نشر هذا الكلام فى الصحف والمجلات، وخيل إلى أن عهدى به قد انقضى، وأن صلتى به قد انقطعت، وأن أحداً من الناس لن يذكرنى به، ولن يحدثنى فيه. ولكنى فيما يظهر كنت مخطئاً فيما ظننت، فقد تحدث إلى كثير من الناس وألحوا فى الحديث، وكتب إلى كثير من الناس وألحوا فى الكتابة، كلهم يريدنى على أن أنشر هذه المحاضرات مجموعة فى كتاب. فلما كثر الإلحاح على فى ذلك واتصل، لم يسعى، كما كان يقول المتقدمون، إلا أن أجيب الطالبين إلى ما طلبوا، وآذن فى نضر هذا الكلام. وقد قرئت على هذه الفصول، فإذا هى تصور آرائى فيما تناولت من موضوعات الحديث عن الشعر والنثر، وإذا هذه الآراء لم تتغير أو لم تكد تتغير إلا قليلاً. وقد نبهت على ما تغير منه فى موضعه. أما بعد. فإنى أرجو أن يجد الذين يقرءون هذه الفصول لأنفسهم فيها نفعاً، وأن يجد الذين يلتمسون العيب ويجدون فى البحث عن الهفوات، ما يمكنهم من أن يكتبوا فيكثروا والكتابة ويقلوا فيطيلوا القول. وأرجو آخر الأمر أن يوفقى الله إلى ما أتمنى عليه دائماً من أن أكون نافعاً محمداً.
Taha Hussein was one of the most influential 20th century Egyptian writers and intellectuals, and a figurehead for the Arab Renaissance and the modernist movement in the Arab World. His sobriquet was "The Dean of Arabic Literature".
الدكتور طه حسين أستاذي وقدوتي في الحياة، لذا فمن العسير مثلًا أن يمر شهر واحد من دون أن أقرأ له أي كتاب أو أقف علي الآثار التي أملاها فأبدع لنا أيمّا إبداع وأمتع العقول وأرهف الحس وجعل العقل مُتحفز دائمًا لم يحفزه .
والحديث هنا في هذا الكتاب الصغير الممتع الجميل هو عبارة عن المحاضرات التي ألقاها الدكتور طه في محافل مختلفة الأماكن، مُتشعبة الحضور، مُتباعدة الأزمنة عن رأيه في الشعر والنثر وخصوصًا في القرنين الثاني والثالث الهجري، ثم في النهاية وخصوصًا آخر ثلاث محاضرات أفرد مساحة واسعة للحديث عن ثلاث شعراء مُتقاربين في الأزمنة ولهم عظيم الأثر في الشعر وهم : أبو تمام، ابن الرومي، وابن المعتز فهو يُترجم الشاعر أي يُحدثنا بنُتف صغيرة وأقصوصات من حياتهم ومن ثمّ يعقد المقارنات الخفيفة، رشيقة المقام فيم بينهم جميعًا، وهذا الجزء ممتع وبخاصة عندما تقترب من الشاعر وتبتلي حياته وتقف علي ما وقف عليه .
وفي النثر ذكر الدكتور طه أن النثر في القرن الثالث الهجري كان له رونق أي رونق، بل أنه قد تخطي الشعر والشعر قد انخفضت وتيرته بين الشعراء، حتي إن ابن الرومي ذاته قد أخذ يتبسط في الألفاظ عن سابقيه بل ويطول القصيدة كما كان الكُتاب في النثر يفعلون.
وما تعلمته وحاز كل الاعجاب عندي هو تقسم الدكتور طه الجميل والجديد للكلام فهو يُقسمه للتالي :
1- كلام له وزن وقافية وموسيقي داخلية ولن تتلذذ به إلا إذا سمعته ووعيته ليس فقط مجرد قراءة بالعينِ وذاك هو الشعر .
2- كلام حينما تسمعه من صاحبه وتراه وهو يؤد الحركات حينما يُخاطب الجمهور وهذه هي الخطابة .
3- كلام لا وزن فيه ولا قافية ولا يمكنك سماعه من صاحبه، ولكن حين تقرأه تجد فيه لذة ومتعة وهذا هو النثر الفني أو الكتابة.
ولم ولن أري خاتمة فُضلي مثل تلك التي ختم بها الدكتور طه أحاديثه ومحاضراته حين قال :
"" وإن كُنت قد أثقلت فإني معتذر إليكم . أما أني قصرت كل التقصير فهذا شئ لا أشك فيه ولا أخاف أن يتهمني به إنسان، فأنا أول من يلاحظ هذا التقصير الشديد ""
رحم الله الأستاذ القدوة الدكتور طه حسين، وذاك الكتاب جدير بقرأته لتعرف النثر والشعر وبعض من الآثار في القرنين الثاني والثالث .
من حديث الشعر و النثر لـ طه حسين محاضرات للدكتور طه حسين ألقاها على طلابه . تتكلم عن الأدب العربي شعراً و نثراً ، خلال القرون القديمة ( القرن الثاني و الثالث الهجرة )و بداية الشعر و النثر ، و بعضاً من النماذج من الشعراء في تلك القرون مثل ( ابو تمام / البحتري / ابن الرومي / ابن المعتز )
الكتاب عبارة عن مجموعة محاضرات ألقاها الدكتور طه حسين لطلاب الجامعة ثم جمعها في هذا الكتاب، تركزت تقريبا على القرنين الثاني والثالث الهجري في الأدب والشعر، بداية تحدث عن الشعر والنثر وتأثر الأخير بالثقافة اليونانية وأسباب انتشار النثر والمعاني التي يحملها وهل للثقافة الفارسية تأثير عليه أم لا، وأبرز الكتّاب الذين اشتهروا بالنثر مثل عبدالحميد وابن المقفع والجاحظ وغيرهم ونصوص من كتاباتهم للأمثلة. ثم انتقل إلى الشعر وكيف تغيرت معانيه وألفاظه واهتمامات الناس به وضرب أمثلة على مجموعة من الشعراء مثل: أبو تمام والبحتري وابن الرومي وابن المعتز، وكان الحديث كعادة طه حسين سهلا بسيطا عذبا يجعلك ترغب في التوسع عن من تحدث عنهم ولعل ابن المعتز هو أكثر من رغبت بالقراءة عنه وله ولعله يكون قريبا إن شاء الله.
اسم الكتاب: من حديث الشعر والنثر. اسم المؤلف: طه حسين. عدد الصفحات: ١٧٥. دار النشر: دار المعارف المصرية. . مراجعة الكتاب:
يحتوي الكتاب على عشرة محاضرات وسأعرض عنوان كل محاضرة مع إشارة إلى بعض محتواها بشكل بسيط دون التفصيل، فسأترك التفصيلات للقارئ الذي يريد أن يقرأ الكتاب.
أما المحاضرة الأولى فكانت تحت عنوان "الأدب العربي ومكانته بين الآداب الكبرى العالمية" ومما جاء في هذه المحاضرة: الأدب العربي والآداب الأخرى، الأدب العربي في ظل الإسلام، الصراع بين الأدب العربي والآداب الأخرى، وغيرها من المحاور.
وأما المحاضرة الثانية والثالثة فكانتا تحت عنوان "النثر في القرنين: الثاني والثالث للهجرة" وتناول الدكتور فيهما: ما كان بين جوردان وأستاذه، النثر والنظم وأنصارهما، الشعر والنثر وأيهما أسبق، العرب قبل الإسلام وبعده، القرآن بين الشعر والنثر، نثر العصر الجاهلي، النثر في صدر الإسلام، وبين النثر القديم الخالص والنثر المحدث، الحياة في مستهل القرن الثاني، نشأة النثر الفني، النثر مع الدولة العباسية، ابن المقفع وعبد الحميد، أقسام الكلام الثلاثة، وغيرهم من المحاور الأخرى.
وأما المحاضرة الرابعة فكانت تحت عنوان "قطع من كتاب الأدب الكبير" وتناول فيها الدكتور هذه المحاور: في السلامة، في الحث على الجد، في أدب الاستماع، عودة إلى المفاضلة بين عبد الحميد وابن المقفع، وغيرها من المحاور.
وأما المحاضرة الخامسة فقد كانت أيضًا تحت عنوان "النثر في القرنين: الثاني والثالث" وقد تطرق إلى عدة محاور أذكر منها: العراق في القرون الثلاثة الأولى، النثر وتخلف الشعر، الجاحظ ورسالة التربيع والتدوير، كتاب البخلاء للجاحظ، قصة الكندي، قدامة والبيان، وغيرها من المحاور.
هذا ما ذكره عن النثر وكان يشكل القسم الأول من الكتاب، ثم ينتقل إلى الشعر في المحاضرات الباقية، وأما المحاضرة السادسة فكانت تحت عنوان: الشعر: الحياة الأدبية العربية في القرن الثالث للهجرة" وتناول فيها عدة محاور منها: الأدب والتاريخ بالأحداث السياسية، الحياة في القرن الثالث، الشعر والنثر في القرون الثلاثة الأولى، وغيرهم من المحاور.
ثم يخصص لكل من أبي تمام وشعره والبحتري وشعره وابن الرومي وشعره وابن المعتز وشعره محاضرة مستقلة يتحدث فيها عن الشعار وحياته وشعره ويستعرض بعضًا من شعرهم وينقده.
في الحقيقة استمتعت جدًا في حضرة عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، واستمتعت في قراءة محاضراته، لطالما أحببت أسلوبه في الكتابة فهو يحدثك عندما تقرأ وتشاهد النص كأنك تراه وتسمعه.
من حديث الشعر والنثر كتاب لطه حسين وقوامه الشعر والنثر، هذا ما فكرت فيه للوهلة الأولى لذلك سارعت بقراءته دون تردد.
الكتاب تجميع لمحاضرات ألقاها طه حسين تناول فيها تطور النثر والشعر منذ العصر الجاهلي حتى القرن الثالث الهجري.
جاء الكتاب مختصرا مفيدا يعطينا لمحة عن هذين الفنين وتطورهما عبر القرون، كما جاء مطعّما ببعض آراء طه حسين حول هذا الموضوع كعادته في كتبه. ولكن رغم كل هذا لم يخل الكتاب من العيوب، وأحسبها ثلاثة ترجع كلها لسبب واحد أو اثنين:
أولهما: أن الكتاب في أصله محاضرات ألقاها طه حسين لا كتاب أملاه أو كتبه، ويندرج تحت هذا السبب أيضا أن الكُتّاب الذين أخذوا على عاتقهم تدوين محاضراته كانوا يجتهدون في كتابتها كما هي ولكنهم إذا فاتهم شيء كتبوه بمعناه دون لفظه.
ثانيهما: أن طه حسين لا يحضّر لمحاضراته كما أخبرنا هو في مقدمة الكتاب، وإنما يتحدث بما يعرف ويحفظ ما شاء الله له أن يتحدث. "لم أكتب هذا الكلام قبل إلقائه، ولم أصلحه بعد إلقائه..."
أما العيوب الثلاثة التي نوّهت عنها مسبقا فهي كالتالي:
1- الأسلوب. إن لطه حسين أسلوبا مميزا عذبا في الكتابة يشدّك إذا قرأته فأنا عندما أقرأ طه حسين أبحث عن هذا الأسلوب قبل كل شيء، وللأسف لم أجد هذا الأسلوب في الكتاب إلا في المقدمة التي كتبها طه حسين لاحقا فيما يبدو، فعند المقارنة بينها وبين باقي الكتاب يظهر الفرق جليا واضحا. وأنا لا أقول بأن الأسلوب الذي كتب به الكتاب سيّئ ولكنّي أقول بأنني لم أشعر بلمسة طه حسين في النص إلا في عبارات قليلة.
2- لم يخل الكتاب من إسهاب ممل في بعض الأحيان كما كان في رسالة التدوير والتربيع للجاحظ مثلا، حيث ذكرت كثيرا وأطال ذكرها رغم أن الفكرة التي أرادها قد وصلت، وكذا في نصوص أخرى في الكتاب.
3- وجدت أن في الكتاب نقص في التمثيل والاستشهاد، ومن أمثلة ذلك عدم ذكر شيء من قصائد مسلم عند المقارنة بينه وبين أبي تمّام، ولكن هذا في الكتاب قليل.
وهنالك أمر رابع، وهو ليس عيبا في الحقيقة، ولكنّي أخّرت ذكره لأنه لم يخطر لي إلا الآن، وهو أنّي قد وجدت الفصول أو المحاضرات الخمس الأخيرة التي تناولت الشعر أجمل وأكثر حلاوة من المحاضرات الأولى التي تناولت النثر. ولا أدري أذلك شيء فيّ يدفعني تجاه الشعر ويصدّني عن النثر أم هو تركيزه في محاضرات الشعر على شخوص الشعراء، وفي الحكايات والتراجم لذة؟ أحسبها الأخيرة والله أعلم.
كنت أقرأ اليوم في كتاب لبول فاليري Paul Valery عن مالارميه Mallarmé فإذا بول فاليري عندما أراد أن يحدد الشعر يقول: «إن الشعر هو الكلام الذي يراد منه أن يحتمل من المعاني ومن الموسيقى أكثر مما يحتمل الكلام العادي، والشاعر المجيد حقًّا يمتاز من غير المجيد بأنه إذا تحدث إليك لم يمكنك من أن تسير معه كما تسير مع نفسك، وإنما يضطرك أن تفكر، وأن تجهد نفسك في أن تفهمه وتحسه وتشعر معه.»
----------------------------
وكان ما كان مما لست أذكره.. فظن خيرًا ولا تسأل عن الخبرِ
بالرغم من صغر حجم الكتاب إلا ان الدكتور طه حسين يستطيع أن يعطينا نبذة مختصرة و سريعة عن تطور الأدب العربي في القرون الهجرية الثلاث الاولى.. هذا في النصف الأول من الكتاب في النصف الثاني يترجم الدكتور لعدة أسماء مشهورة في عالم الشعر العربي.. البحتري و أبو تمام و غيرهما.. لم يعجبني الكتاب كثيرا لأنني لست من هواة الشعر بوجه العموم .. و الأدب العربي في بدايته لم يكن هناك فيه سوى الشعر .. بالإضافة إلى الحكم والرسائل في مجال النثر أحيانا.. لكن لا يزال الدكتور يبهرني بقدرته على جذبي لقراءة الشعر و فهمه .. و أنا الذي كنت أظنه شيئا صعبا للغاية.. كثيرا ما فكرت أن الدكتور لو كان حيا بيننا و قام بتدريس الشعر لي فإنني كنت سأتقبله كتقبلي لشرب الماء! .. للأسف لم يعد هناك أساتذة من هذا النوع في العصر الحالي..
كتاب رائع جداً ، ومرشح لأفضل الكتب في عام 2016 ، رحلة الشعر والنثر في الأدب العربي ، والمقارنة بين الأدب العربي والآداب الآخري ، هو ليس تأليف من دكتور / طه ، وإنما مجموعة محاضرات ألقاها في الجامعة الأمريكية ، وجمعت في كتاب