسه!
ومما يميز هذا الكتاب، ان الكاتب لا يتوانى في التصريح بما قام دليل بطلانه، وذِكر من تبنى ذلك، بل والعوامل التاريخية والنفسية التي كانت سبب تبنيهم لها. فتقبل الله منه وجعله في ميزان حسناته.
أخيرا، أظن من واجبات العصر كثرة التأليف في هذا الموضوع وتناوله من محاور مختلفة وبأساليب مختلفة حتى يستبين لمن ليس من أهل التخصص، دقة علوم السابقين ودقة منهجهم، وأن علم الفقه علم له قواعد وله سلم في التدرج لا يقل في ذلك عن أي علم من العلوم التطبيقية الذي يفني فيها التلاميذ فوق العشر سنين ليطلعوا على بعض مسائلها! دع عنك إتقانها او الإتيان بجديد. ولعل هذا سبب تعظيم الناس لها، أما بعد أن أصبحت علوم الشرع مشاعا لكل متكلم، فسد العلم والدين
نصيحة لكل من يريد أن يقرأ هذا الكتاب -الخطير- والمهم في آن واحد... حتى تستفيد من ورقات هذا الكتاب لا بدّ أن تتجرّد من كل صورة مسبقة عن كتاب (فقه السنّة) وعن (الشيخ القرضاوي)، سلبيةً كانت أم إيجابيةً ! يجب عليك حتى تأخذ الفائدة من هذا الكتاب، وحتى تتغير طريقتك في تقييم منهج العلماء بصورة صحيحة، أن تدخل إلى هذا الكتاب بنوعٍ من الحياد (لا التسليم للكاتب) فإن من بدأ بقراءة هذا الكتاب وفي نيّته الدخول فقط للدفاع عن الشيخ القرضاوي بسبب شهرته التي سبقته لن يستفيد شيئًا من طرح الكاتب !! كذلك من دخل فقط ليقرأ الفصل الخاص بنقد الشيخ القرضاوي لن يستفيد كثير فائدة من الكتاب (كما ذكر المؤلف) بل يجب عليك حتى تفهم انتقاد الطرابلسي لهذا الكتاب الشهير، والشيخ الأشهر منه أن تقرأ الأبواب الأولى التي بين فيها المنهج الصحيح الذي سار عليه فقهاء هذه الأمة منذ عهد الصحابة رضوان الله عليهم، ومدى أهمية المدارس الاربعة في استقرار المنهج الفقهي في العالم السلامي على مرّ الأجيال السابقة والحاضرة !
وفي الختام أذكّر بردة فعلي الشخصيّة بعد إنهاء الكتاب، وذلك أني وبالرغم من أني كنت أعتقد أن الشيخ القرضاوي يتبّع المنهج السليم في الفتوى، وأقلّده في كثير من فتاواه بسبب ذلك الظن،، إلا أنه بعد قراءة هذا الكتاب تبيّن لي مدى التخّبط المنهجي الذي ينهجه القرضاوي، والذي أسماه الكاتب ب(منهج اللامنهج) وتبيّن لي أيضاً أهمية إتباع مدرسة فقهية واحدة، حتى لا ادخل في التناقض والتخبط الذي دخل فيه أتباع الشيخ حفظه الله وغفر له.