هذا الكتاب يعرض لجانب آخر من حياة الإمام الشهيد حسن البنا ،، لا الجانب العلمي ولا الجانب الفكري ،، إنه الجانب الشخصي ، علاقة البنا بوالده ، بإخوته وغير ذلك
الكتاب ده وما ع شاكلته كنز حقيقي ! أي كتاب بيتناول الزوايا البعيدة عن المُكرر والمعروف والسهل الوصول إليه .. ك الجوانب النفسية وتحليلها، والجوانب المجمتعية والاجتماعية، والجوانب الأُسرية - ك هذا الكتاب - ..
حقيقٌ بمن كان يُراجع والده فيما يملك من ماله الشخصيّ حدّ "التعريفة والملّيم" ويُقدّم الاعتذار عن التأخّر فِ العودة لبلده من العمل .. أن يؤتمن عن السمع والطاعة ببيعةٍ لا يُنازَعُ فيها !
هناك جوانبُ لم يتطرق إليها غيرُ هذا الكتاب من أدب الإمام فِ الحديث مع والده ووالدته بجواباته، وانشغاله الدائم بإخوته وأخواته، ووصف الكتاب لأُمّه ذاك الذي استوقفني طويلًا مع أنه لم يُفرد فِ الوصف، وحقيقة علم والده واطّلاعه الواسع وانشغاله بالعلم الشرعيّ .
ينقسم الكتاب إلى قسمين الأول ترجمة للوالد العلامة أحمد البنا الساعاتي رحمه الله،ونبذة عما بذله من جهود فى سبيل إخراج كتابه العظيم " الفتح الرباني " الذي أخذ من عمره أربعين سنة بحثا وتحقيقا وإخراجا وطباعة.. وقد تطرق المؤلف لجوانب عظيمة فى حياته من علو همة وعزيمة وتواضع وتعفف ورضى بالقليل،يذكرنا بعلماء السلف الصالح.. القسم الثاني عن الإمام المجدد حسن البنا رحمه الله يحكى جانب من حياته في ريعان شبابه وعلاقاته بأسرته وفي مقدمتها علاقته بالوالد. الذي أحاول إستيعابه أن المؤلف جمال البنا المعروف عنه كتاباته القادحة في السنة ورجالاتها يكتب بهذه الحرارة دفاعا الشريعة والثوابت،لكن الواضح أن هذا الكتاب كتب قبل التحول.
فهو يخاطب الوالد-دائما وأبدا-"سيدي الوالد" أو "سيدي الوالد الجليل" والوالدة "سيدتي الوالدة" وكان هذا دأبه في مستهل شبابه ايام الاسماعيلية حتى أيامه الأخيرة. كما يتضح ذالك من آخر خطاباته التي أوردناها، ولم يتعلم الإمام البنا "الإتيكيت" في مدرسة فرنسية أو يطلع عليه في الآداب العالمية والأوروبية.