مما يشغل بالنا من القضايا الحيوية في عصرنا: لغتنا والحياة، فهي أداة نطقنا وتفكيرنا، ولسان قوميتنا، ووسيلة ثقافتنا، والتعبير عن إنسانيتنا، وهي التي تصلنا بتراث الأسلاف وتاريخ الأمة. وإنه ليعنينا النظر في لغتنا من حيث صلتها الحتمية بالحياة، والتعرض للقضايا اللغوية التي تواجهنا في وجودنا المعاصر والدكتورة بنت الشاطيء تعرض في هذا الكتاب مجموعة من القضايا التي تهم كل باحث غيور على لغته، فهي تعرض لمشكلات: العامية والفصحى، والعربية وعلوم العصر، والأدب الشعبي بين العامية والفصحى، وغير ذلك من المباحث اللغوية المفيدة التي يتجلى فيها عمق البحث العلمي، وحسن العرض الأدبي
Aisha Abd al-Rahman Bint al-Shati عائشة عبد الرحمن والتى كانت تكتب قديما تحت اسم بنت الشاطئ .. اقتبسته من ارتباطها بشاطئ بلدها الحبيبة دمياط فى زمن لم يكن يسمح للنساء فيه بالكتابة فى الصحف والمجلات باسمائهن الحقيقية هي مفكرة وكاتبة مصرية، وأستاذة جامعية وباحثة .
ولدت في مدينة دمياط بشمال دلتا مصر في منتصف نوفمبر عام 1913 التحقت بجامعة القاهرة لتتخرج في كلية الآداب قسم اللغة العربية 1939، ثم تنال الماجستير بمرتبة الشرف الأولى عام 1941. تزوجت أستاذها بالجامعة الأستاذ أمين الخولي صاحب الصالون الأدبي والفكري الشهير بمدرسة الأمناء، وأنجبت منه ثلاثة أبناء وهى تواصل مسيرتها العلمية لتنال رسالة الدكتوراه عام 1950 ويناقشها عميد الأدب العربي د. طه حسين.
أبرز مؤلفاتها هي: التفسير البياني للقرآن الكريم، والقرآن وقضايا الإنسان، وتراجم سيدات بيت النبوة، وكذا تحقيق الكثير من النصوص والوثائق والمخطوطات، ولها دراسات لغوية وأدبية وتاريخية أبرزها: نص رسالة الغفران للمعري، والخنساء الشاعرة العربية الأولى، ومقدمة في المنهج، وقيم جديدة للأدب العربي، ولها أعمال أدبية وروائية أشهرها: على الجسر.. سيرة ذاتية، سجلت فيه طرفا من سيرتها الذاتية، وكتبته بعد وفاة زوجها أمين الخولي بأسلوبها الأدبي.
هذا أول عهد بيني وبين الدكتورة عائشة العظيمة ، الكتاب رائع لكل انسان مهتم بشئون اللغة العربية ، حريص عليها وعلي الذوذ عنها بكل ما أوتي من قوة الكتاب يبدأ بالمدخل التاريخي بسيط مقتضب للغايه لان الكتاب من الاساس هو تجميع لمحاضرات ألقتها الدكتورة علي طلابها في الجامعه ، ثم تتحدث عن المدخل اللغوي للغة العربية ، وهناك عرفت كيف ان هناك ما يسمي باسم العامية التي كان يُطلق عليها اسم اللهجات بالنسبة للأقاليم والتي كانت تنتقل معهم وبالأخص بعد الفتوحات الاسلامية وانتشارها في أقطاب الله قاطبة ، تحدثت الدكتورة عائشة عن بعض محاولات المستشرقين وبخاصة عندما دخلوا مصر ، والمجهودات التي بذلوها لكي يتم القضاء عليها ، وكان هذا أيام الاتراك ثم جاء عبد الله النديم بعث الينا الحياة مره أخري ولكن بالعامية ، حتي يستطيع ان يجمع الجميع من أقطاب الدوله حوله وكان هذا قبل الثورة العرابية ، حتي نجحت الثورة ، كانت صحيفته بالفصحي مع أيضا وجود باب لها بالعامية ، ولكن ظل المستعمر يحاربها حتي استطاع أن ينقلها لابناء الوطن المصري ذاته وذكرت الدكتورة مثل علي ذلك ومقتطفات من كتاب وهو الاستاذ سلامة موسي ، فلقد حارب اللغة الفصحي في كتاب مكتوب بالفصحي !! ، ان في نقده يعترف بها علي حد قول بنت الشاطئ ، ومن الفصول التي أعجبتي بضرواة عظيمة الجزء الخاص بالتعريب العلوم وان لا ضرر في ذلك ولكنها ثقافه المستعمر التي استطاع بكل مهاره ان يضيفها الينا وأوردت لكثير من الكتب التي كانت تدرس بالعربية منذ قديم الازل ونقلها الغرب وترجموها الي لغتهم وغزونا بها ، ومن أشهرها الجبر والمقابلة للخوارزمي ، كتب ابن الهيثم ، وابن البيطار ، وأنا شخصيا أميل الي هذا الرأي ، الي لا ضير في تعريب العلوم كلها واختتمت الجزء بالحديث عن الاستعمار الفرنسي بالذات وما فعله باللسان العربي الجزائري ع الأخص والكتاب بجملته رائعه لكل مريد للعربية
كتاب جميل، تحدثت فيه الدكتورة بنت الشاطئ عن عدة قضايا لغوية ومشكلات معاصرة تواجهها اللغة، مثل قضية العامية والفصحى واللغة العربية وعلوم العصر والغزو الاستعماري اللغوي وتعليم العربية والأزمة اللغوية فيه. كما تحدثت عن العربية في العصر الجاهلي الأولي وانتشارها بعد ذلك في أقطارها الجديدة مع الفتوح الإسلامية وحالها مع اللهجات الإقليمية في تلك الأقطار.
مفيد وفيه تأريخ جيد عن طبيعة انتشار اللغة وتطورها، وكذلك رد على بعض الآراء التي حاربت اللغة العربية في القرن العشرين.