أحمد بن أبي يعقوب "اليعقوبي" ت بعد 292هـ من أقدم التواريخ التي وصلتنا وهي من نتاج بداية حركة التأليف التي توسعت وأنتشرت في بداية العصر العباسي الأول، وهو تاريخ لا يعوّل عليه نظرًا لأن اليعقوبي كالمؤرخ أبو الحسن المسعودي لم يكونا منصفين وقل حياديهما والسبب ميلهم للتـشيّع للعلويين. لذا يتوجّب عليك كمهتم بالتاريخ عدم الإتكاء على أي مصدر متطرف لكلا الطرفين سني أو شيعي.
لاشك أن هذا محزن ومخجل أن أبحث عن كتاب وفق مرجعية مؤلفه فأسأل عن مذهب (اليعقوبي)، و(المسعودي) لأنه سوف يشتم في كل ماهو سني ويشد عليهم القول ويخالف كل مأثور عنهم عند جمهور المؤرخين، ومن سيرفض تاريخ ابن كثير وابن الأثير والطبري لا يريد قولهم لأن منهجهم لن يرض الشيعي. لهذا أقول هو مخجل فيفترض أن تنحي طائفيتك النتنة ولا تجعل حبك لأ صحابي أو خليفة يُغلّب إنصافك.
ناهيك عن أن علم السند ووضع الرواة وفق علم الجرج والتعديل هو الفاصل بيننا وبين أي مؤرخ. لهذا يكثر رواة مجهولين ومتروكين ومطعون فيهم عند اليعقوبي والمسعودي. وإن كان المؤرخ اليعقوبي لا يقارن بخطورة وفداحة ما يطلق عليه تاريخ المسعودي.
الجزء الأول : الحديث هنا بدء الخلق والخليقة والأنبياء والعرب البائدة وذكر بقية الأمم والممالك السابقة من الروم والأحباش والصين والفرس والحضارات السابقة في شبه جزيرة العرب والشمال الإفريقي وبلاد الشام واليمن وغيرها من الأقوام وكانت مادة غزيرة في هذا الجزء ومتنوعة تاريخية وجغرافية.
الجزء الثاني : هنا يبدأ الحديث عن مولد الرسول وبعثته وهجرته حتي وفاته ثم ذكر الخلفاء الراشدون وهم ليسوا بخلفاء عنده ولكنه يذكرهم مجردين من صفاتهم حتى يأتي لعلي بن أبي طالب وهو وحده عنده الحليفة، وحديثه هنا في هذا الجزء عن الفتنة به شناعة وقسوة لا تجدها حتى عند مستشرق، ثم تنازل الحسن وعنده ليس تنازل بل أخدها معاوية بالقوة ثم قيام الأموية وذكر كل خليفة تحت مسمى أيام معاوية أيام يزيد أيام عبد الملك وهكذا يكون الحديث عن عهد الدولة الأموية حتى عهد مروان بن الحكم فينتهي هنا الجزء الثاني.
الجزء الثالث : يتناول بقية الدولة الأموية في فرعها الثاني (المرواني) نسبة لمروان بن الحكم ثم بقية بني أمية حتى سقوط دولتهم، وقيام دولة بني العباس وحديثه عن الدعوة السرية والدعوة العابسية رائع جدًا وأفضل من المسعودي ويمكن مقارنة ما هو مشكوك في مروياته مع الطبري وابن الأثير حتى حتى سنة (259هـ) ويتوقف. .
مما في تاريخية اليعقوبي : مراجعتي عن تاريخ المسعودي لن تختلف عن مراجعتي هنا عن اليعقوبي وكنت قد قرأت كلا المصدرين التاريخين في وقتٍ واحد (2010م) وهذا رابط مراجعتي لمروج الذهب ومعادن الجوهر : المسعودي الرابط : https://www.goodreads.com/review/show...
كتب اليعقوبي تاريخه من وجهة نظر إمامية – شيعية وهذا مذهبة دون مواربة أو تدليس فقد كان صريحًا في ذلك وهو لا يتعترف إلا بعلي بن أبي طالب خليفة أول عنده وبقية أئمة الإمامية.
زمنية الكتاب منذ بدء الخلق حتى سنة (259هـ) أول عهد الخليفة أحمد المعتمد على الله. رغم أن اليعقوبي الثابت أو وفاته بعد هذا التاريخ ربما بربع قرن أو أكثر، وقد جعل تاريخه في قسمين : الأول في الأمم السابقة منذ عهد آدم حتى أول الإسلام، والقسم الثاني : منذ قيام الأسلام حتي منتصف الدولة العباسية، وهو قليل مقارنة بالقسم الأول.
رغم قوة التشويه من بعض الأقلام (السُنِيَّة) في تشيع اليعقوبي تاريخيًا – ولا يلامون – لكنه لديه الكثير من الروايات الموسَّعة التي لم يختلف في سردها عن بقية المؤرخين الثقات، وهذا يعني عدم التقليل من تاريخ اليعقوبي بالجملة فليس هذا من الإنصاف. لكن هذا لا يعني أنه تاريخ سليم بل هو يُصنّف ضمن قائمة كتب التاريخ المشوهة. إعتماد المستشرقين كثيرًا عليه لأنه طعن في الإسلام بطعنه في الخلافاء الثلاثة الأوائل وطعن في الصحابة أصحاب الرسول، وطعن في أمهات المؤمنين وغيّر أسباب نزول بعض آيات القرآن ليجعلها تصب في مصلحة خلافة علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – وبهذا فتح شهية كل من يريد الطعن في القرن الهجري الأول في الإسلام.
يبدأ تاريخه كغيره من التواريخ السابقة من أمهات كتب التاريخ ببدء الخليقة فبعد الحديث عن بدء الخلق وكيفية ذلك يتوجه لذكر آدم وبقية الأنبياء الأوائل، ويكثر من الأخذ من الإسرائليات دون تمحيص شأنه في ذلك شأنه من سبقه إلا أن زاد عليهم في الأخذ. وصولًا للحديث عن العرب ولكن بإختصار فكتابه في 3 أجزاء فقط وليس في عدة مجلدات.
عدم إنصاف اليعقوبي للخلفاء (أبي بكر وعمر وعثمان – رضي الله عنهما – وكذلك فعل مع بقية الخلفاء الأمويون والعباسيون حتى نهاية تاريخه عهد الخليفة العباسي المعتمد على الله.
كثرة الطعن في الخلفاء الراشدين وكبار الصحابة خصوصًا فترة الفتنة الأولى – الكبرى – بعد مقتل عمر وطعنه في أم المؤمنين أمنا عائشة – رضي الله عنها – وكل من وجد فيهم مخالفة من وجهة نظره ضد علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – وبقية الأئمة وفق مذهبه.
عدم وجود أسانيد لديه عندما يروي عن الصحابة الذين يطعن فيهم، ووجود أسانيد (غير معروف معظم رواتها) لمعظم مروياته عن أحاديث وافقت مذهبه وهذا ديدن معظه القرن الأول لأنه المعني بالفتنة الكبرى ومقتل عثمان وعلي والحسن وتسلم معاوية – رضوان الله عليهم جميعا – وهذا ليس من الإنصاف والمنهجية.
أنفراد اليعقوبي بقصص ومرويات تاريخية غير موجودة إلا لديه تدعم وجهات نظر أتباع المذهب الإمامي – الشيعي المتطرفين منهم فأصبح الكتاب هو الكتاب التاريخي الأول عندهم مثلما الطبري هو الأول عند أهل السنة وإن كان الطبري يذكر المرويات التي توافق كل المذاهب لكن يذكر الأسانيد فردًا فردا فلا يدع مجال للشك لكن اليعقوبي خبره ضعيف في السند.
معاصرة اليعقوبي للدولة العباسية فيعد مصدر مهم للفترة التاريخية الأولى من العصر العباسي الأول. فهو من أهل القرن الهجري الثالث.
النسخة القديمة منه في مكتبتي طبعة ليدن سنة (1883م) في (2 جزآن)، وطبعة (1358هـ)، النجف في (3 أجزاء)، مطبعة الغري، ومن الطبعات الحديثة طبعة دار صادر وهي دون تحقيق كغيرها من الطبعات إلا أن بها فهارس وهذا رائع، ومؤخرًا هنالك طبعة حديثة (2010م) من دار الأعلمي، تحقيق عبد الأمير مهنا، بيروت. ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا أطلب من أحد أن لا يقرأ كتابًا معينًا مثلما عادةً أوصي ببعض الكتب. لكن هنا أطرح مالدي أنا ضد كتابٍ ما. فهي عندي (أنا) وجهة نظري. أما أنت لك عقلك. قراءات 2010م
ليست لدي مراجعة و إنما تجميعات لبعض المواضيع، ثلاثة بالتحديد: أولاً: سابقات في التاريخ (حسب المروية الإسلامية)، ثانياً: أحوال الكعبة من هدم و ترميم و توسعة، ثالثاً: أخبار عن زلازل و حرائق و أنواء شاذة.
أولاً: سوابق في التاريخ:
أول من قال بالتوهم: "و من ملوكهم [الهنود] كيهن وكان رجلا ذكيا أديبا فملكه الاسكندر بعد (فور) على جميع أرض الهند وكان كيهن قد استعمل الفكر فكان أول من قال بالتوهم وأن الطبيعة تنصرف الى ما تتوهمه فما توهمت أنه ينفعها نفعها وان كان ضاراً ، وكان كيهن يأكل البيش وهو السم القاتل ثم يتوهم أن على قلبه أحمال ثلج فلا يضره ذلك البيش حتى احترقت رطوبته وكان من أصح خلق الله ذهناً وأحفظه وأذكاه". ج١ ص٧٣-٧٤
أول من ركب جمل: ". . وكان معد يكنى أبا قضاعة فانتسب عامة ولد معد في اليمن اليه وكان لهم عدد كثير وانتمت قضاعة الى ملك حمير وقضاعة فيما يقال ولد على فراش معد ، وكان معد أول من وضع رجلا على جمل وناقة و أول من زمها بالنساع". ج١ ص١٩٥
أول من غير دين إبراهيم: " . . وكان مدركة بن الياس سيد ولد نزار قد بان فضله وظهر مجده وخرج أخوه قمعة الى خزاعة فتزوج فيهم وصار ينسب ولده معهم وكان ولده فيهم ، وكان من ولده عمرو بن لحي بن قمعة وهو أول من غير دين ابراهيم . . ". ج١ ص٢٠٠
أول من سمى الجمعة جمعة: " . . فأما كعب بن لؤى فكان أعظم ولد أبيه قدراً وأعظمهم شرفاً ، وكان أول من سمى يوم الجمعة بالجمعة ، وكانت العرب تسميه ( عروبة ) فجمعهم فيه وكان يخطب عليهم فيقول : اسمعوا وتعلموا وافهموا واعلموا أن الليل ساج" ج١ ص٢٠٦-٢٠٧
أول منارة: "وبنى مسجداً باللبن وسقفه بالجريد ؛ وقيل له يا رسول الله لو وسعت المسجد فقد كثر المسلمون ؟ فقال لا عرش كعرش موسى ، وعمل غلام للعباس يقال له كلاب منارة ولم تكن للمسجد منارة على عهد رسول الله (ص) وكان بلال يؤذن ثم أذن معه ابن أم مكتوم . وكان أيهما سبق أذن فاذا كانت الصلاة أقام واحد". ج٢ ص٢٥
أول أسير من المشركين و أول خمس: " . . مرت به [عبد الله بن جحش - قائد سرية لمحمد] عير لقريش تحمل زبيبا وأدما وتجارة فيها عمرو بن الحضرمي فقاتلوه فأسروا منهم رجلين فكانا أول أسير من المشركين وأفلت القوم وأخذوا ما كان معهم فعزل رسول الله (ص) خمس العير وقسم سائرها لأصحابه فكان أول خمس قسم في الاسلام". ج٢ ص٥٨
أول من ختم أسفل الصكاك: " . . بلغ عمر قدومها فخرج ومعه جلة اصحاب رسول الله (ص) حتى قدم الجمار فنظر السفن ثم وكل من قبض ذلك الطعام وبني هنالك قصرين وجعل ذلك الطعام فيهما ثم أمر زيد بن ثابت ان يكتب الناس على منازلهم وامره ان يكتب لهم صكاكا من قراطيس ثم يختم اسافلها فكان أول من صك وختم أسفل الصكاك". ج٢ ص١٤٥
أول من طيف برأسه و أول من حبس النساء بجرائر الرجال: " . .وبلغ عبد الرحمن بن أم الحكم - وكان عامل معاوية على الموصل - مكان عمرو بن الحمق الخزاعي ورفاعة بن شداد فوجه فى طلبهما فخرجا هاربين وعمر و ابن الحمق شديد العلة فلما كان فى بعض الطريق لدغت عمراً حية فقال الله اكبر قال لى رسول الله يا عمر و ليشترك في قتلك الجن والانس ، ثم قال لرفاعة أمض لشأنك فانى مأخوذ ومقتول ، ولحقته رسل عبد الرحمن ابن ام الحكم فأخذوه فضربت عنقه ونصب رأسه على رح وطيف به ( فكان أول رأس طيف به في الإسلام ، وقد كان معاوية حبس امرأته بدمشق فلما أتى براسه بعث به فوضع في حجرها فقالت للرسول ابلغ معاوية ما أقول ( طالبه الله بدمه وعجل له الويل من نقمه فلقد أتى امراً فرياً وقتل براً تقياً) وكان أول من حبس النساء بجرائر [أي لجنايات] الرجال". ج٢ ص٢٢٠
أول من دون الدواوين: "وأقام زياد [أبو عبيد الله ابن زياد] على ولاية العراق اثنى عشرة سنة ، وكان لزياد دهاء ورجلة وصولة وكان أول من دون الدواوين ، ووضع النسخ للكتب ، وأفرد كتاب الرسائل من العرب والموالى المتفصحين". ج٢ ص٢٢٢
أول من ضُربت عنقها صبراً: " . . وأخذ [مصعب بن الزبير] أسماء بنت النعمان بن بشير إمرأة المختار بن أبي عبيد فقال لها ما تقولين في المختار ابن أبي عبيد؟ قالت أقول إنه كان تقياً نقياً صواماً قال يا عدوة الله أنت ممن يزكيه فأمر بها فضربت عنقها ، وكانت أول امرأة ضربت عنقها صبرا". ج٣ ص١١
أول من ذهّب الكعبة: "وبعث الوليد [بن عبد الملك] الى خالد عبد الله القسرى وهو على مكة بثلاثين الف دينار فضربت صفائح وجعلت على باب الكعبة وعلى الأساطين التي داخلها وعلى الأركان والميزاب ، فكان أول من ذهب البيت بن في الاسلام". ج٣ ص٣٠
أول من جبى أسواق بغداد: "وأمر [محمد بن عبد الله] المهدى بجباية أسواق بغداد وجعل عليها الأجرة ، وجعل سعيد الحرشي بذلك فكان أول ما حبيت اسواق بغداد". ج٣ ص١٣٧
أول ما أزيد في حفر زمزم: "وحجت أم جعفر بنت جعفر بن المنصور في هذه السنة وهي سنة ١٩٠ فنال الناس عطش شديد و غارت زمزم حتى لم يوجد فيها من الماء إلا القليل و حفرت زمزم فنزل فيها عدة أذرع فكأن الماء زاد يسيراً وكان مقدار رشاء زمزم ثماني عشرة ذراعاً فحفر فيها تسع أذرع ليزيد فكان أول ما حفر زمزم". ج٣ ص١٦٥
أول من ثبت البسملة في كتابات الخلفاء: " . . وكتب المأمون على عنوانات كتبه ( بسم الله الرحمن الرحيم ) فكان أول من أثبتها على عنوانات كتب الخلفاء". ج٣ ص٢٠٢
ثانياً: أحوال الكعبة:
أ- قبل الإسلام:
[لم أورد قصص آدم و إبراهيم لشهرتها]
عمرو الأزدي بنى جدار الكعبة: " . . فلما صاروا [مالك بن فهم مع جماعة من بطون الأزد] بعمان انتشروا بالبحرين وهجر وكان بارض تهامة من الأزد الجدرة وهم من ولد عمرو بن خزيمة ابن جعثمة بن يشكر بن مبشر بن صعب بن دهمان بن نصر ابن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن مالك بن نصر بن الأزد ، وذلك أن عمراً بني جدار الكعبة فسمى الجادر وسار منهم نفر إلى هراة من أرض خراسان". ج١ ص١٧٧
الياس بن مضر وضع الركن بعد إبراهيم: "وكان الياس بن مضر قد شرف وبان فضله ، وكان أول من انكر على بنى إسماعيل ما غيروا من سنن آبائهم وظهرت منه أمور جميلة حتى رضوا به رضالم يرضوا باحد من ولد إسماعيل بعد أدد فردهم إلى سنن آبائهم حتى رجعت سنتهم تامة على أولها ، وهو أول من أهدى البدن الى البيت ، وأول من وضع الركن بعد هلاك ابراهيم". ج١ ص١٩٩
دفن الركن: "وكانت قريش لم تفارق مكة إلا أنهم لما كثروا قلت المياه عليهم فتفرقوا في الشعاب فكره قصي الغربة وأحب أن يخرج الى قومه فقالت له أمه لا تعجل حتى يدخل الشهر الحرام فتخرج فى حجاج قضاعة فإني أخاف عليك فلما دخل الشهر الحرام شخص معهم حتى قدم مكة وأقام قصى بمكة حق شرف وعز وولد له الأولاد، وكانت حجابة البيت الى خزاعة وذلك أن الحجابة كانت الى أياد فلما أرادوا الرحيل عن مكة حملوا الركن على جمل فلم ينهض الجمل فدفنوه وخرجوا وبصرت بهم امرأة من خزاعة حين دفنوه فلما بعدت أياد اشتد ذلك على مضر وأعظمته قريش وسائر مضر فقالت الخزاعية لقومها اشرطوا على قريش وسائر مضر أن يصيروا اليكم حجابة البيت حتى ادلكم على الركن ففعلوا ذلك فلما أظهروا الركن صيروا اليهم الحجابة . . ". ج١ ص٢٠٨
قصي يهدم و يعيد بناء الكعبة: "ولما حاز قصى شرف مكة كلها وقسمها بين قريش و استقامت له الأمور ونفى خزاعة هدم البيت ثم بناه بنيانا لم يبنه أحد وكان طول جدرانه تسع أذرع فجعله ثماني عشرة ذراعا وسقفها بخشب الدوم". ج١ ص٢١١
ب- بعد الإسلام:
قريش هدمت الكعبة إما لسيل أصابها أو حريق، و وضع سقف لها: "ووضع رسول الله الحجر في موضعه حين اختصمت قريش وهو ابن خمس وعشرين وذلك أن قريشاً هدمت الكعبة بسبب سيل أصابهم فهدمها . ( وقيل ) بل كانت امرأة من قريش تجمر الكعبة فطارت شرارة فأحرقت باب الكعبة . وكان طولها تسعة أذرع فنقضوها . وكان أول من ضرب فيها بمعول الوليد بن المغيرة المخزوى وحفروا حتى انتهوا الى قواعد ابراهيم فقاموا منها حجراً فوثب الحجر ورجع مكانه فامسكوا، . . .، [عند إعادة البناء] فسقفوها و لم يكن لها قبل سقف". ج٢ ص١٤-١٥
عمر بن الخطاب يوسع الحرم: "وخرج عمر الى مكة سنة سبع عشرة فاعتمر عمرة رجب ووسع المقام وباعده من البيت ووسع الحجر و بنى المسجد الحرام ووسع فيه واشترى من قوم منازلهم وامتنع آخرون فهدم عليهم ووضع أثمان منازلهم في بيت المال وكان فيها هدم بيت العباس بن عبد المطلب فقال له تهدم داری ؟ قال لأوسع بها في المسجد الحرام فقال العباس سمعت رسول الله يقول : إن الله أمر داود أن يبنى له بيتاً بايلياء فبناه ببيت المقدس وكان كلما ارتفع البناء سقط . . ". ج٢ ص١٣٨
عثمان بن عفان يوسع الحرم: "ووسع عثمان المسجد الحرام وزاد فيه سنة ست وعشرين ، وابتاع من قوم منازلهم وأبى آخرون فهدم عليهم ووضع الأثمان في بيت المال فصاحوا بعثمان فأمر بهم للحبس وقال ما جرأكم علي إلا حلمى وقد فعل هذا عمر فلم تصيحوا وجدد أنصاب الحرم". ج٢ ص١٥٤-١٥٥
معاوية يضع منبر عند الكعبة: "وحج معاوية سنة ٤٤ وقدم معه من الشام بمنبر فوضعه عند البيت الحرام فكان أول من وضع المنبر في المسجد الحرام". ج٢ ص٢١٢
معاوية يكسي الكعبة بالديباج: " . . واعتمر عمرة رجب فى سنة ٥٦ وكان أول من كسا الكعبة الديباج واشترى لها العبيد". ج٢ ص٢٢٦
الحصين بن النمير يحرق الكعبة: "وقدم الحصين بن نمير مكة فناوش ابن الزبير الحرب في الحرم ورماه بالنيران حتى أحرق الكعبة وكان عبد الله بن عمير الليثى قاضى ابن الزبير اذا تواقف الفريقان قام على الكعبة فنادى بأعلى صوته يا أهل الشام هذا حرم الله الذى كان مأمنا فى الجاهلية يأمن فيه الطير والصيد فاتقوا الله يا أهل الشام ، فيصيح الشاميون الطاعة الطاعة ، الكرة الكرة الرواح قبل المساء ، فلم يزل على ذلك حتى أحرقت الكعبة". ج٢ ص٢٣٨
الزبير يهدم الكعبة: "وهدم ابن الزبير الكعبة في جمادى الآخرة سنة ٦٤ حتى ألصقها بالأرض وذلك ان الحصين بن نمير ( لما أراد ابن الزبير هدمها ) امتنع وامتنع الناس من الهدم ، فعلا عبد الله بن الزبير على البيت فهدم ، فلما رآه الناس يهدم هدموا فلما ألصقها بالأرض خرج ابن عباس من مكة إعظاماً للمقام بها ، وقد هدمت الكعبة وقال له اضرب حوالى الكعبة الخشب لا تبق الناس بغير قبلة". ج٣ ص٧
الحجر الأسود يتكسر: "قد أخذ [الزبير] الحجر الأسود فجعله عنده في بيته فلما بلغ البناء الى موضع الحجر أمر فحفر له في الحجار على قدره ثم أمر ابنه عباداً أن يأتي وهو في صلاة الظهر فيضعه في موضعه والناس فى الصلاة لا يعلمون فاذا فرغ من وضعه كبر فجاء عباد بن عبد الله ابن الزبير بالحجر وأبوه يصلى بالناس الظهر في يوم شديد الحر فشق الصفوف حتى صار الى الموضع ثم وضعه وطول ابن الزبير الصلاة حتى وقف عليه فلما رأت قريش ذلك غضبت وقالت والله ما هكذا فعل رسول الله ولقد حكمته قريش فجعل لكل قبيلة نصيباً ، وكان لما أصابه الحريق تصدع بثلاث قطع فشده ابن الزبير بالفضة . . ". ج٣ ص٧
الحجاج الثقفي يهدم الكعبة بالمنجنيق: "وقدم الحجاج بن يوسف فقاتلهم قتالا شديداً وتحصن [الزبير] بالبيت فوضع عليه المجانيق فجعلت الصواعق تأخذهم ويقول يا أهل الشام لا تهولكم هذه فانما هى صواعق تهامة فلم يزل يرميه بالمنجنيق حتى هدم البيت". ج٣ ص١٣
الحجاج يعيد بناء الكعبة: "وأعاد الحجاج بنيان الكعبة وجعل لها باباً واحداً على ما كانت عليه قبل أن يبنيها ابن الزبير و نقض منها ما كان ابن الزبير زاده مما يلى الحجر وهو ستة اذرع وكبسها بالردم الذى خرج منها ورفع بابها على ما كان عليه ونقص من طوله حتى صيره على ما هو عليه اليوم وفرغ من بنائها في سنة ٧٤". ج٣ ص١٨
(خبر تذهيب الوليد للكعبة مذكور في قسم السوابق في التاريخ)
بئر تضاهي بئر زمزم؟: "وأراد سليمان [بن عبد الملك] الحج فكتب الى خالد بن عبد الله وهو عامل مكة يأمره أن يحرى له عيناً تخرج من الثقبة من الماء العذب حتى تظهر بين زمزم والركن الأسود یباهى بها زمزم ؛ فعمل خالد البركة التى بفم الثقبة يقال لها ( بركة القسرى ) وهى قائمة الى اليوم في أصل ثبير عملها بحجارة منقوشة واستنبط ماءها من ذلك الموضع ثم شق من هذه البركة عيناً تجرى الى المسجد الحرام في قصب من رصاص حتى أظهرها في فوارة تسكب فى فسقية رخام بين الركن وزمزم فلما أن جرت وظهر ماؤها أمر خالد بجزر فنحرت بمكة وقسمت بين الناس . . ". ج٣ ص٣٨-٣٩
ملهى فوق الكعبة؟: "و اضطربت البلدان كلها ، وكان الوليد مهملا لأمره قليل العناية باطرافه وكان صاحب ملاهي وقيان وإظهار للقتل والجور ، وتشاغل عن أمور الناس بشرب ومحون فبلغ من مجونه أنه أراد أن يبنى على الكعبة بيتاً يجلس فيه للهو ووجه مهندساً لذلك فلما ظهر هذا منه . . استمال يزيد بن الوليد بن عبدالملك جماعة من أهل بيته فمايلوه على خلع الوليد . . ". ج٣ ص٧٥-٧٦
المنصور يوسع الحرم بمشورة جعفر الصادق: "وأراد أبو جعفر أن يزيد في المسجد الحرام وشكا الناس ضيقه فكتب الى زياد بن عبيد الله الحارثى أن يشترى المنازل التي على المسجد حتى يزيد فيه ضعفه فامتنع الناس من البيع فذكر ذلك لجعفر بن محمد [الصادق] فقال سلهم أهم نزلوا على البيت أم البيت نزل عليهم فكتب بذلك الى زياد فقال لهم زياد بن عبيد الله ذلك فقالوا نزلنا عليه فقال جعفر بن محمد فان للبيت فناء فكتب أبو جعفر الى زياد بهدم المنازل التي تليه فهدمت المنازل و ادخلت عامة دار الندوة فيه حتى زاد فيه ضعفه وكانت الزيادة مما يلى دار الندوة وناحية باب جمع ولم يكن مما يلى باب الصفا والوادى فكان البيت في جانبه ، وكان ابتداء الأمر به في سنة ١٣٨ وفرغ سنة ١٤٠". ج٣ ص١٠٩
محمد المهدي يوسع الحرم توسعة ضخمة: "وحج المهدى سنة ١٦٠ فجرد الكعبة وكساها القباطي والخز والديباج وطلى جدرانها بالمسك والعنبر من أعلاها إلى أسفلها وكانت الكعبة في جانب المسجد لم تكن متوسطه فهدم حيطان المسجد الحرام وزاد فيه زيادات واشترى من الناس دورهم ومنازلهم واحضر الصناع و المهندسين من كل بلد وكتب الى واضح مولاه وعامله على مصر فى حمل الأموال الى مكة واتخاذ الآلات وما يحتاج اليه من الذهب والفسيفساء وسلاسل القناديل والخروج بها حتى يسلمها الى يقطين ابن موسى ومحمد بن عبد الرحمن وصيرت الكعبة في الوسط وزاد مما على الكعبة الى باب الصفا تسعين ذراعاً ، ومن الكعبة الى باب بني شيبة ستين ذراعاً ، وصير ذرعه مكسراً مائة الف ذراع وعشرين الف ذراع ، وطول المسجد من باب بني جمع الى باب بني هاشم الى عند العلم الأخضر أربعمائة ذراع واربع اذرع ، وفيه من الأساطين مما حمل في البحر من مصر اربعمائة وأربع وثمانون أسطوانة طول كل اسطوانة عشر أذرع ، وصير فيه اربعمائة طاق وثمانية وتسعين طاقاً ، وجعل في المسجد الأبواب ثلاثة وعشرين باباً ، فكان المهدى آخر من زاد في المسجد الحرام". ج٣ ص١٣٣-١٣٤
الأمين يذهّب الكعبة: "وحجت أمه أم جعفر معتمرة شهر رمضان وقد كانت تقدمت فى حفر (عين المشاش) في أيام الرشيد فقدمت مكة وقد فرغ منها فبنت المصانع وجعلت الحياض والسقايات ، ووجه محمد بعشرين الف مثقال ذهبا فجعلت صفائح على باب الكعبة ومسامير الباب والعتبة". ج٣ ص١٧٠
صنم ملك التبت يطاف به في الكعبة؟: "وأسلم ملك التبت وقدم على المأمون الى ( . . . . . )[فراغ في الأصل] بصنم له من ذهب على سرير من ذهب مرصع بالجوهر فارسله المأمون الى الكعبة يعرف الناس هداية الله لملك التبت". ج٣ ص١٨٧
توزيع ذهب الكعبة على الناس: "وكان بمكة [في أيام أحمد المستعين] رجل يقال له محمد بن حاتم على نفقات المصانع فقال ليعقوب أقلع ما على دروندى البيت والعتبة من الذهب والفضة وأعطه الناس وحارب اسماعيل فقلع ذلك الذهب و أقام اسماعيل بمنى أيام منى ثم انصرف". ج٣ ص٢٣١
ثالثاً: هوائل الطبيعة:
طاعون في الشام يقتل ٢٥ ألف (في زمن عمر): "وكثر الطاعون بالشام وكان طاعون عمواس فمات أبو عبيدة بن الجراح واستخلف عياض بن غنم على . وما والاها من قنسرين ؛ ومعاذ بن جبل على الأردن ولم يلبث معاذ بن جبل إلا أياماً حتى توفى ، ومات يزيد بن أبي سفيان وشرحبيل بن حسنة فاقر عمر معاوية على عمل يزيد . ومات في تلك السنة في طاعون عمواس خمسة وعشرون الفأ سوى من لم يحصر منهم وغلا السعر واحتكر الناس فنهى عمر . عن الاحتكار" ج٢ ص١٤٠
زلازل عظيمة: "و في هذه السنة كانت الزلازل التى لم ير مثلها ، وافتتحت نهاوند سنة احدى وعشرين وأمير الناس النعمان بن مقرن المزنى . . ". ج٢ ص١٤٦
زلازل لأربعين يوم: "وكانت في ولايته [الوليد بن عبد الملك] الزلازل التي هدمت كل شيء وأقامت أربعين صباحاً في سنة ٩٤". ج٣ ص٣٦
صواعق ببطن رابغ: "فلما نزل [سليمان بن عبد الملك] بطن رابغ أخذتهم السماء وجاءت صواعق لم تر مثلها ففزع سليمان فقال له عمر بن عبد العزيز هذه الرحمة فكيف العذاب". ج٣ ص٤٣
طاعون في زمن هشام: وفشا الطاعون في أيامه [هشام بن عبد الملك بن مروان] حتى هلك عامة الناس وذهبت الدواب والبقر". ج٣ ص٧٠
وباء و تراب أحمر: "وأصاب الناس في آخر سنة ١٦٨ ودخول سنة ١٦٩ وباء وموت كثير وظلمة وتراب أحمر كانوا يجدونه في فرشهم وعلى وجوههم". ج٣ ص١٣٩
حرائق في الكرخ: " . . وكان ذلك في سنة ٢١٢ . وفي هذه السنة توفى عبد الله بن مالك الخزاعي في ذى الحجة وفيها كثر الحريق في الكرخ". ج٣ ص١٩٦
حرائق في بغداد: "وفرق الواثق أموالا جمة بمكة والمدينة وسائر البلدان على الهاشميين وساير قريش والناس كافة ، وقسم في أهل بغداد قسما كثيرة مرة بعد أخرى على أهل البيوتات وعلى عامة الناس وكثر الحريق ببغداد . . ". ج٣ ص٢١٦
٢٠٠ ألف قتيل جراء زلازل: "وكان انقضاض الكواكب ليلة الخميس مستهل جمادى الآخرة سنة ٢٤١ ولم تزل تنقص من أول الليل الى طلوع الفجر ، وكانت الزلازل بقومس مصر و نيسابور وما والاها سنة ٢٤٢ حتى مات بقومس خلق كثير ، ونالتهم رجفه يوم الثلاثاء لاحدى عشرة ليلة بقيت من شعبان فمات فيها زهاء مائتي الف ؛ و خسف بعدة مدن بخراسان ونال أهل فارس في هذا الشهر شعاع ساطع من ناحية القلزم ورهج أخذ باكظام الناس فمات الناس والبهائم واحترقت الاشجار ونال أهل مصر زلزلة عمت حتى اضطربت سوارى المسجد وتهدمت البيوت والمساجد ، وذلك فى ذى الحجة من هذه السنة". ج٣ ص٢٢٣-٢٢٤
زلازل في الشام: "وأصابت الشام كله زلازل حتى ذهبت اللاذقية وجبلة ومات عالم من الناس حتى خرج الناس الى الصراء وأسلموا منازلهم وما فيها واتصل ذلك شهوراً من سنة ٢٤٥". ج٣ ٢٢٤
نار تغطي السماء، و زلازل: "وكانت في السماء نار عظيمة [سنة ٢٥٧ ه] اخذت من المشرق الى المغرب ثم أجلت ، وتلتها هزة شديدة وزلزلة ، وكان ذلك مع طلوع الفجر لثمان بقين من رجب ومن شهور العجم في حزيران". ج٣ ص٢٣٩
وباء عظيم في العراق: "وفيها [سنة ٢٥٨ ه] وقع الوباء بالعراق فمات خلق من الخلق وكان الرجل يخرج من منزله فيموت قبل أن ينصرف ( فيقال ( إنه مات ببغداد في يوم واحد اثنا عشر الف انسان ". ج٣ ص٢٤٠
زلازل و رياح و ظلمة في البادية: "و حج بالناس الفضل بن العباس ونال أهل البادية زلازل ورياح وظلمة ( وخاف الناس ) ممن كان حول المدينة من بنى سليم وبني هلال وغيرهم من بطون قيس وساير أهل البلد فهربوا الى المدينة والى مكة يستجيرون بقبر رسول الله و بالكعبة وأحضروا متاعاً من متاع الحاج الذين قطعوا عليهم الطريق وذكروا أنه هلك خلق عظيم في البادية ، وكان ذلك في سنة ٢٥٩". ج٣ ص٢٤١.
[النسخة التي قرأتها هي من طباعة منشورات المكتبة الحيدرية ١٩٦٤ م، المؤلفة من ثلاثة مجلدات].