يُعد رائداً لفن القصة القصيرة العربية؛ فهو أحد الرواد الأوائل لهذا الفن، وخرج من تحت عباءته كثير من الكُتاب والمبدعين في العصر الحديث، وكانت له بصمات واضحة في أدب وإبداع العديد من أدباء الأجيال التالية.
وُلد يحيى محمد حقي في 7 يناير 1905، ونشأ في بحي السيدة زينب، وكانت عائلته ذات جذور تركية قديمة، وقد شب في جو مشبع بالأدب والثقافة، فقد كان كل أفراد أسرته يهتمون بالأدب مولعين بالقراءة.
تلقى تعليمه الأوليَّ في كُتَّاب السيدة زينب، ثم التحق عام 1912 بمدرسة "والدة عباس باشا الأول" الابتدائية بالقاهرة، وفي عام 1917 حصل على الشهادة الابتدائية، فالتحق بالمدرسة السيوفية، ثم انتقل إلى المدرسة السعيدية لمدة عام، ومن بعدها إلى المدرسة الخديوية والتي حصل منها على شهادة البكالوريا، وكان ترتيبه من بين الخمسين الأوائل على مستوى القطر كله، ثم التحق في أكتوبر 1921 بمدرسة الحقوق السلطانية العليا في جامعة فؤاد الأول، وحصل منها على درجة الليسانس في الحقوق عام 1925، وجاء ترتيبه الرابع عشر.
عمل يحيى حقي معاوناً للنيابة في الصعيد لمدة عامين من 1927 إلى 1928، وكانت تلك الفترة على قصرها أهم سنتين في حياته على الإطلاق، حيث انعكس ذلك على أدبه، فكانت كتاباته تتسم بالواقعية الشديدة وتعبر عن قضايا ومشكلات مجتمع الريف في الصعيد بصدق ووضوح، وظهر ذلك في عدد من أعماله القصصية مثل: "البوسطجي"، و"قصة في سجن"، و"أبو فروة". كما كانت إقامته في الأحياء الشعبية من الأسباب التي جعلته يقترب من الحياة الشعبية البسيطة ويصورها ببراعة وإتقان، ويتفهم الروح المصرية ويصفها وصفاً دقيقاً وصادقاً في أعماله، وقد ظهر ذلك بوضوح في قصة "قنديل أم هاشم"، و"أم العواجز".
في عام 1991 صدر له كتاب "خليها علي الله" مبيناً علي غلافه الداخلي أنه "السيرة الذاتية لأديبنا الكبير يحيي حقي، عاشق اللغة العربية تحدثاً وكتابة وقراءة، وأحد أبرز رواد الرواية والقصة القصيرة واللوحة القلمية في الأدب العربي الحديث والمعاصر والحائز علي أكبر جائزة عالمية تمنح للعلماء والأدباء وهي جائزة الملك فيصل العالمية، التي نالها تكريماًَ وتقديراً لعطائه الإبداعي وجهوده الأدبية". نال يحيي حقي أكثر من جائزة في حياته الأدبية، من بينها جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1969، كما منحته الحكومة الفرنسية وسام فارس من الطبقة الأولى عام 1983، كما نال العديد من الجوائز في أوروبا وفي البلدان العربية، منحته جامعة المنيا عام 1983 الدكتوراه الفخرية؛ وجائزة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته السادسة عشرة؛ جائزة الملك فيصل العالمية ـ فرع الأدب العربي
مجموعة قصصية مكونة من ٤ قصص للأديب الكبير يحيي حقي .. القصص حلوة ولكن الاسلوب مش سهل و تحس فيه غموض كدة و مش بتقدر تفهم القصة إلا بعد الإنتهاء منها... اللغة ممتازة طبعاً و لكني وجدتها متكلفة و صعبة أحياناً..
اليوم اتعرف على أسلوب جديد ومبتكر وسرد فريد من نوعه أختزله بإسم .يحيى حقي ستكون مراجعة خفيفة ومقتضبة لأمران أولا انقطعت عن القراءة وعدت لها فتشتت تركيزي و اثنان قرأت المجموعة القصصية وأنا عند الكوافيرة وهذا أكيد لن يساعد أن اركز مع كلمات حقي 120صفحة لأربع أقصوصات قصيرة ملغمة بالعقد و المكاشفات النفسية غريب وسأفسر لم اولا إسمحوا لي أن اسميه ستيفن زفايغ العربي او ربما زفايغ هو حقي الغرب لا أدري ولا اعلم من اتى قبل من حقي له خطه الخاص في تحليل النفسيات مثل زفايغ يتغلغل بك في عمق الشخصيات النفسية ويبين لك ببطء واحترافية كيف تتشكل زفايغ مع كل الشخصيات لكن حقي هنا ابدع في التوغل بين شخصيات مركبة المجرم واللوطي و البيدوفيلي و و و اليس غريبا انذاك أن يتحدث رجل عنالتابوهات بل ويتغلغل في نفسية المجرم ويصفها بدقة دون انحياز او حقد او اي شيء فقط تبيين لوجه من الوجوه احترافية كبيرة وقدرة عالية على وصف ادق التشوهات النفسية دون انيخبرك انه تشوه فقط يعطيك الموجود ويمر بك مرورا على التفاصيل دون ان يتعب نفسه ويخبرك انه يفسر لك هو فقط يحكي لك ..ولك ان تختار اي صف تريد ان تتفهم او تثور .. اصلافكرة أن يحكي عن مثل تلك المواضيع لثورة على المجتمع والمسكوت عنه وتغلغله في النفس وكيف تنشء العقد وتتكون وتكبر وكيف تهوي الشخصية ببطء ...هذا وحده يحتاج مجلدا فكيف به اربع حكايات ومشاكل نفسية في فقط 120 دون ان يهضم حق كل حكاية إن اسلوبه مشبع بوصف دقيق تتوه فيه وصف على البعد النفسي وحتى الصور والتراكيب فهو يستعمل لغة وصفية كل مشهد في حد ذاته صورة كاملة متقنة تجعلك تسرح وتاخذك من الفكرة لصورة حتى أني اتوه احيانا عن المعنى الرئيسي للجمل الفرق بينه وبين ستيفن ان الاخر لغته بسيطة وجمله بسيطة وحقي له اسلوب بديع في الوصف مركب ومعبر وملغم مشاهد ومشاهد ومشاهد لأدق التفاصيل حتى إن الذبابة لها عنده بقعة لكن ان تجمع بين قوة الوصف والحبكة القوية دون تقزيم او استطراد أن تجمع بين التوغل في نفسية الشخصية وخصوصا مع شخصيات مريضة او مجرمة مركبة و الإلتزام بحرفية الرواية دون ان تبدو كاتبا لكتاب علمي او تسقط في فخ القول اني احكي لك كيف تحول من الى ... هنا تبدو الخبرة والحرفية والاتقان والقوة ككاتب وان تختزل كله في 120 تتحدث فيها عن البيدوفيلي والإجرام والقتل والموت والحزن والنسيان والمثلية والتفسخ والإنحلال والكره ...والتيه والضياع والقوة والإستغلال والنجاح والقيم هنا أكتفي بالقول أن هذا الحقي نابغة مع اسلوب فريد له اسلوب له مشاهد وصفية احيانا منفرة لفرط انسانيتها من وصفه للعرق ووصفه لشعث وادق التفاصيل الانسانية التي تبلغ حد المشهد المقزز ومع هذا يبقى يجذبك لتكمل القراءة ويحيلك على مساءل بعمق رهيب اكتفي بهذا لاني نسيت الكثير ويعوقني التركيز والتحليل اقول فقط اين جيل اليوم من هؤلاء الكتاب اربع نقاط عن جدارة وتستحق افضل
رغم الاسلوب الادبي اللذيذ لحقي الا انه ليس من الرفاهيات العادية كونه فكريا دوما يتناول العديد من الموضوعات في نفس اللحظة يجعله صعبا للاستيعاب مرة واحدة .. من فترة قصيرة انتشر نقاش على تويتر حول عدم فائدة قراءة الروايات والقصص وانطلقت مجموعة من الناس تقلل من قراء ذاك النوع ومن كتابه أيضاً .. فالسؤال مافائدة الأدب أو مافائدة الفن عموما؟ قد يعرف البعض الهدف منه ويتصور فهمه آخرون وستظل مجموعة تجده ( مالوش أي لازمه ) ..
يحي حقي عرض بأربع قصص قصيرة فقط العديد من المشكلات المجتمعية و الإنسانية وطرح تساؤلات جمة داخل القراء عن الفقر والحزن واليأس ومعاناة المرأة بالمجتمع وحقيقة الحب ،عبر عن الإساءة للأطفال والشذوذ الفكري والجنسي بدون صور مخلة أو عبارات مستفزة ،تحدث عن الظلم ومعنى الحياة وسوء التعليم ..ف لا أعلم بعد كل هذا إذا كنا كأجيال جديدة على هذا النوع من الأدب قد تعودنا على الكلام المباشر والجدال حول جدوى كل شئ وأي شئ أم سأمنا التفكير في الرموز وماوراء التعبير ... أم السبب بكل بساطة أن أسلوب يحي حقي وهو واحد من رواد القصة العربية غير صالح للجميع.
أول قراءاتي ليحيى حقى وإن شاء الله ليست الأخيرة برغم إن القصة الأولى قفلتنى م الكتاب إلا إن باقي القصص كانت جيدة إلى حد ما عجتنى جدا قصة إمرأة مسكينة عجبنى روح التمرد اللى فيها عجبنى ف قصة فراش شاغر وصفه لمشاهد الفراش بلا خروج عن النص زي الروايات الأيام دي لغته و طريقته ف الوصف كانت محببة إلى النفس ده اللى أسميه أدب فعلا
سارق الكحل، مجموعة قصصية للكاتب الكبير يحيى حقي تتألف من أربع قصص وهي: - كأن - سارق الكحل - امرأة مسكينة - الفراش الشاغر أول عمل أقرأه للكاتب الكبير وإن شاء الله لن يكون الأخير، فرغم أنني لست من هواة المجموعات القصصية ولكن أسلوبه السردي شيق للغاية واستخدامه للتعبيرات والتشبيهات رائع. كأن: اسم على مسمى، عرضت وجهة نظر مجرم في حياته والعالم المحيط به ونشأته بأسلوب قصصي مميز، أعجبني طريقة وصفه لحي زينهم وحالة الفقر التي تحيط بأهله والألعاب التي يلعبها الأطفال وما بها من إسقاط عن واقع المجتمع، وكيف أن نظرته لنساء الحي بقسوتهم كان لها عظيم الأثر في تشكيل هويته وتزكية سلوكه الإجرامي. سارق الكحل: دارت أحداث القصة حول شخص يعيش في عزلة بمنزله إلى أن أستأجر الشقة العلوية زوجين حديثي الزواج (مصطفى ووجيهة)، فنعيش قصة حبهما المتأججة وعواطفهم الجياشة، وإذ فجأة تموت وجيهة، فنرى النقيض، تبدلت أحوال مصطفى وأصبح ميت وهو حي، مرت الأيام وعاد مصطفى لحالته وتزوج بأخرى وعاش قصة حب جديدة لا تختلف كثير عن السابقة، وخلاصة القصة أن كل شيء في تلك الحياة إلى زوال فلا فرح يدوم ولا حزن يدوم ولا ألم يدوم إنما هي دورات متعاقبة. امرأة مسكينة: لا أعلم لما أسماها مسكينة!!! فقد قدم نموذج لامرأة قوية تستطيع المضي قدما وتخطي الصعاب، وإن كانت نهاية القصة تشير إلى أن الدوافع النبيلة ليست بالضرورة تؤدي إلى نتائج نبيلة. الفراش الشاغر: دارت القصة حول مراحل حياة شاب في منطقة فقيرة ليس له هدف واضح في الحياة مما أدى به إلى التنقل من كلية لكلية ومن دراسة لدراسة (تجارة، آداب، حقوق) ولم يغفل الكاتب عن انتقاض النظم التعليمية وكيف أنها منفصلة عن دورها الأصلي، ثم زواجه واختياره الغريب للزواج بأرملة ولكن سرعان ما انتهت الزيجة، ثم عرج بنا الكاتب إلى مرحلة عبثية من حياته في أحضان الساقطات، إلى أن وصلنا للمرحلة الأخيرة وصحبته لصبي الحانوتي ودخوله لعالم الموتى وتغسيلهم، وكأنها الحقيقة النهائية والثابتة لهذه الحياة مهما اختلفت المسارات. مجموعة قصصية قصيرة ذات أسلوب متميز تتناول قضايا اجتماعية بأسلوب غير مباشر، تجربة أولى ثرية للتعرف على أعمال العظيم يحيى حقي
تحتوي المجموعة علي أربعة قصص قصيرة : 1 - كأن : اسم على مسمى تماما! يبدو أن الكاتب قرر فجأة أن يدخل موسوعة الأرقام القياسية في أكبر عدد من التشبيهات في قصة قصيرة واحدة.. كل جملة لا تخلو من تشبيه.. مع مرور الكلمات تشعر أن التشبيهات قد اصبحت مقحمة بشكل فظ تماما و لا تفيد القصة من أي وجه أدبي.. ضغطت على أعصابي بشدة لاستكمالها 2 - سارق الكحل : قصة قصيرة يتحدث فيها الكاتب عن الحزن و كيف يصبح جزءا من الحياة .. مثله مثل الفرح.. الحياة عبارة عن أفراح و أتراح.. و عاجلا أو آجلا الحزن يموت كما يموت الفرح أيضا 3 - إمرأة مسكينة : قصة عن القدر.. كيف تتحول حياة الإنسان من حالة إلى أخري دون حسبان.. هل الظروف هى التي تؤثر علي أفعال الإنسان ؟ أم الإنسان فقط ينتظر الفرصة لتظهر حقيقته ؟ 4 - الفراش الشاغر : نفس الأفكار السابقة في القصة السابقة
الكتاب رائع , وحقى كاتب مميز ينقلك بوصفه الدقيق لمشاعر ومكان وزمان قصته , قرأته من سنتان تقريباً , واجهتنى بعض الصعوبات فى فهم اسلوب حقى الصعب نسبياً مقارنه بسنى وقتهاً ,اعتقد ان على ان اعيد قرأته فى اقرب فرصة , لكننى على ما اذكره اننى استمتعت للغاية بتلك القصص الاربعة
هي مجموعة قصصية للمؤلف يحيى حقي تحتوى على 4 قصص هي «كـأن» و «سارق الكحل» و «امرأة مسكينة» و «الفراش الشاغر»
1- أول قصة قصيرة في المجموعة القصصية. يحيط بهذه القصة الغموض والغرابة؛ حيث يشعر القارئ في البداية بأنه تائه بين سطور هذه القصة الغريبة. قسّم يحيي حقي قصة «كأن» إلى خمسة أفكار أو مشاهد، التي قد تبدو للقارئ غير مترابطة في البداية، وتزيد لديه الإحساس بالضياع في أحداث القصة إلا أن الخمسة مشاهد يمهد أحدها إلى الآخر ويصنعون سويًا صورة متكاملة. يرجع سبب تسمية القصة «كأن» لكثرة التشبيهات بها وللهروب من الحاضر والغوص في تفاصيل الماضي والعديد من المواقف المتخيلة بنفس الراوي. تبدأ القصة بوصف كيف أن الراوي ساقه قدر غريب إلى الاهتمام بقضية مجرم ما، ولا تفصح القصة عن ماهية جريمته إلا قرابة النهاية. يتبع الراوي حدسه ويذهب إلى محاكمة هذا المجرم الذي لا يعرفه ولكن شيئا غريبا ربط بينهما، ووصف الكاتب هذا الرابط ب«الحبل» الذي يشده ليلتحم مع هذا المجرم ويشاركه ماضيه وما بقي من مستقبله. من هذه النقطة تأخذ القصة منحنًا آخر؛ حيث يتوحد الراوي والمجرم فيكشف لنا الراوي أغوار شخصية المجرم وأحاسيسه الدفينة. فالبداية يوضح مشاعره وهو يدرك اقتراب النهاية ثم ماضيه بدءً من طفولته ومشاعره المتخبطة آن ذاك، إلى صباه ونشأته غير السوية، انتهاء بارتكاب جريمته الأولى.كما يقدم يحيي حقي وصفًا دقيقا لمكان الحدث والأزياء وملامح الشخصيات الجسدية والنفسية على حد سواء.
رغم غرابة القصة إلا أن الكاتب نجح في التطرق إلى العديد من قضايا المجتمع آن ذاك، والتي لا يزال يعاني المجتمع من بعضها حتى الآن. لم يقم يحيي حقي بعرض القضايا بوضوع وكأنه يكتب مقالة، بل عن طريق براعته الأدبية فالمزج يبن الفن القصصي والمحتوى الفكري. فقد وظف أحداث القصة لتعكس قضايا المجتمع وعاداته.فحين وصف نشأة المجرم في حي «زينهم» وصف الكاتب الحي كمكان وعادات سكانه من النساء والرجال والأطفال، كما وصف الألعاب التي يلعبها الأطفال فالحي - عسكر وحرامية - وفي هذا الصدد وضح أن المجرم كان يفضل لعب دور «الحرامي» حيث اعتاد ان يرى الحرامية يكدون من أجل العيش بينما حياة الشرطة سهلة. ولعل يحيي حقي حاول هنا عكس فساد المجتمع في تذليل الحياة أمام ظباط الشرطة بصورة خارجة عن المعتاد مقارنة بغيرهم من الوظائف. كما نوه الكاتب إلى أهمية هذه النشأة في هذا المكان بعاداته وتقاليده فالتأثير على شخصية المجرم ومعتقداته، فقد أصبح خشنًا يستلذ بسماع أقذع الألفاظ، بل وأصبح يملك صورة مشوهة في عقله عن النساء؛ فعلى عكس الإيمان بأن المرأة مصدر للحنان والرحمة مصبوغة بالرقة والدلال، اقترنت صورة المرأة عنده مع صورة نساء حي «زينهم» بخشونتهن وصلابتهن والقسوة والشجاعة. لم يقف تأثير حي «زينهم» عند هذا الحد، بل ساهم في تشكيل ميول جنسية غير سوية عنده. عبر يحيي حقي عن هذه الفكرة عندما وضح أن الجنس اقترن عنده مع القسوة والقبض على العنق بشدة.
عكس يحيي حقي بعدًا آخر من أبعاد المجتمعات الفقيرة كحي «زينهم» وهو الأسرة. وضح خلل النظام الأسري من عنف الأب مع أخي المجرم الأكبر ثم رفقه معه، ومبالغة أمه فدلاله وإهمالها أخيه. ثم ليقر بشاعة التفرقة بين الأبناء عكس يحيي حقي مشاعر حقد الأخ الأكبر على المجرم، تلك المشاعر التي أطلق الأخ لها العنان بعد موت الأب بضرب المجرم وهو لا يزال صبيًا وإخراجه من المدرسة وهو يفصله عام واحد عن حصوله على الشهادة الابتدائية، عدد يحيي حقي مشاهد الاضطهاد ولعل أهمها كان مشهد سحب المجرم عاريا من قبل أخيه والذهاب به إلى قسم الشرطة. خلال هذا الجزء اهتم يحيي حقي بتصوير التشويه النفسي الواقع بسبب تلك الممارسات شديدة القسوة تجاه الصبي، مما جعل تحول الطفل الوديع إلى وحش مشوه النفس ذو جزء مظلم من شخصيته ك «التل» بحي «زينهم».
ولعل يحيي حقي استخدم هذا الحي وهذه الأسرة لكي يشير إلى كل الأحياء الفقيرة والعشوائيات وكيف يكبر الأشخاص هناك بطبيعة مغايرة لما ينبغي أن يكونوا عليه. فالنساء قاسيات وقدوة الأطفال الحرامية والأباء قساة وكذلك الأمهات. رسم يحيي حقي صورة مخيفة للقارئ المثقف الذي لم يعش حياة تقارب لتلك الحياة على الإطلاق، ولعله في ذلك أراد أن ينهض أحد الساسة أو المثقفون ليهتم بمنع صناعة مجرم في حي «زينهم» آخر أو في كهف ب «التل» جديد، بدلاً من إعدام المجرم وترك العشرات يكبرون. 2-سارق الكحل هي القصة الثانية فالمجموعة القصصية، وهي أيضًا القصة التي يحمل عنوان الكتاب أسمها. تحكي القصة عن رجل يعيش وحيدًا في بيت من طابقين، والطابق الثاني لم يستأجره أحد نظرًا لارتفاع ثمن الإيجار، إلى أن يأتي «مصطفى» والذي يسنأجر الدور الثاني ليتزوج به، وبالفعل يحضر مصطفى عروسه «وجيهة» وسرعان ما يصبح الزوجان جزءًا من حياة راوي القصة. تعكس القصة تفاصيل روعة قصة الحب بين «مصطفى» و «وجيهة»، ثم تأخذ القصة منعطفًا آخر بعد موت «وجيهة» المفاجئ. 3-هي القصة الثالثة فالسلسة القصصية، جاء العنوان نكرة ليفيد العموم فالمرأة فالقصة ليست سوى واحدة ضمن كثيرات يعج بهن المجتمع. تحكي القصة عن امرأة تسمى «فتحية» لم يذكر يحيي حقي عمرها ولكن أغلب الظن أنها في آواخر عقدها الثالث أو بداية الرابع. «فتحية» امرة متزوجة من رجل يدعى «فؤاد» والذي تبدأ القصة بذكر اصابته بوعكة صحية وإدخاله إالى المشفى. لدى «فتحية» طفلة صغيرة تدعى «آمال» وطفل رضيع يدعونه «ميمي». مع سير أحداث القصة يعلم القارئ أن «فؤاد» خان «فتحية» وكيف أنه نسي لها كل ما فعلته لأجله فالماضي، فلقد ساعدته «فتحية» على التخلص من قبة عائلته المتسلطة وجعلته يظفر بنصيبه من ميراث الأسرة بعد معانته وعدم حصوله لأي شيء فيما مضى. ثم تظهر القصة قوة شخصية فتحية التي لم تنتحب على زوجها المريض أو على نفسها بعد جيانته لها مع أخرى، بل على العكس أهتمت بصحته وتكفلت بأمور علاجه. تحولت «فتحية» من ربة بيت إلى امرأة عاملة ثم موظفة ناجحة، ولكن تنتهي القصة نهاية مفتوحة تاركة القارئ مبهور بقوة «فتحية» متسائلًا عما سيحدث معها بعد ذلك. هي القصة الرابعة والأخيرة فالسلسة القصصية «سارق الكحل» للكاتب يحيي حقي.تتناول القصة أكثر من قضية وتحدث على مدار فترات متباعدة في حياة البطل. ولعل الانتقال من فكرة لأخرى ليس سلسلًا قالقارئ سيلاحظه بوضوح. يستمر الغموض المحيط بالكتاب ليغلف هذه القصة أيضا ببعض منه، فالقارئ قد تستغرق منه القصة الكثير من والوقت ليذهب خارج بعد السطور والكلمات والأحداث غير المترابطة ليدرك المغزى والأفكار ورائها.
4-قصة «الفراش الشاغر» تبدأ في مكان يدعى شارع الريحان، وفيه يتعرف القارئ على البيئة المحيطة التي نشأ فيها البطل ويتعرف على البطل في صغره، ثم تنتقل الأحداث إلى خارج منزل أبويه ولكن لم يذكر يحيي حقي الشارع أو القرية قفد ألقى الضوء على فكرة الانتقال والتغير الكبير فحياته.فوضح انتقاله من كلية التجارة إلى الأداب ثم انتهاءً بكلية الحقوق، كما ذكر في المرحلة الثانية من القصة بعد انتقال البطل من بيت أبويه زواجه من أرملة، ويطرح يحي حقي العديد من القضايا في مرحلة زواجه، ثم تأتي آخر مرحلة من تطور أحداث القصة عندما يعمل البطل مع حانوتي ويتعرف على عالم الموت والجثث، الأمر الذي يثير في نفسه العديد من التساؤلات.
حسنًا، اللغة هنا السر، ويحي حقي عبقري في كتابة القصة القصيرة دون منازع، والقصص هنا في سارق الكحل التي تبدو أحيانًا بالقصص الطويلة أو الشبيهة بالنوفيلا رائعة، ولديها فكرة يعرف كي يصل إليها الكاتب ويعبر عنها، ويخرج القارئ مستمتعًا، وأحيانًا متعجبًا. هم تقريبًا أربع قصص فقط، لكنها جرعة كبيرة، ورحلة جيدة.
عوده لاعمال يحيي حقي معنا اليوم سارق الكحل.. رائعه اخري له... حينمانشترك معه في سرد رائع داخل نفسيه مجرم وتتعرف علي ادق تفاصيله وهمساته عن طريق قارئ عقلي.. سافر في عقل المجرم تعرف منه علي طفولته علي معاناته علي همساته علي شكواه صغيرا في وسط الحاره التي يكرهها ويكره فيها امه واخيه... تجول في اصدقائه وفي علاقاته النسائيه...ذهب معه لزنزانته وما يعانيه فيها.. ماذا يشعر وما يري ويفكر وهو المحكوم عليه بالإعدام.. واكثر ما اخاف المسافر عندما وصل الي ذكريات التل... ماذا حدث هناك.. اي هول يخفيه المجرم؟..انه سر رهيب لذلك لم يستطع القاري الفكري ان يستمر.. فضل المغادرة تاركاً وارءه مجرم محمل بأوزاره.... ما سبق هو احدي القصص القصيره لرواية سارق الكحل يتبقي لنا ثلاث قصص اخري هي سارق الكحل.. امراه مسكينه.. وفراش شاغر .. لا تقل روعه لان كل منها تعبر عن رحله في النفس البشريه.. بالأخر لا يسعني الا ان انصحك بمطالعتها فهي روايه تستحق.
- انساان مجهول عندى يجذبنى اليه شيئا فشيئا حتى اذا التصق جسدى بجسده شفطنى داخله .. أصبحت أنا هو .. ماضيه ماضى وبقيه عمره ستكون بقيه عمرى " اقتباس من القصه "
شويه أقتباسات تانيه 👇🏻
- ما أشهى طعم الموت ونحن فى حضن الدفء أحياء ونظل بعد تذوقه أحياء .
- كأن فرحه الوصول الى التمام تلغى عن الذاكره ما سبقهاا من وعثاء التمهيد وعنائه .
٢ - سارق الكحل
فكرتهاا بأختصاار بأقتباس منها 👇🏻
" وأقسمت فى سرى أن لا أحزن على شئ قط .. ما دام كل حزن مآله فى هذه الدنيا الى النسيان "
٣ - امرأه مسكينه
وصوليه استغلاليه للمواقف امرأه جاحده وبس
٤ - الفراش الشاغر
أكثرهم عمق ونهاايه مش متوقعه .
- من نفض يديه من دنيا الناس تزداد صلته بالطبيعه ❤️
اول محاولة لقراءة والدخول إلى عالم يحيى حقي مجموعة قصصية من أربع قصص أكثرهم مللا وأكثرهم وصفا هي الأولى ( كأن) اما القصة الثانية سارق الكحل فلا أعرف سبب التسمية والعلاقة بين الاسم والقصة. أكثر قصة أعجبتني ( امرأة مسكينة) وسارق الكحل كنت أتوقع الكثير من يحيي حقي ولكنه كاتب متميز صاحب أسلوب خاص به وأعتقد أن يحيي حقي ناقد أكثر منه قاص وروائي. ربما في أعمال أخرى للكاتب اغير رأيي في العموم اعطيها نجمتين كتبت هذه المراجعه عندما انتهيت من المجموعة القصصي في ٣١ / ٣ / ٢٠١٧ وللأن لم أقرأ ثانية ليحيى حقي.
.. يحيى حقى، .. سارق الحكل .. مجموعة قصصية طويلة بها 4 قصص فقط .. أفضلهم بالترتيب الثالثة: امرأة مسكينة، والثانية: سارق الحكل، أما القصة الأولى فعجبتنى فكرتها وشجن تعبيراتها.. والأخيرة لا فائدة منهما .. وبشكل عام .. الأربع قصص يلازمهم الملل والوصف بأكثر من تشبة بحجم أحداثهم البسيطة :/ ..
عبارات فى الكتاب لن أنساها .. :) .. وكأن ( قيمته ) هى التى أحالتنى الى لوح من الثلج .. ! .. وما أكثر الوعود هذة الأيام ، وما أقل الوفاء .. ! .. السحر فى ( الوهم ) .. لا فى الحقيقة .. !
الكتاب رائع جدا .. قصة سارق الكحل أكثر من رائعة وهي من وجهة نظرى أفضل قصة فى الكتاب .. تليها قصة الفراش الشاغر الوصف والتشبيهات فى القصة دى فوق الوصف بس مقدرتش أفهم النهاية اوى ... قصة كأن واختيار ان اسمها يكون كأن قرار مبدع جدا وهي فيها بعض الغموض لكن غموض لذيذ شدنى أكمل القصة للآخر ... مستمتعش أوى بقصة امرأة مسكينة لكنها أيضا جيدة
القراءة ليحيى حقي من الحاجات البهيجة جدا في حياتي. أنا في الحقيقة استمتعت بقصة "سارق الكحل" بس مش عارفة أفهم ايه العلاقة بين اسم القصة وفحواها. هل دا قصور في فهمي؟ عدم توفيق من يحيي حقي؟ مش عارفة. بس الحاصل إني انبسطت بالقصص للغاية.
ثاني قصة ( سارق الكحل ) هى افضل مافى الرواية . تليها ( امرأة مسكينة) هى قصة لقارئ يجتهد فى الاستنباط وليست مباشرة اطلاقا , اول واخر قصة اسوء مافى المجموعة
الاقتباسات: "واختلط الإحساس بالبرودة، لاشك أنها برودة الخوف ، شعور بلذة غريبة في انتصار نزعة قديمة لا ادري متى بدأت ، ان انخلع عن نفسي ، ان اضعها في حقيبة ، اقفلها واتركها في البيت ، ان اذوب في شخص حي آخر ، ليس شرطا ان يكون التقمص بعد الموت، جائز جظا ان يتم اثناء الحياة ، هي لذةالسفر الى بلاد مجهول ، الى آفاق مسحورة ، الى عالم جديد ، لذة مضاعفة الحياة مثلين ، بلا انقطاع بينهما ، فلن اكف في حياتي الجديدة عن القاء نظرة من بعيد الى نفسي التي تركتها ورائي داخل حقيبة قفلت عليها ومضيت" "كان في قلوبنا جميعا استهواء نحو الحدود القصوى ، نحو حافة الخطر ، نحو قلقلة الحجر الصغير تحت أقدامنا ، وهي تستند عليه ونحن نتسلق قمة الجبل الشاهق ، ما اشهى طعم الموت ونحن في حضن الدفئ احياء ، ونزل بعد تذوقه احياء"
أربع نجمات ونصف ... تستحق هذى المجموعه الكثير ... لغه جديده ... وتحليق أخر فى سماء الابداع ... يقول فى سرد تفصيلي ... لابد لى من أجل أن اتنفس براحه ولو قليلا- -أن أهرب بفكري من حاضر الزنزانه وهواجسها ...ولو م}قتا لأعيش ماضي هذا الفتي ... وقد شاء قدر خفي أن أكون هو.... هذي القدره على الانسلاخ النفسي ... والنظر لنفسي قليلا من خارجى .... حتى فى اجمل احلامى لم اقدر على فعلها ... جميل أنت... وواقعى ...
«سأجرب هذا الصراع المهول بين الامل في الحياة، لا يتزحزح كالصخرة، وبين دبيب عزرائيل عن يقين خطوة خطوة نحوي، سأجرب شعوري بالفرح حين ينفتح الباب فأرى أن فتحه لم يكن إلا لدفع صحنٍ إليَّ، وشعور الرعب حين أرى أن انفتاحه ذات مرة هي بداية السير إلى حبل المشنقة، سأجرب كيف تنطلق من جوفي كله صرخة هي منذ الازل عذاب الإنسان��ة، ولماذا لا يعود الزمن إلى الوراء؟ لماذا؟ لماذا؟ لماذا ونحن نقدر أن نمده فنمضي به قُدُمًا إلى أمام لا نقدر أن نسحب ما مضى منه، ونكر معه إلى الوراء؟ لماذا كل ثانية، كل نفسٍ يتردد، كل رعشة جفن، هي خبطة باترة من بلطة لا ترحم، لو هوت على جبل الجرانيت لشقته؟ هل حياتنا إذن ما هي إلا فتات إثر فتات؟ أرأيت إذن كم من تجربة فذَّة سأعهدها؟ وأين؟ في حياتي الوادعة المسالمة تجد روحي مثل هذه الذبذبات الدسمة، نحو حافة الخطر، نحو قلقلة الحجر الصغير تحت أقدامنا، وهي تستند عليه، ونحن نتسلق قمة الجبل الشاهق، ما أشهى طعم الموت ونحن في حضن الدفء أحياءٌ، ونظل بعد تذوقه أحياءٌ» ... هذه الفقرة من القصة الأولى بعنوان "كأن" من هذه المجموعة القصصية الرائعة للعظيم يحيى حقي.
قدَّم يحيي حقي قدرًا عاليًا من التمكن الأدبي من حيث اللغة وتطور الأحداث، إضافة إلى المحتوى الفكري القيم والفلسفة المتجلية في أحداث القصص وخاصة القصة الأولى "كأن"، وخلال القراءة يصطدم القارئ بالصور البيانية الغريبة والتي استوحاها الكاتب من البيئة الفقيرة، تلك الصور التي عززت إحساس القارئ بالغرق في غياهب قصة غامضة، كما أن الكاتب وظَّف الألفاظ العامية ليعكس الحياة اليومية والعادات بل وأيضًا المشاعر الغريبة التي تعتمر في نفوس الشخصيات، أما مهارات يحيي حقي في تسلسل الأحداث فقد تجلت عند نهاية القصة، حيث كل لفظ وصورة وحدث كان كقطعة الأحجية التي يجمعها القارئ ليتشكل عنده فالنهاية صورة كاملة، غير أن الصورة كانت مظلمة وحزينة وتعكس واقع مخيف ومظلم لا يعرفه الكثيرون.
ويبدو أن يحيى حقي قرر فجأة أن يدخل موسوعة الأرقام القياسية في أكبر عدد من التشبيهات في قصة قصيرة واحدة وهي القصة الأولى "كأن"... فكل جملة لا تخلو من تشبيه، ومع مرور الكلمات يشعر القارئ بأن التشبيهات تجتمع لتنتج سياق رائع، وهذا أكثر ما أعجبني في هذه القصة، وأيضًا وجدت فيها عددًا من التساؤلات التي تدل على فلسفة يحيى حقي في هذه القصة، وهي أكثر قصة أعجبتني.
تحتوي هذه المجموعة القصصية على أربعة قصص قصيرة: (كأن، سارق الكحل، المرأة المسكينة، الفراش الشاغر)، اجتمعت معًا لتكوّن مجموعة قصصية من أجمل ما يكون باستثناء الهبوط في القصة الأخيرة من حيث المغزى والهدف والأسلوب، وأثق تمامًا أنه لو لم تكن القصة الأخيرة معهم لكنت أعطيت هذه المجموعة القصصية تقييمًا كاملًا، ويعرض يحيى حقي من خلال قصصه بعض الأمور والتساؤلات مثل الحديث عن القدر وعن الحزن وكيف يمكن أن يصبح جزءًا من الحياة مثله مثل الفرح... فالحياة عبارة عن أفراح وأتراح، وعاجلًا أو آجلًا الحزن يموت كما يموت الفرح أيضًا... وكيف تتحول حياة الإنسان من حالة إلى أخري دون حسبان؟ ... هل الظروف هي التي تؤثر على أفعال الإنسان؟ أم الإنسان فقط ينتظر الفرصة لتظهر حقيقته؟
وقد عكس يحيى حقي بعدًا آخر من أبعاد المجتمعات الفقيرة في القصة الأولى "كأن" كحي "زينهم" وهو الأسرة، حيث وَضَّح خلل النظام الأسري من عنف الأب مع ابنه الأكبر وحنانه على الصغير رغم أنه مجرم وسارق كبير، ومبالغة أمه في دلاله وإهمالها أخيه، ثم ليقر بشاعة التفرقة بين الأبناء، وقد عكس يحيي حقي مشاعر حقد الأخ الأكبر على المجرم، تلك المشاعر التي أطلق الأخ لها العنان بعد موت الأب بضرب المجرم وهو لا يزال صبيًا وإخراجه من المدرسة وهو يفصله عام واحد عن حصوله على الشهادة الابتدائية، عدَّد يحيي حقي مشاهد الاضطهاد ولعل أهمها كان مشهد سحب المجرم عاريا من قبل أخيه والذهاب به إلى قسم الشرطة، في هذا الجزء اهتم حقي بتصوير التشويه النفسي الواقع بسبب تلك الممارسات شديدة القسوة تجاه الصبي، مما جعل تحول الطفل الوديع إلى وحش مشوه النفس ذو جزء مظلم من شخصيته "التل" بحي "زينهم"، يحيي حقي استخدم هذا الحي وهذه الأسرة لكي يشير إلى كل الأحياء الفقيرة والعشوائيات وكيف يكبر الأشخاص هناك بطبيعة مغايرة لما ينبغي أن يكونوا عليه، فالنساء القاسيات قدوة الأطفال الحرامية والآباء قساة وكذلك الأمهات حيث رسم صورة مخيفة للقارئ المثقف الذي لم يعش حياة تقارب لتلك الحياة على الإطلاق، ولعله في ذلك أراد أن ينهض أحد الساسة أو المثقفون ليهتم بمنع صناعة مجرم في حي "زينهم" آخر أو في كهف بـ "التل" جديد، بدلًا من إعدام المجرم وترك العشرات يكبرون.
لعل يحيي حقي حاول عكس فساد المجتمع في تذليل الحياة أمام ضباط الشرطة بصورة خارجة عن المعتاد مقارنة بغيرهم من الوظائف، كما نوه إلى أهمية هذه النشأة في مكان مثل حي "زينهم" -وهو المكان الذي نشأ فيه بطل القصة-بعاداته وتقاليده فالتأثير على شخصية المجرم ومعتقداته، أصبح خشنًا يستلذ بسماع الألفاظ الثقيلة، بل وأصبح يملك صورة مشوهة في عقله عن النساء؛ فعلى عكس الإيمان بأن المرأة مصدر للحنان والرحمة مصبوغة بالرقة والدلال، اقترنت صورة المرأة عنده مع صورة نساء حي "زينهم" بخشونتهن وصلابتهن والقسوة والشجاعة، ولم يقف تأثير حي "زينهم" عند هذا الحد، بل ساهم في تشكيل ميول جنسية غير سوية عنده، حيث عبر يحيى حقي عن هذه الفكرة عندما وضح أن الجنس اقترن عنده مع القسوة والقبض على العنق بشدة، كل هذه الأمور اجتمعت لتكون هذه المجموعة القصصية العظيمة التي تخللتها العديد من المسائل الفلسفية والوجودية، والتقييم: 8 من 10.