Jump to ratings and reviews
Rate this book

الفقد: حكايات من ذاكرة متخيلة لسجين حقيقي

Rate this book
"لست أنا ذاك السجين الأول، لكنني كنت أولاً. فكل سجين هو سجين أول. أعدت اكتشاف السجن، مثل غيري، من جديد، لم أقبل ولم أسلّم باكتشافات السابقين، ففي السجن لا يوجد معلم ولا خبير ولا صاحب طريقة".

"ليس بداهة أن يكتب السجين عن سجنه كما يتخيل البعض. وليس واجباً عليه أن يروي حكايات السجن فضحاً للسجان. فالسجن بعد أن يمضي يتحول الى حكاية تافهة بالمقارنة مع معاناة السجين. لدرجة أن البعض يتجنب التطرق بالحديث إليها خشية حضور ذكرى آلامه. وأنا من هؤلاء البعض. فلم أحك عن سجني كثيراً طوال أربعة عشر عاماً مضت على خروجي منه، أذكره كثيراً، لكن ذكره غير حكايته. حكايته هي حكاية السجين وليست كلاماً عن السجن. وشتان بينهما، فالحديث عن السجن أهون وأيسر وأقل وجعاً، رغم أنه أكثر خطراً من الناحية الأمنية.

حكاية السجين حكاية مرارة وذل، أعترف بالخزي والخسارة. وحكاية السجن فعل انتقام وثأر وتعويض نفسي.. الآن قررت أن أدفن حكاية سجني وأعلن عليها الحداد، بأن أبوح ببعض حكاياتها على العلن.. توهمت أن سكوتي عن حكايات سجني سيمكنني من دفنها في خرابات الذاكرة. إذ قدّرت أن طيها وحجبها عن حضوري قد يمكنني من الإنعتاق منها ومن كبحها لعزيمتي. لكن تبين العكس من ذلك. فدفن إحساس السجن وتجربته هو عكس مألوف الدفن، فهو لا يتطلب الطمر بالتراب والحجارة عميقاً في الأسفل إبعاداً لرائحته وإقصاء لذكراه، بل يتطلب نبش قبور الذاكرة ونصب الجثة في مواجهة العين وتحت الأنف. أمام عينيّ وعيونكم حتى لو زكمت أنوفنا. فرائحة السجن لا تغور في الأعماق ولا تتحلل في البواطن، لا بد لها، لكي تهجرني، أن تملأ كل الأنوف.

الآن قررت أن أدفن حكاية سجني وأعلن عليها الحداد، بأن أبوح ببعض حكاياتها على العلن".

150 pages, Unknown Binding

Published January 1, 2006

2 people are currently reading
107 people want to read

About the author

لؤي حسين

3 books8 followers
لؤي حسين رئيس تيار بناء الدولة السورية، كاتب وسياسي سوري معارض و مؤسس دار بترا للنشر المختصة بنشر الكتب الفكرية و السياسية. كان أول من اعتقل من المعارضين السوريين بعد اندلاع الإنتفاضة الشعبية في سورية حيث اعتقل في ٢٢ آذار بعد آن طرح بيان للتضامن مع أهالي درعا و جميع السوريين في الحق بالتظاهر السلمي و حرية التعبير. استمر في نشاطه المعارض بعد اطلاق سراحه و نجح في حزيران بتنظيم أول مؤتمر معارضة في سورية و الذي عرف بمؤتمر سميراميس. أطلق في أيلول تيار بناء الدولة السياسي من دمشق بمشاركة واسعة من مثقفين و ناشطين سوريين.

ولد لؤي حسين عام 1960 في دمشق وتدرّج في مدارسها إلى أن انتسب إلى جامعة دمشق ـ قسم الفلسفة. لم تمكنّه الضغوط الأمنية من إكمال دراسته، حيث تم اعتقاله وهو طالب جامعي في السنة الرابعة في صيف عام 1984 على خلفيّة نشاطه السياسي وانتماءه لحزب شيوعي معارض (حزب العمل الشيوعي) علماً أنه انسحب منه في فترة لاحقة، وليبقى سبع سنوات في السجن من دون محاكمة. وأطلق سراحه عام 1991.

بعد اعتقاله، تعرض خلال فترة التحقيق لتعذيب شديد، وقد وثّق بعضه في كتابه الفقد الذي صدر في لبنان عام 2006.

استمرّت المضايقات الأمنية له بعد إطلاق سراحه، حيث استدعي مرارا إلى مراكز أمنية، واحتاج طيلة فترة التسعينات إلى العديد من المراجعات الأمنية للحصول على جواز سفر مدته عام واحد فقط.

تزوج بعيد إطلاق سراحه، لكن زوجته منعت من العمل في مؤسسات الدولة حتى العام 2005 لحاجتها لموافقة الجهات الأمنية التي كانت ترفض السماح بتوظيفها. واستمرت الضغوطات تطال عائلته بسبب مواقفه، ففي عام 2008 تعرّضت زوجته لمضايقات في عملها الوظيفي، بلغت حد استدعائها مرة إلى أحد الفروع الأمنية، ومؤخرا تم نقلها بشكل تعسفي ومن دون ذكر الأسباب من مكان عملها القريب من سكنها إلى مكان آخر بعيد، ومن ثم إعادتها إلى مكان أقرب.

نشر العديد من المقالات في الصحافة اللبنانية، كما أسس دار بترا للدراسات والنشر. وأدّى عمله في المجالين إلى تعرّضه للمزيد من التضييق والضغط الأمني. ففي عام 2004، وعلى إثر نشره قصة قصيرة في جريدة النهار اللبنانية بعنوان (السلّم) يعرض فيها أحد أيام التعذيب التي تعرض لها، تم استدعاؤه لفرع أمني للتحقيق معه حول سبب نشره المقالة وسبب طلبه جواز سفر، وبعد ذلك الاستدعاء قام بنشر مقالة أخرى في نفس الجريدة بعنوان "لعنة جواز السفر" يحكي فيها عن هذا الاستدعاء.

وفي العام نفسه صدر عن أحد أجهزة المخابرات أمر بمنعه من الكتابة. وتم رجوع السلطات عن هذا القرار بشكل شفوي بعد حملة واسعة قامت بها منظمات حقوقية محلية إضافة لمراسلين بلا حدود للدفاع عن حقه في الكتابة.

كما تم استدعائه إلى جهات أمنية عدة مرات بسبب قيامه بإعداد ونشر كتاب حوارات في الوطنية السورية وكتاب الاختيار الديموقراطي في سوريا، ومنع الكتابان من النشر، فاضطر إلى نشرهما في لبنان. سمح له لا حقاً بنشر كتاب حوارات في الوطنية السورية عام 2005، وبقي كتاب الاختيار الديموقراطي في سوريا ممنوعا حتى الآن.

في عام 2006 تم منعه من السفر وإعادته عن الحدود السورية اللبنانية. واستمر هذا المنع عاما ونصف العام.

منذ أكثر من عامين توقف عن إعطاء تصريحات ومقابلات إلى الصحف والمجلات الأجنبية نتيجة الضغوطات الأمنية التي يتعرض لها جراء مواقفه السياسية، وكذلك توقف عن الكتابة في صحف عربية ممنوعة من الدخول إلى سوريا، بل واضطر نتيجة مطالبة صحف أخرى بالتخفيف من مواقفه المعروضة في مقالاته والتي تتسبب غالبا بمنع دخول عدد الصحيفة من الدخول إلى سوريا.

وبشكل عام فقد تم منعه من المشاركة بأي برامج تلفزيونية محلية إن كانت على القنوات الحكومية السورية أم على قنوات عربية تعمل داخل سوريا.

شارك مع عدد من المثقفين السوريين والعرب في تأسيس رابطة العقلانيين العرب وقام بنشر العديد من إصداراتها.

نظم العديد من المؤتمرات واللقاءات (مؤتمرالعلمانية في المشرق ـ مؤتمرالقراءة) وقام بالدعوة لأول مؤتمر علني للمعارضة في سورية تحت اسم (اللقاء التشاوري الأول) لدعم الانتفاضة في سوريا

أسس مع عدد من النشطاء السوريين المعارضين والمستقلين تيار بناء الدولة السورية الذي أعلن عن إطلاقه في دمشق يوم 2011/9/13

من كتبه: - الفقد: حكايات من ذاكرة متخيلة لسجين حقيقي. لؤي حسين. - في النخبة و الشعب. برهان غليون. حوار لؤي حسين. - حوارات في الوطنية السورية: إعداد و حوار لؤي حسين بمشاركة صادق جلال العظم، برهان غليون، جورج طرابيشي، فايز عز الدين، طيب تيزيني، جودت سعيد، موفق نيربية، جمال باروت - الإختيار الديمقراطي في سوريا. برهان غليون. حوار لؤي حسين.

Ratings & Reviews

What do you think?
Rate this book

Friends & Following

Create a free account to discover what your friends think of this book!

Community Reviews

5 stars
2 (8%)
4 stars
6 (24%)
3 stars
15 (60%)
2 stars
1 (4%)
1 star
1 (4%)
Displaying 1 - 4 of 4 reviews
Profile Image for Sara Nasr.
95 reviews202 followers
September 13, 2016
أبشع ما في الأمر أنه مع كثرة القراءة في أدب السجون، تتحول معاناة الناس وألمهم إلى "سلعة مقروءة" علينا أن نُقيّم من خلالها آلام الناس لنصنّف أكثرها "إمتاعا" لنا أو "الأصدق" على أقصى تقدير إنساني،
متناسين أنها "تجربة معاناة شخصية لأحدهم "لم" و"لن" يشعر بها إلّاه!
لي تحفظات على هذا الكتاب وتلكَ"التجربة" في طريقة سردها وحكي صاحبها عنها ولكني سأمتنع عن الإفصاح عنها على الأقل في الوقت الحالي
Profile Image for بثينة الإبراهيم.
Author 40 books1,410 followers
October 1, 2016
يعرض لؤي حسين -المعارض السوري ورئيس تيار بناء الدولة حاليًا- في كتابه هذا تجربته كسجين، فقد ألقي القبض عليه عام 1984 وأطلق سراحه عام 1991 ليقضي سبع سنوات في المعتقل بلا محاكمة طبعًا! وهو يتحدث عن تجربته بطريقة تختلف عن "القوقعة" لمصطفى خليفة التي تفوح منها رائحة الدم والخوف، كما تختلف عن "بالخلاص يا شباب" لياسين الحاج صالح التي كانت تنظيرًا لحالة السجن وما بعد السجن، لؤي هنا يقف في منزلتين بين المنزلتين، إذ يكتفي بذكر القليل من الوقائع -رغم أنه بدأ كتابه بمقالة السلم التي نشرها في جريدة النهار واصفًا فيها إحدى طرق التعذيب والتي تعرض بعدها للمساءلة والمنع عن الكتابة- ويصف روائح السجن وعلاقته بالسجن والسجان وتفاعله معهما.
يستخدم لؤي حسين مصطلح الاستحباس (الذي استخدمه ياسين الحاج صالح أيضًا ولا أعلم من منهما أسبق في ذلك) وهي "مفردة نتاج طول سنوات السجن يطلقها السجناء على من يتماهى مع السجن ويبدأ يختل صوابه.." وهو أخذ لا يبالي بالأمور وصارت كلها سواء عنده، لأنه لم يعرف ولم يعتد وضعًا آخر سوى السجن طيلة سنوات، الأمر الذي سيجعله يواجه مشكلة في الخروج إلى العالم وعبور الشارع والتحذث إلى الباعة! كما أنه يفرق بين الطليق والحر، ولم يعد يرى نفسه حرًا بعد خروجه من السجن بل هو طليق، الحر يفعل ما يشاء كيفما يشاء وقتما يشاء وهو للأسف لا يتمتع بهذا الرفاه! أحد الأمور التي يلقي عليها الكتاب الضوء طريقة تعامل المعتقلين اليساريين واليمينيين مع حوادث السجن وذكرياتهم، فالأوائل يحتفظون بكل كبيرة وصغيرة في أذهانهم لأنهم سيحكونها لاحقًا لمن ينتظرهم في الخارج، بينما اليمينيون يحاولون نسيان هذه الذكريات التي قد تعيدهم إلى السجن ثانية، إن كتبت لهم يومًا فرصة النجاة منه! ولا ينسى حسين أن يذكر شيئًا عن التغرير بالشبان الذي يمارسه المثقفون "هل يدرك البعض الآن جريمة ثقافتنا التي زينت السجون لشبان في عمر الورود حين أطلقت على السجن اسم المعتقل لتضفي عليه تميزًا حلو المنال، وجعلت من ألمه متعة سمتها ضريبة النضال واعتبرت ذلك تضحية فأسموها ثقافة التضحية بدل ثقافة الانتحا والموت....." كما أنه لا ينسى الحديث عن خذلان "المثقفين الثوريين" للمعتقلين بعد خروجهم من السجن، فهو نفسه لجأ إلى غير واحد كي يساعده في إيجاد عمل له ورغم استطاعتهم إلا أنهم لم يفعلوا، ونال المساعدة من البسطاء والمثقفين "غير المشهورين" مثبتين إيمانهم بحق الحياة الكريمة أكثر من "الثوريين" التي لم تكن لديهم سوى شعارات براقة لاصطياد الضحايا!
هناك كلام كثير عن الحسين في الصحف يظهر موقفه الملتبس من الثورة السورية، وإن صدق هذا الكلام فلن يختلف هو عن المثقفين الذين انتقدهم!
هناك أخطاء لغوية واضحة (لا أدري لم يصر على استخدام لغة "أكلوني البراغيث"!) رغم تنويهه في البداية بعدم وجود خطأ لغوي أو إملائي وأن الخطأ الوحيد هو السجن.
Profile Image for Zainab.
114 reviews29 followers
April 10, 2014
لوهلة خيّل إليّ أن الكاتب يكتب بأسلوب تهكمي ساخر، لكن الحق أن كلماته وأسلوبه تنطق عن آلامه وأحاسيسه

لم يدخل السجن، بل دخل السجن إلى داخله وسكن وعشعش في زوايا روحه وفي كل محطة من حياته لذا تداخلت أحداث السجن ووقائعه بأحداث ما بعد السجن

الكرامة والذل، الحريّة والسجن، الأمل والموت، الوضوح والفوضى.. ومعانٍ كثيرة أخرى لا يُمكن أن نفهمها على حقيقتها ما لم نرى نقيضها


الكاتب يساري الفكر والتوجّه، نظرته ووصفه للأنثى تُثير الإشمئزاز، وفي بعض عباراته يبدو تائهاً حتى عن عقيدة يعتنقها.. وتجربة السجن أفقدته قيمة الجسد، فصار فقيد الروح والجسد معاً.. فأحسن إذ اختار عنوان مأساته "الفقد"
Profile Image for Nouran Rostom.
125 reviews104 followers
January 28, 2013
تاني كتاب أقرأه في " أدب السجون"
بعد " تلك العتمة الباهرة - لطاهر بن جلون"
شدني الكتاب في أوله.كان أسلوب السرد و الوصف قوي.

بعد كده حسيت بملل من التكرار و توهت ما بين السطور اللي وصف فيها حياته بعد السجن حسيته بيحكي عن كذا سيناريو محتمل لحياته بعد السجن مش لسيناريو واحد.و شوية يحكي عن و هو في السجن و شوية بعد ما خرج و بعدين يرجع تاني يحكي عن و هو في السجن !!
مفهمتوش بصراحة و ماتعاطفتش معاه لأني مش فاهمة قصته و لا ليه اتحبس بالنفصيل.
باختصار محبتش الكتاب :(
Displaying 1 - 4 of 4 reviews

Can't find what you're looking for?

Get help and learn more about the design.