إسلام الساسة سهام الدبابي الميساوي .......................... هناك إسلام للعامة وإسلام آخر للملوك والحكام، إسلام العامة عملي بينما إسلام الملوك مسرحي، لزوم تثبيت السلطة وشرعنتها فقط. لكن حقيقة الأمر كانت مختلفة من حاكم لآخر، فلم يكن حكام المسلمين دائما من الملتزمين، بل كان بعضهم شديد الفحش في مخالفة صحيح الدين. اهتم الملوك بدرجة كبيرة بالظهور بمظهر الملتزمين بشعائر الدين والحامين لحدوده لاكتساب شرعية الدين عمادها الأساسي، فبعد أن قضي الإسلام علي فكرة الملك الإله، تحايل عليها الملوك الجدد، فجعلوا أنفسهم حكاما باسم الشريعة وخداما لها ومحافظين عليها، جعلوا أنفسهم علي صلة بالحق الإلهي في الحكم. اهتم الملوك بالحفلات الدينية في المناسبات لإثبات تواجدهم كمقيمين لشعائر الدين في المناسبات المختلفة، وهو عمل يمكن تسميته بمسرحة الدين لخدمة الأغراض السياسية، اهتم الحكام كذلك باتخاذ بطانة من الفقهاء لتولي القضاء في الدولة، كما اتخذوا منهم جلساء واهتماو بالإنفاق عليهم واهتموا بأن تنقل عنهم هذه الأخبار لدي الرواة، واعتبروا هذه الاعمال الملتصقة بالدين دليل علي شرعيتهم في ولي السلطة وتوريثها. ....................
مستواه مقبول من ناحية السرد التاريخي. أما من ناحية التحليل ودراسة ظاهرة المنتج السياسي من الإسلام فهو ضعيف. النجوم الثلاثة فيها مجاملة؛ لكن الكتاب يُقرأ، خاصة وإنه دراسة صغيرة يمكن أن تنهيها في يوم بكل سهولة.
كتاب جميل جدا محتواه ليس بالجديد علي فقد قرأت عديد المقالات التي تحدثت على تسييس الدين في العصور المختلفة للدولة الإسلامية لكن الكتاب جميل و سلط الضوء على دول قامت على تسييس الدين وجعله أداة للتحكم في الجموع بحجة إن ذلك من أوامر الله ,,,, يستحق القراءة
العنوان الافضل للكتاب هو الدين في خدمة الساسة، فعلى عكس كتاب (إسلام الفقهاء) الذي وضح صورة الإسلام كما يراها الفقيه فإن هذا الكتاب يوضح كيف يستخدم السياسي الدين ولا يوضح تصوره عنه. قد يرجع هذا لإن تصنيف "السياسي" لن يؤثر كثيرا في تصور الشخص أو الدور للدين. مسرحة الدين كان أكبر تأثير لاستخدام الدين من قبل السياسي، كمحاولة لإضفاء البعد الديني على سلوكه وتصرفاته بما يضمن له القضاء على المقاومة وتعضيد حكمه. تقريب الفقهاء "رجال الدين" هو ديدن كل سلطة، والذي لم يسلم منه الاسلام رغم رفضه للكهنوت.
بسطت المؤلفة الكثير من الأخبار نقلا عن كتب تراثية، ودمجتها مع اقتباسات عدة تنتمي لعلوم مختلفة من البحث السياسي والتاريخي وعلى الأخص فروع البحث الاجتماعي، حتى تستنطق الأخبار والقارئ معًا رأيًا مُسبقًا عن استغلال السياسي لما هو ديني، وقد يكون في هذا الأمر الكثير من الصواب، لكنّ الطرح لم يكن خاليًا من الثغرات بسبب الاقتناع بجانب أحادي من النظر