أعود إلى -أشخاصي- الذين أنا بصدد الحديث عنهم، فأقول إن البيئة البشرية النوعية التي تشكل دائرة الطيف المحيطة بالحاكم الفرد، هو من يخلقها، ولكنها بالقدر نفسه تُساهم بإعادة خلقه أو صناعته، فهو يستعملهم بقدر ما هم يستعملونه. أتقن معمر القذافي الأسلوب الأبوي الشامل، ليس فقط في التعامل مع من حوله في الادارة السياسية والاقتصادية ، بل على المستوى الاجتماعي، وظّفَ العامل القبلي، والجهوي، والديني أيضاً. واستخدم أيضاً، حبائل الترغيب والترهيب الأبوي، أتقن معمر القذافي إدارة الناس، حيث امتلك قدرة استثنائية، على تشخيص طبائع الاشخاص، وتشريح نفسياتهم، وجس أحساسيهم، وقياس قدراتهم، وبالتالي أين يضع كل واحد، ويضع له خارطة خاصة للتعامل، ومساحة الهامش، وحجم الصلاحية، وطبقة الصوت التي يتحدث بها ألى كل فرد
ولد عبد الرحمن شلقم العام 1949 في منطقة الغريفة (أوباري) تخرج من جامعة القاهرة قسم صحافة العام 1972، ويتحدث الإنجليزية، الإيطالية والفرنسية. لديه اهتمامات أدبية وهو عضو في لجنة الإبداع الثقافي، ولديه إنتاجات شعرية ترجم بعضها للإنكليزية والإيطالية، وهو متزوج ولديه ثلاثة أبناء.
عبد الرحمن شلقم صاحب قلم صحفي رشيق حقيقة، فرغم حجم الكتاب الكبير نسبيا إﻻ أنه سلس القراءة..هم أشخاص وشخوص صنعهم القذافي وصنعوه ومعا صنعوا مأساة ليبيا التي لم تنتهي بعد! ماذا يمكن أن يقال وكل ما في هذا الكتاب ﻻ يشكل إﻻ جزءا بسيطا من الملهاة..عندما يكون اﻹنتماء للشخص أو الحزب أو الفئة وعندما تختزل الدولة في الفرد أو الرمز فبالضرورة سيتلاشى مفهوم الوطن خصوصا مع تهاطل المكاسب والمنافع والتي ستعمي محتكريها أو غاصبيها عن فظاعاتهم وجرائمهم فيبغتون بانسدال الستارة عن مسرحيتهم العابثة بثورة الجماهير المتعبة والمحتجزة في متاهات البؤس..أقل ما يمكن أن يقال عن حقبة القذافي هو أنها فرصة ضائعة لبناء دولة ناجحة ومتميزة توافرت لها كل اﻹمكانيات لكنها وقعت في أيدي أسوأ الشخصيات بقيادة أحد أعقد المستبدين في العصر الحديث..بعض المعلومات الواردة في الكتاب والتي لم يعاينها المؤلف وإنما سمع عنها مثله مثل الكثيرين أجدها تحتاج لتدقيق وتحقيق أكثر، إذ ﻻ أستطيع تقبلها وفقا لمنطقية اﻷحداث؛ لكن من يدري إذ كثيرا ما كانت تصرفات العقيد بعيدة عن المنطق! عافاك الله يا بلادي ليبيا ورعاك وأنقذك من أيدي العابثين وجعل لعذاباتك نهاية وﻹنبعاثك حين
ذكرني العنوان في البداية بكتاب خالد محمد خالد (رجال حول الرسول) الذي قرأته في مراهقتي، وحمدت للمؤلف أنه استبدل كلمة رجال بأشخاص، فالرجولة كوصف حميد هي آخر ما يمكن أن نصف به هؤلاء.
عندما فرغت من الكتاب تمنيت أن يكون هناك كتاب مماثل لكل حكومة عربية، يضم الشخصيات التي تتولى فيها أهم المناصب، لتخرج إلى النور الكثير من الشخصيات التي تعيش في الظلال وتتحكم بمصائرنا.
عمل عبدالرحمن شلقم لسنوات مع نظام القذافي، كان أحد أركانه، كوزير للخارجية، ثم كمندوب ليبيا في الأمم المتحدة، وانشق عن النظام بعد أسبوع من بدأ الثورة الليبية، وهو انشقاق مبكر ربما يشفع له قليلاً، مع هذا تبدو لنا شهادة شخص صمت عن النظام، بل ودافع عنه لسنوات، شهادة مشكوك فيها، تهدف إلى تبييض الصفحة، والبحث عن مكان أفضل في الذاكرة والتاريخ.
رغم هذا كله الكتاب مهم جداً، وشلقم كان ذكياً عندما أفرد لنفسه مكاناً في الكتاب، رغم أنه كتب الفصل الذي يخصه بأسلوب دفاعي، إلا أنه كان واعياً أنه جزء من النظام، يتحمل جزءً من مساوئه، أما بقية الأسماء التي أوردها، فهي شخصيات بعضها مختل تماماً من طينة القذافي، وبعضها الآخر أشخاص تعساء رمت بهم التدابير الإلهية إلى القذافي، وكان يمكن لهم أن لا يوجدوا في الكتاب، لولا أنهم جميعاً بقوا مع القذافي إلى اللحظة الأخيرة، بعضهم مات معه، وبعضهم الآخر معتقل الآن في ليبيا ينتظر محاكمته، والبعض الآخر لاجئ في دول مجاورة، ولكنه يحمل لطخة العار القذافية، التي لن تزول أبداً.
الكتاب مهم جداً، فهو يكشف لنا وجه من وجوه السياسة العربية، كيف كانت تصاغ؟ وكيف كان يستقطب الرجال لها؟ وهي سياسة لازالت موجودة في دول أخرى، ربما ليست عربية بالضرورة، فحيثما تتركز السلطات بيد شخص واحد، يولد قذافي صغير، ويحيط به أشخاص، تبدو سيرهم كرواية من روايات الواقعية السحرية، أو بتعبير أدق الواقعية المريرة.
كتاب كبير كان لي معه صولات وجولات ، اتوجه لغيره شهرا ثم اعود لأقرأ منه بعضا ثم اتركه اياما وهكذا دواليك ، غير انه بالجملة كتاب جيد ولنا هنا وقفات : اولا من ناحية الصياغة اجاد الكاتب عبد الرحمن شلقم سبك الصحائف و ضمنها لغة ادبية جيدة جدا ، ثانيا من ناحية الموضوع فهنا آس المشكلة واساس المعضلة فكل من تكلم من رجالات النظام السابق الذين انشقوا عليه في حربه الدموية الاخيرة رغم مصاحبتهم و دعمهم له طوال اربع عقود مظلمة مثل عبد الرحمن شلقم و عبدالسلام جلود ونوري المسماري وعبدالمنعم الهوني و غيرهم ممن سنرى كتبهم و مذكراتهم تباعا، أقول تجدهم كلهم يستخفون بِنَا كما استخف بِنَا سيدهم فيصورون أنفسهم مناضلين و مضحين من اجل الوطن رغم ان اي ليبي يدرك كذبهم و انهم جزء من منظومة لا يمكنك الارتقاء فيها مالم تكن عبدا خانعا ذليلا فاسدا تقتات على معاناة شعبك ، والموقف في الثورة لا يعطي صاحبه صح غفران ولا يعدو ان يكون مثاله الصبي الذي يساعد المجرم ليقتل وينهب و يقتات على الفتات او من يقتل افرادا لكن يعز على نفسه ارتكاب مجزرة فالكل مشاركين في الجريمة ، المهم لنعد لأصل الموضوع وكتاب شلقم فقد اجاد شلقم ذكر تاريخ المجرمين الذين أحاطوا بالقذافي او كما يقول شلقم احاط القذافي بهم نفسه غير ان المواطن الليبي لا بد ان يتبصر بين السطور من ضغينة قديمة او وضع سياسي جديد او محاولة لتعزيز موقف او غيره قد يقوم به الكاتب فهذا لعمري ديدن الاوغاد ، لا ادري لما لا يكتب هؤلاء المنشقين او غيرهم مذكرات صادقة و يذكروا مالهم وماعليهم و يستسمحوا الشعب الليبي و يعتذروا عما فعلوا في غابر الأيام ، بالجملة كي لا اطيل الكتاب ممتع وانصح به وكونوا على حذّر
تحتاج لريفيو مطول ، ولكن تعاطف شلقم مع بعض شخصيات ، وهجومه علي بعض الاخر ، وخروج شلقم كابطل برئ كابرءاة الذئب من دم يوسف ، تجعل من الكتاب اضحوكة ، وصحافة صفراء ، وافتراء ...!
انتهج شلقم الذاتية التامة في تعاطيه مع شخصيات الكتاب و ابتعد في نظري عن الموضوعية المطلوبة في هكذا كتابات تدون لشخصيات و حقبة مظلمة في تاريخ ليبيا .. فالكتاب يبرز مساوئ من كانت لهم مشاحنات شخصية مع شلقم بصورة مكثفة .. بينما تقل حدة النقد و لغة السرد مع الذين كانوا معه على وفاق و ألفة في الحقبة الماضية ..
خلاصة .. رغم كثرة صفحات الكتاب إلا أنه في نظري قد باح بالقليل .. مقابل الكثير الكثير مما يمكن أن يقوله شلقم ..
كتاب مهم لفهم كيف كانت الامور تدار في هذه الدولة العجيبة خصوصا ان الكاتب واحد من مفاصل هذه الدولة الذي اختلط بكل دوائرها صعودا وهبوطا حسب رضا القائد , الكتاب اتكتب باسلوب الذكريات مفهوش جهد بحثي عميق وكان ممكن يتكتب باسلوب احسن من كدة وتفادي الحكايات المكررة
بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله في البداية ما جعلني اقيم الكتاب باربع نجوم اننا في ليبيا لم نتعود على هكذا كتب في مكتباتنا خصوصا وان القذافي كان مادة يريد الجميع الاطلاع عليها و معرفة المزيد عنها ؛ كما ان الكتاب احدث حالة غير مسبوقة لدى المجتمع الليبي باقباله على المكتبات لشراء الكتاب و هي نقطة مهمة لصالح الكاتب و الكتاب بغض النظر عن المحتوي الذي تم تقديمه . وبصفة عامة كان الكتاب ممتع بشكل كبير وقت قرائته في 2012 بحالة قراءه مستمرة على طول اليوم و في كل مكان .
يمكن تفسيم شخوص الكتاب بين المطر لمسايرة العقيد وبين المتسلق الذى يريد ان يستفيد هذا ما فهمته من شلقم طبعا المقربون من شلقم وصفهم كالمغلوب عليهم ولا ذنب لهم وكتيرا ما يخرج من الموضوع ويبدا فى سرد تاريخ فرعى او تقديس شخص والاهم لم المس نقض مبالغ فيه او ذم فى شخص العقيد ربما تجنب ذلك لغاية فى نفسه والجميل فى الكتاب انه اعطانى نظرة لعالم القدافى من الداخل
الكتاب كاحداث و شخصيات يمثل في رأيي تحققا تاريخيا لرواية مزرعة الحيوان لجورج اورويل فمن اول صفحة الى اخر الكتاب كأنك تقرأ الرواية و لكن مع اختلاف اسماء الشخصيات تناول الكتاب عددا من الاشخاص الذين كانوا ادوات بيد القدافي خلال حكمه ليبيا ملقيا الضوء على عملية اتخاذ القرار وقتها و كيف تمكن القذافي من السيطرة كل هذه المده على مفاصل الدوله التي لم تكن دولة و انما شيء اخر هناك عدد من الشخصيات لم يتطرق لها الكاتب رغم اهميتها الا كاسماء تشارك شخصيات الكتاب بعض الاحداث من بينهم عبدالسلام جلود الرجل الثاني في النظام و احمد رمضان سكرتير القذافي و كذلك بشير صالح مدير قلم القيادة و غيرهم مثل ابناء القذافي لكن مع هذا يبقى الكتاب وثيقة مهمة تلقي الضوء على الكثير في تلك الحقبة من تاريخ ليبيا
كتاب رائع يقرأ نفسية من كانو حول القدافي ولما تمسكو به لاخر لحظة مع قرائة التباين والاختلاف بين كل شخصية والاخري انا انصح بقرائة هذا الكتاب لكل شخص يريد ان يفهم كيف كانت تدار البلاد زمن القذافي وكيف كانت تصفي الحسابات او كيف تحل الملفات والقضايا الدولية والخارجية