يجول بنا الدكتور ثروت عكاشة خلال هذه الموسوعة التى صدر منها حتى الان تسعة أجزاء في مدارج الفن خلال الحضارات الإنسانية المتعاقبة، بادئا بفن سكان الكهوف في العصر الحجري القديم ومختتما بفنون القرن التاسع عشر وبين هذين الموقعين الحضاريين يتناول الفنون منذ كانت حتى مطلع القرن الحالي: الفن المصري، والفن السومري والبابلس والأشورى ( العراقي)، والفن الفارسي القديم والفن الإغريقي والفن الروماني والتصوير الإسلامي العربي والديني والتصوير الإسلامي الفارسي والتركيى والتصوير الإسلامي المغولي في الهند، والقيم الجمالية في العمارة الإسلامية، والفن البيزنظي وفنون العصور الوسطى وفنون عصر النهضة وفنون القرنين الثامن عشر والتاسع عشر والزمن ونسيج النغم تضم هذا كله أجزاء تجمع إلى الحديث عن الأساليب الفنية في تسلسلها واساقها الرسوم واللوحات المصورة التى تسجل النماذج المختلفة التى اختارها الباحث لأهم آثار العمارة والنحت والتصوير والموسيقى.
ثروت عكاشة من مواليد القاهرة بمصر عام 1921. كان وزيرا للثقافة ونائب رئيس الوزراء المصري سابقا.
المؤهلات العلمية
الكلية الحربية 1939.
كلية أركان الحرب 1945 - 1948. دبلوم الصحافة كلية الآداب، جامعة فؤاد الأول 1951. دكتوراه في الآداب من جامعة السوربون بباريس 1960. ضابط بالقوات المسلحة. رئيس تحرير مجلة التحرير 1952 - 1953. ملحق عسكري بالسفارة المصرية في بون ثم باريس ومدريد 1953 - 1956. سفير مصر في روما 1957 -1958 وزير الثقافة والإرشاد القومى 1958 - 1962. رئيس المجلس الأعلى للفنون والآداب والعلوم الاجتماعية 1962 و 1966 - 1970. رئيس مجلس إدارة البنك الأهلى المصري 1962 - 1966. نائب رئيس الوزراء ووزير الثقافة 1966 - 1967. وزير الثقافـة 1967 - 1970. نائب رئيس اللجنة الدولية لإنقاذ مدينة البندقية 1967 - 1977. مساعد رئيس الجمهورية للشئون الثقافية 1970 - 1972. أستاذ زائر بالكوليج دو فرانس بباريس (تاريخ الفن) 1973. انتخب زميلا مراسلا بالأكاديمية البريطانية الملكية 1975. انتخب رئيسا للجنة الثقافة الاستشارية بمعهد العالم العربى بباريس 1990- 1993. عضو المجلس التنفيذى لمنظمة اليونسكو بباريس 1962 - 1970. عضو مجلس الأمة 1964 - 1966. عضو عامل في المجمع الملكى لبحوث الحضارة الإسلامية، مآب مؤسسة آل البيت 1994
وأخيراً إنتهيت من المجلد الأول من مجموعة فنون عصر النهضة (الرينيسانس) أو مرحلة (الإحياء والبعث) للدكتور ثروت عكاشة رحمه الله ، نسخة الهيئة المصرية العامة للكتاب وهى نسخة ملونة مصقولة رائعة (من ثلاث أجزاء) جديرة بالقراءة والإقتناء، وقد صدر هذا المجلد ضمن سلسلة (موسوعة تاريخ الفن: العين تسمع والأذن ترى) وهذا المجلد هو الجزء التاسع من السلسة وقد طبعت صوره الملونة بمؤسسة رينبرد للطباعة بلندن على نفقة المنظمة الدولية للتربية والعلوم والثقافة..
والكتاب -لمحبى الفن الكلاسيكى والمهتمين بتاريخه وتأثيره- يعد مرجعا ماتعا مانعا، وما تأخرى فى الإنتهاء منه إلا وليد الإفتتان والشغف، فكلما أنهيت جزءاً منه عاودت قراءته مرة أخرى، وكلما تأملت إحدى اللوحات أو أحد المنحوتات التى تطرق لها الكتاب ، ذهبت لصديقى العزيز "جوجل" لأبحث عن نسختها الإلكترونية والمقالات التى نشرت عتها وتفسيرات مؤرخى الفنون للعمل ودوافعه ومكامن الروعة والعظمة فيه.
الحقيقة التى أعرفها وأشعر بها الآن، هى أننى حزينة لإنتهائى من الكتاب وأرغب بشدة فى البدء به من جديد مرة ومرة ومرات وحتى أستطيع الحصول على باقى المجلدين الباقيين من الجزء التاسع لهذا العمل الموسوعى الضخم، ولولا تضخم قائمة الكتب التى أود قرائتها (والتى تزداد يومياً) لشرعت فى القراءة الثانية فى التو واللحظة ولما برحت أصدقائى الأعزاء جوتو وبوتشيللى ودافنشى ومايكلانجلو ورافاييل.
فقط لأودعهم إلى حين لقاء قريب بإذن الله وأضع رابط لوحاتى المفضلة من هذا الكتاب للذكرى.
لقد كانت رحلة فنية رائعة ليست فقط من حيث الاثار المعروضة والتعليق الفنى عليها . بل فى الرحلة الى العصر الذى تمت فيه هذه الاعمال . ومن عنوان الكتاب يتضح ان الكتاب يجعل موضوعه هو التاريخ الفنى بقدر ما هو الفن ذاته فى تلك الاونة التى عدت من اعظم فترات التاريخ الفنى فى العالم . فهى الفترة التى انتقل منها الفن بشكل نهائى من العصور الوسطى الى العصر الحديث وحيث اتضحت الرؤى المستقبلية وقطعت العلوم كالتشريح والضوء والمنظور والرياضيات اشواطا كبيرة فى ذلك الزمن كما كان فنانو هذا العصر هم ذاتهم العلماء والمثقفين ومنهم الأدباء او على الاقل كان لهم ذوق ادبى واتجاه علمى ينزع الى تطبيق هذه الرؤى فى أعمالهم الفنية ما انتج ابداعا لا نظير له على مر التاريخ وينجح الدكتور ثروت عكاشة فى بيان مدى الخصوصية التاريخية التى حظيت بها فنون عصر النهضة . ويعرفنا الكاتب بالموسيقيين العظماء كبالسترينا بألحانه الروحانية التى تلهم الشعب المسيحى فى الكاتدرائيات العظيمة الفسيحة بما صور على جدرانها من اعمال كبار المصورين والنحاتين . حيث تطور النحت على يدى دوناتلو الذى ورث تلاميذه والاجيال التالية ليس فقط النظرة الفنية الحديثة ولكن الاتجاه التحررى فى النحت مما ساعدهم على التعبير عن رؤاهم وتطوير الاساليب والاشكال والمواضيع خارج السياقات الدينية والتعاليم الكنسية . كما كانت النهضة كذلك نهضة فى فن المعمار حيث شيدت القصور على الانماط الكلاسيكية الرومانية بلمسات عصرية تنجح فى الاتحاد مع الطراز القديم بلا تنافر وتزيده بهاء . كما شيدت الكاتدرائيات وتنافست فى ارتفاع وانفساح قبابها وبناياتها وابراجها وانا لنجد اعظمها جميعا فى كل العصور تلك التى شيدها مايكل انجلو فى الفاتيكان اى كنيسة القديس بطرس التى تفتخر بها روما الى اليوم . ولابد ان لقارئ الكتاب رغبة فى التعرف على عظماء التصوير حيث قادت النهضة الايطالية اتجاها ابداعيا راقيا ومتميزا فى فن التصوير على وجه الخصوص فبعد ان كانت روما والمدن الايطالية الثرية تجتذب الفنانين الفرنسيين والفلمنكيين فى العصور الوسطى عندما كانت تفتقر الى المصورين والبنائين المهرة . صار لها فى عصر النهضة طرازا حديثا خاصا فى البناء والتصوير فكانت هى الرائدة ثم تلتها سائر دول غرب أوروبا . وعندما بدأت اسماء فنانيهم الأولى فى الصعود كانت ايطاليا قد ودعت عدة اجيال من عظماء التاريخ الفنى خلال القرنين الخامس عشر والسادس عشر . فنحن هنا لا نتعرف على عظماء الفنانين المشاهير كليوناردو دافنشى ومايكل انجلو ورفاييل فحسب بل نتعرف كذلك على اساتذتهم او من ساعدوهم على اظهار مواهبهم . كما نعرف مشاكلهم ومسار تطورهم فى الحياة فالرحلة مع الفنان قد تفيد من يرغب فى تمثل رؤية الفنان فى أقرب صورة ممكنة . كما نتعرف على مدى الابداع والتميز لدى كل من هؤلاء الفنانين وما أسهم به فى تطور مسيرة الفن . ولكن وبشكل نهائى سيلاحظ اى قارئ الفارق الكبير الذى خطته فنون النهضة مبتعدة عن سذاجة فنون العصور الوسطى وبدائيتها .
This book is really important because the arabic books in the field of history of arts are usually rare . That's double the importance of this book considered one of the leader arabic books in the field of history of arts.