( أما بعد فهذا كتابٌ ألفناه لإصلاح خطأ الكتاب، وليس سبيله ما انتهج ابن قتيبة في أدب الكاتب، ولا الزبيدي في لحن العامة، ولا ابن مكي في تثقيف اللسان ، ولا الحريري في درة الغواص ولا ابن الجوزي في تقويم اللسان . وإنما نحوت فيه عثرات الأقلام ، ولغة الجرائد لليازجي ، وقد ألف أنستاس الكرملي كتاب أغلاط اللغويين ، إلا أنه تعقب القدماء، ونحن نتعقب كُتاب زماننا هذا كما فعل أسعد داغر في تذكرة الكاتب ، وأبو الخضر منسى في كتاب الغلط والفصيح ، وعلى غرار ذلك ألف كتاب اللغة الصحيحة ، ومعجم العدناني، وألف مصطفى جواد كتاب قل ولا تقل وهو خير هذه الكتب ، أما كتاب زهدي جار الله الموسوم بالكتابة الصحيحة فليس بشيء على كبر حجمه. وقد توسعت فيما ذكر مصطفى جواد وربما تعقبتُهُ في أشياء ندَّ عنها فهمه، أو غابت عن علمه كدأبي في ذلك من أسعد داغر وغيره، وضمنت كتابي ما استدركت على المعاجم العربية، وما أصلحت فيها من أخطاء، ونبهت عليه من أوهام ....وبدأت كتابي بذكر التصحيف وحدوثه ... ثم أتبعته ما يخطيُ فيه الكتاب من التعابير العربية من حيث التركيب اللفظي وأسميته "كبوات اليراع" ).