ما هو واقع الشيعة في المملكة العربية السعودية؟ وأما زالوا مقصّيين عن المشاركة في الحياة السياسية؟ وهل تكمن هواجس انفصالية في تطلعاتهم؟…
هذه الأسئلة وسواها يجيب عنها هذا الكتاب الغني بالمعلومات والتحليل، راصداً التحوّلات والتقلّبات التي طرأت على علاقة الشيعة بالمملكة منذ نشأتها الحديثة الى اليوم.
في هذه المراجعة النقدية التي يبديها فؤاد ابراهيم، والتي تعكس قدراً من الشجاعة الأدبية، توغّل عميق في نقاط شائكة ما لبثت في المسرح الخلفي لمجرى الحوادث، علماً أن ثمة مراقبين وباحثين، يتوقّعون انتقالها الى الواجهة في الوقت المناسب.
كتاب ينقر على وتر حسّاس، في زمن يقف الشرق الأوسط على فوهة بركان منتظراً مفاجآت الأيام المطلّة.
كنت متشوقاً لقراءة هذا الكتاب خصوصاً بعد ان انتهيت من قراءة كتاب الشيعة في المملكة العربية السعودية لحمزة الحسن رفيق درب فؤاد ابراهيم ومن رموز المعارضة الشيعية السابقة في الخارج
عنوان الكتاب لا يصف مضمونه بدقة ، فالكاتب تحدث بصورة عامة في البداية عن مشكلة دمج الشيعة ضمن الدولة السعودية التي لا يرى أنها نجحت في تحويل الدولة إلى أمة بقدر ما فرضت أيدلوجيتها الدينية على مجمل الأقليات الدينية المتنوعة ضمن بنية الدولة على حد تعبير الكاتب وفشلت في ايجاد هوية متسعة تستطيع احتضان الجميع .. ثم يدخل عميقاً في الحديث عن التاريخ الشيعي وموقفهم من السياسة والحكم والأنظمة الحاكمة وحالة السكون التي أعقبت الغيبة الكبرى للإمام المهدي عليه السلام ثم يتطرق للثورة الإيرانية وما أحدثته من انتقال سريع جداً من المعارضة إلى حكم الدولة وتطرق بعدها أيضاً إلى شيعة العراق وحديث عن الحوزتين العلمية في قم والنجف ويعود بعد ذلك إلى الحديث عن الشيعة في المملكة وحالت القطيعة والعزلة التي عاشها الشيعة بإرادتهم أولاً وبتهميش من السلطة ثانياً ثم تطرق إلى الأسباب التي تجعل تلك القطيعة مستمرة ثم تطرق إلى بيان شركاء في الوطن 2003 ورد الحوالي على البيان .. ورأي الكاتب في رد الحوالي
المؤلف تطرق إلى الصلب السياسي البحت على خلاف ما فعله حمزة الحسن في كتابه بجزئين الشيعة في المملكة العربية السعودية ، في لحظة ما احسست أن الكاتب ولج إلى عمق الفكر الشيعي رغبة منه في تسليط نقد ذاتي للواقع الشيعي لكنه لم يستمر في هذا الأمر كثيراً وسرعانما خرج من هذه الفكرة وتركها كإضاءة في فكر القاريء ليبحث عنها في مكان آخر وربما خشي الكاتب أن يكون هو الآخر ضحية لما رأى أنه هجوم كاسح لكل من يحاول نقد الذات من الشيعة نظراً لحساسية الأقليات للنقد الذاتي فخشي أن يقع فيه وتركه بعدما اشار له بصورة عامة .
لدى المؤلف حضور جيد وكنت أتمنى منه أن يوسع هذا الكتاب ليتحدث عن الساحة الشيعية السياسية المعاصرة وكيف انتقلت من العزلة إلى الحكم ومن القطيعة في بلدان أخرى إلى الاندماج لأن لديه حضور جيد في هذا الجانب وربما لو ركز عليه وانتج لنا كتاباً في هذا الجانب لكان أفضل من عنونته بهذا العنوان حيث لا أرى أن الحديث عن شيعة السعودية تجاوز ما مقداره 40% من الكتاب بينما انصرف في ما تبقى منه لمناقشة الهم الشيعي العام .. وفي جانب آخر كان المتابع ينتظر أن يضيف هذا الكتاب المزيد من العمق الفكري للحالة الشيعية في السعودية بعد أن فصلها حمزة الحسن بصورة واسعة جداً ومتقنة في الشيعة بالمملكة العربية السعودية لكني اعتقد انه لم يفعل ذلك
*الشيعة في السعودية* فؤاد إبراهيم عدد الصفحات: ١٨١ ⭐⭐⭐ يناقش الكتاب موضوع الإندماج الوطني و معوقاته و آليات بناء وطن يكفل حق المواطنة للجميع بدون تحيز مذهبي/عرقي/ أو قبلي، مع التركيز على الواقع الشيعي المهمش سياسيا و فكريا.
- تحليل منصف و موضوعي للواقع الشيعي في المملكة و واقع الصراع السلفي/الشيعي. - بالرغم من أنه عزز الحلول التي طرحها بنماذج من التاريخ إلا إنه كان طرح مقتضب إحتاج إلى تفصيل أكثر. - ختم الكتاب برد مفصل و جميل على مقالة الحوالي "شركاء في الوطن". - من المآخذ على الكتاب أن العنوان لا يعكس مضمون الكتاب .. ربما شيء من قبيل " الواقع السياسي للشيعة في السعودية" أو "الإندماج الشيعي في مشروع المواطنة" سيكون أكثر دقة. - من السلبيات تكرار الأفكار في النصف الأول من الكتب.
هذا الكتاب حاول كاتبه ان يكون موضوعيا في موضوع غير موضوعي من أساسه ناقض الكاتب نفسه في غير موضع فهو يؤيد توظيف ساسة إيران التشيع ثم هو يطالب بنقد الموروث الشيعي وعدم الالتهاء بالسياسة وفي موضع آخر يؤكد على تأثر كافة الأقاليم الشيعية خارج إيران بالثورة داخلها ثم في نهاية الكتاب ينفي مفهوم تصدير الثورة ويشنع عليه وغيرها من المواضع .. الكاتب تنقصه الجرأة والإقدام والشجاعة حتى تكون أقواله متناغمة مع بعضها البعض
وبالعموم، في الكتاب محاولة جيدة لتقريب وجهات النظر بين الشيعة والسلفية في السعودية ..