يقدم هذا الكتاب قراءات مختلفة في نموذج الحركة الجامية وما تكوَن حولها من إيديولوجيات جعلت من مجموعة من رجال الدين يتخذون من أفكار الحركة مرجعية لمعتقداتهم وسلوكاتهم. من هنا جاء هذا العمل بمثابة تحليل سوسيولوجي ديني يحيلها إلى زمانيتها ومكانيتها في زمن ماض
بقلم رئيس المركز تركي الدخيل: العمل في مركز المسبار للدراسات والبحوث. إنه أشبه بمسبار فضائي خارج الكرة الأرضية يصور كل ما يحصل على الأرض ولكن بدلا من أن يمنح القارىء صوراً فوتوغرافية عن جغرافية الأرض إنه يمنحه رؤية علمية متماسكة عن واقع ونشاط الحركة الإسلامية في العالم، كما يمنحه قياساً متوازناً لهذه الحركات بتاريخها ورموزها وأفكارها، وهو المعنى الآخر للمسبار حسبما جاء في علم الكلام الإسلامي حول "السبر والتقسيم". والرئيس في المركز أشبه بقائد الأوركسترا، يقود الموسيقيين بحركات بسيطة غير أن كل عازف منهم يجيد العطاء على آلته الخاصة أكثر من القائد. لذلك وظيفة الرئيس هي فقط التأكد من عدم خلط سيفمونية معينة بواحدة أخرى، أما مؤلف موسيقى المسبار الوحيد فهو الواقع بمساعدة التاريخ أحياناً.
إن المعلومة الصحيحة والتحليل الواعي هي الملكية الوحيدة التي تمنحها للآخرين لتبقى لك، ونحن في المسبار ننقل المعلومة لنشرح للناس واقعا صادقا، وتحليلاً علمياً واثقاً، وقصدنا من وراء ذلك أن يعيد كل قارىء حساباته ليعلم أن الآخرين لديهم رأيهم أو عقيدتهم أو تقاليدهم ويؤمنون بها ويضحون لأجلها كما يؤمن هو برأيه ومنهجه العلمي. في نظرنا أن الحقيقة دينية كانت أم مدنية لها عدة دروب تقود إليها، فإذا كنت ترى أن رأيك أو عقيدتك هي الصواب فهذا لا يعني أبدا أن الآخر مخطىء ويجب إلغاؤه لأنه لو فكر مثلك لأصبحنا في حرب دائمة. فكر مثله لأن الحياة تتسع للجميع مهما أختلفت الآراء طالما كان النبع واحداً.
فيا سادتي القراء نحو الرقمية المتقدمة دائماً ، يقدم مركز المسبار للدراسات والبحوث موقعه الجديد إليكم لمزيد من التواصل. وقد أفادنا خبراء الإحصاء في بداية مشروعنا منذ خمس سنوات أن القراء سيتوفرون لنا من شتى أصقاع العالم مما أوجب علينا أن يكون الباحثون أيضا منتشرين في القارات الخمس، وشاءت الرقمية أن تكون الأسرع لإيصال العلم والمعرفة والرأي فاعتمدناها. وحتى لا يكون التخاطب من طرف واحد أتمنى وأشتهي من كل الباحثين والدارسين أن يكتبوا ما لنا وما علينا في هذا الموقع وأشرع الأبواب في وجه كل صاحب رأي يثق برأيه.
هذا الكتاب معني بالدرجة الأولي لمن لهم إهتماما متعمقا بالحركة السلفية بالمملكة العربية السعودية من حيث كيفية انتشارها ومدى تأثيرها على الرأي السياسي خاصة... فهو يبحث في ماهيتها ..داعميها...آراؤها
في الفترة التي ما بين ثمانينيات القرن المنصرم وأواسط التسعينيات منه نشأت حركات أصولية مختلفة عادة ما تكون متوافقة في تطرفها الفكري وإنغلاقها على المجتمعات الأخرى برفضها لثقافات الآخرين متبنية الفكر التراثي الذي لا يتوافق ومتغيرات العصر الجديد.
يتحدث هذا الكتاب عن الحركة السلفية الجامية المنسوبة لفكر محمد أمان الجامي الذي أتي من الحبشة وتتلمذ على يد الشيخ إبن باز و نال ثقته مما يعني حركة أصولية سلفية تستمد شريعتها من النصوص الشرعية بحذافيرها مستبعدة الفكر الفلسفي أو حتى الفقهي من حيثياتها.... اعتمدت على التدرج العلمي من خلال الحصول على الشهادات الدينية العليا من مؤسساتها الداخلية.
برزت هذه الحركة وذاع صيتها إبان حرب الخليج حيث أنها توافقت مع الرأي السياسي في الخليج وحكوماته بتأييدها الاستعانة بالقوات الأجنبية لردع الجيش العراقي آنذاك,, هذا التوجه الذي جاء مخالفا ومعارضا مع الحركة السرورية(مؤسسها محمد بن زين العابدين بن سرور -سوري) والتي هي مزيج من الفكر الوهابي مع حركة الإخوان مما أدى الى كثير من الاصطدامات حيث أن الحركة الجامية بدأت بتصدير الفكر التجريجي والتكفيري لمجرد الإختلاف
من مجمل ما تقدم أعلاه يتضح جليا من أن كل هذه الحركات من حيث نشأتها وتصديرها لفكر واتجاه لا يدل الا على التسلط والوصاية لمصادرة رأي الأخرين فتارة تجدها تغازل الليبرالية لمجرد أنها إتفقت معها ضد طرف آخر وتارة تجدها تكفرها .
لا أظن أن لهذه الجماعات أي تأثير مدوي في مستقبل العالم الجديد الذي ومع سياسة الانفتاح وفكرة التصالح والحوار سوف يكون له الأثر الغالب ،،، فاندماجنا الحالي وانخراطنا مع الثقافات الأخرى بفضل وسائل التقنية المتعددة والسياسات الجدية المتحررة لمساحة الحرية التي تتخذها الحكومات سوف يفضي الى زوال ما يسمى بنظام الوصاية وسياسة الحقيقة المطلقة التي يجيرونها لأنفسهم كما أن تسيس الدين وما يؤلونه من أقوال لتبوأ مناصب سياسية أصبح مكشوفا لا يمكن تبريره لاحقا.كتاب جيد
الكتاب يشمل تسع مقالات بحثية عن الجامية ونشاطها داخل السعودية، تتمايز فيما بينها بكمية المعلومات المطروحة والنقاش المنطقي المتسلسل في استنتاجه. أجد مقالات إدريس لكريني وعبدالصمد بالحاج و فهد الشقيران و إدريس هاني و محمد العواودة متميزة بحسن البحث والإستقراء، أما البقية في نظري كانت في مجملها مجموعة نصوص لا ترتقي للبحث المتناسق والمتماسك.
يقول إدريس لكريني فيما معناه أن الحركة الإسلامية في السعودية لا تشكل أتجاه واحد بل هي جماعات، كجماعة التبليغ والسلفية العلمية (أهل الحديث) والمتصوفة الجدد والتكفيريون والإخوان المسلمون والجماعة السروررية والجماعة الجامية والأخيرتان هما المهيمنتان على المشهد الإجتماعي والسياسي. وسبب أختلافهما –أي السرورية والجامية- هو موقف سياسي بدأ في أحداث غزو الكويت تبعه مذكرة النصيحة وإنشاء لجنة الدفاع عن الحقوق الشرعية وتطور إلى حرب إعلامية بينهما بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر وموجات التكفير والتفجير بالسعودية، ومازالت مستمرة حتى تاريخه.
فالجماعة الجامية والتي ترجع في تعاليمها إلى محمد أمان الجامي و أيضاً إلى تلميذه ربيع المدخلي، تصرح بالتعايش مع النظام السياسي ومجاملته في إطار المدرسة التقليدة في طاعة ولي الأمر وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك ! أم السرورية فهي مع التغير الإجتماعي والسياسي والمتأثر بأطروحات الحاكمية والخلافة، وهو ما تعتقد الجامية ببدعيّته وأنه ليس من الإسلام !
أعتقد أن الكتاب مفيد في معرفة أصل الافتراق أوالطلاق بين الجامي والسروري، حيث يبين كيف استعان الحاكم بالجامي لدفع السروري عن المجال السياسي وكبح نفوذه في المجتمع، ويرجع تاريخه لأحداث غزو الكويت كما ذكرت سابقاً. تستطيع أن تقول أن الجامية هي سياط الحاكم على المجتمع، أم السرورية (الصحوية) مع الحاكمية الاسلامية حيث ينحدر مؤسسها محمد سرور بن زين العابدين من حركة الإخوان بسوريا، ومن تعاليمها الإهتمام بالقضايا السياسية والإجتماعية والدعوة بين الشباب وتبشر بفكر الجهاد، ومن المنتسبين لها سابقاً سعد الفقيه و محمد المسعري و سلمان العودة وعائض القرني ومازال محمد العريفي الأبن البار وهو مالا يذكره الكتاب.
خلاصة القول بعد قراءة الكتاب، أنه لا الجامية ولا السرورية (الصحوية) يؤيدون المطالبة بالحقوق المدنية والمشاركة السياسية في السعودية، بمعنى انت كمواطن -عبد- تسمع وتطيع وتنفذ ما يطلبه الحاكم وليس لك غير المرعى.. أي هو الراعي المتصرف والمتحكم وانت -المواطن- الشاة التي تساق وترعى وتقدم أضحية من أجل الحاكم.. وكل هذا بأسم الدين ! زوراً وبهتاناً..
كلاهما الآن يريد أن يكون الاعب الأساسي مع الحاكم، وليس همهم المواطن وحقوقه المدنية والسياسية.. الكتاب سوف يكون صعب فهمه لمن هو خارج السعودية، ويكاد يكون أصعب لمن هو بداخل السعودية الذي لا يستطيع أن يميز بين من يرتدي العباءة الدينية والسياسية معاً ومن هو سائر خلف القافلة !
لكن يبقى السؤال - هل سيتغير حال المجتمع المدني في السعودية للأفضل بعد خطاب المطالبة بدولة الحقوق والمؤسسات وبيان 23 فبراير للشباب في عام 2011م، أرجو ذلك !
في نموذج الحركة الجامية وما تكون حوله من تكتل ايديولوجي جمع شيوخاً اتفقوا على ان يتخذوا من افكار الحركة مرجعية لمعتقداتهم وسلوكياتهم . العهد الاول للرسالة الاسلامية باعتبارها مرحلة ظهور الحركة الجامية على يد محمد امان الحبشي الاصل . وتتبع السير الذاتية للشيوخ التالية اسماؤهم محمد امان الجامي ، ربيع هادي المدخلي كأول قائدين للحركة ومن بعدها القيادات الثانية فالح الحربي، ومحمد بن هادي محللين لعلاقة تاريخهم الشخصي بالمسار العام للحركة ومن ثم الى أثر وتأثر الحركة في وبعموم الساحة السعودية . ان الاطار المقدس المتمثل في مكة والمدينة تداخل مع الاطار الدولتي عند الحركة الجامية بتأسيس آل سعود للملكة . ان اغلب قيادات الحركة ذات تكوين اكاديمي جامعي او شيوخ لهم مكانتهم الاجتماعية والدينية بين الناس . ان الجامية كمذهب لم تظهر علناً الا في مرحلة متقدمة من حياة الشيخ محمد امان ، تورد بعض المصادر ان ظهور الحركة العلني كان اثناء حرب الخليج الثانية بداية التسعينات ، واشتهرت بموقفها المرحب بدخول القوات الاجنبية. ان المنهج الجامي يختصر فكره السياسي في الاقرار للانظمة بالشرعية ووجوب الطاعة لها، ويشترط التصريح بالكفر من قبل الانظمة حتى يمكن اعادة النظر في شرعيتها . فأنتجت الجامية منهجها بوصفه طهورية سلفية عميقة انتحلت السنة والكتاب عن طريق الحنبلية وانتحلت الوهابية برؤية حنبلية ، فانتهت الى سلفية وهابية حتى اعلنت عن ميلاد سلفية طهورية . ان الاتجاه الجامي يقوم على مجموعة من الاسس من قبيل توظيف نصوص السمع والطاعة في تشريع وتبرير السلطة المطلقة للحاكم واعتماد مفاهيم ملتبسة للجهاد . وقد اخذ عليهم البعض انهم يضخمون من اخطاء وهفوات خصومهم بشكل مبالغ فيه . بالاضافة الى توجيه التهم السيئة والسباب الى مخاليفهم في الرأي من العلماء والفقهاء في مقابل مجاملة السلطة الحاكمة وتأييدها في مختلف خياراتها وقراراتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، وتقديم الولاء والحث على طاعة ولاة الامور فيها وعدم التجرؤ على كبار العلماء الدين الذي يحسبون على الدولة . يتسم تعاطي الجامية مع ظاهرة الحركات الاسلامية بالرفض التام . فالجامي وصفها بالعمل الغيز الصالح . وهو ينفي عنها المشروعية لسببين اولهما ان هذه التجمعات والتحزبات قائمة على الهوى والبدع . وثانيهما ان التعددية الحزبية موروثة عن الغرب الديمقراطي الكافر الذي يفرض هذا اللون من التعدد لتحقيق مصالحه . ان الجامية تفهم اتباع الكتاب والسنة والسير على المنهج السلفي على انه تبني عقيدة اهل الحديث في الصفات والاسماء والاحكام والامامة . ان الجامية في تشكيلها اقرب الى السلفية العلمية منها الى الحركية ، وقد ارتكزت افكارها على امرين - الولاء المطلق للحكومة السعودية وولاة امرها .- تبديع وتضليل سلمان العودة وسفر الحوالي وغيرهما من قيادات الصحوة وتكفير سبد قطب . كانت الحامية تستخدم سلاح النص واقوال السلف العظام . ان بروز التيار الحامي هو ردة فعل على موجة الديمقراطية ، فالتيار الجامي يسلم للسلطة ان تقوم باتخاذ كل القرارات نيابة عن الأمة، ما دامت تقيم الصلاة ويرفع الآذان في شوارعها . بالنظر الى مقولات وافكار التيار الجامي يمكن التكهن بنوعية الفئات الاجتماعية المؤيدة او الموافقة على الاطروحات العملية والفكرية ، فالعديد من اتباع التيار ليسوا من حملة الجنسية السعودية ، وينتمون الى جنسيات عربية . اما الاوضاع الاجتماعية فبعد تفجيرات الرياض ٢٠٠٣ اختلفت عما كانت عليه في التسعينات ان تتحول المواقف الداعمة للفكر الجهادي الى مواقف وطنيك تجمع عليها كافة القوى والتيارات ��هذا ما ادى الى التقليل من اهمية التيار الجامي من الناحية السياسية . بفضل تلامذة الجامي ترعرت الجامية في الحرم النبوي وعرفوا لدى البعض باسم " سلفية المدينة" وهم يعترفون بقيمة عبد العزيز بن باز مفتي ا��سعودية السابق كما يتبعون محمد بن عبد الوهاب كما يعتمدون على اقوال محمد ناصر الدين الالباني في الحديث . كانت الجامية في فترة التسعينات التيار الابرز الذي يحرك المساجد والجوامع اما الان فتقتصر انشطتهم على دروس محدودة ولا تجد لهم نفس الحضور الطاغي بنفس مستوى حضور الرموز السرورية في القنوات الفضائية والاعلام . ابرز سبب من اسباب ضمورها انها لا تلعب على اوتار السياسة . مشكلة الجامية انها حصرت نفسها بقضايا محددة لم تتجاوزها منذ عقد ونصف .
الكتاب عبارة عن 9 إساهامات من مثقفين وأكاديميين وباحثين تم جمعها في كتاب واحد وتتحدث عموماً عن الحقل الديني السعودي منذ بداية السبعينات وحتى نهاية التسعينات ، ويركز في بحثه على ظهور فرقة الجامية أو المدخلية أو أهل المدينة على يد من ينسبوها لهما وهما الشيخ محمد أمان الجامي والشيخ ربيع هادي المدخلي ويتناول السيرة الذاتية لبعض رموزه مثل الشيخ صالح السحيمي والشيخ صالح العبود والشيخ هادي علي المدخلي
تتناول المقالات عقيدة الجامية وأسباب ظهورها بعد حرب الخليج الثانية إبان ظهور فتوى من هيئة كبار العلماء في السعودية تجيز الاستعانة بالقوات الأمريكية لمواجهة صدام حسين بعد غزوه للكويت وتهديده السعودية بدخوله الخفجي .. تتعرض المقالات بعمومها إلى تصنيف التيار السلفي ما بين دعوي كالجامية وما بين حركي مثل السرورية وعلاقتها بالإخوان المسلمين وتأثرهم بأفكار حسن البنا وسيد قطب ودور الإخواني السوري الشيخ محمد بن سرور على ضبط وضع الإخوان في السعودية وقدرته على تشكيل تيار في المملكة عرف فيما بعد بالتيار السروري وكيف أن حرب الاستقطاب كانت تدور رحاها في جامعة الإمام محمد بن سعود في الرياض والجامعة الإسلامية في المدينة .. ثم يتطرق لبعض أفكار الجامية مثل موقفهم من الجرح والتعديل ودعوتهم للولاء المطلق للحاكم وتحريم اي شكل من أشكال الخروج عليه الأمر الذي كان يتوافق مع حاجة الحكومة السعودية للتحكم في الحقل الديني الذي كان يشهد اضطراباً وصعود لشخصيات دينية جديدة تقوم باستقطاب شخصيات واسعة ومختلفة من فئات المجتمع
ثم يتطرق إلى حالة النزاع التي بلغت ذروتها بين الجامية والسرورية وكيف انتهى ذلك النزاع بعد أن تشظت الجامية إلى حدادية وفرقة فالح الحربي ودب الخلاف بين أفرادها وكذلك تراجع التيار السفلي الحركي أو السروري عن أفكاره بعد أن تم سجن رموزه وقيامهم بما يعرف بـ " المراجعات " بعد الخروج من السجن الأمر الذي جعل الحاجة إلى بقاء الجامية أمراً غير مُلح بعد أن استطاعة الحكومة السيطرة بصورة كلية على الحقل الديني في السعودية وإخضاعه لسيطرتها وضمان عدم خروجه عن الأطر المحدده له
الكتاب بصورة عامة يعطي فكرة جيدة لمن ليس له سابق اطلاق على الفرق السلفية المختلفة في هذه الفترة وما صاحبها من نشاط سياسي .. وجود عدد مختلف من المقالات جعل أفكار الكتاب غير مرتبة ومكرره وتتعرض للموضوع من زوايا مختلفة مشبعه إما من زوايا سياسية أو زوايا عقدية بحته لكن مركز المسبار مشكور على أية حال لجمعه هذه المقالات لأنها تحقق الغرض ولا تشكل تشويش على القاريء الذي يستطيع أخذ لمحة متوسطة يمكنه تعميقها لاحقاً بقراءة المزيد من البحوث والكتب المتخصصة .
كتاب جيد اعطيه ثلاثة نجوم من أصل خمسة ويستحق القراءة .
اولًا اذا انت معاصر للمرحلة فهذا الكتاب لن يضيف لك اي جديد.
عيوب الكتاب انه عبارة عن ورقات بحث متفرقة فتجد نفسك تخسر وقت لتقرا عن نشئة الجاميه مع كل مورقة وتتكرر عليك الكثير من المصادر بشكل ممل. واعتقد ان المركز حاول يستكتب في اغلب الكتاب كتاب غير سعوديين ليضمن المصداقيه ولكن هذا يضعف النتاج لعدم الاحتكاك، ولكن هذا اثر عن الناتج النهائي للكتاب فلم يتعمق بالشكل المطلوب و هو ناتج عن عدم معرفه جيدة بالواقع المحلي. . كنت اتمنى ان يتكلمون عن الامتداد للمداخله في المغرب العربي وخصوصًا الجزائر.
كتاب يحتوي على مقالات لكتّاب عرب من المغرب الاقصى والخليج واليمن. تتناول هذه المقالات جماعة من الجماعات السلفية السعودية والتي ظهرت للأعيان مع حرب الخليج الثانية ، هي السلفية الجامية نسبةً إلى محمد أمان الجامي.. دراسة وافية ومتكاملة لهذه الجماعة لمن أراد الإلمام بالجماعات الاسلامية في السعودية وكيف تفرعت أحيلكم إلى كتاب زمن الصحوة لستيفن لاكورا ،، http://www.goodreads.com/review/show/...
مجموعة مقالات مطولة أو بحوث مختصرة تقدمها دار المسبار لمجموعة من الباحثين الكتاب يعطي تصور كامل عن الجامية (نشوءها ، تطورها ، أفكارها ، شيوخها وصراعاتها مع الجماعات الأخرى المعاصرة لها كالسرورية والأخوان في السعودية وخاصة في تسعينيات القرن الماضي..) يعيب على الكتاب التكرار نظرا للكيفية التي قدمت بها الدراسة ، لكنه تكرار لا يصل الى درجة الملل..
هذا الكتاب مثال لكتب مركز المسبار، عنوان جذاب، ومحتوى فارغ. عنوان يعدك بالكثير، ثم لا يعطيك أي شيء غير خسارة الوقت. لك أن تتصور أيها القارئ أن كتاب يتكلم عن ظاهرة في بلد، لا يوجد بين مؤلفيه واحد من هذا البلد، وهذا حال كتاب السلفية الجامية الذي لا يوجد بين مؤلفيه مؤلف سعودي واحد. الكتاب يتبنى الرواية السطحية لنشوء الجامية المدخلية وهي دعم الحكومات التي استدعت القوات الأمريكية في حرب الخليج الأولى، ويفترض بي كقارئ أن أصدق أن حركة فكرية يمكن أن تولد كاملة متكاملة لها مواقف واضح من مختلف المسائل في يوم وليلة. لا توجد في الكتاب أي مقاربة علمية جادة للبحث في الجذور الاجتماعية والاقتصادية لمنظري هذا التيار أو مؤيديه، ولا توجد فيه محاولة جادة حقيقية لرسم خريطة المفاهيم والأفكار التي يتبناها الجامية. صراحة، كتاب مضيعة للوقت والمال.
مثّلت الجاميّة النقد السلفيّ و الإسلامي الأكبر حجمًا و الأكثر انتشاراً لسائر الحركات الإسلامية منذ ظهور هذا التيّار في تسعينات القرن الماضي , خاصّةً جماعات التبليغ و الدعوة و الإخوان المسلمين و التيّار السروري أو الصحويّ في منطقة الخليج و سائر بلدان العالم الإسلامي.
الكتاب عبارة عن مقالات لباحثين من المغرب و الجزائر و اليمن و الإمارات و كل باحث يقوم بالتعريف بالشخصيات مجدداً و بجذور الجامية و إغفال باحثين سعوديين جعلني أسحب نجمة من التقييم لذلك و السبب لأنهم أكثر احتكاك و بالتالي يستطيعون وضع تصوّر من الواقع الذي عاينوه.
الكتاب يرصد ملامح التيّار الجاميّ و خريطة وجوده و مؤسّسيه و الصراعات بين الجاميّة و السروريّة و الإخوان الخ. و قد حدثت انشقاقات داخليّة للجاميّة منها: الحداديّة و العرعوريّة و و الحسنية و الحدادية الجديدة ( في آخر خلاف بين مدخلي و فالح الحربي و البحريني ) وهذه الانشقاقات تحتاج لدراسات مفردة كلٌّ على حِده.
الجدير بالذكر أن الجامية لم تأخذ ببعض أسس الفقه السياسي الحنبلي الذي أوجب النصيحة للحاكم في حالة القدرة بل تنطلق من غياب القدرة لتأويل النصيحة بمعنى طاعة ولي الأمر و سد القصور لدى الحاكم و لاشك أن الجامي لا يحمل نبرة فقيه السياسة الشرعيّة الذي يطلب من السلطان الالتزام بالشريعة!
:
اطّلعت مسبقاً على الجاميّة في المدينة و هذا ماتطرّق إليه الكتاب - تقريباً - و لكنّا نسمع عن شخصيات أكاديمية هنا و هناك و لم تُذكر- و لاحاجة لأن أُسمّيها-.
قد يُناسب غيري و لكنه لم يُضف لي ما أُريده و لا أُنكر استفادتي من مقالات عبدالصمد بلحاج و الشقيران و العواودة ,
و الأمر الآخـر لم يرق لي تصميم الغلاف.
سبْق جيّـد لمركز المسبار يٌشكرون عليه. و الكتاب مهم لمعرفة تفكير هذا التيار و تاريخه .
السلفية الجامية ( عقيدة الطاعة وتبديع المختلف ) إذا كانت البلدان العربية تعيش ثورات شعبية جامحة فإن السعودية بحراك اجتماعي وثقافي على غير العادة ، الصواب أن السعودية منذ الثمانينات وهي لم تهدأ ولكنها وبفعل شبكات التواصل الاجتماعي التي مشفت عن عطش اجتماعي للتعبير وتوق شعبي للإفصاح عن ذوات تتباين رؤاها وآراؤها تجاه الوطن والفكر والمعتقد . السلفية الجامية لها ظروفها التاريخية المعجونة بالأثر السياسي الواضح ، إذ تعرف الجامية أو تتهم بالمغالاة في عقيدة الطاعة لولاة الأمر كشرط سلفي أصيل والاهتمام بتبديع المخالف في كل صغيرة وكبيرة حتى لتكاد تنشق على نفسها وتنشطر كينونتها لشدة ما يوظفون أدوات النقد والمراجعات الشرعية لضمان العصمة العقدية . الكتاب جاء ضمن إصدارات مركز المسبار للبحوث والدراسات التي تهتم كل عام بقراءة الحالة الفكرية والثقافية والاجتماعية في السعودية وتوظيف الباحثين والدارسين والمهتمين لاستصدار دراساتهم وبحوثهم في هذا الشأن ، رغم أن القضية المتناولة في الكتاب سعودية بحتة إلا أن غالب المشاركين فيه من خارج الحراك المحلي ولكنهم أجادوا وأفادوا في هذا الباب .