"عرف القراء العرب صلاح عيسى كاتبا و باحثا في التاريخ السياسي و الاجتماعي و صحفيا مشاغبا تثير كتاباته الزوابع لكنقليلين منهم هم الذين عرفوه قاصا و روائيا استلهم جيل الستينات العربي بيان مشترك ضد الزمن مجموعة من القصص و الروايات القصيرة التي كتبت بين عامي 1964 و 1971 على مشارف و في اعقاب هزيمة يونيو 1967 فجمعت بين النبوءة و المرثية و جاءت صرخة ضد القهر الذي يطارد كل ابطالها في الشوارع و الازقة و في الزنازين و غرف النوم و في الصحف و الاذاعات فهم منفيون في جلودهم , تحيط بهم من داخلهم و من حولهم مشانق متينة الصنع .
بين ابطال المجموعة القصصية ثوار خائنون وبشر محاصرون وجنرالات بلا جنود و قد يسأل القارىء اي جنرالات و اي زمن؟ و هو سؤال نتركه له فلعله يتعرف على هؤلاء الجنرالات و يوقع مع المؤلف على هذا البان المشترك ضد الزمن. "
كاتب وصحفى ومؤرخ ولد فى 4 اكتوبر عام 1939 فى قرية " بشلا " بمحافظة الدقهلية حصل على بكالوريوس فى الخدمة الاجتماعية عام 1961 ورأس لمدة خمس سنوات عددا من الوحدات الاجتماعية بالريف المصرى بدأ حياته كاتبا للقصة القصيرة ثم اتجه عام 1962 للكتابة فى التاريخ والفكر السياسى والاجتماعى تفرغ للعمل بالصحافة منذ عام 1972 فى جريدة الجمهورية أسس وشارك فى تأسيس وإدارة تحرير عدد من الصحف والمجلات منها الكتاب والثقافة الوطنية والهالى واليسار والصحفيون ويرأس الان تحرير جريدة القاهرة واعتقل لأول مرة بسبب آرائه السياسىة عام 1966 وتكرر اعتقاله او القبض عليه أو التحقيق معه أو محاكمته فى سنوات 1968 و 1972 و 1975 و1977و1979و1981 وفصل من عمله الصحفى المصرية والعربية أصدر أول كتبة الثورة العرابية عام 1979 وصدر له 20 كتابا فى التاريخ والفكر السياسى والاجتماعى والأدب منها تباريج جريج ومثقفون وعسكر ودستور فى صندوق القمامة ورجال ريا وسكينة
كنت اتمنى أن اكتشف جانب جديد عن صلاح عيسى المؤرخ والكاتب السياسي، خاصة أن تلك أول مجموعة قصصية أقرأها له، لكن خاب ظني بعض قصص تلك المجموعة كتبها أثناء فترات اعتقاله، وبعضها في بداية السبعينيات ثم قرر نشرها بعد عشرين عاما من كتابتها، وليته لم يفعل نجمتان فقط لقصة أعجبتني
لسنوت طويلة أجلّت قراءة المجموعة القصصية "بيان مشترك ضد الزمن" للراحل الكبير "صلاح عيسى"، التي -بجانب روايته الوحيدة "مجموعة شهادات ووثائق لخدمة تاريخ زماننا"- العمل الأدبي الوحيد الذي كتبه في حياته، مع أن بدايته -كما كل أو معظم جيله- كانت مع كتابة القصة والرواية والشعر بشكل عام، لكنه سرعان ما هجر القص والأدب، وربما -ربما- وجد في إعادة كتابة التاريخ تعويضا عن الكتابة الأدبية المباشرة.
المجموعة تضم 11 قصة، وقد كُتبت في فترة زمنية طويلة نسبيا، حيث كانت أولها في عام 1964، وآخرها عام 1971، ومعظمها كُتب في المعتقل، حيث كان صلاح عيسى شبه مقيم به بسبب نشاطه السياسي والفكري، وفي يونيو 1992 قرر "عيسى" نشرها لأول مرة في كتاب.
العنوان الأصلي للمجموعة كان "جنرالات بلا جنود"، ولكن الكاتب -كما يقول في المقدمة- قرر في آخر لحظة أن يكون العنوان هو "بيان مشترك ضد الزمن"، وهو تغيير كاشف للحالة النفسية والفكرية التي أصبح عليها صلاح عيسى -وربما جيله كله- من زمن كتابة القصص إلى زمن نشرها.
في الحقيقة لا أعرف لماذا امتنعت عن قراءة تلك المجموعة مع أنها في حوزتي منذ سنوات، وفي ظني أنني حصلت عليها بعد أن قرأت رواية "عيسى" الوحيدة، وربما لم أرد (هكذا أفكر الآن) أن ينفذ المخزون الأدبي للأستاذ الكبير فلا أجد ما أقرأه له، وهكذا ظلت المجموعة لدىّ دون أن أقرأها، وإن كنت أُقلب صفحاتها بين الحين والآخر.. حتى قرأتها أخيرا!
لا أدعي -وأنا المتحيز لكل ما كتبه صلاح عيسى- أن المجموعة تمثل فتحا أدبيا أو اكتشافا لم يُسبق، بل هي تعبير عن "حالة" زمنية وفكرية شديدة الأهمية ليس فقط لكاتبها، بل -بشكل ما- لكل جيله، وفي ظني أن الأستاذ الراحل هو واحد من أولئك الذين يستطيعون رصد التغيرات والتحولات بقلمه الساخر والناقد، في زمن كتابة كل قصة على حدة، تماما كما فعلها -بشكل أكثر تركيزا وتكثيفا- في روايته الوحيدة (ولنا معها وقفة منفصلة).
يبدو صلاح عيسى متأثرا بشكل كبير بأدب نجيب محفوظ وشخصياته الروائية، ليس تقليدا أو نسخا، بل بشخصيات معينة ک"سعيد مهران" أو "سيد الرحيمي"، فهي متكررة الظهور في كثير مما كتبه، أدبا أو غير أدب، بل إنه له مجموعة مقالات رائعة عن عالم نجيب محفوظ (ضمها كتابه شخصيات لها العجب).
وربما بوعي أو بدون وعي فإن هاتين الشخصيتين تمثلان لعيسى النموذج ل"البطل"، كما تمناه أو كما رآه في شبابه الباكر في الستينيات، ولكنه سرعان ما اكتشف أنها شخصيات تراچيدية أو مأساوية لا تستطيع أن تتخلص من لعنتها إلا بموتها، وهو ما كان بالفعل، ومع ذلك يحاول -عبر قصص تلك المجموعة- أن يُحييها أو لعله يوجه لها "تحية" من نوع خاص، أو لعلها كما كتب ذات مرة "خيبة الأمل الأخيرة" التي دعته لتغيير عنوانها في آخر لحظة!
الأستاذ صلاح عيسى مؤرخ من نوع خاص. عنده قدرة خاصة في سرد أحداث تاريخية واعطائها أصوات وشخوص وأذرع وأرجل وأصابع. تصورت أن كاتب يمتلك هذه القدرة الجبارة على السرد سوف يكون قاص وروائي نوبلي من الدرجة الأولى. ولكن مع أول تجربة لي مع أعمال الكاتب القصصية خاب ظني. أفكار القصص كلها رائعة وتكاد تصور حالة العبث والتخبط التي أصابت مصر بعد النكسة إلى أواخر عهد جمال عبدالناصر، ولكن الإخراج الفني لم يكن موفق في جزء كبير منها، وفي بعض الأحيان كان ينحدر بالقصة إلى دركات تُسفه من فكرتها الأصيلة. بالرغم من كل هذا، بعض القصص أثرت فيَ ونجحت في إقناعي بإعطاء الكاتب فرصة أخرى قبل إصدار حكم نهائي -من وجهة نظري، والتي سيترتب عليها قراءتي في المستقبل للأعمال القصصية للكاتب- على فن الكاتب القصصي.
لا أرى سببا لهذا التقييم المتواضع للكتاب على جودريدز .. التقييم لا يصل الى ثلاث نجمات !!! فى المقدمه ذكر الكاتب انه لم يتوغل فى بحور الكتابه واكتفى بهذه المجموعه القصصية (او بالأحرى الروايات القصيره) النابعه من تجاربه الذاتيه فى معتقلات الستينات وتسللت اليها رواسب هزيمه يونيو لم نخسر قاصا كبيرا كما قال ولكننى اراه مقبولا جدا ولو ترك لنفسه العنان فى فن القصه لبلغ لمراحل بعيده فى بحر القصه ولكنه اكتفى بالوقوف على شاطئ البحر واضعا اقدامه على الحافة ولم يوغل كثيرا ثم يمم وجهه شطر الصحافه والاستقصاء والدراسات الصحفية نعود للمجموعه التى اعجبنى فيها اكثر من رواية قصيره شعرت فيها بالصدق وتجلت فيها مشاعر الكاتب الثائره فالمنهزمه وصولا لليائسة التى طغت على اغلب القصص
:/ -_- :/ مش دا صلاح عيسى من المقدمة: "عرف العرب صلاح عيسى كاتبا و باحثا في التاريخ السياسي و الاجتماعي...، و لكن قليلين هم من عرفوه قصاصا و روائيا" و بعد المجموعة القصصية دي اكيد في سبب ورا دا! الفكرة حلوة و العنوان دا او العنوان الاصلي "جنرالات بلا جنود" و تسأل بعد كل دا و مع اختلاف السنين و النكسات أي زمن و أي جنرالات :)
"بيان مشترك ضد الزمن" بتخيل اني ومجموعة من البشر،قاعدين نكتب بيان عام لينا نشتكي فيه الزمن ونقاضيه ، يا ترى هنقول ايه؟ وانهي زمن كفيل وأحق بالمقاضاه أكتر؟ زمنا احنا ولا زمن صلاح عيسى وزمن النكسة والهزيمة؟ والعيب فينا احنا ولا في الزمن ؟ بغض النظر اني مؤمنة بشكسبير وهو بيقول : "الخطأ، يا عزيزي بروتوس، ليس في نجومنا _أقدارنا _، بل في أنفسنا. بس زمننا عاهر بجدارة واستحقاق..
مجموعة قصصية ممتعة بكم من الدفء و الأسى وحب بمذاق سياسي حزين وشجي💙 عجبتني وآنستني حتى مع نضوب أو تكرار واستهلاك أفكارها ..
ايه الجمال و المتعة و العظمة يا عم صلاح و ليه حرمتنا من ابداعك الأدبي بجانب ابداعك الصحفي و التاريخي. من أجمل و أعذب المجموعات القصصية إلي قرأتها في حياتي.