التصوف الإسلامي في الأدب والأخلاق

by زكي مبارك

قديمًا حار الناس في تعريف التصوف، وتشعبوا فيه إلى مئة رأي ، بل زادت أقوالهم في ماهيته على ألف قول، وفي ذلك مخلص لمن يريد أن يقف به عند معنى خاص، كأن يقول: «التصوف هو كل عاطفة صادقة، متينة الأواصر، قوية الأصول، لا يساورها ضعف، ولا يطمع فيها ارتياب».
إن التصوف خليق بأن يصحب كل نزعة شريفة من النزعات الوجدانية، والأساس أن يكمل الصدق ويسود الإخلاص بحيث لا تملك النفس أن تنصرف عما آمنت به واطمأنت إليه في عالم المعاني، وكذلك يتمثل التصوف في صور كثيرة: فيكون في الحب، ويكون في الولاء، ويكون في السياسة حين تقوم على مبادئ تتصل بالروح والوجدان.

775 pages, Paperback

About the author

ولد زكي مبارك في قرية سنتريس بمحافظة المنوفية في عام 1892، التحق بالأزهر عام 1908 وحصل على شهادة الأهلية منه عام 1916، وليسانس الآداب من الجامعة المصرية عام 1921، الدكتوراه في الآداب من الجامعة ذاتها عام 1924 ثم دبلوم الدراسات العليا في الآداب من مدرسة اللغات الشرقية، في باريس عام 1931 ثم الدكتوراه في الآداب من جامعة السوربون عام1937" زكي مبارك مجموعة من الدكاترة اجتمعت في شخص واحد ... إنه كشكول حي مبعثر بل مسرحية مختلطة ، فيها مشاهد شتى ، من مأساة وملهاة ومهزلة ، أو لكأنه برج بابل ، ملتقى النظائر والأضداد ...فهو أديب عربي قح ، ومفكر عروبي محض ، يملكه الإيمان بالعربية والغيرة على العروبة ، على الرغم من تحليقه في أفاق أخرى من الثقافة والتفكير ... ولعل زكي مبارك يباين الذين انصرفوا إلى اللغات الأجنبية ودراساتها في أنه لم يطلب بها علما وأدبا وإن اكتسب ما تيسر له من مناهج البحث وطرق التدريس ، فكأنما كان مبعوثا إلى فرنسا لأداء مهمة والاضطلاع بخدمة ، هي التعبير عن اعتزازه بأدب العروبة وحضارتها، وإقناع المستشرقين بطول الباع والقدرة على التخريج والإبداع ... والبحوث التي توفر عليها زكي مبارك متوج أهمها بشهادة الأعلام الجامعيين في مصر وفي فرنسا أولئك الذين أناله اعترافهم أعلى الإجازات الجامعية قدرا ... وشعر زكي مبارك يتميز باثنتين : فصاحة ودماثة ، فهو لين اللفظ والأسلوب متين النسج والقافية ، وفي معانيه العاطفية طراوة وعذوبة ، وليس يعوزه الطابع الموسيقي على الإيقاع العربي المتوارث ... وأحاديث زكي مبارك تكشف عن موهبة فيه هي موهبة المسامرة والمناقلة ...فأنت متنقل في حديثه الذي تقرؤه له بين نقدات ومعابثات ونوادر ، في غضونها استدراك فلسفي أو استطراد عاطفي أو تعليق نحوي أو شكوى شخصية وكأنك تستمع إلى مذياع يتنقل مفتاحه من تلقاء نفسه بين محطات الإرسال في شرق وغرب ... وأما مشاجراته القلمية فقد كان فيها مطواعا لفطرته منساقا معه الشيمة البدوية أو الريفية في إيثار الصراحة العارية ، فهو إذا رأى شيئا ينكره انبرى ينقده ويشهر به غير آبه بما تواضع الناس عليه من الكياسة والحصافة والتزمت وتجنب الاحتكاك والهجوم ... ولا يعوز القارئ أن يلتمس صفاء نفس زكي مبارك في كثير مما كتب إذ يصادف في تعليقاته تحية لرجل كانت بينهما علاقة في درس أو مجلس وذكرى لراحل كان أستاذه أو كانت بينهما مشاركة في عمل ...ولعل أصدق وصف لزكي أنه طفل كبير ، احتفظ بما للطفولة من سرعة النسيان للإساءة ، وترك الاحتمال للحقد ، وخلوص الضمير من كوامن الضغن ، فإنك لترى الطفل غضوبا على رفيقه في شئ من الأشياء و لا تلبث أن تراه ملاعبا له ، ناسيا ما كان بينهما من مغاضبة وشحناء ، بل لعل ذلك كان منه سبيلا إلى توطيد صداقة وتمكين إخاء
سلام على زكي مبارك .. كان مثلا للجد والدأب في التكوين والتحصيل وكان شعلة في التأليف والتدبيج ، وكان شخصية بارزة في مجتمعنا الأدبي ، أحس وجودها من هو لها ومن هو عليها ..والرجل العظيم لا تخلو حياته من صديق وخصيم .".


كلمة من طه حسين أخرجته من الجامعة إلى الشارع بلا وظيفة وبلا مرتب، بالرغم من حصوله علي الدكتوراة ثلاث مرات وتأليفه أكثر من أربعين كتابا، وقد أتيح له أن يعمل في الجامعة المصرية، وعمل في الجامعة الأمريكية وعين مفتشاً للمدارس الأجنبية في مصر ولكنه لم يستقر في هذه الوظيفة واخرج منها بعد أن جاء النقراشي وزيرا للمعارف والدكتور السنهوري وكيلا للوزارة.

وعمل في الصحافة أعواما طويلة ويحدثنا انه كتب لجريدة البلاغ وغيرها من الصحف نحو ألف مقال في موضوعات متنوعة. وانتدب في عام 1937م للعراق للعمل في دار المعلمين العالية، وقد سعد في العراق بمعرفة وصداقة كثير من أعلامه، وعلي الرغم مما لقي في العراق من تكريم إلا انه ظل يحس بالظلم في مصر وهو يعبر عن ظلمه اصدق تعبير بقوله " إن راتبي في وزارة المعارف ضئيل، وأنا أكمله بالمكافأة التي آخذها من البلاغ أجرا علي مقالات لا يكتب مثلها كاتب ولو غمس يديه في الحبر الأسود… إن بني آدم خائنون تؤلف خمسة وأربعين كتاباً منها اثنان بالفرنسية وتنشر ألف مقالة في البلاغ وتصير دكاترة ومع هذا تبقي مفتشاً بوزارة المعارف"
وفاته

في 22 يناير 1952 أغمي عليه في شارع عماد الدين وأصيب في رأسه فنقل إلى المستشفى حيث بقي غائبا عن الوعي حتى وافته المنية في 23 يناير 1952

Reviews

[عماد العتيلي · Rating 3 out of 5]

جميل،،
هذا الكتاب وقع بين يدي بمحض الصدفة - إن كُنْتُمْ من النوع الذي يؤمن بالصدف في هذه الحياة!
الكتاب مكتوب بلغة علمية رفيعة المستوى. المشكلة انني في الحقيقة لا أدري إن كانت هذه اللغة "العلمية" هي ميزة ودليل حُسن، أم ثُلمة ودليل قُبح! خاصة عندما نتكلم بمثل هذه اللغة عن التصوف.

الكتاب بشكل عام، ممتع. ولكنني كنت أتمنى من الدكتور زكي، أن لا يتمسك بالمنهج العلمي البحت في استقصاء حقيقة الصوفية.
الصوفية منهج عاطفي خالص، والعاطفة إن قيسَت بمقاييس العقل والحكمة فإنها ستغدو في أعيننا "هبَلاً" و "شعوذة" لا أكثر! لذا ليس من العدل ولا من الحكمة ولا من العقل أن نُخضِع الصوفية (القلبية) للعقل والحكمة.

أحببت الأجزاء التي تكلم فيها الدكتور عن ابن عربي و الحلاج رحمهما الله. كان منصفاً (مقارنة بغيره) إلى حد ما.

[Anaszaidan]

لعل هذا الكتاب وكتاب زكي الآخر (المدائح النبوية) جعلاني أدرك مدى تقصيري في قراءة تراث زكي مبارك.

كتاب قيم وجميل.. وطويل نسبيا.. ولكنه أشبه بمنتدى،فلم أشعر بأنه رسالة علمية.
هاجم المؤلف حلوليات المتصوفة،ووحدة وجودهم.. وعاب عليهم ما يزعمونه من كرامات،وتقريبهم للمجاذيب.ورغم ذلك أصر على الدفاع عن التصوف، بمعناه الزهدوي،والتزكوي.

لا يمكن للمؤلف إخفاء انطباعه في النصف الثاني من كتابه،تحت شعار التجرد للبحث العلمي. ويبدو أن الانطباع والانحياز كان مطلبا في أروقة البحث العلمي مصريا في ذاك الزمان.

المهم، أني قد عزمت بعد هذا الكتاب على جرد مؤلفات زكي مبارك. ما زلت أحب أن أفرح باكتشافاتي الشخصية للمؤلفين.. فهي السبب وراء سبك ميولي وثقافتي. لا

خمس نجوم

[Intesar Alemadi · Rating 4 out of 5]

التصوف الإسلامي في الأدب والأخلاق ..
الدكتور زكي مبارك ..
مصر ..
أريد أن أكتب الكثير تعليقاً على هذا الكتاب .. لكن الأفكار مختلطة بعضها ببعض .. تحدث الدكاترة زكي مبارك .. يسمى دكاترة لأنه يحمل ثلاث شهادات دكتوراه .. تحدث عن الصوفية في الأدب .. فتحدث عن أهم أدباء الصوفية .. حياتهم وأفكارهم .. كابن عربي والحلاج وابن الفارض .. أشعارهم .. وفيما كتبوا ..
ثم انتقل للأخلاق وهو الجزء الثاني من الكتاب .. ركز على الشعراني وحياته الصوفية في مصر .. ثم أسهب في ذكر أخلاق الصوفية وما يتحلون به من صفات ..
وما وجدت في هذا الكتاب هو تعاطف الدكاترة وبشكل يدعو للريبة لأخلاق الصوفية .. ويدعو الجميع للتحلي بأخلاقهم .. حتى كدت أن أقتنع أنه من المتصوفين .. وأكثر نقله كان من كتاب الغزالي ( إحياء علوم الدين ) و إخوان الصفا .. أخطأ الدكاترة عندما خلط زهد السلف بالمتصوفة واعتبرهم منهم .. مثل ابن القيم وحسن البصري وسفيان الثوري .. لأن الزهاد اهتموا برقائق القلوب كما هو اهتمام المتصوفة .. الأحاديث التي اقتبسها أغلبها من كتاب الإحياء .. ولم يسعفني الوقت للتأكد من مدى صحتها .. بالرغم من عدم اتفاقي مع كل ما كتب .. إلا أنه كتاب ممتع وماتع ..

يقسم الدكتور زكي التصوف في نوعين .. في الأدب والأخلاق ..

يقول الكاتب أن الحب لشخص بعينه كحب قيس لليلى هو نوع من أنواع التصوف ..
التصوف في الولاء كأصحاب هتلر وموسيليني .. التصوف ليست وقفاً على الدراويش .. فهي تصيب الأغنياء كذلك .. هي ليست حكراً على أحد بعينه ..
ومعنى الصوفية كما يراه الكاتب .. حيث اختلف العلماء في معناه .. هو من لبس الصوف ..
وللصوفية في كلامهم رموز وإشارات تختلف حسب الطرائق ..
يرى الكاتب أن الأدب الصوفي أدب مجهول .. لأسباب منها ابتعاد الأدباء عن الأدب الصوفي لظنهم أنها تفتقر للوصف والحماسة والعتاب ..
الصوفية يبغضون الشهرة .. يقول أحدهم: ( ما أعرف رجلاً أحب أن يُعرف إلا ذهب دينه وافتضح ) ..
إذا تحدثت عن الصوفية .. لابد أن تذكر أشهرهم في عالم المتصوفين .. ابن عربي الأندلسي المتوفي في دمشق ..
الرجل الصوفي روحه تسمو وترتفع عن عالم الحس ..
والتصوف ماهو إلا انتقال من عالم الأرض إلى عالم السماء ..
فقد قاد الغرور ابن عربي إلى التكلم بالشطحات والكرامات التي تذكرني كثيراً بشطحات رجالات الشيعة ..
ابن العربي فتح الباب لمن بعده من المتصوفين إلى التطاول والتلفيق على الله ورسوله ﷺ ..
ولكن هناك من أضاف بعض الزيادات في كتبه .. وهي إنما وقعت من المتصوفة عندما عجزوا عن الجهر بآرائهم ..
ويجدر القول أن ابن عربي أثرى اللغة الصوفية .. وبقي أن نذكر أنه مؤمن بوحدة الوجود ولكن بتحفظ واحتراس ..
والدليل أنه لم يُقتل .. اليوم ابن عربي مشهور عند المستشرقين ..
يرى الكاتب وأنا أرى أن بعض النظريات والمعتقدات الصوفية لها أصول نصرانية ..
الصوفية يرون أن محمد ﷺ هو الصلة بين الله تعالى وبين الموجود .. كما هو الحال عند المسيحيين ..
الحلّاج كان صوفياً الظاهر وشيعي الباطن .. حيث أنه وجد في بعض رسائله أن علي هو الصلة بين الله وبين الوجود ..
ونسب إلى الحلّاج انه ادعى الربوبية والنبوة كذلك .. وهذا ليس بغريب عليه .. وكانت نهايته أنه صلب ..
وقبره موجود في بغداد ..
الجيلاني من أعلام الصوفية .. استعان بالفلسفة اليونانية كما فعل ابن عربي .. وأن الأولياء أفضل من الأنبياء .. وهو يقرر أن العاصي والمطيع سواء عند الله تعالى .. ويؤكد أن أهل الجحيم يتلذذون كما أهل الجنة ..
يفسر الكاتب الغلو في مدح النبي ﷺ .. وهو يرجع إلى أصل من أصول التصوف .. يحكم ابن عربي بأن محمداً من الناس لأنه مخلوق .. وليس من الناس لأنه المهيمن على جميع الخلائق وهو أزلي الروح ..
هم بذلك أرادوا أن يعطوا الحقيقة المحمدية أضعاف ما ادعاه النصارى للحقيقة العيسوية، الصوفية هم رهبان المسلمين ..
الشاعر ابن الفارض كان من شعراء الصوفية .. وقد عرف عنه التكلف في الشعر ولقبه عند الصوفية " سلطان العاشقين " .. وكان مغرماً باستحضار صورة المحبوب في أشعاره .. وقد كتب الشعر مدة أربعين سنة ..
لكن لمؤرخي الأدب العربي رأي في ابن الفارض يختلف عن رأي الجماهير .. فهم لا يرونه من الفحول بعكس العامة الذين يتغنون بشعره .. ومنهم اخذ شهرته ..
والصوفية بلا شك هم من نشروا آفة الحشيش في فارس والعراق ومصر والشام ..
في القرن العاشر كان شرب القهوة من الفسوق .. وكانت اللحية من علائم الرجولة ..
والزوايا كانت مأوى للمريدين .. وكان لها لواحق من المطابخ والطواحين والأفران .. وهي صورة من صور الدير لدى الرهبان ..
حاربت الصوفية الغناء .. بالرغم من أن حياتهم قامت على الغناء .. فالموالد كثرت فيها المفاتن والفواحش ..



التصوف في الأخلاق ..

يقول الكاتب أن التصوف ظهر من ضعف البشرية .. والرسول عليه الصلاة والسلام كان متصوفاً .. وأول من التفت لأسرار القلوب هو الصحابي حذيفة بن اليمان .. وأن الرسول عليه الصلاة والسلام خصه بهذا العلم لما كان يسأل عن الشر والناس يسألونه عن الخير .. ومعنى هذا أن الرسول كان يكتم أسرار التصوف ولا يمنحها غير الخواص ..
يقصد التبصر بأسرار القلوب ..ومن حذيفة خرج إمام الصوفية حسن البصري ..
أجمع المؤرخين إن لفظ التصوف لم يُعرف إلا في القرن الثاني .. فكانت الألقاب قبلها .. القراء والزهاد والنساك والعبّاد ..وأخيراً أطلق عليه الصوفية ..
الصوفية يعتمدون على الخواطر ويهملون الشرع ..
وقد تأثرت الصوفية بالمسيح .. فالتصوف هي أفكار من الإسلام والمسيحية واليهودية .. والصلة وثيقة بين الشيعة والتصوف .. وما ظهر التصوف إلا ما بعد القرون الثلاثة الأولى .. وكما ينبغي أن نعلم أن أكثر المتصوفين هم من أهل فارس .. وصوفية مصر إنما أخذوا التصوف من الفاطميين ..
اشتهر الصوفية بفن إسداء النصائح .. ويسرف الصوفية في ذم الدنيا .. ويرغّبون في الفقر ..
يقسم الصوفية الصيام إلى ثلاثة درجات: صوم العموم وهو كفّ البطن والفرج عن قضاء الشهوة .. وصوم الخصوص وهو كفّ سائر الجوارح عن الآثام .. وصوم خصوص الخصوص وهو صوم القلب عن الدنيا وكفه عما سوى الله عز وجل بالكلية .. الصوم عن الآثام هو الأهم عند الصوفية بل إن الصوم عن الطعام لايعدّ بشيء .. إن صوم النفوس أهم من صوم البطون .. الصوفية يفضلون عدم الزواج .. وقد جاء التبتل هذا من النصرانية ومن الصابئة ..
إن التصوف لا يصلح بغير الحب .. الحب هو الأول والآخر .. ومن الفتن الظاهرة لدى الصوفية هو في صحبة الأحداث ..
أقبل الصوفية على الغناء .. واستباحوا الآلات الموسيقية .. وصيروها باباً من الأدب الرفيع .. يؤمن المتصوفة بالكرامات كثيراً .. ينظر الكاتب للتصوف بأنه مظهر من مظاهر الضعف ..
يخاف الصوفي شهوة الطعام والشراب .. يرى الصوفي إذا ابتلي بالشهوات والمعاصي عليه أن يظهرها ولا يستبيحها في الخفاء .. حتى يتجنب الرياء .. عليه أن يخاف الله تعالى لا أن يخاف الناس .. فلابد للصوفي أن يعرف بالصدق ..
يخاف الصوفي شهوة الفرج إلا عند الخوف من الفتنة فإنه يلجأ للزواج .. ويختار الفقيرة المتدينة حتى لا ترهقه مادياً .. ويحترسون من آفات اللسان ..
والصوفية يكرهون التشدق والتكلف والسجع في الخطابة .. يعتبر الصوفية الغيبة من أفظع المهلكات .. ويذمونها كثيراً ..



-------


ودمتم بحفظ الرحمن ..

[mohamed nabil · Rating 4 out of 5]

كتاب رائع قرأته مرتين فالكاتب زكى مبارك وضع ميزان الحياديه ف كتابته عن التصوف فذكر محاسن التصوف ومساوءه وهل نحن ف احتياج لخلق التصوف ف هذا العصر ؟؟؟


"مقتطفات من كتاب "التصوف الاسلامي ف الادب والاخلاق

سهرت وغرني املي
وقد قصرت ف عملي

ومنزله خُلقت لها
جعلت لغيرها شغلي

يظل الدهر يطلبني
وينحوني علي عجلٍ

فأيامي تقربني
و تدنيني الي اجلي
---------------------------
الكمال ف ان لا يتلفت القلب الي غير المحبوب بغضا او حبا كما لا يجتمع ف القلب حبان ، فالمشغول ببغض الدنيا غافل عن الله كما المشغول بحبها ، الا ان المشغول بحبها غافل وهو ف غفلته سالك ف طريق البعد والمشغول ببغضها غافل وهو ف غفلته سالك ف طريق القرب

الغزال��
--------------------
لا يستطيب كتب التصوف الا من يُقبل عليها وهو يعرف انها عصاره القلوب وانها اداب ناس عرفوا الدنيا واهلها ثم ملو المجتمع وانقلبوا عليه يصفون عيوبه ومقاتله بأقلام تنضح بالسم الزعاف
--------------------
قيل لسهل بن عبد الله المروزي
مالك تكثر من التصدق؟
قال: لو ان رجلا اراد الانتقال من دار الي دار اكان يبقي ف الاولي شيئا!!؟؟
--------------------
قيل للربيع بن خيثم

ما نراك تغتاب احدا. فقال : لست عن حالي راضيا حتي اتفرغ لذم الناس
-------------------
لما علمت بأن قلبي فارغا
ممن سواك ملأته بهواكا

وملأت كلي منك حتي لم ادع
مني مكانا خاليا لسواكا

فالقلب فيك هيامه وغرامه
والنطق لا ينفك عن ذكراكا

والطرف حيث اجيله متلفتا
في كل شئٍ يجتلي معناكا

والسمع لا يصغي الي متكلمٍ
الا اذا ما حدثوا بحلاكا
---------------------
لو ان الله سبحانه حجب اهل الجنه عن رؤيته لاستغاثوا من الجنه كما يستغيث اهل النار من النار

ابو يزيد البسطامي
----------------------
الروحانيات لاتكثر الا ف الامن الضعيفه اما الامم القويه فتوغل ف الماديات وتحرص علي امتلاك ما فوق الارض من اصول المنافع
----------------------
اللهم لك قلبي ولساني وبك نجاتي واماني وانت العالم بسري وإعلاني فأمت قلبي عن البغضاء واصمت لساني عن الفحشاء واخلص سريرتي وعلانيتي عن علائق الاهواء واكفني بأمانك عواقب الضراء واجعل سري معقودا علي مراقبتك وإعلاني موافقاً لطاعتك وهب لي جسما روحانيا وقلبا سماويا وهمه متصله بك ويقينا صادقا ف حبك

زين العابدين بن الحسين
-----------------
سيدي ،حق لمن دعاك بالندم تذللا ان تجيبه بالكرم تفضلا
سيدي، امن اهل الشقاء خلقتني فأطيل بكائي ام من اهل السعاده خلقتني فأبشر رجائي؟

زين العابدين
------------------
اللهم صن وجوهنا باليسار ولا تبذلها بالإقتار فنسترزق اهل رزقك ونسأل شر خلقك ونُبتلي بحمد من اعطي وذم من منع وانت من دونهم ولي الاعطاء وبيدك خزائن الارض والسماء

التوحيدي
--------------------
إن فرار الصوفيه من الدنيا واهلها لثلاثه امور:
شعورهم بالتبعيه الاخلاقيه، ضعفهم عن مقاومه الرذائل الاجتماعيه، فساد ما نشأوا فيه من البيئات الدينيه والمعاشيه
------------------
الصبر ثلاثه وجوه: متصبر وصابر وصبار
فالمتصبر من صبر ف الله فمره يصبر علي المكاره ومره يعجز.
والصابر من يصبر لله وف الله ولا يجزع
واما الصبار فذاك الذي صبره ف الله وبالله ولله فهذا لو وقع عليه جميع البلايا لا يعجز ولا يتغير
------------------
الشوق هيمان القلب عند ذكر المحبوب
------------------
الوفاء من شروط الاخاء اي يكون الرجل لصديقه ف غيبته مثل ما كان له ف شهوده ومعاشرته ويكون له بعد موته ولأهله من بعده كما كان له ف حياته
-----------------
إن المنافقين ف الدرك الاسفل من النار، لان الكافر كفر واظهر والمنافق كفر وستر فكان ستره لكفره كفرا اخر لانه استخف بنظر الله الي قلبه وعظم نظر المخلوقين فمحا الكفر عن ظاهره
--------------------
تكون تلمرأه دون الرجل بأربع:
السن والطول والمال والحسب

وان تكون فوقه بأربع:
الجمال والورع والخلق والادب
--------------------

[Ahmed Omer · Rating 1 out of 5]

للدكتور زكي مبارك ذائقة أدبية نهمة واختيارات اقلها من نفائس الادب لكن يفترض ان تكون هذه رسالة دكتوراة في الفلسفة وبإمعان النظر ومواصلة القراءة يستبين لك انها اقرب للآدآب منها إلى الفلسفة, تشريح الدكتور للظاهرة الصوفية وتقديمه لها متوازن في اول الكتاب لكن انتقائيته في اختيار التراث الصوفي تخدم غرضاً مسبقاً في نفس المؤلف, لا نتوقع ان ينسلخ المؤلف من بيئته ويتنكر لمشاربه الثقافية لكن تحامله على الصف الاول من متقدمة المتصوفة جلي ولم يحاول تجميله لم يحاول حتى ان يقسم التصوف الى مراحله الثلاثة التي باتت معروفة, وبحكم ولعه بالغموض والانواع البيانية يقدم ابن عربي وطبقته على كثير ممن سواهم, وانا لا ارى الحجر على اصحاب الاراء في مايطرحون لكن من الهزل ان نعتبرها من مقالات الاسلاميين في حين كل ما فيها يناقض قواعد الدين , في الحقيقة جمهرة مقولات ابن عربي وكتاباته ما كانت لتجد اي اقبال لو لم يكن يدعي انها تفاسير او فتوحات من هنا نعلم ان نسبتها للدين هي نسبة باحث للتكسب والاعتبار واخلص مناصري ابن عربي هو الشعراني يتعسف متشابهات ابن عربي وبتاويلات بعيده وبعد مشقة يرجعها الى حياض الشريعة
وما لايقدر على تأويله يحكم بانه مدسوس عليه. ومن هذا حاله فهو غني عن السؤال عنه ! ومخالف لسمتهم في كثيره وقليله, بينما نرى المؤلف لم يبوب للغزالي اي فصل من كتابه والغزالي لا يُقدم عليه احد عند المتصوفة, انتقاص الدكتور من قدره جلي في اكثر من مكان وقد افرغ كتابا كاملا للحط من شأنه وتسفيه قدره. بالرجوع الى الجانب الادبي ومدار الكتاب عليه. بت مقتنعاً بان الاخبار في العصور الاسلامية مرت بمراحل عديدة تجد مثلا بعض النصوص في اوائل تدوينها عند طبقات ابن سعد مثلا تكون مختصره وخالية من كثير من الزخارف اللفظية وهذا لا يعني ركاكة الفاظها في مقابل نفس الاخبار والقصص عند المتاخرين تجدها بزيادات وتطويلات وسجع ومحسنات لا شك انها دخيلة عليها ولا استريب في انها توشحت بهذه المحسنات في مراحل لاحقة فكيف ينصب كل التركيز علي الوانها البيانية ! هي بلا شك بديعة لكنها منحولة ! اما بالنسبة للجزء الثاني من الكتاب فهو ساقط ولا يستحق القراءة ويتجاسر فيه على تعميمات وتخرصات ويوسع مدى دراساته بغير عمق كافي وعند مرحلة معينة توقفت عن القراءة غير أسفٍ

[Firas Al Ramahi · Rating 5 out of 5]

نحن في ايام الحجر الصحي الاولى رجعت الى مكتبتي وتركت الرواية التي بين يدي وتطلعت بالكتب من حولي ، كانت صدفة ان وجدت أحد الاصدقاء بالفيسبوك يكتب عن التصوف والوجد وما ان دخلت للمكتبة حتى وقعت عيني على هذا الكتاب الذي لم اعلم بوجوده الا الان وكأنه كان يناديني
أخذتني صفحاته الواحدة تلو الاخرى بأسلوب عربي مليح وفصيح كأنني أقرأ شعراً
تعرفت فيه عن التصوف بأدبه بانتظار ان اعرف عنه بأخلاقه بالجزء الثاني الذي آمل ان يكون مثل خمس نجوم هذا الجزء
كتاب يمنحك معرفة جديدة بتاريخ التصوف

[Firas Al Ramahi · Rating 5 out of 5]

لا يوجد في قاعدة بيانات الـ(Goodreads) الجزء الثاني للتصوف الاسلامي في الادب والاخلاق ولكوني أملك هذا الجزء سارعت الى رفعه هنا ليكون لي الشرف بأن أكون أول من يعطي الخمس نجوم له والتعليق عليه
كتاب يستحق من القاريء العربي المهتم بهذا الشان ( التصوف) أن يطالعه ويتزود من الخيرات منه

[عبدُالعزيز · Rating 4 out of 5]

قرأت الجزء الأوّل. والكتاب يُقرًا لأسلوب كتابه أولًا وثانيًا، ولكن لو ذهبنا إلى ان التصوّف معنى وشعور وخيال، فإن هذا الكتاب، بمجمله، هو كتاب صوفي، فهو يُقرَأ لذاته لا لمعرفة منهجية تروم التقسيم والحدود